مقالات الأعداد السابقة

جهود الإمارة الإسلامية لازدهار أفغانستان

بقلم الاستاذ خلیل (وصیل)

 

لاشك أنّ إرساء الأمن وتحقيق السلام هو العامل الأساسي للبناء، والتطوير، والإصلاح؛ ولذلك ركزت الإمارة الإسلامية عليه من أول يوم لها، فثارت ضد عصابات الشر والإجرام لتنقذ البلاد من نيران الحروب الداخلية، ولتهيئ للشعب أجواء آمنة في ظل نظام إسلامي عادل، وتضمد جراحات الوطن وتضع عليها بلسم إعادة الإعمار، وتصون الشعب الأبي من الشقاء والبؤس والظلم والذل والتخلف في كافة الأصعدة.

وكما كانت الإمارة الإسلامية تهتم بإصلاح الرعية وتوجيههم نحو الخير والمعروف، فقد أحيت تلك الأحكام والمصطلحات الشرعية التي كادت أن تندرس لدى عموم المسلمين كحاكمية الشريعة الإسلامية، والمحاكم والحدود الشرعية وغيرها من الثوابت الدينية الإسلامية، كذلك لم تغفل عن الإسهام الفاعل في رفاهية المجتمع وتقدمه وسعادته، بل وفرت لهم حياة آمنة ومستقرة.

وإبان حكم الإمارة الإسلامية، لولا استمرار الحروب، ولولا العوائق والعقوبات الاقتصادية التي فرضها متحضروا العالم على أفغانستان المسكينة؛ لكان الشعب الأفغاني اليوم مكتفياً ذاتياً، مزدهراً اقتصادياً، مستقراً أمنياً وسياسياً، نظراً لاعتزام الإمارة الإسلامية على إطلاق مشاريع اقتصادية عملاقة، ولكن أعداءنا لم يعطونا الفرصة لنكمل مراحل التقدم والتطور في أجواء آمنة سعيدة.

كما لا يختلف اثنان على أن العائق الكبير والعقبة الكأداء أمام ازدهار البلد وتقدمه هو الاحتلال الأمريكي، ولذلك حملت الإمارة الإسلامية على عاتقها مسؤولية الجهاد المسلح ضد العدوان الغربي، فكما أنها منشغلة بمقارعة الأعداء الألداء القساة، تطهيراً للبلد منهم، فهي كذلك تحاول الإسهام في تقدم البلد ورقيه الاقتصادي حسب وسعها وطاقتها في الظروف الحربية الحالكة، ليتمتع المواطنون باكتفاء ذاتي وحياة آمنة رغيدة. وفي الآونة الأخيرة انتشرت مقاطع مرئية وتقارير مصورة في شبكات التواصل الاجتماعي لمساهمة المجاهدين في تشييد الجسور وإصلاح الشوارع، وبناء الطرق الفرعية وإطلاق المراكز التعليمية والصحية، في مختلف ولايات أفغانستان.

مع أنكم لو طالعتم الكتب العالمية التي كتبت حول حروب العصابات لوجدتم فيها: أنه على مسلحي حرب العصابات قطع تيار الكهرباء عن المدن المحاصرة، وقطع الطرقات بتدمير الجسور، وقطع إمدادات المؤن الغذائية وحتى قطع مياه الشرب عن سكانها خلقاً للمشاكل في أرض العدو وتضييقاً للخناق عليه.

وما زال مسلحوا حروب العصابات يستخدمون هذه الأساليب للضغط على أعدائهم ولا يبالون بتضرر الأبرياء المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ الضعفاء.

ولكن للإمارة الإسلامية ميزة، فهي لم تستخدم تلك الأساليب؛ فلم تقطع الكهرباءَ عن المدن، ولم تمنع المواد الغذائية، ولم تقطع مياه الشرب عنها، ولم تدمر الجسورَ والشوارعَ، وغيرها من الأساليب التي تتسبب بتضرر الشعب، بل ركزت على استهداف العدو فقط.

بل إن الإمارة الإسلامية أيدت مشاريع البنى التحتية والنشاطات الخيرية وتعهدت بتهيئة ظروف آمنة لها، ولهذا الأمر بالأخص شكلت الإمارة الإسلامية لجنة مراقبة المؤسسات والشركات لتقوم بمراقبة الشركات والمؤسسات الخيرية على مستوى البلد، وتسعى لاستجلاب المساعدات الخارجية على أساس قاعدة “خذ ما صفا ودع ما كدر”.

ولقد حاول أعداء الإمارة الإسلامية تشويه سمعتها، فوجهوا أصابع الاتهام للمجاهدين في تدمير الشوارع والجسور والمدارس والمستشفيات، ولكن الإمارة الإسلامية أثبتت عملياً تعهدها بإعمار أفغانستان وتقدمها وازدهارها.

ويحسن في هذا الصدد إيراد بيان الإمارة الإسلامية الذي أصدرته بمناسبة بدء مشروع سكة حديد من تركمنستان إلى شمال البلد، وقد أرسلت من خلالها رسالة طمأنة وأمان وتأييد لجميع المشاريع الوطنية الاقتصادية العملاقة بما فيها هذا المشروع.

وجاء في البيان ما يلي: (إن إمارة أفغانستان الإسلامية قوة إسلامية ووطنية للبلد، تقوم بمساعٍ جهادية لإنهاء الاحتلال، ولتحقيق أهداف الشعب الإسلامية والوطنية، ولا يخفى على أحد تضحياتها في هذا السبيل.

وكما ذكرت قيادة الإمارة الإسلامية في بياناتها، وصرح وفد المكتب السياسي في مؤتمرات دولية؛ إمارة أفغانستان الإسلامية ليست فقط تؤيد جميع المشاريع الوطنية التي تنفع الشعب وتؤدي إلى تقدم البلاد وازدهار الشعب فحسب، بل تتعهد بالحفاظ عليها وحمايتها. وتشمل في ذلك جميع المشاريع الوطنية الكبيرة كمشاريع: تابي، كاسا 1000، منجم نحاس عينك، طرق المواصلات، خطوط سكك الحديد، سدود المياه لتوليد الطاقة والزراعة، وغيرها من المشاريع التي تراعي أصول الإمارة الإسلامية.

تعطي الإمارة الإسلامية تعليمات لجميع مجاهديها بالمساعدة في حماية وتأمين جميع تلك المشاريع الوطنية التي تصب في مصلحة الإسلام والبلاد) انتهى.

وختاماً نقول بأن الموقف الواضح للإمارة الإسلامية أفشل دعايات العدو واتهاماته، وأثبت مرة أخرى أن المجاهدين متعهدون بتطوير البلد ورقيه وازدهاره، ويؤيدون جميع مشاريع البنى التحتية.

نسأل المولى جل في علاه أن يجعل بلاد المسلمين كلها آمنة مطمئنة قوية راقية، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى