مقالات الأعداد السابقة

حقدٌ دفينٌ أسودٌ

عماد الزرنجي

 

لا شك بأن أطماع الأعداء في بلادنا قديمة، وهذه الأطماع ليس للظفر بالثروات والخيرات التي تنعم بها بلاد المسلمين فحسب، ولكن للقضاء على الإسلام في عقر داره، لأنهم يرون أن الإسلام خطر يهددهم ويهدد مصالحهم، ولهذا فهم يخافون منه أشد الخوف.

ومن هنا يدلون بين الفينة والأخرى بآراء معاندة ضدّ الإسلام، وفيما ههنا ننقل بعض أقوالهم كي تتضح الفكرة.

يقول مورو بيرجر في كتابه العالم العربي المعاصر: «إن الخوف من العرب، واهتمامنا بالأمة العربية، ليس ناتجاً عن وجود البترول بغزارة عند العرب بل بسبب الإسلام. يجب محاربة الإسلام للحيلولة دون وحدة العرب التي تؤدي إلى قوة العرب؛ لأن قوة العرب تتصاحب دائماً مع قوة الإسلام وعزته وانتشاره. إن الإسلام يفزعنا عندما نراه ينتشر بيسر في القارة الأفريقية».

ويقول أيوجين روستو رئيس قسم التخطيط في وزارة الخارجية الأمريكية ومساعد وزير الخارجية الأمريكية، ومستشار الرئيس جونسون لشؤون الشرق الأوسط حتى عام 1967م: «يجب أن ندرك أن الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب العربية ليست خلافات بين دول أو شعوب، بل هي خلافات بين الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية. لقد كان الصراع محتدماً ما بين المسيحية والإسلام منذ القرون الوسطى، وهو مستمر حتى هذه اللحظة بصور مختلفة. ومنذ قرن ونصف خضع الإسلام لسيطرة الغرب، وخضع التراث الإسلامي للتراث المسيحي. إن الظروف التاريخية تؤكد أن أميركا إنما هي جزء مكمل للعالم الغربي، فلسفته، وعقيدته، ونظامه، وذلك يجعلها تقف معادية للعالم الشرقي الإسلامي، بفلسفته وعقيدته المتمثلة بالدين الإسلامي، ولا تستطيع أميركا إلا أن تقف هذا الموقف في الصف المعادي للإسلام وإلى جانب العالم الغربي والدولة الصهيونية، لأنها إن فعلت عكس ذلك فإنها تتنكر للغتها وفلسفتها وثقافتها ومؤسساتها». (إن روستو هذا يحدد أن هدف الاستعمار في الشرق الأوسط هو تدمير الحضارة الإسلامية، وأن قيام إسرائيل، هو جزء من هذا المخطط، وأن ذلك ليس إلا استمراراً للحروب الصليبية).

يقول ابن غوريون (رئيس وزراء إسرائيلي سابق): «نحن لا نخشى الاشتراكيات، ولا الثوريات، ولا الديمقراطيات في المنطقة، نحن فقط نخشى الإسلام هذا المارد الذي نام طويلاً وبدأ يتململ من جديد». ويقول أيضاً: «إن أخشى ما نخشاه أن يظهر في العالم العربي محمد جديد».

ويقول شمعون بيريز (رئيس وزراء إسرائيلي سابق): «إنه لا يمكن أن يتحقق السلام في المنطقة ما دام الإسلام شاهراً سيفه! ولن نطمئن على مستقبلنا حتى يغمد الإسلام سيفه إلى الأبد».

وزعماء أوربا يصرحون بأن الإسلام هو الذي يقف في وجه سيطرتهم على الشرق. يقول جلادستون (رئيس وزراء بريطانيا السابق): «ما دام القرآن موجوداً في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق».

وتبذل الآن في الغرب جهود جهود محمومة من أجل تشكيل صورة نمطية منطبعة في ذهن المواطن الغربي عن بعد الإسلام عن الإنسانية والتحضّر، وعن همجية المسلمين ومعاداتهم لنظم الحياة الغربية. هذه الصورة تشترك في رسمها الدوائر العلمية ومكاتب الدراسات والمناهج المدرسية والصحف والمجلات والإذاعات المرئية والمسموعة، وملامح تلك الصورة تتشكل على النّحو التالي: المسلمون والعرب خاصة يمسكون بزمام الاقتصاد العالمي، ويتحكمون بأسعار النّفط، والمسلمون لا يتّحدون إلا إذا أرادوا التسبب في أذية الغرب، وهم يسعون إلى التدمير الكامل للعالم العربي.

ويوصف النبي صلى الله عليه وسلم في عدد من موسوعاتهم بأنّه “قاتل وبأنه دجّال خاطف نساء”، وأكبر عدوّ للعقل الحرّ، وأنّ المسلمين يعبدونه، ويزعمون أنّ الكون خلق من نوره”.

إنه حقد دفين على الإسلام والمسلمين.. حقد ظاهر في أعمالهم وكتاباتهم، وتصريحاتهم وإن قالوا أنهم أصدقاء، كما يدعون، وكما يدّعي أذنابهم من العلمانيين، فإن ذلك كله هراء، إنه الحقد الدفين في نفوس الأعداء، هو الذي يؤجج مشاعرهم تجاه المسلمين.

يقول الشاعر:

حقد الصّليب يعيش في الأعماقِ *** ويحارب الإسلام في الآفاقِ

من ذا يرجّي من عدوٍّ نصرةً *** أو يبتغي منهم عهود وفاقِ

لو يدّعون السلم لا تصغوا لهم *** كم أجرموا في شامنا وعراقِ

تاريخهم حقدٌ دفينٌ أسودٌ *** كم أشعلوا من فتنةٍ وشقاقِ

كم قتّلوا، كم عذّبوا، كم شرّدوا *** بئس الحضارة لم تكن بخلاقِ

مهما بغى أهل الصليب بحقدهم *** وطغوا علينا، طوّقوا بخناقِ

“سيظلّ هذا الدين رغم أنوفهم” *** شمسًا تنير الكون بالإشراقِ

فتفاءلوا بالنّصر دومًا إنه *** حتمًا سيأتينا كما المشتاقِ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى