مقالات الأعداد السابقة
بشائر النصر
نايف محمد الحاشدي
بشائرُ النصر لاحت في دجى الظلم | تزفُّ في نورها البشرى لذي الهممِ |
بشائر النصر تدعو كل ذي شرفٍ: | يا طالب العزّ ثِقْ بالله واعتصمِ |
فالنصر آتٍ وقد لاحت كواكبه | رغم اشتداد ظلام الموج والخضمِ |
النصر آتٍ وقد لاحت كتائبه | – واهاً لهم- هُمْ ليوث الغاب والأجمِ |
من كلّ حرًّ سَمَا عن كل ناقصة | يَهْوي الشموخ قويًّ فارس وكَمِي |
هم فتية طهّر الإسلام أنفسَهم | بتوبة فارتووا من طيّب القيمِ |
يجدّدون لنا الإقدام حيث عفتْ | منه الرسوم وأضحى دارس العلم |
قد جَنّدوا سعيهم للدين ليس لهم | في غير نصرة هذا الدين من هممِ |
وجمّلوا سعيهم بالخير فاتسمت | بالمجد أخلاقهم والجود والكرمِ |
لا ينثنون لما يلقون من كَرَبٍ | دهياء معضلة تجري على سقمِ |
ولا يصدهمُ عن قصد غايتهم | ما نابهم أبداً من فارح عَمِمِ |
هُمُ الرجال إلى العلياء قد وثبوا | بقوة فهمُ في الناس كالنجمِ |
قد أدركوا بضياء العلم أنهمُ | أهلُ المكارم والتمكين في الأممِ |
وأن أنوار هذا الدين بالغة | لكل صِقعٍ بلوغ الفجر والعَتَمِ |
لن يبق سهلٌ ولا هدٌّ ولا جبلٌ | بل أي دار بأرض العرب والعجمِ |
إلا ودانتْ بدين الحق واتخذت | نوراً تشير به من أطيب الكلمِ |
إما بعزًّ يُعزّ الله من عَمُرَتْ | قلوبهم بجميل الذكر والحكمِ |
ومن تعامى عن الآيات في صلفٍ | أذلّه الله رب العرش بالنقمِ |
فأبشري أمتي يا خير من وطأت | أقدامهم في الثرى بالقادم البسمِ |
واستمسكي أبداً بالحق وانتصري | للحق كي تخرجي من حمأة الظلمِ |
عن غاية النصر لا تصغي لملهية | لا تعجزي عن طلاب العزّ لا تنمي |
واستنهضي العزم إن النصر مُرْتهنٌ | بالحزم والعزم لا بالرقص والنَّغَمِ |
متى يكن تُدْرِكُ الآمال أمتنا | طوبى لها ويعمّ الخيرُ في الأممِ |