بمَ يُلهون شبابنا؟
أبوغلام الله
قد يسأل سائل عندما يرى عناية الغربيين المتزايدة نحو الشباب المسلمين، لا سيما الأفغان، ويقول: لم يحترقون لأجل هؤلاء الشباب، مع أنّهم أثبتوا في احتلالاتهم لبلدان المسلمين أنهم أفتك من الوحوش الكاسرة، يصبّون جام حقدهم وغضبهم بالقصف والتدمير على المناطق الآهلة بالسكّان، وعلى المدنيين الأبرياء، فلا يرحمون شيخًا فانيًا في العمر بيده المسبحة في المسجد، أو طفلًا رضيعًا نائمًا في المهد؟!
تُرى! لماذا يخافون على الشباب حقوقهم المهضومة، وعلى الفتيات المسلمات حقوقهنّ الضائعة والمهدورة!
ليس وراء ذلك إلا إغواء الشباب والشابات وإضلالهم.
يقول الأديب الأريب مصطفى صادق الرافعي -رحمه الله- عن الشباب المسلمين: “ويزعمون أن هذا الشباب قد تـمَّت الألفةُ بينه وبين أغلاطه، فحياته حياة هذه الأغلاط فيه. وأنه أبرع مقلِّد للغرب في الرذائل خاصة؛ وبهذا جعله الغرب كالحيوان محصوراً في طعامه وشرابه ولذاته.
ويزعمون أنَّ الزجاجة من الخمر تعمل في هذا الشرق المسكين عمل جنديٍّ أجنبي فاتح… ويتواصَوْن بأنَّ أولَ السياسة في استعباد أمم الشرق، أن يترك لهم الاستقلال التام في حرية الرذيلة… ويقولون: إنه لا بدَّ في الشرق من آلتين للتخريب: قوة أوربا، ورذائل أوربا.
إن هذا الشرق حين يدعو إليه الغرب، (يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ). [الحج: 13]. لَبئس المولى إذا جاء بقوته وقوانينه، ولَبئس العشير إذا جاء برذائله وأطماعه”.
ويقول أيضًا: “وقد عرفنا أن في السياسة عجائب منها ما يشبه أن يلقى إنسان إنسانا فيقول له: يا سيدي العزيز، بكل احترام أرجو أن تتلقى مني هذه الصفعة… وفي السياسة مواعيد عجيبة: منها ما يشبه غرس شجرة للفقراء والمساكين والتوكيد لهم بالإيمان أنها ستثمر رُغفاناً مخبوزة… ثم بعد ذلك تطعَّم فتثمر الرغفان المخبوزة حشوُها اللحم والاِدام.
وفي السياسة محاربة المساجد بالمراقص، ومحاربة الزوجات بالمومسات، ومحاربة العقائد بأساتذة حرية الفكر، ومحاربة فنون القوة بفنون اللذة. ولكن لو فهم الشباب أن أماكن اللهو في كل معانيها ليست إلا غدراً بالوطن في كل معانيه!”.
وأعداء الله يدركون أكثر من غيرهم أنّ تدمير فطرة المرأة أقصر طريق لانهيار المجتمع كله وقد قال قائل: “كأس وغانية أشدّ على أمة محمد من ألف مدفع”، وهذا ما أراده المحتلون أثناء وجودهم في أفغانستان، وهذا واضحٌ تمامًا أنّ المستعمر حيثما أثبت قدمه فإنه يحيل المجتمع كله إلى مستنقع جنسي آسنٍ يغرق فيه أبناء الجيل كله، كما جاء في البروتوكولات (نريد أن ننشئ جيلًا لايستحيي من كشف عورته).