مقالات الأعداد السابقة

بلدية كابول في ظل الإمارة الإسلامية

جعفر المهدوي

 

لا شك أنّ أداء بلدية كابول في ظل الإمارة الإسلامية -تحت إشراف المولوي عبد الرشيد- لم يسبق له نظير، وهو أداءٌ يستحق الثناء في التنفيذ الجريء العاجل لمشاريع  البنى التحتية، بهدف تحويل مدينة كابول الجميلة والتاريخية إلى مدينة حديثة تعتمد على المعايير الدولية للنظام الحضري.

تتضح إنجازات البلدية لنا أكثر إذا قارنا بين هذه المشاريع التي تم إكمالها ومداها وسرعة عملها وشموليتها، دون مساعدة ودعم خارجي وبإيرادات بلدية كابول فحسب؛ وبين ما قامت به الإدارة الفاسدة الفاشلة الجائرة لبلدية كابول في النظام السابق، حيث نجد الأخيرة أنها رغم إيراداتها اليومية ومئات الملايين من الدولارات التي تصلها من الدعم الأجنبي، لم تكن لديها حتى الإرادة والقدرة على تتظيف القمامات من ساحة بلدية كابول نفسها، فضلاً عن غيرها من المناطق!!

 

مؤخراً اتهمت صحيفة “غارديان” الإنجليزية، بغير حق، في تقرير حديث لها، إدارة بلدية كابول بالتمييز ضد قوميتي الطاجيك والهزارة في مناطق تقطنها هاتان القوميتان، من خلال تدمير المنازل وعدم دفع تعويضات المُلكية وما إلى ذلك!

يبدو أن هذا التقرير تمّ إعداده بناءً على معلومات مفبركة وغير كاملة. والحقيقة أن خلال السنوات الثلاث الماضية لستُ أنا فقط كأحد سكان كابول، بل الملايين من المواطنين الذين يعيشون في هذه المدينة شهدوا أن جميع عمليات التخطيط وتنفيذ مشاريع البنى التحتية والقوانين والإجراءات تم القيام بها من دون أي تمييز عرقي أو طائفي أو مناطقي، خالصة على أساس المعايير والمقاييس الفنية، بهدف تحويل كابول إلى مدينة حديثة ذات إمكانيات متقدمة لجميع المواطنين. ونظراً إلى هذا، تم تنفيذ مشروع الطرق داخل وخارج كابول في كافّة المناطق والأقضية، بما في ذلك مناطق البشتون والطاجيك والهزارة، كما تمت إزالة المنازل والممتلكات التي تقع في مسار الطرق في أطر واضحة وقانونية، وقد تم دفع تعويضات مالية على المُلكيات لأصحاب العقارات أياً كانوا.

على سبيل المثال: أعلم جيداً أن تعويضات مالية دُفِعَت لأصحاب العقارات في شارع «شهداي معارف» إلى مدينة «أميد سبز» (المنطقة 13)، والجسر المحروق في مفترق طريق «بل سرخ» (المنطقة 6) بعد إزالة ممتلكاتهم، كما حصل بعض المالكين -باعترافهم- على مبالغ أعلى من قيمة ممتلكاتهم القديمة، في بعض الحالات، مع مراعاة عدم اكتمال الوثائق القانونية.

أما الملاك الحقيقيون الآخرون (أصحاب وثائق الملكية) لعقارات طريق كوتل خيرخانه (المنطقة 15) وشيربور كابول، فقد حصلوا على كافة الحقوق المادية كتعويضات على المُلكية.

لا شك أن النجاحات الباهرة وغير المسبوقة التي حققتها بلدية كابول تعدّ أحد مظاهر القدرة العالية لإمارة أفغانستان الإسلامية في إنشاء وتطوير وتوسيع البنى التحتية الاقتصادية للبلاد.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى