مقالات الأعداد السابقة

حقائق مذهلة في انتصار الإمارة الإسلامية تتبدى كل يوم

بقلم: المهندس فراس أبو حمدان

 

نصر أجبر رئيس أمريكا الدولة العظمى على الأرض بأن يطلق مقولة سجلها التاريخ – ويولي الدبر بعدها منهزما من الحضور – أن ““أثبت التاريخ أن أفغانستان مقبرة الإمبراطوريات”.

نصر دفع أصحاب القرار العسكري في الجيوش العظمى على دراسة استراتيجية في الإمارة الإسلامية إرغامها دول التحالف على الانسحاب صاغرين مولين الدبر.

نصر حفز وحرض الخبراء العسكريين وصحفيي الجيوش العسكرية على تأليف كتب تبحث أسباب انتصار الإمارة الإسلامية سواء كانت عسكرية أو اجتماعية أو اقتصادية وسياستها التي فاقت بعبقريتها دول التحالف مجتمعة.

نصر دفع دول إقليمية لتتسابق في كسب ودّ الإمارة الإسلامية رغم ما تخشاه من تهديدات أمريكية.

ونصر أرعب دول إقليمية أخرى لتتجهز للمرحلة القادمة من قيام سلطنة الإمارة الإسلامية.

نصر دفع سياسيي العالم ومثقفيه وصحفييه وخبراءه وخصوصًا علماء الأمة المسلمة ليدرسوا تاريخ أفغانستان ورجال الإمارة الإسلامية.

إنها من كبرى ملاحم المسلمين، إنها مثل ملاحم المسلمين في حربهم ضد الحملات الصليبية الكبرى على بلاد الأناضول والشام ومصر.

إنها كبرى الملاحم بمقدرات عسكرية بسيطة فاق فيها إيمان وحكمة طلبة العلم أعظم الخبراء العسكريين لأقوى تحالف عسكري وبإمكانيات عالمية عسكرية واقتصادية وممن يعد من عتاولة الساسة.

إنه نصر أمة مسلمة ضعيفة شارك الشعب قيادته في جهادها على الدولة العظمى الأولى في جبروتها وتحكمها بأمم الأرض وطغيانها عليها، إنه نصر وصفه بايدن مؤكدا “أثبت التاريخ أن أفغانستان مقبرة الإمبراطوريات” بل كان أعظم؛ إنه نصر هزم مكر بني يهود الصهاينة وتنظيمهم الخفي “الماسونية” ودول الغرب والأنظمة الوظيفية ومن تبعهم إرضاء لهم.

ولولا الله ثم صبر هذا الشعب في البأساء والضراء وحين البأس لهدمت أركان دول مسلمة كثيرة كانت ضمن مخطط أعداء الله ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

إنه أول نصر عسكري وسياسي للأمة الإسلامية ختم بنصر حقيقي، نصر توج بإقامة شرع الله وإقامة إمارة إسلامية، على عكس الانتصارات السابقة للأمة خلال 120 سنة التي تلتها هزائم سياسية واقتصادية ونجح العدو رغم إرغام أنفه في المعركة أن يحقق ما يصبو إليه من هدم الشريعة في بلاد المسلمين وسارت هذه البلاد على سياسة الماسونية العالمية في حربها على الإسلام.

إنه أول نصر حقق هدف الأمة الإسلامية بتشكيل إمارة إسلامية لا تخضع لسياسة النظام العالمي عدو الإسلام.

مثل هذا النصر مصداقية نظام طالبان في الشعارات التي كانت ترفعها خلال جهادها لأمريكا وأنصارها سواء كفارا أو منافقين، وهو ما لم يتحقق من خلال جماعات كثيرة انحرفت عن مسارها وخالفت شعاراتها.

إنه أعظم نصر للأمة الإسلامية منذ سقوط آخر خلافة إسلامية (العثمانية) وأعظم نصر حقيقي للأمة منذ أكثر من قرن من الزمان.

انتصار الإمارة الإسلامية ابتدأ بكسر أعظم قوة عالمية (أعني أمريكا وأحلافها) القطب الأوحد على وجه البسيطة الذي يتحكم بمصائر الدول والأمم والشعوب لتحقيق مصالحها وفرض نظامها العالمي.

يتمثل نصر الإمارة الإسلامية أنه النظام الوحيد الذي يواجه نظام إفساد البشرية من خلال الحركة الماسونية المتمثل في معاهدة سيداو، الذي فرضته أمريكا على الدول جمعاء إلا قلة قليلة.

نصر الإمارة الإسلامية حقق أمل الأمة في عودة تحكيم الشريعة الذي أسقط منذ أكثر من 120 سنة

إنها طالبان الجماعة التي تميزت بـ:

– صدق شعاراتها خصوصا في تطبيق الإسلام.

