مقالات الأعداد السابقة

بحوث في سيرة الخليفة الزاهد عمربن عبدالعزيز رحمه الله – الحلقة الأولی

الحمد لله رب العملين، والصلاة والسلام على الرسول الأمين، وعلى من تبعهم بإحسان ودعى بدعوتهم إلى يوم الدين. أما بعد:
فقد ناءت القافلة عن خير القرون، فقد طالت المدة وبعدت شقة الزمن، صارت العشرات مئات والمئات آلاف، ولا زالت تجري والناس يعملون للإسلام، ولا زالوا يؤمنون بيوم الإسلام الآتي والفتح المبين.
لا شك أن المسلمين استصحبوا أقواما آخرين، التي أثرت في حياتهم في بعض الجهات، وغيرت بثقافاتهم عادات المسلمين وقيمهم وسيرهم السياسي والحركي في كثير من البلدان، وإن كان هناك جماعات من المسلمين يسيرون على الخطوط التي خطتها لهم الشريعة الإسلامية وهم كثير والحمد لله.
فكان لا بد من تقديم صورة صافية للمعالم التي سار عليها ركب السلف الصالح – للجيل الحاضر والآتي من المسلمين، ليتعلم منها من لم يعلم سياستَهم الإسلامية الخالصة، وليزيد العالم علما.
كما حرضنا على هذا العمل ثواب الله فقد الجأنا إليها حالة ما يسمى بالسياسة الإسلامية الحاضرة، فإننا نجد أقواما وأشخاصا كثيرين يدعون السير بالإسلام والسياسة الإسلامية لكنهم عنها بعيدين.
ولد عمر بن عبد العزيز رحمه الله سنة إحدى وستين بمصر، وولاه الوليد بن على الملك على المدينة وهو ابن خمس وعشرين سنة، ثم استخلف بعد سليمان بن عبد الملك سنة التاسعة والتسعين لعشر مضين من صفر ، وتوفي في يوم الجمعة لخمس بقين من رجب سنة إحدى ومئة، عن تسع وثلاثين سنة وأشهر بخناصرة من دير سمعان من أعمال المعرة قريبة من حلب سوريا الشام، ودفن هناك، ولا زال ضريحه موجودا في ذلك المكان يزار،، وكانت مدة خلافته سنتين وخمسة أشهر وأربعة أيام.
قد كتب كثيرون عن الخليفة الراشد الزاهد عمر بن عبد العزيز رحمه الله ( جزاهم الله خيرا ) لكنها طبق العادة القديمة في كتابة تراجم الرجال، ونحن في هذه المقالة بخالص توفيق الله وعونه – اصطفينا الأخبار من أكثرهم رحمهم الله، وفصلنا الأمر، وميزنا كل كلام بعنوان يناسب الحال، ليجد القاري مطلبه بطريقة سهلة ويستفيد منها القادة في سياستهم والعباد في العبادة والزهاد في الزهد، والعلماء في حياتهم العلمية المباركة. إن شاء الله تعالى.
قال الإمام أحمد بن حنبل: إذا رأيت الرجلَ يحب عمربن عبد العزيز، ويذكر محاسنه وينشرها، فاعلم أن من وراء ذلك خيرا لهم، ان شاء الله تعالى. سيرة عمر لابن الجوزي: ص:۴۷. ط:
دار الكتب العلمية.
وقسمنا المقالة على أبواب: الأول في المعلومات العامة. الثاني: في ولايته على المدينة. الثالث: في مقامه مع من قبله من الخلفاء. الرابع: في خلافته. الخامس: في سياسته أيام الخلافة. السادس ميزات عهده الثلاثة: الأمن والاقتصاد والعدل. السابع: في خصائله الحميدة. الثامن: في رحلته إلى دار السعادة. التاسع: في تركته وأولاده. العاشر: في أقواله وأشعاره. وإليكم الباب الأول.
المعلومات العامة:
اسمه ونسبه: هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، وأمه: أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب بن نفيل من بني عدي بن كعب، ويكنى أبا حفص.
أبوه: قال ابن سعد: عبد العزيز بن مروان: كان ثقة قليل الحديث، وكان مروان بن الحكم قد عقد بولاية العهد لعبد الملك بن مروان وبعده لعبد العزيز بن مروان، وولّاه مصر، فأقره عليها عبد الملك، وثقل على عبد الملك مكانه، فأراد خلعه ليبايع لابنيه وليد وسليمان بالخلافة بعده، فمنعه من ذلك قبيصة بن ذُؤيب، وكان على خاتمه وكان مكرما مجلا، فكف عن ذلك، وتوفي عبد العزيز بمصر في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين، وبلغ الخبرُ عبدَ الملك ليلا، فلما أصبح دعا الناس، فبايع للوليد بالخلافة من بعده، ثم سليمان من بعد الوليد. ( )
أمه أم عاصم وقصة زواجها: عن ضمرة بن شوذب قال: لما أراد عبد العزيز بن مروان أن يتزوج أم عمر بن عبد العزيز – قال لقيمه: اجمع لي أربعمأة دينار من طيب مالي، فإني أريد أن أتزوج إلى أهل بيت لهم صلاح. قال: فتزوج أم عمر بن عبد العزيز ( ).
وعن عَبْد اللَّهِ بْن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَسْلَمَ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ يَعُسُّ الْمَدِينَةَ إِذْ أُعْيِيَ فَاتَّكَأَ عَلَى جَانِبِ جِدَارٍ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَقُولُ لِابْنَتِهَا: قُومِي إِلَى ذَلِكَ اللَّبَنِ فَامْزِقِيهِ بِالْمَاءِ، فَقَالَتْ: يَا أُمَّتَاهُ: أَوَمَا عَلِمْتِ مَا كَانَ مِنْ عَزْمَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمَ؟ قَالَتْ: وَمَا كَانَ مِنْ عَزْمَتِهِ؟ قَالَتْ: إِنَّهُ أَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى: أَلَّا يُشَابَ اللَّبَنُ بِالْمَاءِ فَقَالَتْ لَهَا: يَا ابْنَتَاهُ قُومِي إِلَى اللَّبَنِ فَامْزِقِيهِ بِالْمَاءِ، فَإِنَّكَ بِمَوْضِعٍ لَا يَرَاكِ عُمَرُ وَلَا مُنَادِي عُمَرَ، فَقَالَتِ الصَّبِيَّةُ: وَاللَّهِ مَا كُنْتُ لِأُطِيعَهُ فِي الْمَلَأِ وَأَعْصِيَهُ فِي الْخَلاءِ، وَعُمَرُ يَسْمَعُ كُلَّ ذَلِكَ، فَقَالَ: يَا أَسْلَمُ، عَلِّمِ الْبَابَ وَاعْرِفِ الْمَوْضِعَ، ثُمَّ مَضَى فِي عَسَسِهِ فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: يَا أَسْلَمُ، امْضِ إِلَى الْمَوْضِعِ فَانْظُرْ مَنِ الْقَائِلَةُ وَمَنِ الْمَقُولُ لَهَا، وَهَلْ لَهُمْ مِنْ بَعْلٍ، فَأَتَيْتُ الْمَوْضِعَ فَإِذَا الْجَارِيَةُ أَيِّمٌ لَا بَعْلَ لَهَا وَإِذَا تِيكَ أُمُّهَا، وَإِذَا لَيْسَ لَهُمْ رَجُلٌ، فَأَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَأَخْبَرْتُهُ، فَدَعَا عُمَرُ وَلَدَهُ فَجَمَعَهُمْ فَقَالَ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ يَحْتَاجُ إِلَى امْرَأَةٍ أُزَوِّجُهُ؟ وَلَوْ كَانَ بِأَبِيكُمْ حَرَكَةٌ إِلَى النِّسَاءِ مَا سَبَقَهُ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَى هَذِهِ الْجَارِيَةِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لِي زَوْجَةٌ، وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لِي زَوْجَةٌ، وَقَالَ عَاصِمٌ: يَا أَبَتَاهُ، لَا زَوْجَةَ لِي فَزَوِّجْنِي، فَبَعَثَ إِلَى الْجَارِيَةِ فَزَوَّجَهَا مِنْ عَاصِمٍ، فَوَلَدَتْ لِعَاصِمٍ بِنْتًا، وَوَلَدَتِ الِابْنَةُ بِنْتًا، وَوَلَدَتِ الِابْنَةُ عُمَرَ بْنَ عَبْدَ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ ” ( ). قال ابن الجوزي: قلت: هك‍ذا وقع في رواية الآجري، والصواب: فولدت لعاصم بنتا، وولدت البنت عمر بن عبد العزيز.
مولده: ولد سنة إحدى وستين بمصر، وهو القول المشهور في مولده، عن عبد الله بن داود: طلحة بن يحيى والأعمش وهشام بن عروة وعمر بن عبد العزيز ولدوا مقتل الحسين (يعني سنة إحدى وستين) وعن أبي اليقظان قال: ولد عمر بمصر سنة إحدى وستين، وقال عبد العزيز تسع وخمسين وكانت ولاية عمر سنتين وخمسة أشهر وخمسة عشر يوما( ). وقال الذهبي: ولد بالمدينة سنة ستين عام توفي معاوية أو بعده بسنة ( ) .
قال ابن كثير: ويقال: كان مولده سنة إحدى وستين بمصر، قاله غير واحد، وقال ابن سعد ثلاث وستين وقيل خمس وخمسين، والله أعلم.
عن الليث قال: بلغني أن عمران بن عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة كان يحدث، أن رجلا رأى في المنام ليلة ولد عمر بن عبد العزيز أو ليلة ولي شك أبوبكر – أن مناديا بين السماء والأرض ينادي: أتاكم اللين والدين وإظهار العمل الصالح في المصلين، فقلت: ومن هو؟ فنزل فكتب في الأرض ع م ر.
طفولته: وقال آدم بن إياس ثنا أبو علي ثروان مولى عمر بن عبد العزيز قال: دخل عمر بن عبد العزيز إلى اصطبل أبيه، فضربه فرس فشجه، فجعل أبوه يمسح الدم عنه ويقول: إن كنت أشج بني أمية إنك إذًا لسعيد.
و عن أبي قبيل: أن عمر بن عبد العزيز بكى وهو غلام صغير، فبلغ أمه فأرسلت إليه، فقالت: ما يبكيك؟ قال: ذكر الموت، فبكت أمه. وكان قد جمع القرآن وهو صغير. انتهى ( ).
شبابه: قد كان قبل الخلافة من أنعم الشباب عيشا، وأحسنهم لباسا حتى كان يلبس ثيابا تقوم عليه بثمان مائة دينار، كما ذكر ابن عساكر، وحتی ذكر ابن كثير عن العتبي أنه قال: “لم يكن حاسد عمر بن عبد العزيز ينقم عليه شيئا سوى متابعته في النعمة، والاختيال في المشية، وقد قال الأحنف بن قيس:الكامل من عُدت هفواته ولا تعد إلا من قلة”.    
لكنه مع ذلك كان يخاف الله، ولا يخرج من حدوده. عن أبي الأعيس قال: كنت جالسا مع خالد بن يزيد في صحن بيت المقدس، فأقبل شاب عليه مقطعات فأخذ بيد خالد فقال: هل علينا من عين؟ قال أبو الأعيس: فبدرت أنا فقلت عليكما من الله عين سميعة بصيرة، قال: فترقرقت عينا الفتى فأرسل يده من يد خالد وولّى، فقلت: من هذا؟ قال: هذا عمر بن عبد العزيز أخي أمير المؤمنين، ولئن طالت بك حياة لترينه إمام هدى ( ). في حاشية تاريخ دمشق هنا: وفي تهذيب الكمال: عين ناظرة وأذن سامعة.
زوجته فاطمة: كانت فاطمة رحمهاالله من أحسن النساء في عصرها، قال الزبير بن بكار حدثني العتبي قال: لما مات أبوه ( يعني عبد العزيز بن مروان ) أخذه عمه أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان فخلطه بولده، وقدمه على كثير منهم، وزوجه بابنته فاطمة، وهي التي يقول الشاعر فيها:
بنت الخليفة والخليفة جدها
أخت الخلائف والخليفة زوجها
قال: ولا نعرف امرأة بهذه الصفة إلى يومنا هذا سواها ( ).
أولاده: ابن سعد: فولد عمر بن عبد العزيز: عبدالله وبكرا وأم عمار، وأمهم لَميس بنت علي بن الحارث، وإبراهيم بن عمر وأمه أم عثمان بنت شُعيب بن زبّان، وإسحاق بن عمر ويعقوب وموسى، درجوا ( أي: ماتوا) وأمهم فاطمة بنت عبد الملك بن مروان، وعبد الملك بن عمر والوليد وعاصما ويزيدا وعبد الله وعبد العزيز وزبّانا وأمة وأم عبد الله وأمهم أم ولد. الكامل: ۵/۱۶۱. ط: دار المعرفة.
إخوانه:عن الزبير بن بكار قال: وولد عبد العزيز بن مروان: عمر بن عبد العزيز، وعاصما، وأبابكر، ومحمدا لا عقب له، وأمهم أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب. تاريخ دمشق: ۴۵/ ۱۲۸.
عزمه العالي: عن مزاحم قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: لقد رأيتُني وأنا بالمدينة غلام مع الغلمان، ثم تاقت نفسي إلى العلم، إلى العربية فالشعر، فأصبت منه حاجتي( ).
عن جويرية بن أسماء قال: قال عمر بن عبد العزيز: إن نفسي هذه نفس تواقة، وإنها لم تعط شيئا إلا تاقت إلى ما هو أفضل منه، فلما أعطيت الذي لا شيء أفضل منه في الدنيا (يعني: الخلافة ) تاقت إلى ما هو أفضل منها (يعني: الجنة). الطبقات الكبرى لابن سعد الزهري: ۵/ ۲۰۱.
تعلمه: قال الزبير بن بكار حدثني العتبي قال: إن أول ما استبين من رشد عمر بن عبد العزيز حرصه على العلم، ورغبته في الأدب، إن أباه ولي مصر وهو حديث السن يشك في بلوغه، فأراد أبوه إخراجه معه إلى مصر من الشام، فقال: يا أبةِ ! أو غير ذلك لعله يكون أنفع لي ولك؟ قال: وما هو؟ قال: ترحِّلني إلى المدينة فأقعد إلى فقهائها وأتأدب بآدابهم، فعند ذلك أرسله أبوه إلى المدينة، وأرسل معه الخدام، فقعد مع مشايخ قريش وتجنب شبابهم، وما زال ذلك دأبه حتى اشتهر ذكره ( ).     
عن الضحاك بن عثمان قال: أن عبد العزيز بن مروان ضم ابنه إلى صالح بن كيسان فلما حج أتاه فسأله عنه، فقال: ما خبرت أحدا اللهُ أعظم في صدره من هذا الغلام( ).
عن يعقوب بن سفيان قال: كان عمر بن عبد العزيز يختلف إلى عبيد الله بن عبد الله يسمع منه العلم، وكان صالح بن كيسان يلزمه الصلاة.
و قال عمر بن عبد العزيز: كنت أصحب من الناس سراتهم، وأطلب من العلم شريفه، فلما وليت أمر الناس احتجبت إلى أن أعلم سفساف العلم، فتعلموا من العلم جيده ورديه وسفسافه.
تربيته: عن سعيد ين عُفير قال: حدثني يعقوب عن أبيه: أن عبد العزيز بن مروان بعث ابنه عمر بن عبد العزيز إلى المدينة يتأدب بها، فكتب إلى صالح بن كيسان يتعاهده، فكان يلزمه الصلوات، فأبطأ يوما عن الصلاة، فقال: ما حبسك؟ قال: كانت مُرجِّلتي تُسَكِّن شعري، فقال: بلغ منك حبك تسكينَ شعرِك أن تؤثره على الصلاة، فكتب إلى عبد العزيز يذكر ذلك، فبعث إليه، عبد العزيز رسولا، فلم يكِلِّمْه حتى حلق شعره ( ). رحمهم الله، ما أحسنهم في تربية الأبناء، ورحمهم الله ما أقبلهم نصيحة الآباء.
شيوخه وتلامذته: حدث عن: عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، والسائب بن يزيد وسهل بن سعد واستوهب منه قدحا شرب منه النبي صلى الله عليه وسلم، وأم بأنس بن مالك (ورى عنه)، وحدث أيضا: عن سعيد بن المسيب وعروة، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، ويوسف بن عبد الله ( وهو صحابي صغير ) وكان من أئمة الاجتهاد والخلفاء الراشدين رحمة الله عليه. ( وقد لازم عبيد الله بن عبد الله بن عتبة. كما مر )
حدث عنه: أبو سلمة أحد شيوخه، وأبوبكر بن حزم، ورجاء بن حيوة، وابن المنكدر، والزهري، وعنبسة بن سعيد، وأيوب السختياني، حُميد الطويل، وصالح بن محمد الليثي، وابنه عبد العزيز بن عمر، وأخوه زبان، وابنه عبد الله بن عمر، وعمرو بن مهاجر، وغيلان بن أنس وكاتبه ليث بن أبي رُقية، ويحيى بن سعيد الأنصاري( ). وروی عنه الزهري وخلق غيرهم. رحمهم الله.
صورته: ذكر سعيد بن عُفير: أن عمر كان أسمر دقيق الوجه حسنه، نحيف الجسم، حسن اللحية، غائر العينين، بجبهته أثر نفحة دابة، قد وخطه الشيب. وعن إسماعيل بن علي الخطبي قال: رأيت صفته في بعض الكتب، أنه كان: رجلا أبيض دقيق الوجه، جميلا، نحيف الجسم، حسن اللحية، غائر العينين، بجبهته، أثر نفحة حافر دابة، فلذلك سمي، أشج بني أمية.
وقال الحكم بن عمر الرُّعيني: رأيت عمر وقد وخطه الشيب، ولم يخضب،و لا يحفي شاربه ).
قال ابن الأثير: وكان يقال له أشج بني أميه، كان قد رمحته دابة من دواب أبيه، فشجته وهو غلام، فدخل على أمه، فضمته إليها، وعذلت أباه ولامته حيث لم يجعل معه حاضنا، فقال لها عبد العزيز: اسكتي يا أم عاصم، فطوبى لك إن كان أشج بني أمية. الكامل: ۳/۲۸۱.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى