بيانات ورسائلموجز الأنباء

بيان الإمارة الإسلامية حول بدء عمليات “الفتح” الجهادية

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد:

قال الله تعالى: «إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً» [الفتح:1].

وقال تعالى: «انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» [التوبة:41].

أيها المواطنون المؤمنون والإخوة المجاهدون!

منذ ثماني عشرة سنة يستمر جهاد مسلح ضد المحتلين الأجانب وحلفائهم الداخليين في أفغانستان، وهذه المقاومة الجهادية هو ذلك الفصل البطولي الذي يضمن للأجيال القادمة السعادة، والتدين، والحرية، والرفعة، والاستقلال، ويحمل في طياته سر بقائنا المعنوي.

ولو لم يرفع شعبنا راية الجهاد ضد المحتلين الإنجليز، والشيوعيين، والأمريكيين لكان شعبنا اليوم محروماً من كرامته الدنيوية واستقلاله الإرادي مثل باقي الشعوب التي اضطهدتها الاحتلال، ولكان أجيالنا القادمون منحرفين وبعيدين عن معتقادتهم؛ لكن الله عز وجل تفضل علينا برحمته أن رزقنا النجاح في هذا الابتلاء، ووفق شعبنا للقيام ضد المحتلين الغزاة، وأنجانا من الانحطاط المعنوي والاضمحلال الأبدي.

أيها الشعب المجاهد!

لم تنته مهمتنا الجهادية بعد! فرغم تحرير أكثر أجزاء البلد من العدو، إلا أن القوات الاحتلالية الأجنبية لها حضور عسكري وسياسي في بلدنا المسلم، فهم لا يتحكمون على السلطة السياسية لبلدنا فحسب؛ وإنما يقصفون مواطنينا الأبرياء ليل نهار من قواعدهم العسكرية، ويداهمون منازلهم برفقة عملائهم الداخليين، ويلحقون بالأهالي خسائر مادية وجسدية، ويؤذون شعبنا بشتى الوسائل والأشكال.

وإضافة على ذلك فقد أعلنوا عن طريق إدارة كابل عمليات تحت مسمى (خالد) في مستهل هذا العام الهجري شمسي بهدف قتل الأفغان، ودوام الاحتلال، والصد عن إقامة نظام إسلامي، وهذا القرار يشهد على أن العدو مازال مصر على الوصول إلى أهدافه المشؤومة عن طريق العنف والقوة، ولذلك تسعى لخلق الموانع والعقبات في سبيل إقامة نظام إسلامي متكامل.

وبما أن الدفاع عن ديننا، وأراضينا، وأرواحنا، وأموالنا، وأعراضنا واجب علينا، والاستقلال الشامل لبلدنا من براثن الاحتلال الأجنبي فريضة جهادية، فإن الإمارة الإسلامية في سبيل إقامة هذه الفريضة وإتمامها تعلن بقدوم العام الهجري الشمسي الجديد عملياتها الجهادية باسم ( الفتح )، وتجاه ذلك ترى من المهم الإشارة إلى النقاط التالية:

تم الأمر على بدء وتنفيذ عمليات “الفتح” في جميع أرجاء البلد، وإن النية في شروع أية عبادة مهم جداً لذا فعلى الإخوة المجاهدين أن يخلصوا نياتهم، وأن يشرعوا في هذه العمليات الجهادية بنيات صالحة، وليجعلوا نصب أعينهم إرضاء الله عز وجل وإعلاء كلمته، وإنهاء الاحتلال، وتطهير البلد من الاحتلال والفساد، وإقامة نظام إسلامي، والدفاع عن المواطنين المؤمنين وخدمتهم.

إن المجاهدين مكلفون بأن يراعوا أصل الطاعة خلال القيام بعمليات “الفتح”، وأن ينفذوا أعمالهم الجهادية وفق اللوائح الجهادية في ظل توصيات وأوامر كبارهم وقادتهم، وما تصدرها اللجنة العسكرية بالإمارة الإسلامية والجهات المعنية من توجيهات وأوامر فعليهم أن يراعوها بحذافيرها، سواء كانت التوجيهات متعلقة بالفعاليات الجهادية اليومية، أو بمنع وقوع الخسائر في صفوف المدنيين والاحتياط في ذلك، أو بالنظم العام، أو بالتعاون بين المجاهدين، أو بالتعامل المبني على حسن الخلق أو غيرها من الأمور.

بما أن المجاهدين ولله الحمد الآن يتمتعون أكثر عن أي وقت آخر بروحية جهادية عالية، وتجارب حربية، وتكتيكات جديدة، وأسلحة متطورة، ويحظون بدعم شعبي، ونفوذ واسع وسط صفوف العدو، لذا فإننا بإذن الله ونصرته نرجو ونأمل أن نشهد هذا العام فتوحات واسعة، وتطهير المناطق والمدن والمراكز من تواجد العدو، فعلى المجاهدين أن يصونوا أنفسهم خلال فعالياتهم الجهادية من الغدر، والخيانة، والغلول، وأن يعتبروا المحافظة على أموال المواطنين وأرواحهم، والتأسيسات والثروات العامة من أسمى أهدافهم ومهماتهم.

من الأهداف المهمة لعمليات (الفتح) إخراج أولئك المواطنين الذين دخلوا إلى صفوف العدو باسم الجيش أو الشرطة أو المليشيات ويتم الآن استغلالهم من قبل المحتلين من أجل مصالحهم، فالإمارة الإسلامية تفضل انضمامهم إلى صفوف الحق (الإمارة الإسلامية) وحفظ أرواحهم وأموالهم، بدل موتهم في صفوف الباطل، ولأجل ذلك فإننا ننادي مرة أخرة جميع الجنود الذين يقفون في صف العدو بأن يكفوا عن العداوة غير المسوغة والحرب العابثة، وأن ينضموا للمجاهدين، ويضمنوا حفظ أرواحهم وأموالهم.

وفي الختام نطلب من الإخوة المجاهدين مرة أخرى بأن يشرعوا عمليات “الفتح” على بركة الله بكل جدية، وإخلاص، وعزم عال، وروحية قوية، وأن يثلجوا بأمواج فتوحاتهم صدور المؤمنين المتعطشين للنظام الإسلامي والأمن والسلام، وكونوا على يقين أننا على الحق وأن الفتح دائماً حليف أهل الحق، وإيماناً منا بوعود ربنا فإنه يبدوا قريباً ذلك اليوم الذي ستحقق فيه أمنيات الشهداء، والجرحى، والأسرى، والمهاجرين، والمضطهدين من أبناء الشعب، وبتحقيق الفتح النهائي سيقام النظام الإسلامي، وسيتطهر بلدنا من المحتلين الأمريكيين والعناصر الشريرة،

وذلك مصداقاً لقوله تعالى: «وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ فِى ٱلْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ ٱلْوَٰرِثِينَ» القصص.

 

إمارة أفغانستان الإسلامية

7/8/1440 هـ ق

۲۳/۱/۱۳۹۸هـ ش ــ 2019/4/12م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى