تقرير غير موثوق باسم منظمة موثوقة!
تعد الأمم المتحدة منظمة مهمة وموثوقة على المستوى الدولي، وتقريباً فإن جميع دول العالم لهم عضوية في هذه المنظمة، وبالتالي فبقدر شموليتها ومكانتها ووجاهتها تعظم مسئوليتها، وهذه المكانة العالمية تقتضي أن يكون كل ما ينشر باسم هذه المنظمة دقيقاً ومبنيًا على الحقائق والبراهين، ونزيهاً عن التناقضات والتخمينات والتخرصات، وأن يكون جميع أقوالها مطابقة للواقع.
لكن للأسف! يجب أن نقول بأن التقرير الذي نُشر أخيراً من قبل المنظمة المذكورة حول ما يتعلق بتواجد المسلحين الأجانب في أفغانستان وما شابه ذلك من القضايا الأخرى فإنها لا تطابق الواقع بتاتاً، فقد ادعى التقرير تواجد أعدادٍ كبيرةٍ من المسلحين الأجانب على أرض أفغانستان، وهذا الأمر حيَّر جميع المواطنين؛ لأن الأفغان هم سكان هذه البلاد، وهم أدرى بشعابها وبمن يسكنون فيها، فكيف يمكن أن يتواجد (وفق تقرير الأمم المتحد) آلاف من المسلحين الأجانب في أفغانستان ويخفى ذلك على أهل البلد وسكانه، فقد جاء في تقرير الأمم المتحدة بأنها لم تُجرِ أية إحصائية مستقلة بهذا الشأن، وأن التقرير تم إعداده وفق معلومات إدارة كابل وبعض الحكومات الأخرى.
إن إدارة كابل بالفعل تقع في حربٍ مع الإمارة الإسلامية، كما أن بعض الدول الأخرى تريد استمرار الحرب في أفغانستان، ولا شك أنهم يريدون استغلال موقف الأمم المتحدة بتقديم معلومات خاطئة لها، لتشويه سمعة الإمارة الإسلامية لدى العالم.
كما أن التقرير اشتمل على تناقضات ومعلومات خاطئة أخرى أيضاً، فقد ذكرت أسماء خاطئة لمسئولي عدة لجان بالإمارة الإسلامية، كما ذُكر في التقرير وفاة حاكم إحدى الولايات لكن في موضع آخر اعتبر حاكماً بالفعل، كما صرح التقرير بأن هيكل مجلس شورى الإمارة الإسلامية تم أخذه من الموقع الرسمي للإمارة الإسلامية على الأنترنت، في حين أن هيكل مجلس الشورى القيادي للإمارة الإسلامية لم ينشر في أي موقع ولا صحيفة، وجميع هذه التناقضات تثبت أن التقرير إنما تم إعداده من مصادر غير موثوقة ومضِلَّة.
إن إمارة أفغانستان الإسلامية واثقة من أنَّ الدول التي لا تريد إنهاء الحرب والتوصل إلى حل سياسي في أفغانستان، هي من لعبت الدور المهم في إعداد هذا التقرير، مستغلة في ذلك اسم منظمة الأمم المتحدة ومكانتها. ونحن نعلم بأن الحرب المفروضة التي استمرت 19 عاماً، إن تسببت من ناحية في دمار بلادنا، وتمزق شعبنا وتحطمه، فإنها من ناحية أخرى كانت سبباً في تحقيق مصالح مادية، وسياسية، وظهور في الساحة بالنسبة إلى بعض الدوائر والأنظمة والحكومات، وبما أن مصالحهم غير المشروعة مرتبطة باستمرار الحرب، فلا شك أنهم سيبذلون قصارى جهودهم في عرقلة عملية السلام، والإصرار على استمرار الحرب ودوامه.
لكن مطالبة شعبنا هي أن فكرة إنشاء منظمة الأمم المتحدة وتأسيسها إنما تنبني على إنهاء الحروب في العالم وإحلال السلام فيه، كما أن الهدف من مجلس الأمن هو تحقيق الأمن في العالم، وليس تقليم الحجج وسبرها واختلاقها من أجل مداومة الحروب واستمرارها، لذا فمن الأفضل أن يُستفاد من الفرصة السانحة في إحلال السلام، حتى يتمكن شعبنا المظلوم من الوصول إلى حياة كريمة آمنة مستقلة.