تعلیم النساء في أفغانستان – فراغٌ یجب أن نملئه نحن قبل أن يملئه غيرنا
الحمد لله رب العالمین، والصلاة والسلام علی رسول الله المبعوث معلماً، وعلی آله وأصحابه نجوم الهدایة والحكمة في دیاجیر الظلمة والبدعة والغفلة ورعاة البشریة، وهداة الإنسانیة إلی سعادة الأبدیة بنور القرآن والسنة.
أمابعد:
مقدمة:
لقد مضى علی المرأة الأفغانیة حین من الدهر وهي محبوسة في جدران الجهالة العمیاء، والحمیّة الجاهلیّة، حقوقها مهضومة، وآمالها مفقودة ، وحیاة قاتمة قد مدّت الجهالة أطنابها علی أركانها. فلاعلم ینیر لها طریق الحیاة، ولانبراس یضیئ لها ظلمة العصر، ولامنجد لها یمدّ ید العون إلیها، ولاعین تبكي علیها، فعدّت من سقط المتاع، وعاشت عیش الهمج الرعاع.
لمثل هذا یذوب القلب من كمدٍ إن كان في القلب إسلام وإیمان
لكنّ الرب الرحیم سبحانه وتعالی أبی لإمائها الأفغانیات هذا الوضع الألیم، والحیاة القاتمة فقیّض رجالاً، ونساءً مؤمنات خصصوا أیاماً، ووقفن أعماراً لإنقاذهنّ من براثن الجهل الأعمی، وساروا بهنّ إلی الكتاتیب (المدارس الشرعية) لیتفقهن في الدین، ویعلمن أمور دینهن، فعادت هذه الكتاتیب بحول الله وقوّته أسطع ذبالاً، وأكثر لألاءً من تلك الجامعات التبشیریة، والرافضیّة التي أسست علی أصقاع كابل، وهرات، وقندهار، وبلاد أخری كثیرة من أفغانستان.
لكن عواصف الغرب، و الإعلام الصّهیوني، والتبشیر المسیحي أخذت تهبّ بعد فینة وأخری لإطفاء نور هذه الشموع الباهرات، فانتهزوا تلك الغافلات الأفغانیات التي لم تصل إلیهنّ دعوة، ولا ترتبطهنّ بالكتاتیب صلة أو اللاتي درسن في الجامعات المذكورة فنفثوا في رُوعهنّ سموماً استعماریة، واستعبادیةً، واستثماریةً، واستحماریةً باسم النّجدة، والعلم العصري، والتعلیم المجّاني، وتحریر المرأة، والديمقراطية، فانخدعن، وأسرعن وراء المبشّرات رجاء مستقبلٍ مشرقٍ ینقذهنّ من حاضرهنّ الألیم.
فهذه المسكینة التي طالما كانت تترقّب أن یُهدی إلیها مصحفاً من القرآن الكریم، أو جزءً من الأحادیث النّبویة، أو باباً من الفقه فكانت ظامئة في الیوم القائظ تترقب أن تفیض علیها غرفة من مورد العلم العذب لتذهب ظمئتها، وتبتل عروق حیاتها لتحیا من جدید تحت ظلال العلم الوارف، وترجع بفضلها إلی أمثالها المسكینات اللاتي جلسن كئیبات محزونات في كسر البیت.
ولیت شعري كنّا نهب من سباتنا العمیق قبل أن تفوت الأوان، وترجع الكفّة لصالح أعداءنا، وتظهر كفتنا طائشة في هذا المضمار.
فحاجة المسلمات الأفغانیات إلی العلم، والوعي الإسلامي ملحّة جدّاً حیث التبشیریات، والمبشّرون قد جلسوا بالمرصاد ینتظرون كالذئاب الشاة القاصیة.
فیستلزم علی الرعاة، والدّعاة أن ینتهزوا الفرصة والآن قبل أن لا یكون آنٌ، فربّ غفلة تخلف الركب مسافة قرون لا یعلم مداها إلا الله.
وذلك لا یكون إلا بتخطیط دقیق یناسب شأن القواریر الأفغانیة، ویضمن سعادة المجتمع بنزاهة، وأمانة بالغین تأمن الأفغانیة من الفساد، والإباحیة، والاختلاط في إطار الشریعة.
ولله درّ الشاعر إذ یقول:
الأمّ مدرسة إن أعددتها
أعددت شعباً طیب الأعراق
الإسلام دین العلم، والحضارة، والعدالة:
إن مصیر الأمة الإسلامیة مرتبطة بالعلم والحضارة، التي شعارها العدالة، و الرجال والنساء سواءٌ فیها في طلب العلم ، وبقدر الكدّ تكتسب المعالي.
ویقول الله سبحانه وتعالی:
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كانُوا يَعْمَلُونَ (سورة النحل/97)
وربّ امرأة فاقت الرجال في هذا المیدان كما یقول الشاعر:
لو كانت النساء مثلهن
لفضلت النساء علی الرجال
وما التأنیث لاسم الشمس عیبٌ
وما التذكیر فخر للهـــــــــــــلال
فالإسلام هو دین العلم، والحضارة، والثقافة، والتقدّم الأبدي إلی الأمام، وإلی المستقبل المجید، وتحت قیادة الإسلام، وتحت شعار ” إقرأ باسم ربك الذي خلق “، و ” قل هل یستوي الذین یعلمون والذین لایعلمون”، وطلب العلم فریضة علی كل مسلم.
فبالعلم استطاع المسلمون أن یفتحوا العقول، والقلوب، والأرض فإنهم كانوا یواجهون بقوة العلم ضعف الجهل، وبشموخ الحق انحدار الباطل.
أجل؛ إنّ هذا الدین یحمل عوامل ديمومته، واستمراره، وهذا أمر بدیهي فمادام الله سبحانه وتعالی قد أراد له أن یكون الدین الأخیر، فمعنی هذا أنه سبحانه وتعالی قد أمدّه بعناصر العلم، والحضارة، والثقافة مما یجعله قدیراً علی التواصل مع أجیال البشریة المتعاقبة جیلاً بعد جیل.
فیستلزم علی من یأمل إسعاد المجتمع الأفغاني، وإعادة المجد التالد إلی أبنائه أن یفتح كنوز العلم الشرعي، وآخر العلم العصري علی أبنائه، وبناته بأسلوب صحیح، ونزاهة، وأمانة، وصدق، وإخلاص، وتخطیط دقیق بعید عن ریاح الغرب التعلیمیة، وأسالیبهم التربویة.
ونعلم أنّ اهتمام الإسلام بالعلم، وحرصه علی طلبه لم یقتصر علی الرجال دون النساء،
وفي صحیح البخاري عن أبي سعید الخدري رضي الله عنها قال: جاءت امرأة إلی رسول الله صلی الله علیه وسلم فقالت: یا رسول الله ذهب الرجال بحدیثك فاجعل لنا من نصیبك یوماً نأتیك فیه تعلمنا مما علمك الله.
فقال: «اجتمعن في یوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا»، فاجتمعن فأتاهنّ رسول الله صلی الله علیه وسلم، فعلّمهنّ مما علمه الله، الحدیث.
ولذلك نجد أن تاریخ الإسلام حافل بطالبات العلم، والمتعلمات في شتی المجالات العلمیة كما وضع الباحث المسلم في مركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية في بريطانيا محمد أكرم ندوي قاموسا بيوغرافيا للمحدِّثات المسلمات جاء في 40 مجلدا .
يرى الباحث أنه كان يعتقد حين بدأ إعداد بحث عن عالمات الحديث النبوي الشريف في العالم الإسلامي، أنه لن يهتدي إلى أثر أكثر من 20 أو 30 منهن. بيد أن رحلة البحث قادته إلى اكتشاف 8 آلاف محدِّثة. وبدلاً من كتاب واحد يحوي سيرهن، وجد أن قاموسه البيوغرافي للمحدِّثات المسلمات استغرق 40 مجلداً.
بدأ ندوي (43 عاماً) بحثه قبل ثماني سنوات، بالعكوف على تأليف قاموس للسير الذاتية للعالمات بالحديث النبوي الشريف. وقاده الغوص والتنقيب في معاجم العلماء والكتب التاريخية، ووثائق الكتاتيب، ورسائل شيوخها وفقهائها، إلى فقيهة ولدت في بغداد في القرن العاشر – بحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية – جالت على سورية، ومصر لتعليم النساء. وأفضى به بحثه إلى محدِّثة مصرية في القرن الثاني عشر، أذهلت طلبتها من الرجال بحفظها نصوصاً تعادل حِمْل جمل!
وعثر أيضاً على سيرة محدثة برعت في تدريس علم الحديث في المدينة المنورة في القرن الخامس عشر، بل اهتدى إلى عالمة في المدينة المنورة بلغت مرتبة الفقيهة في القرن السابع، وكانت تفتي في شؤون الحج والتجارة.
ويطوف معجم المحدّثات الذي ألفه ندوي على عالمة عاشت في مدينة حلب السورية في العصور الوسطى(ما بين القرن السابع الميلادي ونهاية القرن السادس عشر الميلادي) لم تكن بارعة في الإفتاء فحسب، بل كانت تقدم المشورة لزوجها الأكثر شهرة منها في كيفية إصدار فتاواه.
ووصفت الصحيفة الأميركية المعجم بأنه مذهل، وذلك بعدما أشارت إلى أن الإسلام عرف تعليم النساء منذ نشأته، خصوصاً الأحاديث النبوية التي روتها أم المؤمنين السيدة عائشة، وتقديرات المستشرق جولدتسيهر أن نحو 15 في المائة من علماء الحديث النبوي المسلمين في العصور الوسطى كنَّ من النساء.
وتشير الصحيفة إلى العالمة السورية أم الدرداء التي نبغت في تدريس علوم الحديث في دمشق خلال القرن السابع، وكان خليفة الدولة الأموية من بين طلبتها.
ويقول ندوي إنه يأمل بأن يقود صدور معجمه إلى إحياء سنة تعليم البنات شؤون دينهن. ويضيف أن النساء العالمات اللاتي درّسن الرجال هن جزء من تاريخنا.
ومزیداً علی ذلك نلفت نظركم إلی وصايا أهل العلم في تعاهد تعليم النساء ، وما يجب على ولي الأمر ما ذكره ابن الحاج رحمه الله في مدخله ( 1 / 209 ) :
” وينبغي له أن يتفقد أهله بمسائل العلم فيما يحتاجون إليه؛ لأنه جاء من تعليم غيرهم طلباً لثواب إرشادهم ، فخاصته ومن تحت نظره آكد ؛ لأنهم من رعيته ومن الخاصة به كما في الحديث : ” كلكم راعٍ ، وكلكم مسؤول عن رعيته ” فيعطيهم نصيبهم فيبادر لتعليمهم لآكد الأشياء في الدين أولاً وأنفعها وأعظمها، فيعلمهم الإيمان، والإحسان، والإسلام، ويجدد عليهم علم ذلك، وإن كانوا قد علموه، ويعلمهم الإحسان، ويعلمهم الوضوء، والاغتسال، وصفتهما والتيمم، والصلاة، وما في ذلك كله من الفرائض، والسنن، والفضائل، وكل ما يحتاجون إليه من أمر دينهم، ودنياهم الأهم فالأهم .”
وقال سفيان الثوري رحمه الله : ” ينبغي للرجل أن يُكرِهَ ولده على العلم ، لأنه مسؤول عنه ” السير ( 7 / 273 ) ]
ولا يرتاب عاقل البتة أن النساء يدخلن في هذا .
وقال ابن حزم رحمه الله بعد أن ذكر طلب العلم العيني :
” فهذا كله لايسع جهله أحداً من الناس، ذكورهم وإناثهم، أحرارهم وعبيدهم وإمائهم، وفرض عليهم أن يأخذوا في تعلمّ ذلك من حين يبلغون الحلم وهم مسلمون، أو حين يُسلمون بعد بلوغهم الحلم، ويجبر الإمام أزواج النساء وسادات الأرقاء على تعليمهم ماذكرنا إما بأنفسهم وإما بالإباحة لهم لقاء مَن يعلمهم ” [ الإحكام ( 5 / 122 )]
وقال العلامة ابن باديس رحمه الله في الاهتمام بتعليم النساء :
” فاستناداً إلى هذه الأدلة، وسيراً على ما استفاض في تاريخ الأمة من العالمات والكاتبات الكثيرات، علينا أن ننشر العلم بالقلم في أبنائنا وبناتنا، في رجالنا ونسائنا على أساس ديننا إلى أقصى ما يمكننا أن نصل إليه من العلم الذي هو تراث البشرية جمعاء، وثمار جهادها في أحقاب التاريخ المتطاولة، وبذلك نستحق أن نتبوأ منزلتنا اللائقة بنا والتي كانت لنا بين الأمم . ” [ من هدي النبوة ( 136 ) ]
التعلیم المختلط وفشله حسب آراء الغربیین:
ومعلوم ما يترتب على اختلاط التعليم من المفاسد الكثيرة والعواقب الوخيمة التي أدركها من فعل هذا النوع من التعليم في البلاد الأخرى . فكل من له أدنى علم بالأدلة الشرعية، وبواقع الأمة في هذا العصر من ذوي البصيرة الإسلامية على بنينا وبناتنا يدرك ذلك بلا شك.
یقول السلطان ملدیفي: ( أما تعلیم النساء المسلمات فقد أصبح من المسائل الحیویة للإسلام والمسلمین، ولكنه لو مال عن طریق الشریعة الغراء إلی خطة المدنیة الغرب الغبراء كان معولاً لهدم أركان الإسلام، وفأساً لفتح القبور لأبنائه، ودسهم فیها وهم أحیاء).
ففي الاختلاط بین الجنسین – خاصة في مسئلة التعلیم – خطر عظیم یهدد كیان المسلمین وشأفتهم، وقد صح عن النبي صلی الله علیه وسلم أنه قال:« مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم علیها وهم أبناء عشر، وفرقوا بینهم في المضاجع».
وهذا الحدیث الشریف یدل علی خطر المهدد النابع عن الاختلاط بین البنین والبنات في جمیع المراحل.
والآن نذكر اعترافات المتخصصین في النظام التربوي في الغرب جراء تجربتهم التعلیم المختلط بین الجنسین.
یقول البروفیسور الأمیركي “املیو افیانوا” – وهو رجل القانون المتخصص في النظام التربوي في أمریكا – : أنّ العدید من الدراسات تؤكد أنّ الفصل بین الجنسین في المحل الدراسي یساعد علی اجتیاز الفتیان والفتیات بصورة أفضل في المستوی التعلیمي للبنات والأولاد.
واعترف عدد من الدول الأورُبّیة بفشل سیاسة التعلیم المختلط صرح “كینش بیكر” وزیر التعلیم البریطاني أن بلاده بصدد إعادة النظر في التعلیم المختلط بعد أن ثبت فشله قال أحد أعضاء لجنة التعلیم بالبركان الألماني “البوندر ستاج”: أنه یجب العودة بالأخذ بنظام التعلیم المنفصل الجنس الواحد.
و أكدت دراسة أجرتها النقابة القومیة للمدرسین البریطانیین أن التعلیم المختلط أدی إلی إنشاء ظاهرة التلمیذات الحوامل سفاحاً وعمرهن أقل من 16 عاماً كما تبین أنّ استخدام الفتیات في المدارس لحبوب منع الحمل تزاید كمحاولة للحد من الظاهرة دون علاجها واستئصال جذورها.
ففي بریطانیا أكدت الباحثة في صحیفة التایم ” جانت دبلي” أنّ الاعتماد علی الاختلاط بین الجنسین في المدارس ما هو إلا مؤامرة معادیة للأناث.
قالت شبكة “سي إن إن” الأخباریة الأمیركیة: إنه سبب كثرة تعرض الفتیات لعملیات اغتصاب، فإن الكثیرات منهنّ یرفضن الذهاب إلی المدارس المختلطة، ویفضلن ترك الدراسة.
قال البروفیسور ” أملیو أفیانو”: إن الأولاد یفضلون الفصل في الدراسة حتی لایتحتم علیهم الالتزام بعض التصرفات التي یرونها ضروریة في حضور الفتیات، والأمر نفسه صحیح بالنسبة للفتیات حیث یعتبرون الاختلاط معرقلاً لتقدمهنّ الدراسي، ویهدر كثیراً من وقتهنّ في التزیّن.
نقلت جریدة الأحد اللبنانیة في العدد 650 أنّ الفضائح الجنسیة في الجامعات، والكلیات الأمیركیة بین الطلبة والطالبات تجدد وتزداد .. وقال عمید الجامعة: أنّ معظم الطلاب والطالبات یعانون جوعاً جنسیاً رهیباً، ولاشك أنّ الاختلاط في الجامعة أكبر أثر في هذه التصرفات.
الاقتراحات في مجال تعلیم النّساء:
وطبق قاعدة “الضرورات تبیح المحظورات” فإن الشریعة الإسلامیة جاءت لتحصل المنفعة، وتكمیلها، ودرء المفاسد، وتقلیلها، وتعلیم المرأة العلوم الشرعية وبعض العلوم العصریة والطبیة كالولادة، والحمل، وغیرها في إطار الشریعة مسموح لها.
إیجاد تعلیم نوعي وإعداد خاص للمرأة یناسب طبیعتها، ولایتعارض مع هویة مجتمعها، وتعالیم دینها.
أن یكون القائمون أو القائمات علی هذا التعلیم، والإعداد مؤتمنین مهیئات لأداء هذه الرسالة.
وجود إطار إسلامي عام تلتزم به المرأة الأفغانیة المسلمة إذا خرجت لطلب العلم.
البحث عن وسائل فعالة تساعد المرأة المتعلمة علی أداء رسالتها الاجتماعیة، والتعلیمیة في المجتمع.
المحافظة التامة علی الحجاب، والحشمة.
عدم الخضوع في القول عند الكلام.
العمل علی صون الفتاة التي هي أمانة عند ولیّها من أن تلجأ للخروج للتعلم مع إمكانیّة توفیر ذلك لها في البیت من خلال أحد محارمها أو إحدی النساء.
وفي الأخیر أهدي هذا الشعر لـ ” عبدالناصر منذر رسلان” إلی أختي الغالیة الأفغانیة، وإلی من هي نصف المجتمع .. وتلد نصف الآخر فهي كل المجتمع التي تهز بإحدی یدیها المهد وبالأخری العالم، وذلك بالعلم، والفضیلة، والثقافة، والحضارة.
فیا قدوة الأجیال .. ویامربیة الأبطال .. ویا زوج الرجال .. ویا عضد القادة .. أقدم هذا الشعر بصدقٍ وإخلاص إلیك، وأحب أن أراك دوماً سیّدةً في قومك، وعزیزة فی بیتك، آمنةً في مجتمعك، ومربیة لجیلك.
یا ابنتي هیّا إلیّــــــــــــــــــــــــا
نقرأ الذكــــــــــــر الحكیم
فیه نرقی للثریَّــــــــــــــــــــــــا
نسلك الدّرب القویـــــــــم
إننــــــــــــــــــــــــا بالعلم نحیا
نُرضي مولانـــا العلیــــــم
ندخل الخلــــــــــــــــــــدَ سویّا
فیه أســــرار النّعیــــــــــم
عندهـــــــــــــــا نلقی النبیّــــا
حسبُنا وجـه الكریـــــــــم
یــــــا ابنتي كوني نقیّــــــــــة
مثل أزهــار الحقــــــــــول
واقطفـــــــــــــــــي نُور الثریا
وانهجـــي درب البتــــــول
واحملــــــــــــــي قلبـــــــاً أبیّـا
واسمعي ماذا أقـــــــــــول
إنّ من یرضی الدّنیّـــــــــــــــــــــا
عاش في الدنیــا ذلــــــــول
فارفعـــــــــــــــــــــــــــي الرأس علیّا
هكــــــذا وصّی الرســـــــول
یا ابنتي أنتِ لقلبــــــــــــــــــــــــــي
نبضَـــــــــــه طول الزّمـــان
أنتِ من أحیـــــــــــــــــــــا بدربي
كــلّ أطیـــــاف الحنــــــــان
هیّــــــــــــــا یا عمــــــري نلبي
نرتقي نحو الجنــــــــــــــان
جــــــــــــــــــــدّدي الإیمان هبّي
واهجـــــــــــــري كنّا وكان
كوني یا حبّي بقُــــــــــــــــــــربي
شملنا یبقی مصـــــــــــــان