مقالات الأعداد السابقة

تعزية ووصية

بقلم: د. عبدالله المحيسني

 

الحمدلله والصلاة على رسول الله أما بعد:

إلى إخواني الكرام في الإمارة الإسلامية في أفغانستان قادة وجندًا.. أوجه هذه الكلمات تعزية ونصيحة؛ أمّا التعزية فهي في القائد العالم المجاهد “رحيم الله حقاني” الذي استشهد وهو يؤدي دور العالم في بيت من بيوت الله، ويُعلم النّاس إرث محمد صلى الله عليه وسلم، أسأل الله أن يتقبله في جنات النعيم.

كانت آخر كلماته «إلا رد الله روحي لأسلم عليه» وأسأل الله أن يرد روحه لتسلم على النّبي صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم.. أحسن الله عزاءكم إخواني قيادة الإمارة الإسلامية وجنودها.

 

أمّا الرسالة والنصيحة: أيها المباركون! أيها الإخوة تعلمون أنّ الذي قتل هذا الشهيد هو انتحاري يزعم أنّه ينصر دين الله – من كلاب الخوارج-، وحينما أتحدث عن الخوارج فإنني لا أتحدث من عبث ولا أتكلم من وراء وسائل الإعلام، فأنا الذي خبِرهم وأنا الذي عاصرهم وأنا الذي عاش نشأتهم ونهايتهم في أرض الشام حيث قطع الله قرنهم.

 

إخواني قيادة الإمارة الإسلامية الله الله بمجاهديكم.. الله الله بعلمائكم.. إنّ أي حل مع هؤلا الخوارج غير الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم لا يجدي نفعًا؛ فهو أعلم الخلق بالخلق وهو أرحم الناس بالناس صلى الله عليه وسلم حينما قال صلى الله عليه وسلم: (لا يخرج من الخوارج قرن إلا قُطع)، واستخدم النبي صلى الله عليه وسلم لفظ “قُطع” لأنه يعلم أنّ داء وبلاء هؤلاء لا ينتهي إلا بالقطع؛ وحينما سمّاهم النبي صلى الله عليه وسلم بكلاب أهل النّار رغم وصفه لهم بأنّهم أشدّ النّاس عبادة وقراءة هو أعلم النّاس بهم علمه الله سبحانه وتعالى.

لقد قتلوا العلماء والمشايخ والصالحين في أرض الشام فما أنهى الله فتنتهم حتى أخذ على أيديهم واجتث وقطع قرنهم.. بل إنّ المتحدث إليكم اليوم من أرض الشام قد نال من أذاهم ما نال حيث دخل عليّ مجموعة منهم في بيت من بيوت الله وقاموا بتفجير المسجد على من فيه وأنجانا الله سبحانه وتعالى من ذلك بأعجوبة…، بعد حوارهم ونصيحتهم لا تتهاونوا يا إخواننا في مسألة الخوارج، فإنّهم داء مستطير وإنهم حمار أعداء الله من الكفار لا يحتاجون إلا إغراء هؤلاء وتحريضهم لقتل المسلمين والعلماء والمصلحين، فالله الله بإنهاء فتنتهم والقضاء عليهم قبل أن يتسلل سرطانهم إلى بلادكم ويستخدمهم العدوّ للإفساد بينكم.

 

ثم نصيحة ووصية أختم بهما: “حذاري من أن يستغل هذا الملف لتصفية الحسابات الفكرية ووصف المخالف بالداعشية ونحو ذلك، فالعدل العدل به قامت السماوات والأرض”.

ومما أوصي به إخواني ترجمة المحاضرة التي ألقيتها إبّان ظهور الخوارج في شدة انتشار فتنتهم وقد يسّر الله ترجمتها إلى أكثر من عشر لغات وكانت سببًا لهداية آلاف الشباب المسلم ذكرتُ فيها بتفصيل فتنة هؤلاء وذكرتُ فيها بتفصيل ما رأيته بعيني في أرض الشام.

لعل إخواني في الإمارة يطبعون هذه الرسالة وينشرونها ويوزعونها ففيها نفع كبير. أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى