تمثلية “لويه جيرغا”، وتفاهة سبب استدعائها..!!
يُعقد في كابل اليوم اجتماع استدعته إدارة كابل، وهو يسمى بـ “لويه جيرغا” (الهيئة الاستشهارية الكبرى)، وذلك بناء على تصريحات أشرف غني رئيس إدارة كابل، حيث قال قبل عدة أيام أن إطلاق سراح 400 سجين لا یدخل في إطار صلاحياته، وسيتم استدعاء “اللویه جيرغا” لإيجاد طريقة قانونية للإفراج عنهم.
عندما لا يحتاج أشرف غني إلى إذن “اللويه جيرغا” في إطلاق سراح 4600 من السجناء، ویستطیع فعل ذلك بمفرده بشكل غير قانوني! ثم عندما يتعلق الأمر بـ 400 سجين فقط! يلجأ فجأة إلى “لويه جيرغا” لاتخاذ قرار تجاه هؤلاء السجناء وإيجاد طريقة قانونية لإطلاق سراحهم!؟ تلك إذاً سياسته المضللة التي لا یَفهم هو أيضا مغزاها.
علی أیة حال، فقد نمت المعارضة العامة الآن لاستدعائه مجلس “لويه جيرغا” لدرجة أن برلمانه الانتسابي أیضا وقف ضدها. ويبدو من ذلك أن غني وفريقه قد أضحوا منزوين ومعزولين تمامً بسبب معاداة للسلام وتشبثهم بالسلطة وسعيهم للحافظ عليها.
إن استدعاء “لويه جيرغا” في مثل هذا التوقيت الحساس والقصير في قضية صغيرة جدًا ليس إلا استغلالٌ سيء لمسماها، فإن الناس يدرکون أن الهدف منها ليس إطلاق سراح 400 أسیر، وإنما سببها انعقادها السعي من أجل إطالة مدة هذه السلطة غير الشرعية، واستمرار للحرب، ومنع لإحلال السلام، وعرقلة للمحادثات الأفغانية.
لقد أضافت تصريحات غني مزيدا من الوضوح حول الموضوع، حيث قال أمس عن (اللويه جيرغا): “غدا يوم سيسطِّر التاريخ، وسيحمل القرار النهائي للجلسة الاستشارية الكبرى رسائل واضحة لـفريق مفاوضات السلام وطالبان والمجتمع الدولي بأسره”.
مما يعني أن موضوع إطلاق سراح 400 أسير لم يكن موضوع الجلسة أصلاً، ولذلك فالهدف الأساسي منها، هو أن غني وفريقه سيعلنون من خلالها قرارات كانوا قد أعدوها مسبقا.
إن الإمارة الإسلامية، كما أدانت من قبل، جميع تصرفات العدو التي تستغل القيم والدساتير الوطنية لعرقلة عملية السلام أو لإطالة فترة السلطة غير الشرعية، تؤكد مجددًا حول جلسة اليوم، بأن استدعاء “اللويه جيرغا” بحجة تحديد مصير 400 أسير، ثم الاستفادة منها ضد رغبات الشعب الأفغاني، لن يداوي جراح الشعب ولن تسكن آلامه، ولا يمكن لمثل هذه الجلسة أن تمثل الشعب أصلاً!
وكما أن إدارة كابل غير شرعية، فإن أفعالها غير مشروعة أساساً. والشعب الأفغاني ليس مستعد أبدا لقبول أي قرار يخالف استقلال أفغانستان، أو يعارض إقامة نظام إسلامي شامل، أو يصادم توقعات الشعب الأفغاني ومطالبه.
إن إطلاق سراح الأسرى وفقا لاتفاقية الدوحة، وإيجاد حل شامل ومعقول للأزمة الأفغانية عن طريق المحادثات الأفغانية، هو مطلب الشعب الأفغاني وغايته، كما أنه يحظى بتنسيق وتأييد إقليمي وعالمي. أما سوى ذلك فجميع محاولات البحث عن الطرق والحلول البديلة ليست إلا كالنفخ في رماد، كلها سدى ولا طائل من ورائها.