کلمة اليوم

بلطجیة القصر الرئاسی، وتعليق آمالهم على جوبايدن!

بعدما قُتل وجُرح أكثر من 100 موظف إثر تعرض مركز المخابرات الحربية التابع لإدارة كابل في أيبك، عاصمة ولاية سمنجان، في هجوم استشهادي شنه المجاهدون؛ أعلنت إدارة الأمن الوطني (NDS) المزعومة التابعة للإدارة کابل مرة أخری عن تأهبها واستعدادها لشن حرب دموية ضد المجاهدين.

وفي سياق آخر: فإن “رشيد دوستم” النائب السابق لحاکم القصر الرئاسي، والقائد المهزوم لمليسشات (كيلم جم) المرتزقة، وأمير الحرب، ومرتكب الجنايات الحربية والأخلاقية، الذي أُقِيم له اليوم حفل الترفيع إلى رتبة “مارشال” المزيفة، أدلى أيضا بمثل تلك التصريحات.

هذه التصريحات تأتي بعد مساعٍ مضنية يقوم بها مسؤولو القصر الرئاسي منذ فترة طويلة لتعويق مساعي السلام، ويحاولون القضاء عليها، على أمل أن يغيِّر الأمريكيون (كما يتصورون) سياستهم تجاه السلام في المستقبل القريب، ويعاودوا احتلال أفغانستان، حتى تتمكن دمى كابل في الاستمرار في السلطة بهذه الحيلة، وحتى يواصلوا قتل الأفغان مقابل الدولارات.

بداية فيما يتعلق بتصعيد الحرب، تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يطلق فيها دمى كابل تهديدات (نضرب رؤوسهم ونسيطر على معاقلهم) ولكن قبل هذا أيضا، دأب هؤلاء الجناة المنهزمون على التفوه بمثل تلك التهديدات الحربية المجرمة.

فقبل فترة أصدر حاکم القصر الرئاسي أشرف غني أوامر العمليات الهجومية ضد المجاهدين، لكنه لم يجن منها سوى استقبال توابيت الجنود الموالين له كل يوم، وعملية سمنكان أحدث مثال على ذلك .

لذا فإن تهديدات الجنرالات المهزومین ومرتزقة “بلاك واتر” الاستخباریین ستكون سبب تدمير أنفسهم فقط، و لا يستطيعون أبدا إيذاء المجاهدين (إن شاء الله)، والمجاهدون ليسوا خائفين من ثرثرة البلطجية المهزومين.

ثانياً: إن المسؤولين في “أرك” يعرقلون عملیة السلام على أمل أن تؤدي الانتخابات الأمريكية القادمة إلى تغيير يضمن لهم بقائهم السياسي و تمديد فترة حکمهم المزيف، ولكن يبدو أن هذا الأمل أيضاً قد تحطم بعد تصريحات جو بايدن الأخيرة.

جو بايدن هو المنافس الرئيسي لدونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، وقد صرح خلال إحدى مقابلاته بكل بوضوح أنه لا يبالي بما عليه الوضع في أفغانستان، وأن مسؤوليته حماية المصالح الأمريكية وسحب قواته من حرب لا معنى لها.

وأضاف بايدن: “إذا وصلت طالبان إلى السلطة بعد انسحاب القوات الأمريكية، فلا شأن لنا به، مسؤوليتنا هي حماية شعبنا ومصالحنا الوطنية”.

قد تكون تصريحات جو بايدن قد حطمت آمال قاطني القصر الرئاسي “أرك” ، الذين يعملوا بكل وقاحة وبلا كلل لمنع السلام.

لقد حاولوا ويحاولون عرقلة عملیة الإفراج عن السجناء بشتى السبل، ويتجنبون المحادثات بين الأفغان، ویقمون بالهجمات ویشنون الغارات الجوية، ويطلقون الصارویخ والقذائف، ویحاولون السيطرة على الأراضي، وقتل وتعذيب وعامة الناس باسم طالبان، ويتركبون أنواعاً من الجرائم والفجائع، لكنهم رغم ذلك كله يحمِّلون المجاهدين مسئولية التصعيد واشتداد القتال.

أما المجاهدون فإما في حالة دفاع، وإما في حالة رد عدوان المعارضین للسلام، يقومون بسلسلة من العمليات لإزالة العقبات، والتي في معظمها لا تتعارض إلى حد كبير مع الاتفاقية. لذا فإن بلطجية القصر الرئاسي نظراً لتصريحات “جوبايدن” يبدون في حالة مزاجية لشن حرب هجومية جديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى