مقالات

بريد القراء

يُسعدنا تواصل قراء مجلة “الصمود” ليعربوا عن انطباعاتهم عن المجلة وموادها بما فيها المقالات والحوارات وحياة أبطالنا الشهداء، وكذلك عن إصدارات المكتب الإعلامي. فننتظركم بفارغ الصبر لتساهموا عبر بريد المجلة الإلكتروني ([email protected]) في هذا العمود الذي اقترح كثيرٌ من القراء إيجاده في المجلة.

ملحوظة: بعض الرسائل قد تحتوي أخطاءً لغوية أو كتابية، فيقوم فريق التحرير بتصحيحها دون تغيير محتواها.

وأول الرسائل التي نستعرضها هي من المحب في الله عبد الكريم. يقول في رسالته المفعمة بالحب والمشاعر الجيّاشة تجاه المجاهدين، والبراءة من العملاء والصليبيين:

(إلی القائمین على مجلة الصمود الإسلامیة، أقدم لكم تحیاتي الحارة، ولکم مني ألف شكر وامتنان علی ما تبذلون من جهود طیبة، مبارکة، ثمینة، في توعیة الأمة الإسلامیة بمقالات وتقاریر رائعة تنبع من الصدق و سلامة الإیمان. والله إن قلوبنا تنبض للإسلام والجهاد، ولکن الطرق مسدودة أمامنا. لم یبقَ لنا إلا تحديث النفس بالغزو والحنین إلی الجهاد ومعارکه الساخنة. إن لمجلة الصمود دورها الرائع في إثارة کوامن الحب الجهادي في نفوسنا. ولولا الصمود لکنّا محرومین من أخبار بطولات إخواننا الغیاری في معرکة الجهاد. نرجو الله لکم التوفیق والسداد في الأمور).

 

وهنا رسالة أخرى وصلت إلى مجلة الصمود (لم يذكر فيها المرسل اسمه)، حَوَت الكثير من العبارات الودية، والمشاعر الطيبة، يثني فيها على المجاهدين في سبيل الله، لاسيما الإعلاميين منهم، الذين ينقلون ما يجري على أرض الرباط والقتال من العمليات الساخنة البطولية. فيقول المرسل في رسالته:

(بارك الله في سواعدكم أيها الأبطال، لقد بذلتم في سبيل الله الغالي والنفيس، ومهما حاولنا جمع الكلمات والعبارات، فلن نوفيكم حقكم، سيما إخواننا الذين بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل الله.

أحبتنا في الله، يا من تواصلون الليل بالنهار لتوعية الشعب المسلم وترهقون أنفسكم، اعلموا: أنّ إصداركم الرائع الأخير الذي صورتموه بطائرة بلا طيار، والعملية القوية للاستشهادي البطل، نسأل الله أن يتقبله، كان من أقوى الإصدرات التي رأيناها، وإننا شاهدناه مرات ومرات، وندعو الله أن يوفقكم).

 

وقد أرسل أحد القراء مقالاً للشيخ ولي خان المظفر (الأمين العام للمجمع العالمي للدعوة والأدب الإسلامي) بعنوان: “أبابيل في صورة طالبان”، فلا غضاضة أن ننشره هنا:

(هذا من السنن الكونية، ومن مسلّمات العقل البشري، أنه لو فاز أحد برتبة ـ علمية كانت أو إدارية ـ، ولم يقم بواجبها حق القيام، ولم يؤدّها حق الأداء، فتلك الرتبة ستنسلخ من صاحبها وتطلب فرداً آخر لتستند إليه، فإذا قام ذلك الآخر بواجبها حقاً، فستبقى عنده، وإلا فستنسلخ من ذلك الثاني أيضاً وهلمّ جرّاً.

وهذا معلوم لدى الكل، أن الله سبحانه وتعالى شرّف المجاهدين الأفغان بفتح أفغانستان، واستردادها من أيدي الروس الجبابرة، وجعل المجاهدين سبباً في استقلال بلاد آسيا الوسطى المسلمة عن تلك الأيدي المشبوهة. فكأن الله تعالى منحهم أضعافاً مضاعفة على ما أرادوا، وعنده حسنة واحدة بعشر أمثالها ويضاعف لمن يشاء.

ولكنهم حينما فتحوا البلاد وفازوا بإخراج الأعداء من دولتهم، بدأوا يقتتلون فيما بينهم ويضرب بعضهم رقاب بعض، وكل واحد من الزعماء ما كان يرضى ويقتنع إلا بالرئاسة. وكأنه يُرى من تناطحهم أنهم جاهدوا لأجل الاقتدار والحكومة، ولم يجاهدوا لوجه الله سبحانه وتعالى؛ فحزن المسلمون كافة حزناً شديداً على هذه الثمرة الجهادية التي صار ريحها كريه وطعمها مرّ.

فـ(حكمتيار) يقتل عشرات المسلحين التابعين لـ(رباني)، ورباني يقتل كذلك، فأنهار الدماء تسيل، وأعراض المسلمين والمسلمات تُهتك، وبيوتهم تُدمّر، وحقولهم ومزارعهم تُحرق، ومواشيهم تُستهدف. فبلغت القلوب الحناجر، وظن الأفغان بالله ظنوناً، وكبرت البلية وعظمت، وزُلزِل الأهل والبلاد زلزالاً، وكما قال المتنبي:

وجرم جرّه سفهاء قوم ** فحلّ بغير جارمه العذاب

والشعب الأفغاني الجريح، اليتيم، الثاكل؛ متحيّر مندهش. يحسب كلَّ ليلةٍ؛ ليلةَ الموت، وكلَّ نهار؛ نهارَ القيامة، وبدأوا يصرخون: متى نصر الله؟ وأين نصرالله؟

فاستجاب لهم ربهم. فنصرهم نصراً عزيزاً بأن أرسل أبابيلَ قدرتِه إلى طواغيت الأفغان، الذين كانوا يفسدون في الأرض ولا يصلحون، الذين شوّهوا وجه الجهاد والمجاهدين وخلطوه بالتراب. وكانت هذه الأبابيل الكونية ترميهم بما يسّر الله لها من العتاد. الله أكبر ولله الحمد. وكأن المتنبي يقول فيهم:

أنا صخرة الوادي إذاما زوحمت ** وإذا نطـقت فـإنني الجـوزاء

فالمرتبة العليا التي فاز بها مجاهدي الأمس، انسلخت منهم؛ لأنهم ما قاموا بواجبها حق قيام، فانتقلت لأبابيل الله سبحانه وتعالى (طالبان).

وإذا أدّى الطالبان حق هذه المسؤولية الملقاة على أكتافهم، فسيكون التمكين لدينهم والاستخلاف والأمن والسلام لهم. وإذا غفلوا -لا سمح الله- عن هذا المسؤولية الكبرى فسيدخلون في زمرة الفاسقين.

فنرجو من أولياء الأمور في حركة طالبان أن يكونوا على يقظة ونشاط في إدارة البلاد، متّجهين كل التوجه إلى الله سبحانه وتعالى. ولتكن إرشادات القرآن الكريم نبراساً لهم ليل نهار؛ ليقدّموا نموذجاً ومثالاً للحكومة الإسلامية الخالصة للعالم في هذا الزمان. وليكن لسان حال كل مسلم:

علينا لك الإسعاد إن كان نافعاً ** بشق قلـوب لا بشق جيوب

ونسأل الله عز وجل أن يوفّقهم لكل ما فيه خير للإسلام والمسلمين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى