حان الوقت لكسر الجليد الإقليمي
سيف الله هروي
أفغانستان بلاد حبيسة، تضررتْ دائماً بسبب السياسات السيئة للدول المجاورة، واحترقت من وقت لآخر في خضم المنافسات الدولية، لكنها تتمتع بموقع جغرافي مهم جدا؛ يجعل منها مفترق طرق للاقتصاد، ويمكّنها من الوصول إلى الاكتفاء الذاتي بالثروات الزراعية والمعدنية الكامنة فيها.
في العقود الماضية، استخدم المجتمع الدولي كافة جهوده لفرض عصابة من عملائه، ليستخدمهم بكل وسيلة متاحة لتدمير استقلالنا الإقليمي واستخدام شعبنا وثروتنا لمصالحهم غير المشروعة، لكن الحمد لله انتهت تلك الكوابيس السيئة لتلك الليالي الطويلة، وظهر في الأفق فجر أبيض صادق، وشُوهدتْ بداية الأيام المشرقة.
ورغم عدم الاعتراف الرسمي بحكومة أفغانستان حتى اليوم، إلا أن تعاملات الجميع معها كانت رسمية على الصعيد الدولي وفي المجالات التجارية والاقتصادية والسياسية وغيرها. ويتعاملون فعلياً مع النظام الحاكم لأفغانستان كحكومة مستقلة لا بديل عنها.
عُقد اجتماع ثلاثي بين الصين وأفغانستان في إسلام آباد، ونُوقشت فيه القضايا الاقتصادية والسياسية وقضايا الشحن والنقل والعديد من القضايا الأخرى. كل المفاوضات أو الاتفاقيات التي تمّت تبشّر بمستقبل مشرق.
لاشك أن بلادنا تمثل منطقة عبور للدول في المنطقة. وترغب مجموعات المرتزقة وعناصر المخابرات العدوة في دول أخرى في جعل هذا المكان غير آمن لمصالحها الاقتصادية الخاصة، ولهذا السبب يعتبر الاستقرار والأمن في أفغانستان هو الهدف المشترك للجميع.
إن الموضوعات المتعلقة بمجال التجارة الإقليمية والنقل الدولي العابر للحدود، التي تمّ الاتفاق عليها من قبل الأطراف الثلاثة؛ تُلبي حاجات ومصالح الجميع. وإنّ التقدم العملي في مشاريع العلاقات والتبادلات التجارية الإقليمية والنقل الدولي العابر للحدود كمشروع الطريق الواحد، والحزام الواحد، ومشروع كازا 1000، وسائر المشاريع الأخرى مستحيل بدون مثل هذه العلاقات مع الصين وباكستان.
بشكل عام، كان هذا الاجتماع إجراءً جيداً وإيجابياً للصداقة الإقليمية والالتزام المتبادل، حيث أكدت الأطراف ذات العلاقة على التزاماتها. وإنّ التعاون مع أفغانستان في المجالات الأمنية والتجارية والتنموية والسياسية مطلب وجزء مهم في العلاقات الدولية.
إن إعادة بناء الاقتصاد الأفغاني، وتسهيل التجارة والنقل الدولي، وتسهيل مرور المواطنين بين البلدان الثلاثة، إلى جانب رفع العقوبات أحادية الجانب عن أفغانستان والمطالبة بالإفراج عن الاحتياطيات المصرفية المجمدة للبنك المركزي الأفغاني، نقاطاً مهمة في هذا اللقاء، إذا تمّ تنفيذها عمليّا، سنشهد تقدما جيداً في جميع المجالات على المستوى الإقليمي.