بيانات ورسائل

بيان إمارة أفغانستان الإسلامية حول الموقف الأخير لكرزاي تجاه الإتفاقية مع المحتلين

1-flag
من المعلوم لدى الجميع أنه في عام ٢٠٠١ لعب بشمول كرزاي عدد من الأشخاص الذين يعدون بالأصابع، دوراً مهماً في إحتلال البلد من قبل الغزاة الغاشمين، ولو أنهم لم يضعوا أيديهم في أيدي المحتلين، ولم يمهدوا لهم السبل لما تكمن المحتلون بحال من الأحوال أن يحتلوا بلادنا الغالية، وأن يعرضوا الشعب المظلوم المضطهد لسلسلة من المآسي والمصائب والمشاكل.
 
ولا يخفى على أحد أن المحتلين ورفاقهم خلال السنوات الاثنتي عشرة الماضية سفكوا دماء عشرات الآلاف من أبناء الشعب الغيور! وأصابوا مثل ذلك! وسجنوا مثل ذلك! وطردوا مثل ذلك من ديارهم وأوطانهم وشردوهم، وقصفوا القرى والمنازل والمساجد والتجمعات والأعراس والحفلات ومراسم الجنازات وقوافل المدنيين! ولم يشف ذلك غليلهم، بل أساؤوا إلى مقدسات المسلمين في أرض الأفغان الأباة! فأحرقوا المصاحف، وألقوه في أمكان غير لائقة! وعذبوا علماء الدين وآذوهم! وقصفوا المدارس وأبادوها! وقصف منازل المدنيين مستمر إلى الآن!!
 
ارتكب المحتلون هذه الجرائم طيلة هذه السنوات بإجازة وسماح من قبل منظمة الأمم المتحدة،  والآن يريدون عن طريق عدة وجوه عميلة خائنة أن يواصلوا جرائمهم تحت عنوان (رضى الشعب وموافقته)، ولتحقيق هذا الهدف جمعوا تلك الشخصيات العميلة تحت سقف خيمة (لويا جرغا) الشكلية، وفي  تواجد السفير الأمريكي قبلوا عليهم ما يناسبهم من القرارات.
 
وبما أن كرزاي رئيس إدارة كابل أظهر الآن مخالفته المشروطة لهذا القرار، فإن كان صدقاً فيبدوا أنه قد أدرك الصواب، وثاب إلى رشده، ونرجوا الله أن يكون مخالفته هذه مبنية على الغيرة الأفغانية والدفاع عن الشعب وحمايته، وإن إرادة الشعب الأفغاني معلومة للجميع أنه لن يرضى ولا يتحمل وجود المحتلين على أرضه، فلو أن كرزاي حقاً يخضع لإرادة الشعب، ويريد أن يكون سبباً في جبر وضماد جراح الشعب المكلوم المضطهد، وأن يضع نقطة النهاية لمآسي الشعب الأفغاني ومشاكله التي استمرت (٣٥) عاماً، وأن يصد وجه سفك دماء الشعب الأفغاني، فعليه أن ينجو بنفسه وبالشعب من هذا العار التاريخي بالكلية دون أي شرط وقيد.
 
إن إمارة أفغانستان الإسلامية كما صرحت سابقاً تعيد مرة أخرى أن العامل الأساسي في معضلة أفغانستان ومأساتها هو تواجد المحتلين في البلد، ولعل الجميع قد أدرك الآن أن المحتلين لا يعتقدون لشيء سوى مصالحهم الشخصية، فلا يبالون بالأفغانيين ولا بمصالحهم، ولو خرج المحتلون من أرض أفغانستان المجاهدة عن بكرة أبيهم نستطيع أن نقول بيقين وإيمان كامل أن الأفغان متأهلون بأن يحلوا ويسووا مشاكلهم الداخلية دون تدخل الأجانب، ويجب أن يقال أن الخروج الكامل للمحتلين في الحقيقة يمهد الطريق للتفاهم الأفغاني ويحل عقده.
 
إمارة أفغانستان الإسلامية
۱٤۳۵/۱/۲۹هـ ق
۱۳۹۲/۹/۱۱هـ ش ــ 2013/12/2م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى