مقالات الأعداد السابقة

اهتمام الإمارة الإسلامية بعقد الدورات التربوية للمجاهدين

قامت اللجنة العسکرية في الإمارة الإسلامية بعقد دورات تربوية لمجاهدي مختلف الولايات في أفغانستان لمدّة ثلاة أيام من اليوم الحادي والعشرين وحتى اليوم الثالث والعشرين من شهر (يناير) لهذا العام 2016م في أماکن متعدّدة. عُقدت هذه الدورات في شکل حلقات دراسية جُمع فيها مسؤولوا ومجاهدوا الولاِيات.
أُعِدّ المنهج الدراسي لهذه الدورات من قبل اللجنة العسکرية في الإمارة الإسلامية باستشارة علماء الشرع الأفاضل.
کان المشترکون في هذه الدورات يأخذون يومياً أربع حصص دراسيه تمتدّ مدّة کل حصة لأکثر من ساعة، وکان يتولیّ التدريس في هذه الدورات أفضل مدرّسي المدارس الدينية إلی جانب مسؤولي الإمارة الإسلامية.
تلّقی المشترکون في هذه الدورات التربوية دروساً في مواضيع مختلفة مثل: الإخلاص، وإصلاح النية، وإصلاح النفس، ومسائل فقه الجهاد، ومعرفة فضل الجهاد والاستشهاد في سبيل الله تعالی، وضرورة طاعة الأمير، ومعرفة أهداف وسياسات الإمارة الإسلامية، وأهمّية وحدة الصف، وضرورة معرفة مؤآمرات الأعداء ومکائدهم، والتعرف علی أساليب حرب الإشاعة والغزو الفکري للعدوّ، ومعرفة کيفية مقاومة هذا النوع من الحرب، وضرورة حسن التعامل مع عامّة أفراد الشعب وغيرها من المسائل والمواضيع التي تهمّ المجاهدين في هذا العصر.
وقد شمل المنهج الدراسي لهذه الدورات: تفسير سورة الأنفال، والآيات المبيّنة لأحکام الجهاد من السور الأخری، إلی جانب نخبة من الأحاديث الشريفة في مواضيع الجهاد وإقامة النظام الإسلامي.
وبالإضافة إلی المنهج المقرّر فقد قُرئت علی المشارکين في الدورات بيانات مختلف لجان الإمارة الإسلامية کما قدّمت لهم توصيات خاصة في ضرورة التنسيق الکامل بين المجاهدين المقاتلين وبين اللجان المدنية الأخری للإمارة الإسلامية.
و في نهاية الدورات وُزّع علی المشارکين، من قِبَل اللجنة الإعلامية، بعض الکتب والمواد المطبوعة الأخری إلی جانب الکتيّب الخاص الذي کان قد طُبع خصّصياً لمشارکي هذه الدورات والذي کان يشتمل علی رسالة أمير المؤمنين الملا أختر محمد منصور ــ حفظه الله تعالی ــ وکذلک علی توصيات بطل الجهادين العظيمين الشيخ جلال الدين الحقاّني ــ حفظه الله تعالی ــ وعلی بيان اللجنة الإعلامية.
وکان قد جاء في رسالة أمير المؤمنين لمشارکي هذه الدورات ما يلي:
(إخواني المجاهدين! إنّ الشريعة الإسلامية تفرض علی المکلّفين، فرضاً عينياً، معرفة ما يقومون به من العبادة والأعمال الدنيوية. فعلی سبيل المثال: حين يبلغ المسلم تُفرض عليه الصلاة، ولکي يصلّي بطريقة صحيحة يُفرض عليه الحصول على العلم الشرعي المتعلق بالصلاة. فکذلک حين نقوم اليوم بأداء فريضة الجهاد، وهي من العبادات الحسّاسة والمهمّة في الإسلام، والتي تُراق فيها الدماء ويُتسلّط فيهاعلی علی الأموال، فمن لم يکن لديه علماً شرعياً في مسائل فقه الجهاد؛ لا شکّ أنه سيواجه الأخطار وسيقع في الأخطاء. ولذلک يجب علينا أن نستغلّ هذه الفرص في تعلّم العلم الشرعي اللازم للجهاد، وأن نعرف أحکام الجهاد وآدابه، وأن نفهم لائحة الإمارة الإسلامية للمجاهدين، والتي کُتبت في ضوء الشريعة الإسلامية وبُيّنت فيها مسائل الجهاد بکلّ وضوح. فيجب أن نطبّق هذه اللائحة بکلّ دقّة واهتمام).
و في مقطع آخر في رسالة أمير المؤمنين جاء مايلي:
(وإلی جانب التزامنا بأحکام الشريعة الإسلامية في أومور الجهاد يجب أن نتحلّی بتقوی الله تعالی والخوف منه؛ لأنّ صفة التقوی هي من الصفات العظيمة التي جعلها الله تعالی معيار کرامة العباد عنده تعالی، فکلّما ازداد العبد تقوی من الله تعالی وخوفاً منه ازداد عنده قرباً وکرامة.
وإنّ طاعة المسؤولين الکبار، والشفقة علی الأصحاب واحترامهم، وحسن التعامل مع عامّة الناس، والتآخي في الله تعالی، والإيثار، والخدمة، والتواضع، والحلم، والعفو، والاهتمام بالأمانة، وحسن الخُلُق، هي کلها من الخصال الجميلة التي يجب أن يتحلّی بها کلّ مجاهد. لأنّ المجاهد يجب أن يکون أسوة حسنة لغيره وممثّلا للإسلام الحقيقي ليتأسی به الناس وليتشوّقوا لتطبيق الإسلام وللالتحاق برکب الجهاد بفضل شخصية المجاهد المثالية وأخلاقه الحسنة).
و قد اختتمت هذه الدورات التربوية بالدعاء بالنصر للمجاهدين وبالهزيمة لقوی الباطل في جميع الميادين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى