مقالات الأعداد السابقة

حروب؛ جذورها قضية فلسطين

اضطرابات وقلاقل في الشرق، ورعب ووحشية تسود الغرب!

في عصرنا لم يعد المواطن الغربي آمنا في سربه مطمئنا في عاصمة بلده، بعد أن أشعل قادتهم نيران الحروب في العالم الإسلامي، وأثاروا الأزمات التي أدت إلى تلك الحروب في الشرق الإسلامي.

نشهد هذه الأيام حرباً في العراق، وحرباً في سوريا، وحرباً في اليمن، وحرباً في لبنان، وحروباً، وأزمات، وقلاقل في كثير من البلاد العربية والإسلامية.

وعندما ندقق النظر في أسباب هذه الحروب والأزمات، وجذورها، نرى أنها تعود إلى قضية فلسطين، واحتلال الأراضي الفلسطينية وتشريد سكانها!

إن الصهيونية العالمية زرعت الكيان الصهيوني داخل فلسطين وفي قلب الشرق الأوسط، ثم دعمته بجيش قوي، وحصنته بأنظمة مستبدة في الجوار، وتلك الأنظمة أكثر حرصا على حماية إسرائيل، ولها علاقات جيدة مع القوى العالمية التي ضمنت بقائها إذا استمرت في قمع أي تحرك جهادي مسلح يمس أمن إسرائيل، وإذا استمرت في صد شعوبها من الرقي والتطور، لذلك يعيش الكيان الصهيوني آمنا محصنا بجيش مدعوم من القوى الشرقية والغربية هذه الأيام. أما البلدان الإسلامية المجاورة فتشتعل بنيران حروب طائفية، أو عقدية، أو قومية؛ بسبب أزمات أنشأها وأوجدها رؤساء القوى الاستكبارية في العالم.

بعض الشعوب العربية أدركت أخيراً عمالة أنظمتها للصهيونية العالمية؛ فثارت لتغييرها، فحدثت ثورات في كافة البلاد العربية تقريباً، والدافع الحقيقي لجميع هذه الثورات هو التخلص من الأنظمة القمعية التي زرعها الاستعمار بهدف إفقار الشعوب، ومحاربة الصحوة الإسلامية، وإماتة قضية فلسطين نهائياً، وفصلها عن جسد الأمة، والاعتراف بإسرائيل كدولة مشروعة.

فكان من الطبيعي أن تؤدي هذه الثورات إلى صدامات دموية، وإلى حروب شرسة مدمرة؛ لأنها ثورات مصيرية ستقرر مصير الأمة الإسلامية، وستقرر مصير فلسطين، وستعيد الأقصى إلى المسلمين.

الشعب الفلسطيني وسائر الشعوب الإسلامية جربوا المؤتمرات، وجربوا الحوارات، ووصلوا إلى درجة اليقين أن العدو الإسرائيلي لايعرف إلا لغة واحدة وهي لغة القوة، وأنه لا ينفع مع هذا العدو المخادع إلا هذه اللغة، وأن اليهود ما قدموا إلى فلسطين ليرحلوا عنها بمفاوضات وحوارات. فلا سبيل لطردهم إلا بالقتال والجهاد في سبيل الله، ولا سبيل لاسترداد الأراضي المحتلة إلا بالقوة.

والجهاد يثير حفيظة القوى الاستكبارية في العالم، ويقذف في قلوبهم الرعب، ويسلبهم الهدوء والاطمئنان، ولن يهدأ العالم الذي يدعم الكيان الصهيوني ما لم تُحل قضية فلسطين، ولن تزول القلاقل والاضطرابات في العالم مالم يعد الأقصى إلى المسلمين، ولن يكون العالم مكاناً آمناً وهادئاً لحماة الكيان الصهيوني وداعميه ما لم تُسترد إلى الأمة الأراضي التي احتلت منها في تلك البقعة المباركة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى