بيان أمير المؤمنين الملامحمد عمر المجاهدبمناسبة عيد الأضحی المبارک لعام ۱۴۳۴هـ
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمدلله رب العلمین والصلوة والسلام علی رسوله محمد وعلی آله وأصحابه ومن والاه ومن اتبع هداه إلی یوم الدین.
أمابعد:
فأعوذ بالله من الشیطن الرجیم،بسم الله الرحمن الرحیم(يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) [سورة الصف:۸ ].صدق الله العظيم. الله أکبر الله أکبر لا إله إلاالله والله أکبر الله أکبر ولله الحمد.
إلی الشعب الأفغاني المسلم والأمة الإسلامية جمعاء!
السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته !
قبل کل شیئ أهنئکم جميعاً بحلول عید الأضحی المبارک،وأسأل الله تعالی أن يتقبل من الجمیع عباداتهم،وبخاصة من الحجاج حجهم،ومن المجاهدين تضحیاتهم وفدائيتهم،ومن الشهداء استشهادهم،ومن الأسری والجرحی أسرهم ومشقاتهم، کما أسأله تعالی أن يمن علی أسر الشهداء بالصبر والأجر،وأن يمن علی الأسری بالخلاص من الأسر،وأن يتفضل علی الجرحی بالشفاء العاجل، وأن يتکرم علی الجميع بالأمن والرفاه و بنعمة النظام الإسلامي.
أیهاالإخوة المسلمون!
إننا نحتفل بأیام العید المبارک في الوقت الذي تواجه فيه أفغانستان والأمّة الإسلامیة في العالم المصائب والمشاکل، فمِن جانب لازالت هناک هجمات الأعداء ضدّ الأمّة الإسلامیة ومؤامراتهم وأعمالهم الغاشمة في استمرار،ومن جانب أخر تعاني الأمّة من أدواء التفرّق والعداء،والغدر،والانزلاق في مصائد الأعداء.
إنّ تجمّع المسلمین العظیم في الحج یعلّمنا درس التخلص من الانسیاق وراء إشاعات العدو وأفکاره الشیطانیة، کما یعلمنّا أن نتخلّص من إساءة الظنون،ومن العصیبات القومیة،واللسانیة،والإقلیمیة،والعرقیة،والمذهبیة.وأن نُخرج عن أذهاننا أفکار الأنانیة,والأحقاد,والفُرقة.وكذلك یعلّمنا تجمّع الحج التآخي،والتضامن تحت شعارالإسلام وحده فقط،وأن نقضي علی مشاکل الأمة ومآسیها بهذا الطریق. فتعالوا لنتمّسک بالإسلام،وأن نبحث عن طریق النجاه الحقیقیي في ضوء تعالیمه فقط .
أیهاالمجاهدون الأبطال!
إنکم بنصرالله تعالی،ثم بتضحیاتکم وفدائیتکم العظیمة،وبمناصرة شعبکم المسلم قد هزمتم العدو،وقضیتم علی قوته. ومع مرور کل یوم نقترب بإذن الله تعالی من الفتح العظیم.فعلیکم أن تحتفلوا بالفتح العظیم بالشکرلله تعالی،وبالخدمة لشعبکم،لکی نستحق مزیداً من العنایات الإلهیة.
ووصیتي لکم أيهاالمجاهدون جمیعاً هي أن تشدّدوا من صمودکم أمام العدوّ،وأن توجهوا إلیه مزیداً من الضربات المدّمرة، وأن تزیدوا من تضامنکم مع شعبکم المجاهد لکی تصلوا إلی الهدف الغالی الذي یتمثل في تحریر البلد وإقامة النظام الإسلامي الحرّ المتکوّن من الأشخاص الصالحین,والذي سیشمل الشعب الأفغاني کله،وهو الهدف الذي نجاهد في سبیل الوصول إلیه منذسنوات.
أیها الشعب الأفغاني المسلم!
إنني أودّ أن أستغل هذه المناسبة لأعرض علیکم بعض النقاط حول مأساتنا الحاضرة وهي کالتالي:
إنّ الغزاة المحتلین أراقوا خلال اثنتي عشرة سنة الماضیة دماء عشرات الآلاف من أبناء الشعب الأفغاني المسلم من دون حق،وزجوا بعشرات الآلاف منهم في غیاهب السجون،وقصفوا القری،والمدن،والمساجد،والمدارس،وأهانوا إلی مقدسات المسلمین وبخاصة إلی القرآن الکریم بالمرّات تلو المرّات،وقاموا بنهب ثرواتنا من مناجم بلدنا،وسلّطوا علی هذا الشعب إدارة عمیلة فاسدة مکونة من المسؤولين الغارقين في الفساد،والمتورطين بشکل منظم في سرقة الثروات الطبیعیة من الغابات والمناجم.
إنّ هذه الجرائم هي جزء من الخطة التدمیریة للمحتلّین في هذا البلد.إنّهم یریدون أن یهیّئوا الأرضیة لبقائهم الطویل الأمد في هذا البلد،وهم بهذه السياسة یریدون أن یجعلوا الشعب الأفغاني في فقر واحتیاج دائمين.وقد وضع المحتّلون خططاً وبرامج تدمیریة في مجالات الثقافة والإعلام والتربیة أیضاً،لیدفعواعن طریقها بالشعب الأفغاني إلی هاویة الضلال والسقواط المعنوي.
إنّ المؤسسات الثقافیة والإعلامیة التي تُموَّل من قِبَل المحتلين قد رکزت جمیع جهودها في سبیل فرض ثقافة العُري والاختلاط علی الشعب الأفغاني تحت عنوان العمل لحقوق النسوان والشباب بقصد قطع صلتهم بالأصول والضوابط الإسلامیة وقیم هذا الشعب المسلم، ویسعی العدوّ عن طریق هذه الإدارات والمؤسسات الثقافیة والإعلامیة إلی زرع بذور الاختلافات والأحقاد القومیة،والإقلیمیة,واللسانیة بقصد القضاء علی وحدة هذا الشعب المسلم لیُسهّل به استمرار احتلاله وفرض سیطرته علی هذا البلد.
إنّ إدارة کابل العمیلة والمحتلّین لم يشمّروا عن سواعدهم لتدمیر هذا البلد من الداخل فقط، بل یسعون عن طریق عقد المواثیق الإستعماریة إلی تنحیة أفغانستان إقلیمیاً وعالمیاً أیضاً،ویوفّرون بهذه المواثیق الاحتلالیة أسباب استمرار الحرب في هذا البلد، فلیعلم المحتلّون ورفاقهم أن عقد الاتفاقیات الاستراتیجیة سیحمل لهم عواقب سیّئة مهما وضعوا علیها أختام القرارات الشعبیة عن طریق المجالس الشعبیة المزوّرة التي تُدعی بـ (لویاجرغا).إنّ الشعب الأفغاني لن یقبل بمثل هذه القرارات،لأنّ الذین یوقّعون علیها لا یمثّلون الشعب، والممثلون الحقیقیون لهذا الشعب في إجماعاته الشعبیة لم يصادقوا علی مرّ العصورعلی القرارات التي تحمل لهم الذل والإستعباد.فالذین یوقعون الآن علي مثل هذه القرارات هم لایمثلون الاجماع الشعبي لهذا الشعب, وقراراتهم مرفوضة قطعاً.
ولکی نکون قد أدیّنا مسؤولتنا الدینیة,والشعبیة,والإنسانیة،ونکون قد ضمنّا بقاء أفغانستان والأ من في المنطقة والعالم،وحقّقنا الحرّیة والرفعة لشعبنا،ونكون قد حصلنا علی الاستقلال وحقّقنا الخلاص لشعبنا من هذه المأساة یجب علی جمیع الأفغان أن یکونوا یداً واحدة،وأنّ یقوموا بجهود مشترکة لإنهاء الاحتلال والخروج من هذا الوضع المأساوي،وأن یعملوا لإقامة نظام إسلامي أفغاني حرّ.
إن المؤآمرة الخادعة للانتخابات المزمع إجراؤها تحت رعایة الإحتلال بقصد خداع الشعب الأفغاني لن ینخدع بها الشعب الأفغاني،لأن الوجوه الدخیلة فیها هي الشخصیات التي تقدّم المصالح الشخصیة ومصالح المحتّلین علی المصالح الإسلامیة ومصالح هذا الشعب،وحتی أنّ بعض هؤلاء یسعون لتحریف الأحکام الإسلامیة بقصد إرضاء المحتلّین والوصول إلی السلطة.
إن الشعب الأفغاني یدرک أنّ طغمة من الخونه والعملاء یلعبون بمصیره،وأنّه لاقیمة لرأیه،ولا تُتوقع أیة فائدة من المشارکة في هذه الانتخابات.ولذلک ترفض الإمارة الإسلامیة هذه الانتخابات،وتطلب من الشعب عدم المشارکة فیها،لأنها ليست سوی مسرحیة یقوم بإجرائها العدوّ لتحقیق أهدافه في هذا البلد.
إنّ أمریکا ورفاقها في الحقیقة لایؤمنون بالانتخابات إلا إذا کانت تحقق لهم أهدافهم ومصالحهم،وأمّا إذا کانت الانتخابات لاتُحقّق لهم أهدافهم ومصالحهم،فیقومون عن طریق المؤآمرات بحرمان الشعوب من الحکومات الشعبیة.وهناک أمثلة کثیرة لهذه المؤآمرات،ومن أمثلتها الحیة القریبة هي انتخابات مصر التي رأی فیها العالم ماذا فعلوا فیها مع الحکومة المنتخبة؟ إنهم قتلوا بکل قسوة آلاف المصریین الذین کانوا یطالبون بحقوقهم عن الطرق السلمیة،وجرحوا الآلاف،وزجّوا بالآلاف الآخرین في غیاهب السجون،ولازال هذا المسلسل مستمرّاً،والحکومات التي تحمل رایة الدیموقراطیة تکتفي بالمشاهدة فقط.
أیهاالشعب الأفغاني الغیّور!
إنّ المحتلّین ورفاقهم في هذا البلد قد بدأوا الآن جهوداً بقصد إظهار جهاد هذا الشعب للدفاع عن بلده الإسلامي ومقاومته للمحتلّین في ثوب عمل غیرشرعي،لیصرفوا أنظارالناس عن احتلالهم لهذا البلد.إنّهم یسعون الآن لتسمیة مقاومة الشعب الأفغاني للمحتلّین بالحرب الأهلیة. إنهم یسعون لإخفاء الشمس بالأصابع.
إنّ الإدارة العمیلة في (کابل) تسعی بواسطة بعض الوجوه العمیلة عن طریق عقد المؤتمرات التمثیلیة أن ینحتوا أدلّة وتوجیهات فاسدة لإضفاء الشرعیة علی الاحتلال العسکری السافر لـ 49 دولة علی أفغانستان،ولکن لیعلم القائمون بعقد مثل هذه المؤتمرات أن لحظات انتصار الشعب الأفغاني قد اقتربت بفضل الله تعالی،وأنناعلی مشارف هزیمة العدوّ وإقامة النظام الإسلامي إن شاء الله تعالی.ولذلک لاطائل من وراء هذه المؤتمرات والجهود والفاشلة للعدوّ.ولیعلم المحتلّون بأنّ تواجد قواتهم المحدودة في القواعد العسکریة المزمع إبقاؤها في أفغانستان غیرمقبول،وسیشتدّ الجهاد المسلح الجاري ضدّ هذه القواعد أکثر وأکثر.
