بيانات ورسائل

تصريحات المتحدث باسم الإمارة الإسلامية حول تقرير يوناما بشأن الخسائر المدنية

مرة أخرى نشر يوم أمس في كابل تقرير فصلي من قبل بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان (يوناما) بشأن حوادث الخسائر المدنية.
يشبه هذا التقرير سابقاته تماماً، ذُكر فيه مرة أخرى بأن المجاهدين مسئولين عن حوادث الخسائر في صفوف المدنيين بنسبة 73 %، وإدارة كابل مسئولة بنسبة 14 %، ولم يذكر فيه أي شيء حول مسؤولية القوات الأمريكية.
نحن نستنكر بشدة التحكيم الوارد في تقرير يوناما الذي ينسب مسئولية 73 % من الخسائر في صفوف المدنيين دون حجة إلى المجاهدين، وفي المقابل عساكر إدارة كابل وميليشياتها الذين يقتلون ويؤذون المواطنين في قرى وأرياف البلاد ببالغ الوحشية والقسوة فهؤلاء بالكاد اعتبروا مسئولين عن الخسائر المدنية أي بنسبة 14% فقط، والأمريكيون الذين قصفوا المدنيين وخاصة الأطفال بالقنابل من طائراتهم خلال الأشهر 3 الماضية عدة مرات اعتبروا أبرياءً!
هذا النوع من التقرير الأحادي الجانب والغير المحايد ليس حلاً أساسياً للمعضلة، بل إنه فقط يمهد الطريق للدعاية ضد المجاهدين.
إن شعبنا شاهد على أنه خلال الشهرين الماضيين قام جنود إدارة كابل بقتل وإصابة أكثر من مائتي مدني في ولاية هلمند وحدها، ودمروا (1500) منزلاً للأهالي المدنيين وقد اشتكى أعضاء الشورى المحلي في الولاية التابع لإدارة كابل من هذا الدمار.
خلال الشهر الماضي تم استشهاد قرابة 70 من الأفراد المدنيين في مديريتي ديك وشلغر بولاية غزني، ودمرت قرابة 200 منزل للأهالي المدنيين، ونفقت مئات المواشي، وقد قام أهالي المنطقة بمظاهرات ومسيرات بهذا الخصوص، ونشرت وسائل الإعلام تقاريرها أيضاً.
وفي سياق مماثل حين يتكبد عساكر وشرطة وميليشيات إدارة كابل خسائر في مناطق مختلفة من البلاد فينتقمون من عامة الناس، وبمنتهى اللامبالاة يستهدفون منازل المدنيين، فيقتلونهم ويجرحونهم ويزجون بهم في السجون، كما يتم الظلم والتعدي الممنهجين مع المعتقلين بشكل متواصل في المعتقلات، حتى أنهم لا يراعون قوانينهم أيضاً.
وفي المقابل في جانب المجاهدين لم يقع حادث استهداف المدنيين الحقيقيين الذين ليس لهم صلة بالطرف الحربي المقابل في أي مكان بالبلاد، ولم تلحق بهم خسائر من قبل المجاهدين.
نحن أخذنا كامل تدابير الحيطة والاحتياط في هذا الجانب؛ لكن الهجمات التي نفذت ضد أشخاص إدارة كابل فهؤلاء لم يكونوا مدنيين قط، كما ليسوا مصونين أيضاً، هؤلاء واقفين في وجه المجاهدين علانية، يقتلون المجاهدين ويعذبونهم، ويؤذونهم، ويساندون إدارة كابل في المجالات القتالية، وما وقع من أفرادنا وموظفينا الموازين لهم في أيدي العدو، فقام العدو بقتلهم وتعذيبهم وزجهم في السجون.
إن كانت إدارة يوناما تسعى بأن تلعب تقاريرها دوراً في تقليل الحوادث، وأن تسد وجه الخسائر المدنية، فيجب أن تكون في هذا الجانب واقعية، وألا تنشر تقارير تكون لها حيثية دعائية، وتغمض العين عن مظالم العدو.
من وجهة نظرنا مثلما أن قتل المدنيين والناس العزل جريمة، فكذلك تسييس مسألة الخسائر المدنية والتعامل المغرض معها، وإخفاء قتل المدنيين، وتبرئة الجناة الحربيين ، والاستفادة الدعائية البحتة من قضية موت وحياة الأفغان الأبرياء أيضاً تعتبر جريمة حربية؛ لذا يجب على مدافعي حقوق الإنسان أن ينوءوا بأنفسهم من المشاركة في هذه الجرائم.

ذبیح الله مجاهد
المتحدث باسم الإمارة الإسلامية
‏25‏/06‏/1436
‏14‏/04‏/2015

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى