بيانات ورسائل

بيان الإمارة الإسلامية حول فاجعة الاحتلال الأمريكي قبل اثني عشر عاماً

1-flag

 فی السابع من اکتوبر لعام ۲۰۰۱م شمر الرئيس الأمريكي المبغض والعدو الأكبر للإسلام والإنسانية “جورج بوش الصغير” عن صاعديه لاحتلال تراب أفغانستان الطاهر، محطماً جميع موازين الإنسانية والإسلامية وأعلن الحرب الصليبية.

بوش الذي فقد قواه العقلية ولم ير ويعرف غير الوحشية والبطش، حث العالم بأثره ( لابد أن تدافع الدول عن حربه، وترسل الجنود إلى أفغانستان، أو تقدم له مساعدات مالية ولوجستية) هكذا للأسف الشديد تسعة وأربعين دولة بمن فيها حلف الناتو وقفت بجانب بوش دون أن تبحث عن أي مجوز للهجوم الأمريكي على أفغانستان ودون أن ترد عناد ووحشية بوش ودون أن تجيب جواباً مثبتاً لمظلومية الأفغان ومنطقهم الحقاني، وقفت جميعها بجانب بوش، وشرعت في احتلال بلادنا العزيزة في شكل تحالف معادي للإسلام.

الأمريكيون ومتحالفوهم الحربيون داسوا على جميع الموازين الإسلامية والإنسانية بأقدامهم، ولم يتوقفوا عن قتل وتعذيب وأسر كل أفغاني يصاحبه الحماس الإسلامي والغرور الأفغاني.

الأمريكيون الوحوش عذبوا آلاف الأفغان في سجون غوانتانامو، بجرام ، قندهار، وغيرها من السجون السرية والعلنية في الداخل والخارج، وقاموا باستشهاد آلاف آخرين من الأفغان العزل، كما أمطروا الكم الهائل من القنابل الضخمة والثقيلة على المآوي الطينية للأفغان الأبرياء المظلومين، حتى أنهم استعملوا في مناطق وأرجاء كثيرة من أفغانستان الأسلحة السامة الممنوعة دولياً.

لكن لم تشر أي هيئة بشرية ولا منظمة من منظمات حقوق البشر إلى وحشية ومظالم أمريكا والناتو كما كان ينبغي، ولم تدعو يوماً مجلس الأمن لانعقاد جلسة لتقبيح فجائع القوات الأمريكية وقوات الناتو في أفغانستان، أو تشير إليها بإصبع الاتهام أو تعتبرها مذنبة!!

الأمريكيون نفذوا من خلال توظيف جنرالاتهم المشهورين عدداً كبيراً من استراتيجياتهم القتالية لكسب الحرب في أفغانستان وصرفوا على ماكينة الحرب زهاء سبعمائة وخمسين مليار دولار أمريكي! لكن الله العلي القدير أفشلهم وكسرهم مع جميع هذه الحيل والحِرب، ولم يصيروا أهلاً لأي تقدم في المعركة، بل ووفقاً للإحصائيات الأمريكية قتل حتى الآن في هذه المعركة آلاف الجنود الأجانب حيث أن الأكثرية المطلقة منهم الأمريكيين.

في طوال اثني عشرة سنة ماضية ليس فقط أن المجاهدين دفعوا جميع أنواع التكتيكات الحربية للأمريكيين وحلف الناتو وعملائهم من الأفغان، بل أثبتوا على ارجاء واسعة من تراب أفغانستان حاكميتهم، وجعلوا العدو الخارجي والداخلي محصوراً ومحدوداً في مراكزهم العسكرية والمباني الحكومية، في الميدان السياسي أجبروا العدو المغرور بأن يعترف على وجود الإمارة الإسلامية تواجدها الفعلي، وأن يعلن بملئ فيه بأنه ينسحب ويخرج من أفغانستان ويرد أن تحل معضلة أفغانستان من خلال الحديث والتفاوض.

أثبت حرب بوش اللئيمة وديموقراطيته المردودة!! بأن الأمريكيين أدخلوا أكثر من مائة ألف جندي إلى أفغانستان بأن يجعلوا بين الأفغان وبين الدين الإسلامي والتقاليد الوطنية الأصيلة بوناً واسعاً، وأن يجعلوا الوحدة الوطنية ووجود أفغانستان الموحدة مع الخطر والتهديد، وأن يغرقوا الأفغان في مزيد من الفقر والمعدومية، وأخيراً أن يحولوا أفغانستان إلى تنور من النار والبارود!!

إن لم ينفذ الأمريكيون هذه المشاريع والبرامج المعادية للأفغان، فليقولوا ماذا فعلوا في 12 سنة ماضية؟ ما عدا تعبيد رديء الكيفية لبضعة مئات كيلومترات من الطرقات وهي أيضاً تم تعبيد أكثرها بمساعدات دول أخرى، وهل يوجد مشروع إنمائي آخر؟! وما عدا تغير الحالة الاقتصادية للعدد من العملاء الأمريكيين، هل يظهر أي تغير إيجابي في الحالة الاقتصادية لعامة الشعب الأفغاني؟!

ومن جهة أخرى لأول مرة في تاريخ أفغانستان نالت إدارة كابل الحالية على المقام الأول في الفساد، والاحتيال وعدم الكفاية والاختلاس، والإغتيال، والوحشية التي دشن الأمريكيون بنيانها، وهذا أيضاً يعد الإنجاز المهم للاحتلال الأمريكي ولحرب بوش الدنيئة.

الكلام المحير بأن كبير إدارة كابل العميلة الآن بعد اثني عشرة سنة  يطلب من الأمريكيين بأن يساهموا من أعماق القلب في الإعمار الأساسي و البنية الاقتصادية لأفغانستان وذلك بقيمة أنها (الإدارة العميلة) توافق على الاتفاقية الأمنية معهم (الأمريكيين) ويوقعونها!

إن إمارة أفغانستان الإسلامية تقبح وتستنكر بشدة تجاوز أمريكا والناتو وبقية الأنظمة الظالمة في اليوم السابع من أكتوبر على أفغانستان وتعتبره مثل تجاوز الروس في اليوم السابع والعشرين من شهر ديسمبر يوماً أسوداً، كما ترفع الأكف إلى الله سبحانه بالشكر والدعاء للانتصارات التي جعلها من نصيب الشعب الأفغاني على العدو حيث نرى لحظات اقتلاع قوات بوش والطاغوت العالمي وفرارها من وطننا الحبيب، ونسأله تعالى أن يتقبل جميع شهداء المجاهدين وجميع تضحياتهم ويجعلها في ميزان حسناتهم، وبفضله وكرمه يجنب الشعب الأفغاني من مزيد من التنكيل والويلات، وليكن له حاكمية إسلامية شامخة. آمين.

إمارة أفغانستان الإسلامية

۳/۱۲/۱۴۳۴هـ ق

۱۶/۷/۱۳۹۲هـ ش ــ 2013/10/7م

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى