
بيان الإمارة الإسلامية حول وفاة الشخصية الجهادية العظيمة، العالم والمبارز المولوي جلال الدين حقاني رحمه الله
الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور. خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور. ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، الشافع المشفع يوم النشور، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: قال الله تعالی: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ. ۱۵- الحجرات.
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره نقدم لشعب أفغانستان المؤمن والمجاهد وللأمة الإسلامية ببالغ الحزن خبر وفاة الشخصية الجهادية العظيمة في هذا العصر، العالم الديني البارز، المبارز المثالي، القائد المبدع في الجهادين العظيمين، وزير الحدود إبان حكم الإمارة الإسلامية، وعضو مجلس الشورى القيادي؛ السيد الحاج المولوي جلال الدين حقاني بعد صراع طويل مع المرض الذي أصيب به، إنا لله وإنا إليه راجعون.
تقدم إمارة أفغانستان الإسلامية بأحر التعازي والمواساة في وفاة الشيخ حقاني رحمه الله إلى الأسرة الجهادية للشيخ رحمه الله، وإلى جميع المجاهدين، وإلى الشعب الأفغاني، وإلى جميع مسلمي العالم. سائلين المولى عز وجل أن يتغمده في واسع رحمته ومغفرته وأن يتقبل جميع الجهود، والأتعاب، والمصاعب والمعاناة التي تحملها الشيخ في سبيل الجهاد، والدعوة، والعلم والإصلاح، آمين يا رب العالمين.
المغفور له بإذن الله المولوي جلال الدين حقاني كان من بين الشخصيات الجهادية العظيمة والمشهورة في هذا العصر، وبما أن المجاهدين كانوا مطمئنين وفرحين بسيرة خالد بن الوليد رضي الله عنه ووجوده بينهم في صدر الإسلام، نستطيع القول بكل يقين بأن المجاهدين في عصرنا هذا أيضا كانوا مطمئنين وفرحين جدا بوجود الشيخ حقاني بينهم وبسيرته الجهادية المشرفة. لقد انتفض الشيخ حقاني مع باقي المجاهدين الأبطال ضد الإلحاد الشيوعي حينما كانت أفغانستان الإسلامية وشعبها تواجه خطر الإلحاد الشيوعي مثل بخارا، وسمرقند وقفقاز، حيث بدأوا أولا بالمبارزة الدعوية وتنوير أذهان الشعب، وبعد الانقلاب الشيوعي شرعوا في الجهاد المسلح لمحو الكفر الشيوعي.
الشيخ حقاني استمر بكل إخلاص في الجهاد ضد الشيوعية والاحتلال السوفيتي حتى النصر التام، وبعد ذلك قام بدور المصلح والداعي إبان الحروب الداخلية، وعند قيام إمارة أفغانستان الإسلامية وقف الشيخ حقاني المتمني لإقامة نظام إسلامي بكل قوة وإخلاص إلى جانب سماحة أمير المؤمنين الملا محمد عمر مجاهد رحمه الله وقدم خدمات جلية في سبيل تحكيم النظام الإسلامي.
أداء الشيخ حقاني ضد الاحتلال الأمريكي، وبطولاته ودوره في حفظ وحدة صف الإمارة الإسلامية ومساعيه في هذا الصدد باب مشرف في التاريخ حيث ستفتخر أجيال الأمة الإسلامية القادمة به دائما. وعلى العموم فإن حياة الشيخ حقاني وسيرته نور وسراج يُهتدى به المؤمن والمسلم المتعهد، ويتعلم الكثير من إخلاصه، وجهاده، وإيثاره، وثباته، وعزمه الراسخ، وتحمله المصاعب من أجل الدين، واجتنابه الشهرة الدنيوية، وحرصه بالابتعاد من المناصب والامتيازات المادية.
يجب أن نقول في وفاة الشيخ حقاني بأنه أدى مسؤوليته، وثبت حتى الموت على عهد الوفاء مع الدين. لقد كان حقا ذو حظ حيث تمكن بالدفاع عن الدين والقيم الإسلامية في مرحلة عصيبة وأدى دورا كبيرا في حفظ الشعائر الدينية حية. الشيخ حقاني إن لم يكن موجودا بيننا جسديا لكن فكره وسبيله حي، وخندقه لا زال حاميا وكالصف الجهادي للإمارة الإسلامية؛ فإن قافلة جهادية عظيمة تتبع سبيله.
المولوي جلال الدين حقاني كان منذ عدة سنوات رهين سرير مرضه. وكما عان مشقات كبيرة من أجل دين الله عز وجل في شبابه وصحته، فقد تحمل بكامل الصبر وبقلب راضي بقضاء الله وقدره معاناة مرضه الطويل، حتى سلم روحه لباريها.
نأمل من جميع المجاهدين، وعامة المواطنين، ومن جميع مسلمي العالم بأن يدعوا بالمغفرة لروح الحاج المولوي جلال الدين حقاني، فقد بذل الشيخ الكثير للشعب الأفغاني وللأمة الإسلامية عامة، وكان من الرجال العظماء الذين صدوا للكفر والإلحاد بجهادهم ومقاومتهم، ومن حقه أن ندعو له بالرحمة والمغفرة.
نسأل الله عز وجل أن يتغمد المولوي جلال الدين حقاني رحمه الله في رحمته ومغفرته ويكرمه بلقاءه ويسكنه فسيح جناته.
آمین یا رب العالمین
قيادة إمارة أفغانستان الإسلامية ومجلس الشورى القيادي
24/12/1439 هـ ق
۱۳/۶/۱۳۹۷هـ ش ــ 2018/9/4م