إنّ الشعب الأفغاني المجاهد الآن یدرک الحقائق بشکل جید،ولن ینزلق في مصائدکم الخبیثة إن شاء الله،ولذلک نهیب بکل من یناصرالعدوّ،أو یقف في صفوفه بسبب الجهل،أن یترکوا مناصرة العدوّ مثلما فعل الآلاف من أصحابهم،وأنّ حضن الإمارة الإسلامیة مفتوح أمامهم في کل وقت، فبدل أن یُقتلوا في صفوف الکفار لیخسروا دینهم ودنیاهم،خیرلهم أن یقفوا إلی جانب شعبهم لیکتسبوا العزّ والفخر في الحیاة والمماة.
وإنّنا نطلب من المجاهدین أن یقومواعن طریق علماء الدین،وزعماء العشائر والقبائل والوجهاء بتوعیة الجنود،والشرطة، والملیشات المحلیة،وأن یدعوهم إلی ترک صفوف المحتلّین والعودة إلی جانب شعبهم لیکتسبوا شرف المشارکة في تحریر البلد وقیام النظام الإسلامي.
أیها الشعب المسلم!
إنّ إمارة أفغانستان الإسلامیة تطمئنکم بأنّها تسعی لتحریر البلد وإقامة نظام إسلامي حرّ ذي کفاءة فيه, والذي سیشمل جمیع الأفغان،وسیُشکّل رفاه الشعب،والتقدم،والعدالة الاجتماعیة,وتفویض الأمور إلی أهلها النقاط الأساسیة من برنامجه،وأنه سیضمن حقوق جمیع فئآت الشعب بشکل صحیح، وسیوطد العلاقات الحسنة مع دول المنطقة،والعالم، وبخاصة مع دول الجوار في ضوء الأصول الإسلامیة والمصالح الشعبیة في إطار الاحترام المتقابل،وأنّه سیهتم بالبنیة التحتیة للبلد,وعلي الأخص بالاقتصاد,والصناعة،والتجارة.وعلی العموم فإن ذلک النظام سيعمل في سبیل التقدم المادي والمعنوي للشعب والبلد.
إنّ الجهة المخولة الوحيدة من قبل الإمارة الإسلامية للارتباط بالعالم هو المکتب السياسي للإمارة الإسلامیة فقط، فکل من یزعم تمثیل الإمارة الإسلامية،أویسعی لفتح المکتب في أي مکان آخر ، فإنّه لایمثل الإمارة الإسلامیة،والارتباطات بالأشخاص الغيرممثلين لیست سوی إضاعة للوقت،ولاطائل من ورائها.وکذلک کل من یتحدث بإسم الإمارة الإسلامیة سوی المتحدّثین الرسمیین للإمارة الإسلامية,وسوی مسؤولي المکتب السیاسي,أویُبین سیاسة الإمارة الإسلامیة،أویقوم بتوطید العلاقات مع الجهات المخالفة من غيرمسؤولي المکتب السياسي،أو یؤيد الانتخابات بإسم الإمارة الإسلامية،فإنهم لایمثلوننا،ولاعلاقة لهم بنا،بل هم أناس یقومون بهذه الأعمال لکسب الشهرة والحصول علی المادّیات.
وفي النهایة أهنّئ مرة أخری الشعب الأفغاني والأمة الإسلامیة من صمیم الفؤآد بحلول عید الأضحی المبارک،وأهیب بالأخوة الموسرین والأغنیاء ألّا ینسوا في أفراح العید إخوانهم الفقراء،والمساکین،وأسر الشهداء،وأن یساعدوهم بما یستطیعون.کما أرید من إخواني المجاهدین أن یشدّدوا من أواصر المحبة والخدمة والرحمة مع شعبهم العطوف الغیّور المحبّ للدین والوطن،وأن یلتزموا باللوائح والأصول الصادرة لهم من القیادة.ونسأل الله تعالی أن يعز الإسلام والمسلمين في كل مكان.آمين. والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته.
خادم الإسلام أمیر المؤمنین الملا محمد عمرالمجاهد
۱۴۳۴/۱۲/۸ هـ ق
۱۳۹۲/۷/۲۱ هـ ش
۲۰۱۳/۱۰/۱۳م