بيان الإمارة الإسلامية حول إعطاء مزيد من الصلاحيات من قبل أوباما للجنود الأمريكان لقتل الأفغان
نشرت يوم أمس تقارير بأن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أوباما منح مزيداً من الصلاحيات لجنوده الاحتلاليين المتباقين في أفغانستان حيال توسعة القتال ضد الأفغان، لكي ينفذوا بسواعد مفتحة الغارات الجوية والمداهمات الليلية، وعمليات القتل والترهيب.
نحن نستنكر هذه المحاولة لمد وتطويل الحرب والاحتلال، ونذكر الأمريكان بأن شعب أفغانستان وقف بكل بسالة في السنوات الخمس عشرة الماضية وفي وجه كل أنواع استعمال قوتكم، ونحن بصفة شعب نواصل الجهاد المقدس ضد احتلالكم، أخرجوا من أدمغتكم تصور تراجعنا وهزيمتنا وتركنا للكفاح، بما أن الجنود والشرطة وعملاء المخابرات والميليشيات المرتزقة البالغ عددهم خمسمائة ألف الذين ربيتموهم أنتم، لا يقدرون الثبات والوقوف أمام المجاهدين، يتلقون كل يوم خسائر جمة، ويتركون المناطق هاربين، وهاهم الآن يناجونكم بأن تقاتلوا معهم جنبا بجنب ضد الأفغان، هذا بحد ذاته دليل بأنكم لا تواجهون جماعة؛ بل بدأتم المعركة مع شعب برمته، يمكن الاعتداء والوحشية في حق الشعوب، ويمكن الظلم معهم، كما يمكن احتلال بلادهم لفترة، ويمكن أيضاً ملئ المقابر والسجون منهم؛ لكن لا يمكن تغيير إرادتهم، ولا يمكن ضرب روح الحرية والاستقلال فيهم، وأيضاً لا يمكن أخذ المبادرة وابتكار العمل منهم، بدلا من أنكم لا زلتم تريدون بدفع جنودكم إلى ميادين القتال، وأن تقتلوهم بأيدينا، وتكثروا من مصاريفكم بلا هوادة، وأن تزيدوا مدة الحرب التي لا يمكنكم الانتصار فيها حتى في مائة عام، من الحسن أن تدركوا الحقائق ومن ثم تقبلوها.
لو أنكم مرة تكلفوا أنفسكم عناء قراءة تاريخ الأرض التي تعتبر مقبرة الغزاة و الإمبراطوريات، فسيتضح لكم الكثير حول أفعالكم، أنتم اتخذتم قرار زيادة جنودكم في أفغانستان في عام 2010م، قلنا لكم آنذاك بأنه غير أن تزيد خسائركم البشرية ومصاريفكم المادية لا فائدة أخرى لكم، يمكن أدركتم بأن ذلك القرار كان قراراً خاطئاً وبلا فائدة! لأنكم الآن فقدتم جميع ما كنتم تسعون الحصول عليه، تكرار تجارب فاشلة عمل أناس فاشلين.
إذا كنتم تفكرون بأن شعبنا ومجاهدينا قد يخافوا بمثل هذه القرارات والتبليغات، فإنكم ساهون وواهمون! فالذين زودوكم بهذه المشورة فإما أن يكونوا عملائكم الذين يحفظون أنفسهم بكم، أم هم أولئك الذين ما يسمون بالخبراء الذين لا دراية ولا قراءة لهم حول أفغانستان والمنطقة، أو أنهم أناس لهم مصالح شخصية في تمديد الحرب، أنتم لو نظرتم إلى أفغانستان كبلد كفء وللإمارة الإسلامية كقوة عسكرية وسياسية، ومسالمة معترفة في المنطقة، ومطالبة لحقوقها المشروعة، وتأخذون في الحسبان المطالب المشروعة لهذا الشعب الغيور، فإنكم ستنجون من الكثير من المصاريف والخسائر، وسيشجع ضمائركم بقبول الحقائق بدل تجريب القوة والبطش والجبروت، أما إذا استمرتم باستخدام القوة والجبروت؛ فإن شعب أفغانستان المجاهد بقيادة الإمارة الإسلامية مثلما فتح أبوابه أمام العالم لأجل المساعي السياسية، هكذا يحافظ على خنادق قتاله الحقة ساخنة وغير منكسرة أمام مجربي القوة والجبروت، إن شاء الله.
إمارة أفغانستان الإسلامية
۱۴۳۷/۹/۶هـ ق
۱۳۹۵/۳/۲۲هـ ش ــ 2016/6/11م