مقالات الأعداد السابقة

بلبلة داعش في أفغانستان والأهداف الخفية وراءها..حوار إذاعة parstoday مع الشيخ ذبيح الله مجاهد

السؤال: منذ مدّة اتسعت الهجمات الضارية في كابول، وزاد الطين بلّة أن الأماكن المقدّسة والمساجد لم تكن في مأمن من الهجمات الانتحارية، كما استهدف مسجد الزهراء ليلة الخميس في منطقة دشت أرتشي بكابول بهجوم إرهابي حصد أرواح الأبرياء، وأعلن “داعش” مسؤوليته عن هذا الهجوم. وكنتم قبل ذلك تنكرون وجود داعش في أفغانستان، لكننا الآن نرى هذا التنظيم يقوم بعمليات كبيرة في كابول. ما تحليلكم لهذا؟

ذبيح الله مجاهد: نعم نحن أيضاً سمعنا عن الهجمات الضارية والوحشية التي حدثت في الأماكن المقدّسة بكابول في شهر رمضان المبارك، وأعتقد بأنّ هذه العمليات من تخطيط الدوائر الاستخباراتية التي أوكلت إليها مهمّة إشعال الخلاف والشرخ الديني والمذهبي في أفغانستان. وتحليلنا بأنّ داعش يعلن مسؤوليته عن هذه الهجمات، لكنّ التخطيط والحماية يكون بيد الدوائر الاستخباراتية التي تساند هذه الجماعة.

وأيدي الأمريكان متورطة في هذه الهجمات بشكل واضح كوضوح الشمس في رابعة النّهار؛ لأنّ الشعب الأفغاني لم يرضى بظاهرة الدواعش في أفغانستان ووقف أمامها، كما تصدى مجاهدو الإمارة الإسلامية -بمساعدة الشعب الأفغاني- لهم. وأعلن “داعش” عن وجوده شرقي البلاد، فقاتلهم أبطال الإمارة الإسلامية. وعندما وصل الأمر لقمعهم بشكل تام، جاءت طائرات المحتلين لمساعدة الدواعش، وقصفت المجاهدين وعوام المسلمين الذين كانوا يساعدون المجاهدين. ولهذا السبب وذاك لم يُقمع الدواعش بالكامل في أفغانستان وأخذوا أهبتهم من جديد للقتال.

ويتّضح من هذا بأنّ أمريكا تقف وراء “داعش”، وثبت هذا الأمر في العراق، حيث أوقدوا نيران الحروب بين المذاهب، ففجّروا المساجد والمقابر والمناطق الآهلة بالسكّان. ويريدون الآن إثارة الفتن بين النّاس والقضاء على شعيرة الاعتصام والوحدة الإسلامية بين الشعب الأفغاني المسلم بتكرار تجربة العراق في أفغانستان أيضاً؛ لأنهم الآن موجودون في أفغانستان ويملكون الاستخبارات وجميع الإمكانات ويهيئون أرضية هذه الفتن، وإنْ كانوا على يقين بأنّ داعش في أفغانستان أضعف ممّا يُتصوّر، إلا أنّ الجرائم الكبيرة قد يمكن اقترافها بجماعة مكونة من 3 أشخاص ولكنّ المخطط والمدبّر لأمور الدواعش في أفغانستان هم الأمريكان لا غير.

 

السؤال: الهجوم الكبير الذي نُفّذ بصهريج مفخخ وخلّف زهاء 500 ما بين قتيلٍ وجريحٍ في العاصمة كابول أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن تنفيذه، ولكنّ إدارة الأمن الأفغانية ادّعت بأنّ هذا الهجوم نفّذته جماعة الحقاني بحماية آي إس آي، ما رأيكم حول هذه القضية؟

ذبيح الله مجاهد: في الماء العكر بإمكان الجميع أن يصطاد ويجرّب حظّه، ونحن قمنا بالتنديد بهذه الهجمة العمياء سابقاً، ونندّدها الآن مرّة أخرى؛ لأنّها لم تكن تستهدف هدفاً واضحاً. أمّا ما تدعيه إدارة كابول فهي تتطلع من خلالها إلى تحقيق مطامعها وأهدافها الخاصة، وتسعى بأن تواسي الشعب في مثل هذه الأوضاع المزرية وتكتسب شعبية وتهاجم الإمارة الإسلامية بكل وسيلة كي تشوّه صورتها؛ لأنّ المانع الأساسي والقوة الوحيدة التي تردعهم هي الإمارة الإسلامية. ولهذا تستهدفها الحكومة العميلة ثمّ تتهم بعض الحكومات الأخرى كي تفضحنا بزعمها، وتعكّر استقلالنا وحريتنا ولكننا نصرّح مرة أخرى بأنّ المجاهدين لم يكونوا وراء هذه العملية.

والحكومة مضطرّة أن تتهمنا؛ لأنها تريد أن تلقي الستار على هزائمها المتكررة وعجزها وضعفها، وتتظاهر أمام الشعب بأنّ وراء هذه العملية بلاد أجنبية أو مخابراتها، مع أنّ هذه العمليات تتكرر دائماً؛ وسببها فشل وضعف الاستخبارات والإدارات الأمنية بكابول التي تتحرك بإشارة الأجانب. وأعتقد بأنّ أمريكا تساند بعض الحلقات والأفراد في كابول لتنفيذ مثل هذه الهجمات وتخطط لها.

 

السؤال: حاكما ولايتي غور وكونر يدعيان بأنّ تنظيم “داعش” في طور النموّ في هذه الولايات، وجذب إليه أفراداً وأشخاصاً. ومن ناحية أخرى سيطر “داعش” في ولاية ننجرهار على مناطق واسعة، ويسعون للوصول إلى توره بوره. وحكومة أفغانستان تدّعي بأنّها تقتل يومياً العشرات من أفراد “داعش”، فلماذا لا ينتهي “داعش” مع ذلك؟

ذبيح الله مجاهد: قلتُ آنفاً بأنّ أمريكا وراء هذا المشروع حيث تساعد هذا التنظيم مالياً ودعائياً، فليس هذا التنظيم كبيراً بالقدر الذي يهوّله الإعلام الأمريكي والغربي، كما أن زمام هذا التنظيم بأيدي الاستخبارات الأمريكية. وتعرفون بأنّ حكومة أفغانستان الحالية ليست مستقلة وحرّة، فبإمكان أمريكا أن تنصّب الولاة والقياديين. وفي الحقيقة نحن ننفي تواجد داعش في ولاية كونر فالمجاهدون منتبهون لهذا الأمر حتى لا يتسرّب “داعش” هنالك، والمناطق التي بأيدينا لن يصل إليها “داعش” ولا قدرة له على ذلك. وأمّا في منطقة غور فيوجد قائد لدوستم وهو الآن غاضب من الجنرال دوستم ومن حكومة كابول، ويدّعي بأنه من تنظيم داعش، وسيطر على قرية وأوجد أواصر هنا وهناك، ولكن ليس لداعش وجود رسمي هنالك، كل وجود داعش في هذه الولاية يقتصر على وجود هذا القائد المليشي الذي يُسانَد من قبل حكومة كابول، وقد حاصر مجاهدو الإمارة الإسلامية هذه القرية إلا أنهم حتى اللحظة لم ينفّذوا عملية ضدّ هذا القائد، وسنخطط فيما بعد لذلك، فهذه المشكلة ليست كبيرة.

وثالثة الأثافي ثمة مناطق جبلية وعرة في ولاية ننجرهار خالية من السكّان، جاءت شرذمة قليلة وتدعي بأنها من جماعة الداعش، وقد وصلنا إلى حقيقة بأن هؤلاء أجندة للمحتلين؛ لأنّ الأهالي يشهدون بأنّ طائرات المحتلين تساندهم، وعندما يريد المجاهدون بأن يقتلعوا هذه الفتنة من جذورها يجدون طائرات المحتلّين ومروحياتهم تأتي لمساعدة “داعش” فتقصف خنادق المجاهدين وتمنع المجاهدين من التقدّم. ولاغرو بأنّ التقدّم في هذه المناطق الوعرة صعبٌ للغاية، فنضطرّ بأن نغير تكتيكاتنا وننقذ أنفسنا، وهذا الأمر يتسبب ببقاء جذور للدواعش في المنطقة. كل هذه الأمور تدلّ بأنّ أمريكا تسعى جاهدة للإبقاء على فتنة الدواعش في المنطقة، فهي تقوم بالدعايات لهم عبر وسائل الإعلام وتهوّلهم. ولكن واجبنا وواجب الشعب بأن نقوم أمام هذه الفتنة، وكما قمنا أمام المحتلين سنقوم ونصمد أمام هذه الفتنة. والحقيقة الواضحة هي أنّ هذه الفتنة لن تنتهي تماماً مادام المحتلون موجودون في البلاد؛ لأنّ الدواعش يتمتّعون بالمساعدات الجوية وكذلك وسائل الإعلام تهوّلهم، وتدّعي لصالحهم.

وإنّ أمريكا والنيتو يقومان بهذا العمل ليكون الدواعش مبرّراً لتواجدهم في أفغانستان، ولأهداف أخرى، منها: إشعال الخلافات العصبية والتناحر فيما بين المذاهب في المجتمع الأفغاني كما فعلوا في البلاد العربية ونغّصوا حياة الشعوب المسلمة، وهم يسعون لتهيئة أرضية هذه الخلافات في أفغانستان، فما جاءوا إلى أفغانستان إلا لأجل هذا. والاحتلال الأجنبي إذا انتهى فستنتهي معه فتنة الدواعش؛ لأنّ أمريكا أمّ الفِتن، ولو خرجت من بلادنا فإنّ قمع الدواعش عمل يوم لنا أو أقل من ذلك. ولكن وجود المحتلين على ثرى وطننا ومساندة زعماء الحكومة لهم، يعرقل الأمر لنا.

 

السؤال: عندما ألقت أمريكا “أمّ القنابل” في ولاية ننجرها، ادّعت بأنها ألقتها على الكهوف التي يلجأ إليها الدواعش، وقتلت ما لا يقل عن 100 داعشي فيها، ما رأيكم في هذا؟

ذبيح الله مجاهد: لقد حقّقنا ووصلنا إلى معلومات حول ذلك، وكما قلتُ آنفاً إنّ هؤلاء يطبّلون ويزمّرون لصالح الدواعش ويهوّلون ذلك، ولم تكن هذه القنبلة بذلك التهويل الذي ساد خبره في الإعلام، فقد دمّرت في الداخل فقط مقدار 1 كلم، والأفغان رأوا في الاحتلال السوفييتي قنابل أفتك من هذه الأخيرة، فالسوفييت استعملوا قنابل دمّروا بها قرى بأكملها في قندهار. وعلى أية حال فإنّ تسمية هذه القنبلة بأمّ القنابل كان دعاية لا غير، كما أنهم لم يقدّموا أي شواهدٍ على ما قالوا، ولأنّ الكهف الذي ادّعوا تخريبه دُمّرت بوابته فحسب، وبقي داخله سالم لم ينهدم وصالح للاستخدام والاستفادة. وفي الحقيقة هؤلاء إنّما يريدون بقاء داعش في أفغانستان كي يستفيدوا منه لصالحهم، ومسؤولية الأفغان أن يتّحدوا الآن جميعاً لطرد الاحتلال من أفغانستان فإنّ الاحتلال رأس الفتنة في الوقت الحالي.

 

السؤال: لقد كرّر الحاج ظاهر قدير (نائب برلمان أفغانستان) مرات عديدة بأن الدواعش يموّلون من قبل الأجانب، وينتقلون من مكانٍ إلى مكان آخر بواسطة الطائرات الأجنبية، وقبل أيام أفشى في البرلمان الأفغاني بعض الحقائق بأنّ الدواعش يُساندون ويحمون من قبل بعض الزعماء، وتصل إليهم شاحنات مملوءة بالسلاح والذخائر، ووفق قوله ثمة جهود لتوسيع وجود داعش في جميع ولايات أفغانستان، فهم سيطروا على مناطق مهمة كتوره بوره، ومع عبورهم من لغمان ولوجر يريدون أن يطوّقوا الحصار على كابول. وحذّر قائلاً: إذا لم تتخّذ الحكومة قراراً مناسباً لقمع هؤلاء، فإنّ الولاية الشرقية ستضطرّ بأنّ تدخل الميدان وتكافح الدواعش. ما رأيكم حول هذا؟

ذبيح الله مجاهد: هذه الأقوال صحيحة إلى حدٍ ما؛ لأنّ الحاج قدير من ولاية ننجرهار وهو على صلة بالمواطنين. وقلتُ آنفاً بأنّ المواطنين الذين رأوا الدواعش عن قرب، يقولون بأنّ الدواعش يُسانَدون -لا سيماً بالطائرات- وإنّ مستشاريهم يأتون من كابول، وأعطتهم إدارة الأمن تخطيطات لهجمات كابول، المواطنون يقولون هذا. ونحن نشعر بأنّ إدارة كابول ضعيفة والمحتلّون انهزموا أمام المجاهدين، ولأجل ذلك يريدون أن يفتحوا أمام المجاهدين جبهة جديدة، أرادوا ذلك، من قبل، بعملائهم ولكن انهزموا. والآن يريدون أن يسوّغوا للدواعش -بغطاء ديني- الوقوف أمام المجاهدين، ويحرّضوا الدواعش في مناطق مختلفة ضد المجاهدين؛ حتى يشتتوا تركيز المجاهدين ويفرقوهم على جهاتٍ مختلفة بدل التركيز على عدوّ واحد.

هذه خطة أمريكا والإدارة العميلة، فاستخبارات أمريكا تملي هذه الأمور على الأمن الوطني بكابول كي ينفّذها. والانفجارات الضخمة التي حدثت في كابول ليس بإمكان داعش أن ينفّذها لوحده وهو بحاجة ماسّة إلى مساندة القوات الاستخباراتية.

وكما قلتُ فإنهم في ولاية غور جعلوا قائداً لدوستم ينوب عن الدواعش في أفعاله المشينة في إحدى القرى. وبالجملة هم يريدون أن يفتحوا جبهات مختلفة أمام المجاهدين في آنٍ واحد، ونحن نعاهد الله ونطمئن شعبنا بأنّنا مثلما قمنا وصمدنا أمام المحتلين سنقوم في وجه كل فتنة تشعل فتيل الخلافات العصبية والمذهبية والقومية وتتحرك بإشارة الأجانب، فلا فرق بين هذه الفتنة وفتنة الاحتلال، نقاتل الجميع سواسية، وأياً من كان وراء هذه الفتنة سواء أمريكا أو حكومة كابول، فإننا بمساعدة الشعب الأفغاني سنقضي على جميع هذه المؤامرات.

وسترون في الأيام القادمة في ولاية ننجرهار تطورات كبيرة. ولو وقفت أمريكا وكانت سنداً للدواعش فإنها في الحقيقة تخلق المشاكل للشعب الأفغاني، ولكنّ الشعب الأفغاني لن يسمح بأن تتسرب هذه الفتنة إلى ولايات أخرى. وبالجملة فإنّ عقيدة داعش تتناقض مع عقيدة الشعب الأفغاني المسلم.

 

السؤال: بما أنّ الطالبان يقاتلون القوّات المحتلة والأفغانية من جهة، ومن جهة أخرى يقاتلون “داعش”، فماهي خططكم لإدارة جميع هذه الجبهات؟

ذبيح الله مجاهد: لقد كنّا طيلة السنوات الـ 16 الماضية مشغولين في جبهات متعدّدة، ففي البداية كان الأمريكان، ثم انضمّ إليهم اتحاد الشمال ومليشيا دوستم، ولمّا انهزموا جميعاً أمامنا، أوجدوا فتنة جديدة باسم (الأربكي أو الصحوات)، ولمّا خمدت فتنة المليشيا، خلقوا فتنة أخرى في غزني وشولجر وطبّلوا لها وزمّروا، فانهزموا، وأخيراً خلقوا فتنة جديدة باسم “داعش”.

وكما استطعنا في السنوات الـ 16 الماضية، بالتوكّل على الله سبحانه وتعالى وبمساعدة الشعب الأفغاني، أن نهزم العدوّ، فإننا لقادرون فيما بعد أيضاً على هزيمة العدوّ والقضاء على المؤامرات الجديدة. وكما أسلفت فإن شعبنا يمقت فتنة العصبيات القومية والمذهبية ويقف أمامها بكل ما أوتي من قوة، والآن هم يشعرون بالمسؤولية بعدما أفتاهم العلماء بأن يقوموا أمام هذه الفتنة بجانب الإمارة الإسلامية.

وأقول مرة أخرى بأنّ أمّ الفتن ومصدرها في أفغانستان هو وجود المحتلين الذين أخرجوا الأراضي والوسائل عن تحكم الأفغان، فكل مشكل يطرأ على الساحة لا يمكن التحقيق حوله من الناحية الاستخباراتية والجوّية؛ لأنّ جوّنا واستخباراتنا ليست في يد الأفغان.

 

السؤال: يرى كثير من الخبراء الأمريكيين بأنّ أمريكا هي المسؤولة عن استمرار الحرب في أفغانستان. والآن تريد أمريكا أن تعلن استراتيجيتها الجديدة في أفغانستان، وقيل بأنّ هذه الإستراتيجية ليست خاصة ومتركزة على أفغانستان، بل من أيّ مكان أحسّوا بالخطر أو هوجموا سيردّون عليه، ووفق هذه الإستراتيجية الجديدة يريدون إرسال 5000 جندي إضافي إلى أفغانستان، ما رأيكم حول هذا؟

ذبيح الله مجاهد: لقد تعوّدنا طيلة السنوات الـ 16 الماضية على استراتيجيات أمريكا المتعدّدة. أمريكا تتآمر وتخطط مخططات واستراتيجات مختلفة لبقائها في أفغانستان، ولكن لنا خبرتنا ومقاومتنا، فمثلما انهزموا طيلة السنوات الـ 16 الماضية سينهزمون، طال بهم الأمد أو قصر، ولو أرسلوا جنوداً إضافيين فسيكون الفشل والهزيمة حليفهم؛ لأنّ الشعب الأفغاني سيقوم ضدهم بعزم جديد، وخير شاهد على ما نقول وقوفنا بأيد فاضية أمام هذه القوات المدججة بأفتك أنواع الأسلحة، وإنّ عزم الأفغان سيكون أشدّ وأمتن، ولو تزايد عدد القوات الأجنبية في أفغانستان فسيكون للشعب الأفغاني رد الفعل الحاسم.

إننا نرى أنّ إرسال مزيد من الجنود الأمريكيين إلى أفغانستان، هو لأجل السياسات الأمريكية المثيرة للحرب واستمرارها. وكما قلنا سالفاً بأنّ الأمريكان ليسوا أهل عقل ومنطق ومفاوضات، بل يريدون الحرب، ويريدون بأن يظهروا قوتهم في المنطقة ويفتلوا عضلاتهم، ونحن مضطرّون أن نستمر في جهادنا ونقصم ظهرهم، ونبيد جبروتهم وصلفهم. صدّقوني لو تزايد عدد جنودهم فسنكمن لهم ونكون لهم بالمرصاد، وستتزايد خسائرهم المالية والروحية، وقد تطول الحرب، ولكن لن تغيّرنا ولن تزعزع عزمنا وإرادتنا.

والمسألة الأخرى هي أن لأمريكا إستراتيجية خطيرة تجاه المنطقة، فمن الطبيعي أنهم يستفيدون من أفغانستان كقاعدة لهم لاستهداف البلاد الأخرى. وأعتقد بأن البلاد المجاورة والمنطقة شعرت بمؤامرات أمريكا، وباتت تعرف بأنّ المحتلّين لو بقوا في أفغانستان واستقروا فيها لعمّت الفوضى في المنطقة، فيلزم على البلاد المجاورة أن تحمي مطالب الشعب الأفغاني وأن تعرف أن أفغانستان إن تعرّضت للضرر، فستضرر هي أيضاً، وعليها أن تحمي كل فعل يردّ ويقمع التواجد الأمريكي.

على أية حال، الأفغان سيستمرّون في قتالهم ونضالهم وجهادهم والدفاع عن دينهم ووطنهم، وإنّ الإستراتجية الأمريكية ستفشل وتنهزم إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى