حقبة الاحتلال و الطفل الأفغاني
إن جرائم الاحتلال الاخلاقية البشعة والفظائع النكراء الشنيعة لا تعد ولا تحصى ففي العام الماضي، تم نشر معلومات عن قيام جنود أميركيين بممارسة رياضة الصيد على مواطنين أفغان، وهناك تسجيل الفيديو إن طيارين أميركيين يغنون بابتهاج ومرح وهم يطلقون صاروخًا من نوع “هيلفاير” من مروحيتهم التابعة للجيش الأميركي على المواطنين العزل ويكشف التسجيل أن بعض أفراد المجموعة المستهدفة قد فروا بعد الانفجار للنجاة بحياتهم، ولكن الطائرة المروحية لاحقتهم بوابل من الرصاص مستخدمة المدافع الرشاشة الموجودة في الطائرة ويبدو أن الشريط تم تسجيله في ولاية وردك الأفغانية شمال غرب العاصمة كابل قبل أعوام.
كما اعترف الضابط الأمريكي “جوهان جوردان “وهو احد الضباط الذين شاركوا في الحرب الأمريكية ضد افغانستان، لقد أطعمت جثث مقاتلي طالبان والقاعدة للكلاب البوليسية لأن معلومات صدرت من القيادة العليا للقوات المسلحة في البنتاغون بعدم تسليم جثث مقاتلي طالبان والقاعدة إلى ذويهم ويكتب الضابط الأمريكي ” في مذكراته الخاصة والتي قال بأنه بصدد نشرها: “انه لا حل كان أمام الوحدات المقاتلة للتخلص من هذه الجثث سوى تقديمها كوجبات للكلاب البوليسية التي كانت برفقة الجيش، وانه بالفعل تم تقديم العديد من هذه الجثث طعام للكلاب.
وكانت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية قد نشرت في أبريل الماضي صورًا تظهر جنودًا أميركيين يتبولون على جثمان الشهداء، وآخرين يأخذون أوضاعًا استعراضية لأخذ صور مع جثث المقاتلين وقبل ذلك ظهرت فضيحة قيام جنود أميركيين بحرق نسخ من القرآن الكريم. وفي مارس الماضي قام جندي أميركي بفتح النار عشوائيًّا على المواطنين الأبرياء في زنكاوات قندهار وقتل 16 منهم بما فيهم من الآطفال والنساء والشيوخ ووجدت 16جثة في المكان الذي ارتكب فيه الجندي الأميركي المجزرة التي لا تغتفر وبينهم طفلان في الثانية أو الثالثة من العمر قتيلين ونساء ورجال مسنون انهم قتلوا واحترقوا بايدي الغزاة والمعتدين.
هذا واعلن يوما خبير القانون الدولي الدكتور محمود المبارك على الملأ أن جرائم الاحتلال الأمريكي في افغانستان تلك الدولة المسلمة فاق كل ما يتصوره العقل البشري بل إنه تجاوز أيضا بمراحل الجرائم التي ارتكبها السوفييت والبريطانيون من قبل.
إن الخبير القانوني السعودي عرض أيضا خلال مقابلته مع برنامج “بلا حدود” على قناة “الجزيرة” في مطلع سبتمبر وثائق وصورا لبعض من تلك الجرائم والتي كان من أبشعها صورة لجنود أمريكيين يتلذذون بحرق جثث قتلى أفغان…. وذلك في انتهاك صارخ للقانون الدولي وحتى للشرائع السماوية التي تشدد على حرمة الأموات وعدم التمثيل بجثثهم.
ولقد شاهد العالم عبر شبكة الانترنت صور المقتولين المدنيين الأفغان التي التقطها جنود الاحتلال كتذكار!! ولاشك أن الصور في منتهى الفظاعة وغاية البشاعة فإن الجندي الأمريكي يمسك برأس جثة انسان معراة والضحية مضرجة بالدماء ويؤكد انها قتلت بالخناجر والسكاكين او الرصاصات الحية في الرأس والصدر والظهر وإنهم بتروا اطراف بعض الجثث واحتفظوا بأشلاء أخرى والتقطوا صورا الى جانب الجثث كتذكار ورغم كل ذلك، فإن الولايات المتحدة تظل تصور نفسها بأنها الراعي الرسمي لحقوق الإنسان في العالم وتناشد دول العالم في احترام حقوق الإنسان، و الديمقراطية والحرية، دون أن يؤثر فيها ما ترتكبه قواتها المعتدية من انتهاكات صارخة بحق المدنيين العزل والشيوخ والأطفال.
كنا بصدد معاناة الطفل الأفغاني في ظل الاحتلال في هذا المقال وقد اسهبنا المقدمة بأمثلة الانتهاكات والجرائم وها نحن نبدأ ونقول :
لقد عرف الطفل حسب اتفاقية حقوق الطفل التي اعتمدتها الجمعية العامة للامم المتحدة (بموجب قرارها المرقم 44/25 المؤرخ في 20 تشرين الثاني /1989) في مادتها الاولى، بأنه كل انسان لم يتجاوز الثامنة عشرة، ونص المبدأ الثاني أنه يجب أن يتمتع الطفل بحماية خاصة، وأن يمنح الفرص والتسهيلات اللازمة لإتاحة نموه الجسمي والعقلي والخلقي والروحي والاجتماعي، نموا طبيعيا سليما في جو من الحرية والكرامة والامان و بروح السلم والكرامة والتسامح والحرية والمساواة والاخاء.
إن من حق كل طفل من أطفال العالم أن يعيش حياة آمنة مطمئنة تحكمها السعادة والراحة والحنان لا قصف من فوقه ولا نار من حوله ولا أن تزج في غياهب المعتقلات وعتمات السجون ولكن هناك ما نشاهد عكس ذلك بفضل الديمقراطية المزدهرة الفتية وفي ظل الاحتلال الأمريكي نرى الصور المؤلمة للأطفال المصابين والقتلى والمسجونين.
وفي التقرير الذي تقدمه الخارجية الأمريكية كل أربع سنوات إلى هيئة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة، اعترف الأمريكان أوائل ديسمبر الماضي باعتقال مئات الأطفال من الأفغان حيث اعتبرتهم المقاومين الاسلاميين وأفاد تقرير الخارجية الأمريكية إلى أن عددًا من هؤلاء الصبية الذين لا تتجاوز أعمارهم 16 عامًا قد تم الإفراج عنهم وتسليمهم للسلطة الأفغانية، بينما البعض الآخر لا زال قابعًا في السجون.
ويذكر التقرير أن أعمار هؤلاء الصبية لم يتحدد إلا بعد مرور سنة على اعتقالهم، مما يعني أن أعمارهم وقت الاعتقال كانت لا تتجاوز 13 أو 14 سنة، بحسب ما ذكره “جميل داكوار” مدير برنامج اتحاد الحريات المدنية الأمريكية لحقوق الإنسان، مشيرًا إلى تعرضهم لانتهاكات جسدية ونفسية لفترة طويلة أثناء الاعتقال بل إن المدير التنفيذي لشبكة العدالة الدولية قد صرحت بأنها التقت بأطفال لم تتجاوز أعمارهم 11 أو 12 عامًا، مؤكدة في الوقت نفسه على أن عددهم يتجاوز المائتين، حيث إن هناك الآلاف من الصبية في مركز الاعتقال ببروان كابيسا.
لا تمضي حياة الطفل الأفغاني في جحيم السجون و وراء أسوار المعتقلات فحسب بل انه طريد مشرد تحت وابل نيران القوات الغازية المعتدية ولا يمر يوم الا و يقتل فيه عشرات من هؤلاء الصبية الأبرياء، وذكر وكالات الأنباء ان القوات التي يقودها الحلف الأطلسي اعترفت عن مسؤوليتها في مقتل ثمانية أطفال أفغان اوائل عام 2012 في إقليم كابيسا شرقي البلاد إنهم كانوا أطفالا صغارا قتلوا بغير ذنب وعرض المسؤولون العملاء صوراً لجثث ثمانية فتيان قالوا إنهم “قتلوا في قصف كابيسا”، تتراوح أعمارهم بين الـ 6 سنوات والـ 18 عاماً وأضاف المسؤلون أن الأطفال “تعرضوا للقصف مرتين خلال رعي الأغنام وسط الثلوج الكثيفة حين كانوا يشعلون ناراً للتدفئة”.
إن قتل هؤلاء يذكرنا بما حصل أيام نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا عندما كان الصيادون البيض يطلقون صبية سودا ويقومون بمطاردتهم وقنصهم للتسلية وكأنهم طرائد وعندما خرجت الأخبار للعلن تحجج الصيادون البيض بأنهم لجأوا إلى ذلك الأسلوب للنقص الحاد في الطرائد في البراري.
وقتل قبل ذلك سبعة من الصبية بالرصاص على يد شرطة الحدود الأفغانية العميلة، حسب ما أعلنت وكالات الأنباء وقال قائد شرطة الحدود لوكالات الأنباء في حينه إن الحادث وقع بين منطقتي شورابك وسبين بولدك جنوب ولاية قندهار وأضاف: أن الصبية السبعة كانوا يجمعون الحطب عندما فتحت الشرطة النار عليهم.
وأخيرا كانت هناك عملية قتل الأطفال من عمد نفذت في منطقة برکي برك بإقليم لوجار و”أسفرت عن مقتل أربعة أطفال أبرياء” كانوا يرعون الماشية واعترفت متحدثة باسم قوة (ايساف) التي يقودها حلف شمال الاطلسي في حينها “انها على علم بسقوط لضحايا مدنيين اطفال بعملية لايساف نفذت يوم 20 اكتوبر الماضي”.
كما قتل ثلاثة أطفال أفغان في غارة جوية شنتها قوات حلف شمال الأطلسي الناتو في جنوب أفغانستان وقال المتحدث باسم شرطة إقليم هلمند حينذاك إن “القوات الجوية التابعة لحلف الناتو حددت – بزعمها – هوية مقاتلين في مقاطعة ناوا بالإقليم وقامت باستهدافهما وأثناء ذلك أسفرت العملية بتاريخ 12 اكتوبرعن مقتل ثلاثة أطفال كانوا يجمعون الحطب في الأدغال بموقع قريب”.
ما توقفت مصائب الطفل الأفغاني المعصوم عند هذا الحد بل تجاوزت الي انتهاك كرامته وشرفه وهذا ما اوردته صحيفة “صن” البريطانية: إن الجنديين البريطانيين تحرشا بطفلين افغانيين في حوالي العاشرة من العمر وقاما بتصوير تصرفاتهما معهما.
وذكرت الامارة الاسلامية حيال هذا الموضوع “إن القوات البريطانية داخل بلادنا يجبرون صبيين أحدهما ذكر والآخر أنثى يتراوح عمرهما عشر سنوات، كي يقوما بلمس الأماكن الحساسة والمثيرة للشهوة لعدد من جنود البريطانيين (جنود العالم المتحضر والمتمدن!!) كي يثيرا غرائز جنسية عند هؤلاء الوحوش المفترسة، في حين يتم تسجيل فيديو ذلك المشهد”.
وأردف البيان: “إن إمارة أفغانستان الإسلامية تبدي غضبها الشديد تجاه هذا الحادث وتندد بهذه الجناية المليئة بالعار وترصد هذا الفعل الشنيع للعالم كدليل على الانهيار الأخلاقي لجنود الاحتلال”.
نقول أن هذه الجرائم سوف لا تمر مرور الكرام وسيكون لها رد الفعل عاجلا او آجلا و إن القمع والارهاب الذي تمارسه القوات الغازية لم ولن يثنيا من ارادة وعزم شعبنا على مواصلة المقاومة والجهاد حتي تحقيق النصر النهائي وربما تكون الحرية بتضحية الأنفس والأرواح ولكن هذا الشعب يتقن التضحية والموت في سبيل الله.
إن شعبنا الأبي مسلح بسلاح الإيمان ومن ثم بالعزّ الأفغاني الذين لا يتوفران في مخازن أسلحة أمريكا الحديثة ولا في مخازن حلفائها النذلاء، ولا يملك العدو وسائل الدفاع عن ذلك السلاح الفذ العجيب، لذا نحن على يقين أن في النهاية سينتصر سلاح الإيمان على سلاح المادة بمشيئة الله عز وجل كما انتصر قبل ذلك مرارا في أحقاب التاريخ.
عشنا اعزاء مل الأرض ما لمست **
جباهنــا تربها الا مصلــينا.