بيانات ورسائل

بيان الإمارة الإسلامية حول يوم السابع والثامن من شهر الثور

1-flag

 

في السابع من شهر الثور من عام 1357 الهجري الشمسي الموافق لـ 27/4/1978م اتخذ عدد من الوجوه المتخلفة من بلادنا خطوة علنية لاستيراد الفكر الشيوعي الإلحادي من أجل تغيير الهوية والخصوصية الإسلامية للشعب الأفغاني، وقاموا بانقلاب عسكري للوصول إلى السلطة.

 

حاول انقلابيو السابع والعشرين من ابريل من خلال ترويج الفكر الأجنبي أن يشعلوا حرباً خطيرة ضد الشعب الأفغان المسلم والغيور، كي تمحو معها العقيدة الإسلامية في المنطقة، وفي بدالها يفرضوا على الناس اديولوجيا الشيوعية اللا معقولة.

 

من وجهة نظرنا هذا الانقلاب السيئ بصفته إيذاناً لجميع المأساة الحاصلة في البلاد بعد ذلك، كانت خطوة نحسة وجدير بالتقبيح، حيث كان يحمل في طياته خسائر فادحة وأزمات طويلة المدى لأفغانستان وشعبنا المسلم.

 

إن الجهاد المسلح ضد الشيوعية كانت ضرورة دينية وإنسانية ووجدانية، وقادة أفغانستان الجهاديون قاموا بدور تاريخي في إيقاظ الشعب خلاف الشيوعية وسوقه نحو ميادين الجهاد، إن أفعى الشيوعية الذي واجه التشكيل الديني والعقيدي لشعبنا مع الخطر المحدق، فوجئ برد فعل شعبنا المجاهد بحيث لم يتمكن الاتحاد السوفيتي ـ المُصَدِّر العالمي للشيوعية ـ من انقاذ سفينة الشيوعية من الغرق ها هنا، حتى أنه بفضل الله أولاً ثم ببركة هذا الجهاد البطولي، ليس فقط انهزمت الشيوعية في أفغانستان؛ بل ولت العقيدة الشيوعية على المستوى الدولي وأصبحت جزءاً من التاريخ.

 

إن هزيمة الشيوعية بسيف الشعب الأفغاني المجاهد كان الحدث الأكثر تعجباً في القرن العشرين، وببركة هذه الحماسة انفكت شعوب كثيرة مسلمة وغير مسلمة في آسيا الوسطى وأروبا الشرقية وفي أرجاء من العالم من مخالب الاتحاد السوفيتي، وقد وصل الجهاد في أفغانستان إلى بر الانتصار بشكل كامل، وقد نضجت في الثامن من شهر الثور لعام 1371 هـ ش الموافق لـ 28/4/ 1992م حماسة الجهاد المبارك ذات أربع عشرة سنة، وأصبحت زمام الأمور في يد حكومة المجاهدين المؤقتة في العاصمة كابل.

 

وما أضافه شيوعيو بلادنا البلهاء بانقلاب السابع من شهر الثور من الفصول السيئة إلى تاريخنا المجيد؛ فإن فتح الثامن من شهر الثور غسل هذه البقعة السوداء بشكل كامل، واثبت مجاهدو الشعب الأفغاني المؤمن مرة أخرى بأنه لازال ينبض في عروق هذا الشعب حماس الجهاد، وروح الاستقلال، يمكنه جبيرة أفعال العملاء المطرودين السفهاء.

 

لكن يجب أن نقول ببالغ الأسى بأن عدد من الأشخاص أصحاب طموحات شخصية من داخل الصف الجهادي الذين للأسف كان لهم مكانة في هرم القافلة الجهادية أو في جوانب مهمة منها، من أجل أهواهم، وطلب الجاه والجلال، والترفع والتفوق فيما بينهم لم يسمحوا لسفينة أماني شعبنا المجاهد بأن تصل إلى مقصودها، وحرفوا سبيل الهدف الشرعي للجهاد المقدس ( النظام الإسلامي الصافي)، وخلقوا للبلد مشاكل أخرى يستحي الأفغان حتى من ذكرها، نحن نعلم بأن المجاهدين الحقيقيين ليسوا وراء هذه الجناية العظمى؛ بل فقط كان وراءه عدد من الأشخاص الذين اليوم أيضاً يصرون على مواقفهم المضللة، ويواصلون جرائمهم.

 

ترى لِمَ تحول فتح الثامن من الثور إلى مأساة، والمجاهدون المتحدون ضد الشيوعية تقاتلوا فيما بينهم؟ كان السبب الأساسي عدم معرفة العدو الحقيقي، والانحراف من الأهداف الأساسية للجهاد، إن عددا من قادة الأحزاب بدلاً من أن يلتزموا ويتقيدوا للمطلب الأساسي وهو قيام النظام الإسلامي، أغرقوا في جنون الإقتدار وحب السلطة، وفي هذا السبيل لم يئنوا حتى عن قتل أخيه المسلم، وكانت هذه مأساة تاريخية غير منسية.

 

الآن ولله الحمد الاحتلال الأمريكي وعملاؤه يواجهون نفس مصير الشيوعيين ، وليس ببعيد أن تتكرر حماسة مثل الثامن من الثور مرة أخرى، لذا يجب أن تؤدي جميع الأطراف الدخيلة بالاستفادة من التاريخ مسؤوليتها في جانب تحقيق الآمال والأماني الدينية للشعب الأفغاني.

 

هؤلاء الذين اليوم باسم إدارة كابل يحلمون في إكمال الاستراتيجيات الأمريكية، يجب أن يأخذوا العبرة من تاريخي 7 و8 من شهر الثور أيضا ، ولا يزيدوا  من ويلات الشعب الأفغاني المسلم، هؤلاء الذين يأملون التواجد الدائم للأمريكيين في أفغانستان، يجب أن ينتبهوا بأن أفغانستان اليوم أيضاً مثل الأمس موطن للمسلمين، ولديها موقف قوي وجواب سديد مثل السابق لكل انتهاك.

 

ليس لدى الأفغان أي تفاوت بين التعدي الروسي والأمريكي ولا بين فلسفتي الشيوعية والأمبريالية المضللتين، ويعدون الأثنين أعداء دينهم وبلدهم، ويعتبرون الكفاح ضدهم حقاً مسَلماً لهم.

 

إن إمارة أفغانستان الإسلامية تعتبر عاملي فاجعة السابع من الثور مسودي الوجوه في التاريخ، وتقدم التهاني لشعبها المجاهد والفاتح، بمناسبة قدوم يوم الثامن من الثور، وتبارك له الانتصار ضد الشيوعية في هذه اللحظات المتخبتة للاحتلال الأمريكي الدولي.

نسأل الله أن يتقبل تضحيات واستشهاد المليون والنصف لشهدائنا في الجهاد ضد الشيوعية ، ويجزي الفاتحين أجراً جزيلاً.

إمارة أفغانستان الإسلامية

۱۴۳۵/۶/۲۷ ه ق

۱۳۹۳/۲/۷ه ش

۲۰۱۴/۴/۲۷ م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى