مقالات الأعداد السابقة

حقوق المرأة المزعومة

أبو فلاح

 

قصفوا المرأة بكل عنف عشرين عاما، اعتدوا على المرأة عشرين عاما، اغتصبوا المرأة عشرين عاما، تحرشوا بالمرأة عشرين عاما، سجنوا المرأة عشرين عاما، دخلوا بيتها دون إذنها متى شاؤوا وهم مدججون بالسلاح وملؤوا قلبها خوفا ورعبا عشرين عاما، وفصلوا بينها وبين أطفالها في معتقلات القهر والعدوان عشرين عاما، والآن بعدما أمسكت الإمارة الإسلامية زمام الأمور أخذوا دور النائحة المستأجرة، وملؤوا الجو بكاء وعويلا ينكرون علينا -بحجة الدفاع عن حقوق المرأة-: “لماذا تفصلون بين المرأة والرجل في المدارس والجامعات”!

لم ينطق أحد ببنت شفة خلال تلك المدة عن حقوق المرأة التي انتهكها الجبابرة في أفغانستان، وهل من حق المرأة أن تُقتل بدم بارد؟ وهل من حق المرأة أن تُقصف بالصاروخ بلا ذنب؟ لعل كل هذه الجرائم التي ارتكبوها جزء من حقوق المرأة، وجزء من إنجازات الديموقراطية المزعومة! إنما حقوق المرأة عند الغربيين -أيها الناس- شعار ولا غير، شعار ليس وراءه شيء. حقوق المرأة عندهم هو أن يكشف عورتها، وينزع حجابها، ويكشف عن فخذها وساقها، يكشف عن صدرها ونحرها، هذه هي حقوق المرأة في شريعتهم، في شريعة الديموقراطية المزعومة التي أوحى بها إبليس إلى أوليائه وإخوانه.

من العجب العجاب أنهم يدعون -كذبا وزورا- بأن الديموقراطية هي أن يختار الشعب ما يشاء، ويفعل ما يريد، ولكن عندما يختار شعبنا العفاف والطهر والحجاب وستر العورات وصون الأعراض، يقولون “لا، لا تختاروا هذا، هذا تأخر، هذا جمود، هذه بدائية، لأن شعوبنا المتقدمة التي لربما تمشي في الشوارع عارية، لم تخترها، وهي أعقل الشعوب وأذكى الشعوب، مالَكم تختارون شيئا لم تختاره شعوبنا؟”

بل أنتم مالَكم كيف تحكمون؟ أهذه هي ديموقراطيتكم التي تخدعون بها الناس يا عبّاد الديموقراطية؟

نحن -بحمد لله- لا نؤمن بديموقراطيتكم، ونكفر بها كفرا بواحا، ولكن رغم ذلك نعطي لنسوتنا الحقوق الكاملة التي أعطتهن إياها شريعتنا، شريعة ربٍّنا المطهرة النقية البيضاء، نعطيهن الحقوق الكاملة التي تتفق مع طبيعتها التي فطرت عليها، وتتفق مع خلقتها الأنثوية، وتتفق مع دورها النبيل الشريف الذي خُلِقت له، لا نظلمها ولا ننتقص من حقها، بل هي عندنا محترمة كأم أو كأخت أو كبنت أو كزوجة. لا نقبل هذه الثقافة الأجنبية ولا يقبلها شعبنا المسلم المحافظ والحساس بالنسبة لثوابته ومقدساته.

 

يدّعون أنهم يحمون حقوق المرأة، أليس من حق المرأة أن تصون إيمانها وأخلاقها وعرضها وحشمتها وشخصيتها وأن تحافظ على طهرها وعفافها؟ أليس من حقها أن تستر عورتها؟ أليس من حقها أن تحمي أنوثتها وسعادتها البيتية؟ وهل تبقى للمرأة أنوثة أو أمومة في بيئة رجالية وفي المصانع؟ وهل تستطيع الأم أن تؤدي دورها الأمومي وقد سلبتموها أمومتها الحانية؟

وهل حقا يريد هؤلاء حرية المرأة؟ كلا، إنما هم يريدون حرية الوصول إلى المرأة وحرية الاستمتاع بها دون إذنها ومن غير وجه حق، يريدون منها أن تصبح متعة للرجل يستمتع بها ويقضي أوقاته معها ويرميها على قارعة الطريق بعد أن يقضي منها حاجته. أهكذا تريدون أن تكون نساؤنا؟ لا والله، هذا لن يكون أبدا، وهل تتوقعون منا نحن المسلمين أن ندفع نساءنا بأيدينا نحو انحرافات يُعرف أولُها ولا يعرف آخرها؟ وهل قاتلناكم عشرين سنة حتى نقبل بثقافتكم المظلمة غير المعروفة لدينا والمتناقضة مع ديننا والتي لا تنسجم مع طبيعتنا وحاجاتنا، وندع ثقافتنا السماوية وراء ظهورنا؟

إن شعبنا يرفض ثقافة العري التي تحلم بها بعض الشعوب، شعبنا لن يخضع لهيمنة الثقافة الغربية التي أضحى فيها العري والدعارة والخيانة والفجور والعلاقات غير شرعية؛ موضة!

إن هذه الأيديولوجية تتناقض مع قناعات المرأة الأفغانية المسلمة، إنها تتناقض مع قيمها. إن المرأة الأفغانية تفضّل الحياة العائلية المتوازنة على الحريات الوهمية التي هي إلى السراب أقرب منها إلى الحقيقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى