
حسبناهم لا دینیین فحسب وإذا بهم قوم …
لقد كنا نسمع الأمریكان والأوروبيين یتشدقون بالعلمانیة وهي اللادینیة لأنها تری الفصل بین الدین والدولة ولا تسمح للدین أن یتحكم في المجتمع وینظمه ویمتع أهله بالعدالة الاجتماعية و……
نعم كنا نحسبهم لادینیین فحسب حتى احتلوا دیارنا ودنسوا برجسهم أوطاننا فتبین أنهم أضافوا إلی لادینیتهم الانغماس في جمیع الرذائل.
فلا دین لهم ولا الحیاء ولا الأخلاق الكريمة ولا رجولة والوفاء وعلمنا جیداً السر في تسمیتهم بإخوان القردة والخنازیر وأدركنا أن حضارتهم التي أقاموها لا أساس لها، وأنها مثل السراب یحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم یجده شیئاً، وكان علیه أن یدفع ثمن تورطه في خطأ أشرفه علی التهلكة، وزاده عطشا ویأساً من الحیاة وسبحان الله الذي یعلم الغیب الشهادة ویضرب أمثلة خالدة تنیر الدرب للسائرین إلی یوم القيامة وتحذرهم أن یكونوا إمعة یتبعون كل نائق ویستفزهم كل بریق، قال الله تعالی: (أفمن أسس بنيانه علی تقوی من الله ورضوان خیر أمن أسس بنیانه علی شفا جرف هار فانهار به في نار جنهم).
والآیة تشیر إلی أن هذه الحضارات الشیطانیة التي لم تبن علی العقیدة الصحيحة والأخلاق الفاضلة سریعة الزوال وإن اشتد لمعانها وبریقها وتضخم هیكلها.
ولقد شاهدنا زوال الحضارة الاشتراكیة وتبرئة الناس عنها حتى في عقر دارها، أقصد روسیا.
وها نحن نشاهد زوال الحضارة الرأسمالیة وقد بدأت تنهار بعد أن ملأت الدنیا جوراً وظلماً وامتصت دماء الشعوب قبحها الله.
وأرجع إلی العنوان وأكمله ثم أشرحه بضرب أمثلة علی كل جزء. راجیا أن ینفع به الله عز وجل فأقول:
حسبناهم لا دینیین فحسب وإذا بهم قوم لم یتركوا رذیلة إلا وانغمسوا فیها فلا دین لهم ولا حیاء ولا الأخلاق الكريمة ولا رجولة ولا وفاء ولو بدأت أضرب أمثلة كثیرة لقل ما قلت، ولطال بنا المقال وربما ثقل علی القراء الكرام .
فعملاً بقولهم خیر الكلام ما قل ودل، أذكر أمثلة قلیلة تنبئ عن أمثالها الكثیرة وتطلعك علی ما علیه القوم من أخلاق سیئة ورذائل بشعة وما یواجه المسلمين الأفغان من همجیة واضطهاد علی أیدی هؤلاء الأوغاد.
نعم إنهم لادینیون و یصرحون بذلك في بلادهم ویفتخرون بها وأما في أفغانستان فلا یصرحون بها كي لایشمئز الناس عنهم ویحاربون الإسلام من حیث لا یشعر الناس وإنما یعتبرونهم خدمة للإسلام .
فمن ذلك إنشائهم نظاماً ديمقراطيا یبطل الإسلام جملة وتفصیلاً، وإنشائهم للمجالس التشریعیة التی تعارض حاكمیة الله، وإنشائهم دستورا للدولة، ودس كثیر من الكفر والزندقة فیه، وقد استقطبوا كثیرا من الأفغان الذین عاشوا في أوروبا وأمریكا، وتغلغل اللادینیة في أوردتهم ومكنوهم من السیطرة علی أجهزة الدولة ولاسیما وزارت الإعلام كي یكلموا الناس بلغتهم ویقنعوهم بترهاتهم فأضلوا خلقا كثیراً .
ولقد كان لتلامذتهم الأفغان دور عظیم في غربلة مناهج التعلیم شیئاً فشیئاً وتجریدها من لب الإسلام وشعائره العظام.
ومن ذلك اهتمامهم الشدید في بناء القبور وضرب أقبیة علیها وجعل میزانیة ضخمة تنفق علی ذلك، ومن ذلك تشجیعهم الصوفیة المنحرفة والإنفاق علی خانقاءاتهم، ولقد رأیت وزیر الإعلام (دكتور سید رهین مخدوم) مرات عدیدة في التلفاز وهو یشاركهم في محافل رقصهم ویتظاهر بالوجد ویلقي محاضرات عن التصوف ویستمع الی قصائدهم الممتلئة أباطیل وخرافات الأمر الذي جعل الصوفیة المنحرفة ينشطون في ظل الاحتلال و تزداد تلك الدور التي بنوها للذكر والعبادة والخلوة المزعومة مضاهاة للمساجد وتنقیصا لشأنها ولكأن المساجد لا تستطیع أن تودی رسالتها وتهیئ للناس جواً مناسباً للذكر والعبادة والخلوة والتزكیة.
ومن ذلك محاربتهم الحجاب ومحاولتهم إخراج النساء من خدورهن لیزاحمن الرجال في جمیع میادین الحیاة لتشیع الفاحشة في الأفغان فتزلزل إیمانهم وتفت عضدهم فلا یقدرون علی حمل السلاح ابداً.
فانسلخت الكثیرات من الحیاء، وأوقعن الكثیرین في أحبولة المحتلین الأشقياء، وثبتت الكثیرات والكثیرین، والحمد الله رب العلمین.
ومن ذلك اهتمامهم الشدید بكل شیء یمكن أن یربط الناس بالجاهلیة كاحتفالهم بعید المجوس (نوروز) وقیامهم ذلك الیوم بمنكرات كبیرة كاجتماع عدد كبیر من الوزراء والرؤساء عند مرقد علی بن أبی طالب رضی الله عنه المزعوم بولایة بلخ ومشاركتهم آلاف المؤلفة في رفع لواء خاص عند المرقد ونقل تلك الخرافات عبر شاشاة جمیع قنوات التلفاز لمن لم یستطع المشاركة في تلك المراسم العجیبة والتزود من تلك المواسم السخیفة.
هذا: وأما تجردهم عن الحیاء وسائر الأخلاق الكریمة وانغماسهم في رذائل منتنة فیحتاج الحدیث عن ذلك إلی مجلدات ولكن حسب الوعد اذكر أمثلة سریعة قصیرة فأقول :
هل سمعتم في حیاتكم أن قوم حرقوا جثث مخالفیهم وبالوا علیها .
وكم من قریة قصفوها ودمروا كثیراً من بیوتها علی من فیها من النساء والولدان والشیوخ والأنعام.
وكم استعملوا من قنابل وصواریخ تحمل مواد خبیثة تسبب في إصابة سكان المنطقة بالسرطان والسكر وإنجاب نسائهم أطفالاً مشوهین .
ولم یثلج صدورهم الممتلئة غیظا وحقداً نشر تلك
الأمراض فقاموا بنشر الإیدز عن طریق دفع رواتب ضخمة لبغایا مصابات به یمارسن الفحشاء ویرفعن تقاریر لشیاطین الإنس الذین أذهلوا إخوانهم من الجن.
ومن ذلك محاولتهم إدخال التلفاز في كل بیت بتنزیل أسعاره إلی درجة یغری أضعف الناس اقتصاداً في شراءه وشراء الحاسوب ثم قاموا بنشر أفلام خلیعة عبر التلفاز مجانا بینما یأخذون علی ذلك رسوماً ضخمة في أوروبا وأمریكا، وقد أخبرنی أشخاص أن في شمال أفغانستان مؤسسات لها أنشطة خبیثة منها توظیف الشباب للقیام بنشر أقراص تحمل أفلاماً سیئة للغایة.
ومن هذا القبیل معاملتهم البشعة مع السجناء تنسیك قصص فرعون ذی الأوتاد ومن قبله من الظالمین الذین طغوا في البلاد فأكثروا فیها الفساد.
ولكي تدرك جیداً مدی بشاعة معاملتهم مع السجناء أنقل لك شیئا قلیلا من كلمة رئیس الوفد الأمریكي الذی جاء قبل شهر مع زملاءه إلی قاعدة بجرام، لیطلعوا علی سجنه ویقفوا علی وضع السجناء فرأی ما لا یكاد یصدق ثم واجه الصحفیین وألقی كلمة سمعتها عبر إذاعة صوت أمریكا وأرجو من جمیع القراء الكرام أن یستمعوا إلیها بعد أن وجدوها من مظانها، وأؤكد علی ذلك لأن بعض الناس لا یصدقوننا ویعجبهم الاطلاع علی شهادة شاهد من القوم أنفسهم ولقد قال: (إننا نستحي أن نقول إننا أمريكيين لقد وجدنا في السجن أناسا امضوا فیه أحدی عشرة سنة دون أن یكون في ملفهم أدنى دلیل علی تورطهم في شر ما، ثم قال أشیاء كثیرة تشبه ما ذكرنا.
ومن سجایاهم الحمیدة سرقة كثیر من الكنوز وأثاث عتیقة ومعادن ثمینة جهاراً ونهاراً دون ما استحیاء.
وأرجوا من إخوانی الكتاب أن یؤلفوا في ذلك كتاباً لكثرة شواهد والشهود والأمثلة وأكتفی هاهنا بذكر مثالین فقط .
1 – لقد قاموا بسد الطریق التي تربط جلال آباد بكابل فترة طویلة جداً بحجة إصلاحها وأذاقوا الناس العلقم لمرورهم علی طریق (لته بند) الوعرة طوال تلك الفترة وعندما فتحو الطریق شاهد جمیع الأفغان تلك السرادیب والأنفاق التي أحدثوها في الجبال فتعجبوا من كذب السارقین الصراح ومدی بعدهم عن الحیاء.
2 – سرقوا كمیات كبیرة من (یورانیوم ولیتیم) حسب توقع أهل الخبرة ونقلوها بالشاحنات الی مطار قندهار ومن ثم عبر الطائرات الی حیث شاءوا واستغرق ذلك فترة طویلة لم یسمحوا خلالها لأفغاني واحد الاقتراب من المطار ومن تلك الشاحنات خلافاً لعادتهم وسنتهم الدائمة إذ عمال الأفغان هم الذین یقومون بنقل جمیع مواد البناء التي یحتاجون إلیها وهم الذین یقومون ببناء الأبنیة وما شاءوا من مرافق في جمیع المطارات ومعسكراتهم.
وقد ظنوا أنهم یستطيعون كتمان القضیة ولا یطلع علی السر أحد ولكن قیض الله بعض الأفغان الذین دخلوا المطار وشاهدوا القضیة واطلعوا علیها جیداً ولا أذكر تفاصیل ذلك لأسباب أمنیة.
هذا: وأما تجردهم عن المروءة والوفاء فیظهر في معاملتهم مع عملائهم الأفغان الذین اغتروا بوعودهم وأیمانهم المغلظة علی أنهم یساعدونهم في كل میدان ویسلحونهم ویدافعون عنهم وعن أعراضهم وأن الدم الدم والهدم الهدم، ووقعوا معهم اتفاقیات توطد العلاقات بین الطرفین وتؤكد علی نصرة المحتلین لدولتهم العمیلة مهما كان الثمن ولكن تبین للناس أجمعین أن تلك الوعود لم تكن إلاّ مواعید عرقوب .
فلم یُدفع للعملاء أسلحة تسمنهم وتغنیهم من جوع لا الطائرات المقاتلة ولا الدبابات الحدیثة ولا حتى الأسلحة الخفیفة من الطراز التی یحملها جنود الاحتلال.
حتى إن عمیلهم كرزي الذی تنتابه الغیرة الأفغانیة في بعض الفترات فیدلی بتصریحات تكشف عن ما لدی القوم من سوءات فلقد ظهر في التلفاز مرة وأخذ یتكلم باللغة الفارسیة ویستهزئ من مساعدات الناتو، فقال لقد طلبنا منهم أن یزودونا بمقاتلات ویدربوا رجالنا علی إتقان الاستفادة منها .
ولكنهم بعد كل تلك الوعود یریدون أن یعطونا (بمبیرك) وبمبیرك باللغة الفارسیة اسم لطائر صغیر یشبه المروحیة .
ثم قال كلا والله لن نقتنع بذلك ولا نزال نطالبهم بالوفاء بوعودهم ولعلك تقول: ولكن الناتو قامت بتدریب القوات الأفغانیة ولا یستطیع أحدا أن ینكر ذلك فأقول: نعم لقد دربهم المحتلون بقدر ما یحسنون أن یكونوا كلاباً بین أیدیهم حتى یتلقوا الضربة الأولی الفجائیة ثم إن كانت ثمة ضربة أخری تلقاها المحتلون وهم علی علم بها واستعداد لدفعها ولذلك یكثر القتلى والإصابات في صفوف الكلاب المرتزقة .
وهناك مثالاً آخر علی عدم رجولتهم وخذلانهم عملائهم ورمیهم العقود الموقعة فیما بينهم وراء ظهورهم كأنهم لا یعلمون.
فلقد سمعت المتحدث الرسمی عن الناتو وهو یجیب عن السؤال الآتي.
لماذا لا توقف الناتو تلك الصواریخ التي تنطلق من أراض باكستانیة بكثافة وتسقط في محافظات حدودیة لولایة كنر، ما السر في عدم سماعكم استغاثات الحكومة الأفغانیة بكم وتضرعها إلیكم؟ ألستم أصدقاء؟ ألا تقاتلون في خندق واحد؟ فقال: لیس من واجباتنا الدفاع عن الحدود الأفغانیة. فقلت نعم لیس ذلك من واجباتكم وإنما واجبكم أن تقتلوا أهل أفغانستان ولا تفرقوا بین الرجال والنساء والأولاد والشیوخ وتبولوا علی جثث القتلى ثم تحرقوها.
واجبكم حرق المصاحف حیث قمتم به في مطار بجرام، فتظاهر عمال المطار الأفغانیون وشاركهم غیر هم فیه .
واجبكم سرقة الكنوز والآثار العتیقة والمعادن النادرة .
واجبكم محاربة الإسلام بطرق شتی مع التفنن في ذلك .
واجبكم نشر الأمراض المزمنة بین الأفغان المساكین بطرق بشعة.
واجبكم إقامة سجون كثیرة معلنه ومخفیه وتعذیب السجناء فیها.
واجبكم تسلیة شرذمة خبیثة من أوباش الأفغان علی رقاب الناس یسومونهم سوء العذاب لایرقون فیهم إلاً ولا ذمة، یهتكون الأعراض ویهربون المخدرات، یختطفون الناس ثم یبیعونهم علی أهالیهم وهلم جرا.
واجبكم مداهمة بیوت الناس في منتصف اللیالی بطرق همجیة ووحشیة وإخراج أهلها إلی الأفنية في البرد القارص بحجة تفتیش البیوت.
واجبكم إلقاء القبض علی الأبریاء والزج بهم في السجون دون أن یكون لهم ذنب إلا أن یؤمنوا بالله العزیز الحمید.
هذه هي بعض واجباتكم ذكرنا من الفیض الغیض قبحكم الله وقبح واجباتكم التي سبقتم بها شیاطین الجن.