جودة التعليم ضرورة معاصرة
محب الله
يشتكي المسؤولون في جميع أصقاع العالم من ضعف المستوى الدراسي في الجامعات والمدارس، فكيف ببلاد مدمّرة، تحرّرت مؤخراً من نير الاحتلال الوحشي الذي دمّر البلاد خلال عشرين عام الماضية! بل قام بتحريض الأساتذة والنّخب على الهجرة وترك البلاد إلى البلدان الأوربية؛ لتدمير البلاد أكثر وأكثر وإفراغها من العقول النيّرة، واستغلال أصحابها وتعبيدهم للقمة العيش، باضطرارهم للعمل بعيداً عن مجال علمهم إما في العمالة أو في الأشغال البسيطة في المطاعم أو غسيل السيارات أو غيرها من الأشغال الواهية لتضيع أعمارهم وتضيع مكتسباتهم العلمية وخبراتهم العملية.
ولا غرو بأنّ قطاع التعليم بمثابة القاطرة الموصلة نحو التطور والازدهار الاقتصادي والحضاري لأي دولة. ولأجل هذا، تحتاج البلاد اليوم إلى تحقيق جودة التعليم، والتي يُقصد بها مجموعة المعايير والإجراءات والقرارات التي يهدف تنفيذها إلى تحسين البيئة التعليميّة، بحيث تشمل هذه المعايير: المؤسسات التعليميّة بأطرها وأشكالها المختلفة، والهيئة التدريسيّة والإداريّة وأحوال الموظفين الذين لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالمنظومة التعليميّة.
ظهر مفهوم الجودة (QUALITY) في ثمانينات القرن الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية مع ارتفاع وتيرة التنافس الاقتصادي العالمي وغزو الصناعة اليابانية للأسواق العالمية. فالجودة مفهوم مقاولاتي بالأساس، يرتبط بالإنتاجية والمردودية. وانتقل إلى مجال التعليم على اعتبار أن المؤسسة التعليمية هي مؤسسة لإنتاج الكفاءات والخبرات القادرة على الابتكار والإبداع، واللذان بدونهما لا يمكن للمقاولات الصناعية أن تطور إنتاجها وتحسن من منتوجها.
أما معايير جودة التعليم التي من شأنها الارتقاء بالتعليم، فهي كالتالي:
– جودة المقررات الدراسيّة والمناهج العلميّة في جميع الصفوف الدراسية.
– جودة الأطر التربويّة والتعليميّة والإداريّة المساعدة لعملية التدريس.
– جودة البنية التحتيّة والمرافق العامة.
– نتائج التحصيل العلمي والتحسين المستمر.
إنّ تحقيق جودة التعليم من الأمور الضرورية في كل دولة تحاول رفع قيمة العلم والقضاء على الجهل، وتخريج أجيال قادرة على حل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها في مجتمعهم المحيط، لذلك الاهتمام بالجودة التعليمية يمثل اللبنة الأولى في تقدم وازدهار الأمم والمجتمعات.