بيانات ورسائل
بيان إمارة أفغانستان الإسلامية حول الانتصار في السادس من شهر ميزان
يعتبر التاريخ السادس من شهر ميزان عام ١٣٧٥، لحظة تاريخية مليئة بالبطولة والافتخار بالنسبة للعشب الأفغاني المجاهد، ففي هذه اللحظات تمكنت جيوش إمارة أفغانستان الإسلامية بتطهير عاصمة البلاد (كابل) من مسلحي الأحزاب المتناحرة الذين جعلوا الجهاد المقدس الذي استمر أربعة عشر عاماً ضحية هواهم وأهدافهم الدنيئة، وسعوا في الأرض شراً وفساداً، وغصباً واعتداءً، وسوءً وفحشاءً، وحرباً وقتالاً، وللمرة الأول علت راية الحق والتوحيد والعدالة البيضاء على القصر الرئاسي.
في السادس من شهر ميزان نجي كابل بشكل كامل من المفسدين والأشرار، ووضعت قواعد لنظام إسلامي مستقل واقعي في البلد، في هذا اليوم لقي قتلة الشعب ومجرموا الحرب جزاء أعمالهم الخبيثة، وشيدت أعمدة الإمارة الإسلامية باختيار خيرة الناس من جميع أطياف البلد، ونجى البلد من هاوية الانقسام والتجزية، وطُرد السراق والفساق وقطاع الطرق من معظم مناطق البلد، وتنفس الشعب الصعداء، وأقيم العدل والأمن التام على 95٪ من بقاع البلد، وأصبحت أرواح الناس، وأعراضهم، وأرواحهم مصؤونة آمنة.
لكن هؤلاء الفسدة، والجماعات والأحزاب التي تاجرت بالجهاد، حاولت بمساعدة من ساداتهم الأجانب إيجاد معضلة وفوضى للإمارة الإسلامية في زاوية من الشمال، كي تصد وتعرقل مسير (استحكام النظام الإسلامي) الذي كان يهواه الشعب الأفغاني، لأنها ماكانت لتتحمل سطوع أشعة الإمارة الإسلامية المنيرة، وجو الأمن والرخاء والإطمئنان، لكن الإمارة الإسلامية كانت متيقظة تجاه هذه الدسائس، وكانت لها بالمرصاد، فلم يرفع رأس البغاوة في مكان إلا سرعان ما كانت تخمد نيرانه، وتلقن البغاة درساً قاسياً بمساندة ودعم من قبل شعبها.
وحينما فشل أعداء التقدم والوحدة الأفغانية المعلومون، وانهزموا أمام إمارة أفغانستان الإسلامية، وتقطعت بهم الأسباب؛ فمدوا أيديهم إلى خيانة تاريخية عظمى، وهي استدعاء أمريكا، وناتو، والغرب للتدخل في الشؤون الداخلية، واحتلال أفغانستان، ودفع أفغانستان إلى هاوية حرب ضروس طويلة المدى!!
وفعلاً، فإن المحتلين الغربيين الحمقى والمتهورين قبل أن يفكروا في العواقب الأليمة التي ستترتب على تدخلهم واعتدائهم على أرض أفغانستان، وقبل أن يطالعوا تاريخ أفغانستان ومصير الأمبراطوريات المتغطرسة التي تمزقت فيها، شنوا بوقاحة كاملة هجوماً وحشياً على حمى أفغانستان وحريمها، وأدخلوا ما يقارب مائتي ألف جندي مدجج بأطور الأسلحة وأفتكها، وبمساعدة هؤلاء الخونة المفسدين (من المسلحين والعملاء الأفغان المربين في الغرب) وتجسسهم، سفكوا دماء مائة وخمسين ألفاً من الأبرياء والمظلومين الأفغان، وشرعوا في اعتقال وتعذيب أضعاف ذلك.
وعلاوة على ذلك، فقد قام المحتلون الأجانب تحت مظلة دعايات الديمقراطية الكاذبة بإنفاق مليارات الدولارات وتوزيعها ليشيعوا الفاحشة والفساد الخلقي، ويروجوا للمافيا، ويفرضوا ويقووا احتلالهم الإجتماعي والثقافي، كما بدوؤا سراً وجهاراً بتأسيس الكنائس لنشر النصرانية، ووزعوا آلاف النسخ من الإنجيل المحرف بلغتي البشتو والفارسية، وأسسوا ومولوا عشرات القنوات والصحف لنشر الرذيلة والفحشاء، كل ذلك لكي يتمكنوا من تثبيت جذور احتلالهم العسكري، والثقافي، والاجتماعي!!
إلا أن الجهاد الحالي الذي استمر ١٣ عاماً بمساعدة ومؤازرة كاملة من قبل الشعب الأفغاني، والذي أصبح على مشارف الفوز والانتصار، قد أثبت للمحتلين الغربيين عموماً ولأمريكا خصوصاً بأن جميع دسائسهم وخططهم قد باءت بالفشل، ولم تعد قابلة للتطبيق على الإطلاق، لأن القيم المعنوية أغلى وأثمن بأضعاف من القيم المادية لدى الشعب الأفغاني المؤمن؛ ولو لم يكن الأمر كذلك، لما كانت ثغور الجهاد والمقاومة تتقوى وتشتد ضد المحتلين من يوم لآخر طيلة السنوات ١٣ الماضية، ولما كانت جميع الاستراتيجيات العسكرية لأمريكا وحلفائها تفشل وتبطل واحدة تلو الأخرى، ولما كان جنرالاتها المجربين يضطرون على التتابع للأستقالة من مناصبهم وتركها بشكل مفضوح!!
وفي حين أننا نبارك شعبنا المجاهد المسلم الأبي بالذكرى السابعة عشرة لفتح كابل، نعتقد اعتقاداً جازماً بإن الله عزوجل بفضله ومنه وكرمه قد قرب آوان الفتح والانتصار التاريخي للإمارة الإسلامية، وليس ببعيد أن يطرد أعداء الدين والوطن من أفغانستان خائبين أذلاء، وأن يحاكم الخونة ومجرمي الحرب، وأن تقر أعيننا بتحقيق آمال الشهداء وأمانيهم وهي قيام نظام إسلامي، مترابط، قوي، مستقل على جميع بقاع وأرجاء البلد، وما ذلك على الله بعزيز.
إمارة أفغانستان الإسلامية
۱٤۳٤/۱۱/۲۱هـ ق
۱۳۹۲/۷/۵هـ ش ــ 2013/9/27م