تحليل الأسبوع

حادثة جلال آباد المؤلمة.. من الملوم ومن البريء؟!!

تحدث أحداث مؤلمة ودامية في المعمورة من حين لآخر وتأتي ردود الفعل متباينة حول كل حادثة، وبشكل عام جميع سكان البلد الضحية يكنون منزعجين وغير مرتاحين، مخالفو الحكومة ومتعاونوها يعتبرون أنفسهم شركاء في تلك المصيبة، وسائل الإعلام، والشبكات المعلوماتية، والآلة الإخبارية توقف نفسها لها، وكافة أفراد الدولة الضحية يتحركون لمساعدة ذوي الضحايا المنكوبين واستقطاب المساعدات واجتلابها لهم ويلقون باللائمة على المؤسسات الأمنية والاستخباراتية في الحكومة وعلى كبار مسؤوليها، كما أن المسؤولين يعتبرون أنفسهم ملومين؛ لذا يصلون إلى مكان الحادث في أسرع وقت ممكن ، يطمئنون المواطنين، یأخرون أسفارهم الخارجية وإن كانوا في أسفار يختصرونها ويعودون إلى البلاد بسرعة ويبذلون جهودا من هذا القبيل.

لسوء الحظ فإن بلدنا العزيز الذي وقع في مخالب المحتلين القذرة مواجه مع المآسي والكوارث على المدار اليومي ويواجه شعبنا الغيور والمسلم أحداثاً مؤلمة ومقززة يومياً، إنه وبالرغم من أن الشعب يتمتع بحماسة التعاون والتضحية مع ضحايا الأحداث والمآسي؛ ولكن ومن المؤسف بأن مسؤولي النظام العميل ليس لديهم هذا الإحساس؛ وساسة إدارة كابل بدلاً من الإحساس بالمسؤولية يصطادون في الماء العكر، والسياسي البارع والناضج فيهم هو من  يتهم خصمه بارتكاب الحادث أوالتورط فيه، والبطل الأقوى والمغوار فيهم هو من يوظف الحادث المؤلم والمقزز الذي راح ضحيته عامة المواطنين كمادة خامة لأغراضه الدعائية والتبليغاتية، من جانب آخر فإن المؤسسات الإخبارية  والأجنحة الإعلامية ترقص لنغمات تلك التنظيمات السياسية ولا تحس  بالمسؤولية تجاه الحق والحقيقة والبحث والتحري عن الحقيقة والصدق حول الحادث.!!

حادثة جلال آباد الدامية والمؤلمة التي وقعت صباح يوم السبت الماضي (18/ ابريل) ودفع عامة الشعب والمواطنين ثمنها وقد أجلست الكثير من المواطنين على مجالس العزاء والحزن وهذه المصيبة العظيمة قد تسببت في زيادة حزن شعبنا المنكوب وخوَّفته كثيراً؛ لأنه من جهة يُستهدف الأبرياء من جهة أخرى فإن المحتلين  والإدارة العميلة في كابول لا برامج لها ولا إرادة لها لمنع وقوع مزيد من هذه الحوادث؛ بل هي دخيلة في قتل عامة الشعب، وتستغل هذه الحوادث لأهدافها السياسية.
وهم بهذه الطريقة يوري للشعب وعامة المواطنين أن يبقى المحتلون لفترة إضافية في البلاد ومن جانب آخر يتطلعون إلى كسب الدعم العالمي لأهدافهم الخاصة وغير الوطنية.
ويقال أيضاً بإن الحادث، مؤامرة مشتركة لإدارة كابول وسادتها الأجانب  تريد الاستفادة منها كأداة الضغط على مناوئيها، وما صرح به رئيس إدارة كابول أشرف غني يوم السبت الماضي في ولاية بداخشان ” يجب لمسلحي طالبان أن يكون لهم انتخاب واحد بين الحكومة الأفغانية  و الإرهابيين الأجانب” هذا القول فيه إشارة واضحة وجلية بأنهم يريدون الاستفادة من الأحداث المأساوية لأهدافهم المشئومة.
هذا الاستدلال مثير وغير منطقي: نحن لماذا نرضخ للاحتلال الأمريكي ونختار الإدارة العميلة؟ أليس مطالبة هذا المنطق هو الاستسلام؟ ونحن الذين نسير على طريق الجهاد المقدس السوي ونريد إنهاء الاحتلال الذي هو السبب والمولِّد والمصدر الرئيس لكافة أزمات ومشاكل الشعب الأفغاني.

نحن قلنا مرارا وتكراراً إن أفغانستان بيت للجميع  وطمأننا جميع الدول بما فيها الجيران بأن هذا البلد ليس خطرا على أي أحد،  وما تقوم به الإدارة الموظفة من قبل أمريكا من دعاية ضد المجاهدين هوذلك المنهج الأمريكي القديم يستخدمونه منذ القدم، إن الشعب الأفغاني شاهد بأن المحتلين قتلوا نتيجة هذه الدعاية المقززة عشرات آلاف من الأفغان الأبرياء ولا يزالون عطشانين لإراقة مزيد من دماء المظلومين ويواصلون القتل والقتال. والله ولي التوفيق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى