
بيان الشورى القيادي لإمارة أفغانستان الإسلامية بمناسبة بدء عمليات العزم الربيعية المباركة
بسم الله الرحمن الرحیم
قال تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) الأنفال:39
أيها المواطنون المؤمنون والإخوة المجاهدون!
ببركة جهادكم وتضحياتكم اضطر التحالف الصليبي بقيادة أمريكا إلى إخراج معظم قواته المحتلة ناكسة الرؤوس من أفغانستان.
وعلى الرغم من أن المحتلين أعلنوا إنهاء مهمتهم القتالية في أفغانستان، إلا أن أرض البلاد وجوها ما زالا تحت وصايتهم الفعلية تحت غطاء الاتفاقية الأمنية، كما أن احتلالهم مستمر للساحة السياسية والإعلامية والثقافية والتعليمية وغيرها من الساحات كما في السابق. وتحت شعار ما يسمى بالاتفاقية الأمنية مازال المحتلون الأجانب يستهدفون الأبرياء العزل بهجمات الدرونز، ويشنون المداهمات الليلية، وما زالت إدارة الحرب وقيادتها بأيديهم، والنظام ذو الرأسين لايمك شيئا من الأمر.
وبما أن شعبنا ذو خبرة ودراية بالاحتلال وأشكاله، ويعرف جيداً أنواع الإحتلال المباشر والغير مباشر، فلن تستطيع الجهة المحتلة -عن طريق تغيير أسلوب الحرب- أن تصرف الشعب الأفغاني المؤمن عن المقاومة الجهادية وعن السير على الدرب الجهادي المبارك.
إن كان المحتلون يتطلّعون إلى الخلاص فعلاً من مشاكل هذه الحرب المقلقة، فعليهم المسارعة بإخراج جميع قواتهم بمختلف تشكيلاتها الخاصة، والعسكرية، والإستخباراتية، وعليهم إنهاء الاحتلال، والكفّ عن التدخل في شؤون بلادنا.
ومن أجل تحرير بلادنا من الاحتلال الغاشم بالكامل، وتحكيم شرع الله على أرض أفغانستان الطاهرة، تعتزم الإمارة الإسلامية مواصلة الجهاد المقدس ضد المحتلين وعملائهم.
وفي هذا الصدد، تعلن الإمارة الإسلامية عن إنطلاق عملياتها الربيعية على مستوى البلد، بدءاً من يوم الجمعة القادم الخامس من شهر رجب عام 1436 الهجري الموافق لـ 24\4\2015 الميلادي، وستبدأ عمليات “عزم” بالساعة الخامسة صباحاً بصيحة التكبير.
اختير اسم “العزم”، ويوم الخامس من شهر رجب، للتفاؤل حيث أن “العزم” هي الإرادة القوية، والله سبحانه وتعالى لقّب رسله الذين ثبتوا أمام العدو وصبروا على الشدائد في سبيل الله بأولي العزم قال تعالى: (فاصبركَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ …الاية) الأحقاف ۳۵.
وكذا أمر الله عز وجل بالعزم والتوكل بعد التشاور في الأمور قال تعالى: (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) آل عمران: ۱۵۹
راجين من الله سبحانه وتعالى أن يقوي عزمنا الجهادي في هذه العمليات أمام قوى الكفر والطغيان. كما اختير الخامس من شهر رجب يوماً لبداية عمليات “عزم” المباركة؛ لأن هذا اليوم يوم فتح تاريخي وانتصار عظيم للمسلمين في معركة اليرموك في العام الخامس عشر من الهجرة النبوية، وهو يوم هزيمة ساحقة لجنود الكفر الغربية، آملين من المولى جل في علاه أن يجعل عمليات هذا العام ضربة قاصمة قاتلة للكفار المحتلين.
لقد قامت قيادة الإمارة الإسلامية والعسكريون المهرة البارعون من اللجنة العسكرية بالتخطيط لعمليات “العزم”، وسيكون هدفها الأول المحتلون الصليبيون، خاصةً قواعدهم الدائمة، ومراكزهم الاستخباراتية والدبلوماسية، ثم الموظفون في الإدارة العميلة، وتجمعاتهم العسكرية، وعناصر وزارة الداخلية والدفاع والمخابرات وغيرهم من عناصر العدو.
وستستخدم في عمليات “عزم” المباركة -كما في السابق- التكتيكات القتالية المتطورة، والعمليات الاستشهادية المزلزلة لعروش الكفر، وهجمات المجاهدين المخترِقين لصفوف العدو، وقصف مراكز العدو بالصواريخ والقذائف، والكمائن لقوات العدو المنهار معنوياً، وستكون حرب العصابات داخل المدن من أهم تكتيكات هذه العمليات الربيعية.
وفي سلسلة عمليات “عزم” سيطبق المجاهدون خطة العمليات بكل دقة وإمعان في كافة أرجاء البلد، وسيعتنون أشد الاعتناء بالحفاظ على أرواح المدنيين وأموالهم، والمجاهدون الذين يتهاونون في أمر دماء الأبرياء ويتغافلون عن حفظ أموالهم فيتسببون في سفك الدماء المعصومة سيعاقبون وفقاً للقوانين الشرعية ولائحة الإمارة الإسلامية. كما أن إمارة أفغانستان الإسلامية تعيد التأكيد على استراتيجيتها القديمة في عدم استهداف المراكز الدينية والتعليمية كالمساجد والمدارس والجامعات، والمراكز الصحية كالمستشفيات والمستوصفات، والمباني العامة، والمشاريع العمرانية ذات المنفعة العامة.
إن قيادة الإمارة الإسلامية تطلب بكل أدب واحترام من جميع أبناء شعبها المسلم أن يقدموا المساعدة الكاملة والمناصرة التامة لأبنائهم وإخوانهم المجاهدين في هذه العمليات المباركة كما ناصروا الجهاد في الماضي، وأن يبتعدوا عن تجمعات العدو، ومراكزه العسكرية لكي لا يصابوا بأذى لاقدر الله. إن الإمارة الإسلامية تولي اهتماماً خاصاً بحل مشاكلكم تحت ظل النظام الإسلامي. وفي هذه الظروف، إن تقدم أهل الخير المخلصين والمؤسسات الخيرية التي لا غرض لها سوى إغاثة الشعب الأفغاني إلى مساعدتكم فسنساعدهم في ضوء تعاليم الإسلام وبنود لائحة الإمارة.
وندعوا مرة أخرى الموظفين الحكوميين والعسكريين والإداريين أن يؤدّوا مسؤوليتهم الدينية وأن ينشقوا عن صفوف الكفار المحتلين، ويقفوا إلى جانب شعبهم المسلم، وإن المجاهدين مكلّفون بأن يهيؤوا لهؤلاء فرصة حياة آمنة وكريمة.
وفي الختام، نُذكِر مجاهدينا الأبطال بأن الجهاد عبادة، وإن إخلاص النية هو الركن الأساسي فيها كسائر العبادات، فلتكن الغاية من قتالكم هي إعلاء كلمة الله، لا اكتساب الصيت والمناصب والمغانم، وطبقوا القوانين الشرعية، والتزاموا بشروط معسكرات التدريب، وتحلّوا بآداب الجهاد وأطيعوا الأمراء، واعملوا بتوجيهاتهم الجهادية، واعتبروا الشعب نفسكم واعرفوا قدره، وتعايشوا بإخاء، ولا تغتروا بدعايات الكفار، وثقوا بنصر الله وولاء الشعب المؤمن، واصبروا على الشدائد (وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور (آل عمران 186.
والسلام
الشورى القيادي لإمارة أفغانستان الإسلامية
3/7/1436 هـ ق – 22/4/2015 م