جون كيري يمدد فترة حكومة أشرف غني
بقلم: موسهي وال
قبل عام ونصف تمخض الاحتلال الأمريكي فولد نظاماً فاسداً، مفسداً، همجياً، عميلاً، نظاماً ذو رأسين، لا يعرف إلا المصالح الأمريكية الإحتلالية وأهدافها الإستعمارية. ففي الحين الذي كان على كيري أن يستحيي من فضائحه وخزاياه ويعتذر عن أخطائه ورزاياه، إلا أنه أراد ذر الرماد في أعين الشعب الأفغاني واستهتر بعقولهم واستخف بحريتهم واختيارهم وقال بكل وقاحة، وبدون مراعاة لمشاعر الشعب الأفغاني، أن حكومة الوحدة الوطنية الأفغانية ستستمر في مهامها لـ 5 سنوات.
وكان على كيري قبل إعلانه عن تمديد صلاحية النظام الذي قام بتأسيسه أن يوجّه إلى ضميره بعض الأسئلة: ماهو أعظم إنجاز حققه هذا النظام الفاضح خلال عام ونصف؟ لماذا اضطرت آلاف العائلات ومئات الآلاف من الشباب إلى ترك أفغانستان؟ ولماذا وصل الفساد الإداري إلى قمته في هذه الحكومة؟
ولو كان فيه ذرة من ضمير حي لما أقدم على إصدار هذا القرار.
وقد تم سفر كيري إلى كابول في حين يترنح النظام الذي أسسه، ويشرف على السقوط نحو الهاوية، ويتجه نحو التفكك والإنهيار بإذن الله، لأن ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية تحيط بها المشاكل وتعصف بها الأزمات في مختلف المجالات؛ الأمنية والسياسية والاقتصادية.
حيث لم تفِ الحكومة العميلة بالوعود التي قطعتها على نفسها من إحلال الأمن والسلام، والإصلاحات الإدارية، وتنمية الإقتصاد.
وأما المجاهدون فتزداد قوتهم يوماً بعد يوم، ويحرزون الانتصارات تلو الانتصارات في الميدان العسكري والسياسي، ويضيّقون الخناق على الحكومة العميلة.
والتشكيلة الوزارية -رغم عدم اكتمالها بعد مرور عام ونصف- اضطر عدد من أعضائها الكبار إلى الاستقالة وترك الوظائف.
وهذه هي العوامل التي أجبرت مؤسس هذه الحكومة المختلطة أن يأتي إلى كابول في هذا الوقت الحساس، وأن يعلن تمديد صلاحية حكومته إلى خمس سنوات.
مع أن عدداً من المسؤولين الحكوميين أبدوا قلقهم، واعتبروه تدخلاً سافراً من كيري في شؤون الدولة الداخلية، ولكن كيري باعتباره مؤسساً لهذه الحكومة الفاسدة كان مجبراً على تمديد صلاحية حكومته إلى خمس سنوات؛ لأن التطلعات والطموحات التي علقها جون كيري والديموقراطيون على النظام العميل في كابول، لم يتمكن له تحقيقها خلال عامين، ولذا اضطر كيري أن يمدد صلاحية الحكومة العميلة قبل انتهاء حكومة باراك أوباما.
لقد رأى الشعب الأفغاني أن الأمريكان أجبروا الحكومة العميلة بعد تأسيسها فوراً إلى توقيع الإتفاقية الأمنية، مما تسببت بازدياد وتيرة القصف والمداهمات.
إنهم يعرفون أنه لا يمكنهم تحقيق مصالحهم إلا في ظل نظام عميل فاسد غير متماسك، ويعرفون جيداً أنه كما تسبب توقيع الإتفاقية الأمنية في ازدياد مآسي الشعب الأفغاني ومعاناته، فكذلك ستتضاعف كوارث ونكبات الشعب الأفغاني المضطهد بعد هذا القرار، وهذا ما يسعى له المحتلون ويعتبرونه من الأهداف الاستراتيجية لهم.
وإلى الأمس كانوا يقولون بأن مدة صلاحية ما تسمى بحكومة الوحدة الوطنية عامان، وستنتهي صلاحيتها بعد أربعة أشهر، وكانت الأحزاب والشخصيات السياسية على أهبة الإستعداد للخوض والتنافس في الانتخابات المقبلة المزعومة، لكن آمالهم خابت بقرار كيري الأخير.
مع أن الأمريكيين كانوا يتغنون بالديموقراطية وحكم الشعب، ويتخذون من إحلال الديموقراطية في أفغانستان مبرراً لاحتلالهم وهجومهم على البلاد، إلا أن قرار كيري هذا أثبت بكل وضوح أن أمريكا لم تسع إلا لدولة استبدادية قمعية تستمد قوتها وتتخذ قراراتها من البيت الأبيض.
ونحن نسأل الله عز وجل أن يطوي بساط الإحتلال، وأن يدمر الوكر الذي نسجه جون كيري ببركة العمليات “العمرية” وتكتيكاتها العسكرية المنصورة بإذن الله سبحانه وتعالى إنه ولي ذلك والقادر عليه.