مقالات الأعداد السابقة

تعلموا الحرية من الإمارة الإسلامية

عماد الدين الزرنجي

ما هو مفهوم الديموقراطية وحرية الفكر في قاموس علوم السياسية؟ إن کان معناها احترام إرادة الشعب في اختيار نوعية الحكم على بلدٍ ما، فإن الإمارة الإسلامية هي أكبر داعميها.

رغم الدعايات المكثفة التي يشنها إعلام الغرب ضد الإمارة الإسلامية وتوجيه اتهامات فارغة إليها في نقض قواعد الديموقراطية، فإن المواقف الأخيرة للإمارة الإسلامية أثبتت للعالم أنها تدعم جميع القواعد التي تخدم وتحفظ حرية الشعب. ومن أبرز هذه المواقف هي التي صرح فيها قادة الإمارة بأنهم يحترمون إرادة الشعب في اختيار نوعية الحكم السائد على أفغانستان بعد نهاية الاحتلال.

إنه موقف تاريخي أبهر وحيّر جميع المحلّلين والساسة والإعلاميين الذين كانوا في شغل شاغل في الدعاية ضد الإمارة الإسلامية. وقد صرّح الأستاذ عباس استانكزي، مساعد رئیس مکتب الإمارة الإسلامية في قطر، ردّا على سؤال قناة طلوع نيوز:

إننا ملتزمون برأي الشعب في انتخاب نوعية النظام الذي سيحكم أفغانستان. مع أن الشعب الأفغاني الباسل تجرع مرارة النظام الجمهوري خلال الأعوام الـ١٩ من الاحتلال ولن يرضى بعودته، إلا أن مراجعة رأيه في نظام الحكم من مقتضيات الاحترام.

واحترام رأي الشعب في نظام الحكم من مفاخر تراثنا الإسلامي؛ لذلك لا غرابة إن أخذت الإمارة الإسلامية بآراء الشعب في اختيار نوعية نظام الحكم. لكن الغرابة والعجب هو في موقف الغرب والأمريكيين عندما أعلنوا وأكّدوا أنهم لن يرضوا بعودة الإمارة الإسلامية في أفغانستان كنظام حكم يحكم المجتمع الأفغاني دون الرجوع إلى رأي شعبنا.
أهذه هي ديموقراطية الغرب والأمريكان التي يفخرون بها ويريدون فرضها على العالم؟!

إن شعوبكم أرادت النّظام الجمهوري، ونحن نحترم رأي هذه الشعوب ولن ندعوها إلى تركه. والمنتظر منكم أن تحترموا رأي شعبنا إن أراد الإمارة الإسلامية كنظام حكم.

إن هذا الموقف من الغرب ليس بغريب، لأن من دأب الغرب أن يلعب بالمصطلحات الرنّانة ويتستر وراءها للحصول على منافعه السياسية والاقتصادية.

بات واضحًا للجميع أنّ الغرب لم يقم باحتلال بلدنا لصالح الشعب الأفغاني؛ بل ادعى حربه على ما يسميه “الإرهاب” وهدفه الأساس هو إزالة الحكم الإسلامي المتمثل في الإمارة الإسلامية، وأيضاً إيجاد معسكر دائم له في أفغانستان للحد من تمدد نفوذ الصين في المنطقة.

فهل يعقل انتظار الخير من الغرب في عودة الإمارة الإسلامية كنظام حكم في أفغانستان؟

المهم لأبناء الإمارة الإسلامية هو تحكيم الشريعة الاسلامية أيا كان الإسم، فإذا حصل تنفيذ الشريعة في النظام الجمهوري فمرحبا به، وهذا مافهمناه من ديننا الحنيف.

عودا على بدء، إن قضية نظام الحكم بعد الاحتلال محل اختبار للغرب وللإمارة الإسلامية، فموقف قادة الإمارة أثبت مدى تمسكهم بأصول الحرية والديموقراطية الحقيقية، أما موقف الغرب فأثبت أنهم بعيدون كل البعد عن الديموقراطية وأنهم يلعبون بالمصطلحات لأجل تمرير أهدافهم الاستعمارية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى