
حكاية طالب مع جندي للجيش العميل
الهاشمي
بعدما أعلن وقف إطلاق النّار، كنتُ أعبر من الطريق السريع، فرأيتُ بعض الشباب من جنود الجيش، فوقفتُ خلف جندي من الجيش. فأخذت عنقه من الخلف، ثم استدرت به من الخلف حيث صار أمامي وجهاً لوجه، فلمّا رآني ارتعدت فرائصه وارتسم الخوف على وجهه. فقلتُ: كيف حالك؟ أأسألك أيها الشاب شيئاً؟
قال: تفضّل، ما هو سؤالك؟
قلت: هل تعلم لماذا لم يخرج الأمريكان من قواعدهم في هذه الأيام الثلاثة؟
فقال الجندي: لا أدري.
قلت: تعال اجلس معي حتى أُفهمك حقيقة ذلك، فجاء إلى جانبي.
فقلتُ: إن لم تكن من مساعديهم أو تقف بجانبهم، فلن يقدر الأمريكان لثانية واحدة على أن يترددوا في قرية أو منطقة أو بقعة من ثرى وطننا الحبيب، فلو لم تساعدهم وتقف بجانبهم لن يقدروا أبداً على أن يغيّروا حضارتنا الإسلامية إلى الحضارة الغربية الخرقاء، ولو لم تقف بجانبهم فلن يقدروا على استخراج أحجار بلادنا الكريمة وينهبوها، ولو لم تساعدهم فلن يقدروا على انتهاك أعراض المسلمات.
فإنك أيها الشاب رأس المشكلات برُمّتها!
فقال الجندي الشاب: آهٍ ثم آه! هذه حقيقة، فناداه جندي آخر وقال ماذا يقول لك، ويكأنه يقول له لا يغرنّك هذا الطالب.
ولكنّ الشاب الآخر كان أبعد منّا لا يسمع صوتنا، فهمستُ في أذن هذا الشاب وقلتُ له: لا تنس كلامي هذا أبداً، وأبلغه إلى أصدقائك المغرّرين، فقال لي: سمعاً وطاعة.
فتحركتُ ورجعتُ إلى منطقتي، ولكني رأيته واقفاً بمكانه السابق في اليوم الخامس من العيد!