– رحمتها بأمتها التي تحت حكمها.

– حلمها بل رحمتها بأعدائها الذين قاتلوها وقتلوا الآلاف منها.

 

يتمثل نصر الإمارة الإسلامية في عزمها على إقامة شرع الله الذي شعر بأثره من يحبها ومن يبغضها.

يتمثل نصر الإمارة الإسلامية بثقة الأمة الأفغانية بها صديقها وعدوها، ففضل عدوها أن يعيش في رحاب دولتها ولا يقاتلها.

نعم قرأنا عن تضحيات عظيمة وكان أهلها يبتغون بذلك وجه الله عز وجل، لكن كسر قلوبهم أن قيادتهم تميزت بالفشل في الوصول للهدف والانحراف بعد ذلك وتبدل الشعارات وتغير السبيل إلى سبل ما أنزل الله بها من سلطان ولكن الإمارة الإسلامية كانت دائما تصحح الطريق وتصبر على البلوى وتعلم أن ذلك لا بد أن يكون دائما برجعة صادقة إلى الله، فرأينا العجب في نصرها بل تذللها لربها حال دخولها إلى كابول وحِلمها وتواضعها وسرعة رعاية شعبها.

يا جنود الإمارة الإسلامية إن نصر الله لكم بعد عشرين سنة أمدنا باليقين أن نعزم على الجهاد مرة ثانية ونجدد العهد ونصحح الطريق ونرحم قبل أن نعاقب ونحلم على العدو ونحفظ مال المسلمين من الهدر.

وإن النصر الأكبر الذي راهنت كل دول العالم على هزيمة الإمارة الإسلامية فيه بعد أن ركعتهم الإمارة الإسلامية في الميدان العسكري هو إدارة أفغانستان التي تعد من أكثر الدول فقرا وفسادا إداريا، ومثال بسيط على ذلك أرباح الإدارة الأفغانية الحالية من مبيعات الفوسفات خلال 3 شهور أكثر من العشرين سنة من مبيعات هذه الشركة في ظل الاحتلال الأمريكي وحكومتها العميلة، وهذا مثال واضح لكل ما تديره الإمارة الإسلامية ويؤكد حرصها على أموال الأمة.

ونصر الإمارة الإسلامية جاء بعد أن فشلت الجماعات الأخرى في سياساتها ومعاركها، مما سبب أزمة للجماعات التي ترفع شعار إقامة الدولة الإسلامية، وصارت تبرر هزائمها وتشعر بحرج أمام انتصار الإمارة الإسلامية.

انتصار الإمارة الإسلامية أثبت أنه لا يلزم أن يكون هناك تنازلات عقدية وشرعيةعند اشتداد المعركة وعندما يحمى الوطيس وعندما يتكالب الأعداء وتصل الروح إلى الحلقوم وينقبض القلب وتطول سنوات القتال.

انتصار جنود الإمارة الإسلامية لم يكن فيه صواريخ ستنجر ولم يكن لهم داعمين كما في قتال الأفغان ضد روسيا، بل العالم كله خلف أمريكا خوفا من سطوتها، بل كان جهاد جماعة مسلمة تقود أمة مسلمة.

انتصار الإمارة الإسلامية ما زال يثر الحيرة والاستغراب عند الجماعات الإسلامية في البلاد الأخرى والتي فشلت سياسيا وشرعيا ولو أنها حققت نصرا عسكريا محددا بزمان ومكان.

انتصار الإمارة الإسلامية يؤكد على البديهيات الإسلامية والفطرية والقيادية التي تنازل عنها قادة الجماعات الإسلامية.

انتصار الإمارة الإسلامية فضح الحركات الفاشلة التي لم تعتبر من تجاربها وتستفد في استخلاص الدروس الواعية من التجارب المشرقة والمريرة لأن الفشل سمة القيادة التي ترفض تقييم تاريخها وعملها ومحاسبة نفسها على أخطائها، وإن مدحوا الإمارة الإسلامية في بيانات خجولة إلا أن توجيههم لأفراد جماعاتهم أن نصر طالبان إنما هو اتفاق سياسي بين طالبان وأمريكا وهو ما نسعى له (إنها أعلى درجات طمس الحقائق والتدليس على الأتباع ليبقوا سائرين على منهجهم الاستسلامي كما هو مرسوم لهم).

انتصار الإمارة الإسلامية تحقق رغم الحصار الشامل والكامل من كل أمم الأرض إما خوفا من أمريكا أو طوعا وعبادة وحبا في سيداتها، ولم تغير طالبان عقيدتها أو سياستها ولم تنافق على حساب دينها.

انتصار الإمارة الإسلامية تعلمه أمم الكفر والجماعات الجهادية التي فشلت في قيادة أمتها جاء بعد أزمات عظام أسقطت دولا تعرضت لأزمة واحدة مما تعرضت له طالبان، وأسقطت شرعية جماعة تعرضت لأزمة واحدة مما تعرضت له طالبان.

انتصار الإمارة الإسلامية أوجد حاضنة هائلة سلمت قيادها لقادة طالبان وكل ذلك نتاجا عن مصداقية قادة الإمارة الإسلامية قولا وعملا، وأوجد حبا وشوقا جارفا لها من أمم الأرض المسلمة، ولم يبغضها أو يشكك في نصرها إلا الفرق الضالة أو جماعات الهوى والديمقراطية أو جماعات غيرت طريق الجهاد إلى طريق الاعتدال بزعمهم، وكل ذلك لأنها أصلا كانت فاقدة للمصداقية قبل أن تعلن التغيير.

انتصار الإمارة الإسلامية كان وراءه نصر عظيم آخر أغاظ أعداءها أكثر من نصرها العسكري وهو نجاحها في إدارة أفغانستان وتوفير حاجات الناس الضرورية التي كانت تعتمد على دعم الدول المحتلة رغم أنها استلمت البلد منهوبة مقدراتها وتم سرقة أموالها الباقية مع هروب الحكومة العميلة.

انتصار الإمارة الإسلامية الذي صاحبه العفو والرحمة ورعاية الناس والمستضعفين خاصة أكد لنا الصور المشرقة للفتوحات الإسلامية في أوائل عز الخلافة الإسلامية التي حفزت أمم الأرض على الدخول في دين الله أفواجا أو أن يفضلوا حكم المسلمين على حكم أسيادهم.

انتصار الإمارة الإسلامية أثبت نفاق العملاء وكذب الدول راعية الحرية المزعومة بأن: سياسة البطش ستعود، ولكن رأينا أن الأمن فرض وخصوصا لرجال الحكومة السابقة وهم الأولى والأجدر بكل سياسة انتقام فكان أن نال هؤلاء العملاء في قصورهم الأمن من طالبان التي كانت تعد عدوهم قبل السيطرة على كابول.

انتصار الإمارة الإسلامية فضح جماعات داعش وجماعات الخوارج التي كان الغرب وأمريكا يحاولون إلصاق طالبان بها وكأن الأمر مسألة بديهية، فما كان من هذه الجماعات المنحرفة أن كوت بنارها وإجرامها وجنونها أول ما كوت بعد انسحاب الأمريكان طالبان، ومحاولة إفشال جنود الإمارة الإسلامية في إدارة المنطقة.

بعد نصر الإمارة الإسلامية ظهرت مئات المقالات في صحف عالمية أو مواقع استخباراتية تابعة لأنظمة وظيفية غاظها وأرعبها نصر طالبان، وتتحدث أن نصر طالبان سيكون سببا لظهور الإرهاب العالمي المتمثل في داعش ومن يشبهونها بها زورا وبهتانا، وكأن طالبان الداعم الأساسي لهذه التنظيمات وليس انحرافها الذي يجد فيه الغرب مرتعا لمخابراتها. ويؤكد كثير من الخونة لأمتهم ودينهم تبعا لأسيادهم هذه البديهيات المزعومة لينالوا رضا أمريكا. مثل موقع Made For Minds الذي يصور افتراءاته كحقائق ويصور تلاعبهم بالمرأة المسلمة لتستخدم كما يشاءون بـ “الماضي الجميل” ويعرضون صورا قمة في الرذيلة والوقاحة للماضي الجميل المزعوم) ويدعي هؤلاء الكذبة أن داعش زادت من أعمالها في أفغانستان بعد سيطرة الإمارة الإسلامية لأن الإمارة الإسلامية فتحت لهم المجال ويتناسى كيف أن القوات الأمريكية والحكومة العميلة نقلوا 300 عنصر من عناصر داعش في شمال أفغانستان لحمياتهم من حصار جنود الإمارة الإسلامية لهم بعد أن كسرت شوكتهم العسكرية التي كانت موجهة للشعب الأفغاني وليس لعدوا المسلمين المحتل وحكومته العميلة، وكل عملياته ضد أمريكا لذر الرماد في العيون واستغفال أتباعهم.

نصر الإمارة الإسلامية نصر إلهي نعجز أن نبين عظمته من كل جوانبه، ولكنها نقاط كتبتها على عجالة ليعلم المسلمون عظمة دينهم وعظمة الأمة التي تجعل الإسلام شعارها ودثارها واللهم اجعلنا ممن يحب عبادك الصادقين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى