
ترامب يفقد شعبيته في أول الطريق
صلاح الدين
الغالب في الرؤساء ومن يملكون زمام الأمور أنّهم يجدون في بداية الطريق -وربما في منتصفه- شعبيةً ما في استطلاع الآراء، وهذه الشعبية شيئاً فشيئاً تنهار وتسقط عندما يرون بأنّ الرئيس لا يفي بوعوده الرنّانة التي أصمّ بها آذان المواطنين المغرّرين قبيل الانتخابات، أو يرون بأنّ رئيسهم يجلب لوطنهم العار والشنار، والخزي والهزيمة في كل مجال.
فالرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب كان سيء الحظّ، حيث حطّم الرقم القياسي في تراجع شعبيته، ليلعنه شعبه قبل الآخرين في بداية الطريق، بل وبعد ثمانية أيام من وصوله لكرسي الرئاسة. فبعد ثمانية أيام من حكم ترامب قدّمت صحيفة ديلي تلغراف تقريراً حول استطلاع للرأي أجراه معهد “غالوب” أثبت أن غالبية الأمريكيين ليسوا راضين عن أداء دونالد ترمب.
وأفادت الصحيفة آنذاك بأنّه “في الأيام العادية يحتاج الرؤساء الأمريكيون لمئات الأيام ليعرفوا أن شعبيتهم تراجعت، وكان هذا هو الحال مع الرؤساء الخمسة السابقين، فقد تراجعت شعبية بيل كلينتون بعد 573 يوماً، حيث قال 50% من الأمريكيين أنهم ليسوا راضين عن أدائه”.
وأشار التقرير بأن الملياردير ورجل الأعمال والنجم التلفزيوني الذي أصبح رئيسا للولايات المتحدة ترامب، حطم الرقم القياسي بعد فوزه على بطاقة معاداة المؤسسة السياسية الحاكمة، حيث إنه بعد ثمانية أيام من توليه السلطة، أجرى معهد “غالوب” استطلاعا في 28 كانون الثاني/ يناير، أظهر أن غالبية الأمريكيين ليسوا راضين عن أدائه بنسبة (51%).
وفي هذه الأيام أُجري استطلاع جديد للرأي أظهر تراجعاً غير مسبوق لشعبية الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع اتساع دائرة المعارضين لسياساته في ما يخص بعض القضايا المهمة كالرعاية الصحية، وسياساته الخارجية التي يرى منتقدوه أنها أضعفت قيادة أميركا للعالم.
وبينت نتائج الاستطلاع الذي أجرته صحيفة واشنطن بوست وشبكة “أي بي سي” ونشرتاه الأحد 2017/7/16م أن نسبة رضا الأميركيين عن ترمب تراجعت منذ أبريل الماضي ست نقاط إلى 36%، في حين زادت نسبة غير الراضين إلى 58%.
وعبر 48% من المشاركين عن معارضتهم الشديدة لأداء الرئيس ترمب منذ تولى مهامه أواخر يناير الماضي، وهذا المستوى من عدم الرضا لم يبلغه الرئيسان الديمقراطيان السابقان باراك أوباما وبيل كلينتون، في حين بلغه الرئيس الجمهوري الأسبق جورج بوش الابن في ولايته الرئاسية الثانية، وفق استطلاع سابق لشبكة أي بي سي.
وحسب الاستطلاع، فإن 48% من الأميركيين يرون أن قيادة الولايات المتحدة للعالم باتت أكثر ضعفاً منذ تولي ترمب الرئاسة، في حين يرى 27% فقط أنها باتت أقوى من قبل.
ولم يبدِ سوى ثلث المشاركين ثقتهم بترمب في ما يتعلق بالمفاوضات مع قوى أجنبية، وقال اثنان من كل ثلاثة مشاركين إنهم لا يثقون بالرئيس في ما يخص تفاوضه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وبلغت نسبة من لا يثقون به مطلقا 48%.
فحري بهذا الرئيس الفاشل أن يسترجع شعبيته، وذلك لا يمكن إلا عن طريق وحيد لا محيد عنه وهو أن يخرج جنوده من أتون معركة وحرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، لا تنفعهم ولا تجلب لهم سوى الهزيمة والعار، والفشل والإنهيار.
فالجنود الأمريكيون لا يرون في أفغانستان إلا القتل والدمار، ووجودهم في أفغانستان يعني مزيداً من الاستنزاف الاقتصادي إلى أن ينهار اقتصادهم بالكامل إن لم يتداركوا ما بقي لهم من الفرص.