حوارات وتقارير

حوار إذاعة صوت الشريعة مع القائد العسكري العام لولاية قندوز

قراءنا الأعزاء!

كما تعلمون أن ولايات الشمال (قندوز، وبغلان، وتخار) تشهد معارك شديدة منذ ما يزيد على الشهر، والعدو محاصر تحت ضربات أسود الإمارة الإسلامية في سلسلة العمليات العمرية، وانهزم في جميع الساحات وتكبد خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وخسر تلك المناطق التي كانت تعتبر نقاط قوة له.

وفتح المجاهدون مديريات مهمة واستراتيجية، مثل: (قلعة زال، وخان اباد) في ولاية قندوز، و(دهنه غوري) في بغلان، و(خواجه غار) في ولاية تخار. وبعد هذه الانتصارات العظيمة والفتوحات المبينة للمجاهدين والهزائم الساحقة للأعداء؛ لجأ المسؤولون العسكريون والأمنيون كعادتهم لشن حرب دعائية ضد المجاهدين بمساندة من وسائل الإعلام المرتزقة والتابعة للغرب.

وادّعوا أنهم كبّدوا المجاهدين خسائر مالية وروحية، وصدوا تقدم المجاهدين، واستعادوا جميع المناطق التي سيطر عليها المجاهدون في الآونة الأخيرة. ولكي يبطّئوا من تقدم المجاهدين السريع نحو مدينة قندوز دمروا جسر “الجين”، وفي نفس الوقت قاموا بترويج شائعة بأن المجاهدين هم من دمروا الجسر بالعبوات وقطعوا الطريق بين مدينة قندز ومديرياتها.

وبهذه المناسبة استضافت إذاعة (صوت الشريعة) القائد الميداني والمسؤول الجهادي لولاية قندوز الملا عبد السلام حفظه الله، وكان هذا الحوار:

إذاعة صوت الشريعة: حبذا لو حدّثتمونا في البداية عن الأوضاع الجهادية والتطورات الأخيرة والمستجدات الميدانية في ولاية قندوز والولايات المجاورة المتاخمة لها بغلان وتخار.

الملا عبد السلام: في البداية أقدم تحياتي إليكم وإلى جميع الإخوة العاملين في الإعلام وإلى جميع المجاهدين وإلى الشعب الأبي المجاهد.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بدأ المجاهدون عملياتهم الجهادية ضمن خطة محكمة وتكتيك عسكري خاص، ولازالت جارية بنجاح ولله الحمد، حيث فتح المجاهدون مناطق واسعة وأحرزوا غنائم كثيرة.

حتى الآن تم تحرير مديريتين بالكامل بثكناتها ومراكزها العسكرية والإدارية في ولاية قندوز. المديرية الأولى هي مديرية (قلعة زال) حيث سيطر عليها المجاهدون وغنموا فيها 8 سيارات من طراز رينجر وكميات كثيرة من الأسلحة والذخيرة، والثانية مديرية (خان اباد) حيث فتح المجاهدون فيها أربعين ثكنة عسكرية وأحرزوا غنائم كثيرة ولله الحمد.

كما تم تحرير مناطق واسعة من المديريات الأخرى على سبيل المثال في مديرية (إمام صاحب) فتح المجاهدون عشرون ثكنة ونقطة عسكرية. وفي مديرية (دشت أرجي) -بالإضافة إلى فتح الثكنات العسكرية- سيطر المجاهدون على مركز مهم للعدو بالكامل.

وفي مديرية (جهار دره) وفي (علي اباد) وفي (كور تيبه) حقق المجاهدون انتصارات باهرة وانجازات هامة، وفتحوا ثكنات عسكرية كثيرة واغتنموا كميات كبيرة من الغنائم.

وكذا في المناطق المحيطة بمدينة قندوز فتح المجاهدون مناطق واسعة، ووصلت المعارك إلى أبواب المدينة، وأحكموا سيطرتهم على طريق (خان اباد – قندوز)، وهم الآن متمركزون في منطقة (جارخاب)، وكذا الطريق الواصل بين مديرية إمام صاحب ومدينة قندوز يخضع لسيطرة المجاهدين.

وفي جميع أنحاء ولاية قندوز حقق المجاهدون انتصارات عظيمة بنصر من الله سبحانه وتعالى، ويواصلون عملياتهم ونشاطتهم الجهادية بمعنويات عالية. والأحوال هادئة الآن ولا صحة لما يدعيه الأعداء، ونحن نأمل أن يكرمنا الله عز وجل بفتوحات وانتصارات في قادم الأيام.

وكذا في ولاية بغلان من الله على المجاهدين بانتصارات عظيمة حيث فتحوا مديرية (دهنه غوري) بالكامل، بجميع مراكزها وثكناتها، وغنموا غنائم كثيرة من الدبابات وسيارات الرينجر وكميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمعدات العسكرية الأخرى ولله الحمد.

وقد حاول العدو كثيراً إعادة السيطرة على مديرية (دهنه غوري) وشن عمليات عسكرية كثيرة، لكن الله نصر المجاهدين فصدّوا هجمات الأعداء، وباءت محاولاتهم بالفشل، وولوا هاربين منهزمين، ورجعوا خزايا خائبين، ومعنويات المجاهدين مرتفعة جداً، ولا توجد هناك أية مشاكل، والمديرية لازالت تحت سيطرة المجاهدين. وليست مديرية (دهنة غوري) هي الوحيدة التي حاول العدو استعادة السيطرة عليها، بل جميع المديريات المفتوحة حاول العدو استعادتها من أيدي المجاهدين، حاولوا كثيراً لكن أذلهم الله، فرجعوا هاربين منهزمين.

وفي بغلان المركزية فتح المجاهدون قرابة 18 ثكنة وقاعدتين عسكريتين. ومن بغلان القديمة إلى حدود كندوز هذه المنطقة كلها والشارع الواصل بينهما يخضع لسيطرة المجاهدين، وقد طهر المجاهدون المناطق المحيطة بالشارع من لوث العدو، واغتنموا غنائم كثيرة، وتكبد العدو خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. ولحد الآن المجاهدون مسيطرون عليها وليست هناك مشاكل تذكر.

وأما في ولاية تخار فقد فتح المجاهدون مديرية (خواجه غار) بالكامل بثكناتها الدفاعية ومراكزها العسكرية والإدارية، وأحرزوا غنائم كثيرة، منها 8 سيارات رينجر وكميات من الأسلحة والأجهزة العسكرية الأخرى. وبسبب بعض المشاكل انسحب المجاهدون من مركز المديرية، وأما باقي المناطق من (خواجه غار) فلا زالت تحت سيطرة مجاهدي الإمارة الإسلامية.

وكذا في مديرية (درقد) بولاية تخار، حقق المجاهدون انجازات كبيرة حيث فتحوا ثكنات وحرروا مناطق وقرى، وتسيطر الإمارة الإسلامية على أكبر مساحة منها. وكذا مديرية (إشكمش) والمديريات الأخرى من ولاية تخار نشاطات المجاهدين فيها في ازدياد، والعدو في انحسار. وأنعم الله على المجاهدين بفتوحات عظيمة، فهم يواصلون قتالهم ضد الإحتلال وعملائه بمعنويات عالية، وأما معنويات جنود الأعداء فمنهارة تماماً، ولا يستطيعون الصمود أمام ضربات المجاهدين، بل واجهوا الهزائم والخسائر في جميع الجبهات.

إذاعة صوت الشريعة: تنشر وسائل الإعلام منذ عدة أيام تقارير على ألسنة الأعداء أنهم كبدوا المجاهدين خسائر روحية، وأنهم استعادوا المناطق المفتوحة من أيدي المجاهدين. فما مدى حقيقة هذه الادعاءات؟

الملا عبد السلام: إننا نخوض حرباً، والحرب تخلف قتلى وجرحى من الجانبين، ولكن نظراً للفتوحات التي أكرم الله بها مجاهدي الإمارة الإسلامية في المناطق الشمالية؛ يحق لنا أن نقول أننا لم نواجه خسائر روحية، نحن نعترف أنه سقط هناك شهداء وجرحى في صفوف المجاهدين وقد ذكرنا أعدادهم ضمن التقارير التي نرسلها إليكم.

وليعلم العدو، بل وليعلم العالم كله أننا لا نكتم خسائرنا ولا نخفي عدد قتلى المجاهدين وجرحاهم، بل نعلنها صراحة. ولا يمكن التستر على خسائر المجاهدين لأن أهالي ولاية قندوز شهود عيان، يشاهدون كل المجريات، ويرون كل الأحداث بأعينهم، ولماذا نسعى لكتمان خسائرنا وأعداد قتلانا، والقتل في سبيله تعالى من أسمى أمانينا وأغلاها؟ ولماذا نخفي مصائبنا وجروحنا ونحن نلتمس أجرها من الله عز وجل؟ لماذا نخفيها وقد عاهدنا الله أننا سنبذل أرواحنا في سبيله ابتغاء مرضاته؟

وليعلم العدو أن في المجاهدين مئات بل آلاف الرجال ينتظرون الشهادة في سبيل الله بفارغ الصبر ويتسابقون إليها.

إن قتل إخواننا في سبيل الله يشحذ عزائمنا، ويُعلي هممنا، ويُقوي إيماننا، ويُشعل جذوة الجهاد، ويُحيي حب الشهادة في قلوبنا. إن تضحياتنا تجيء لنا بالإنتصارات، وتنقذ المؤمنين المستضعفين والشعب المنكوب المضطهد من شر الظَلَمة المتجبرين، وإن شاء الله ستكون هذه التضحيات سبباً لهزيمة المحتلين المتغطرسين ولطي بساط الاحتلال من بلادنا الطاهرة.

وأما انسحابنا من بعض المناطق، فإنما هو بسبب القصف العشوائي للمحتلين على المناطق المفتوحة، فإنهم بعد انتصار المجاهدين وتقدمهم يصبون جام حقدهم وغضبهم على عوام المسلمين، وقد شاهد العالم ذلك العام الماضي في مدينة قندوز، حيث قام المحتلون الهمجيون بقصف مستشفى لمنظمة أطباء بلا حدود بعد استيلاء المجاهدين على مدينة قندوز، فاضطررنا للانسحاب منها.

ونحن إنما ننسحب من بعض المناطق حفاظاً على أرواح المدنيين العزل، وإذا ما انسحبنا من منطقة ما، فلا ندّعي زوراً أننا مسيطرون عليها.

وكما أسلفت أن المجاهدين فتحوا في الشمال أربع مديريات في الآونة الأخيرة؛ (قلعة زال) و(خان اباد) في قندوز، و(دهنه غوري) في بغلان و(خواجه غار) في تخار. فقلعة زال ودهنه غوري لا زالتا تحت سيطرة المجاهدين بالكامل، وأما خان اباد وخواجه غار فانسحب المجاهدون عن مركزيهما وبقية مناطقهما تحت سيطرة المجاهدين ولله الحمد.

إذاعة صوت الشريعة: لما اقترب المجاهدون من مدينة قندوز، دمّر العدو جزءاً من جسر “الجين”، وفي نفس الوقت قاموا بترويج شائعة أن المجاهدين هم من دمروا هذا الجسر بالعبوات لقطع الطريق بين مدينة قندوز وعدة مديريات، وكذا بعض وسائل الإعلام الموالية للعدو بثت تقارير مفادها بأن طالبان دمروا جسر “الجين” واتهموا المجاهدين بأنهم يدمرون المنشآت العامة. فلو أخبرتمونا عن حقيقة الحال وكيفية حدوث هذه الحادثة؟

الملا عبد السلام: إننا لم ندمر جسر “الجين” ولسنا بحاجة إلى تدميره، ونظراً للبراهين الآتية نرد تورط المجاهدين في تدمير هذا الجسر.

أولا: إننا نقاتل من أجل العقيدة وقتالنا منضبط بضوابط وأصول الإسلام القتالية، والإسلام لا يسمح لنا باستهداف المرافق والمنشآت العامة. والعمليات التي نقوم بها نتبنى مسؤوليتها بجرأة تامة لأننا نفعلها في ضوء الشريعة الإسلامية وبفتوى من العلماء الأفذاذ، فلا نستحيي من تبني مسؤوليتها، بل نعلنها باعتزاز ونبتغي بها مرضاة ربنا.

ثانيا: إن قادتنا دوماً يوصوننا بأن لا تدمروا المنشآت العامة المستشفيات والمدارس والجسور والمرافق العامة، بل اسعوا لإعمارها واصلاحها وبنائها. وإننا لا نعصي قادتنا وأمراءنا بل نطيعهم في حدود الشريعة.

ثالثا: إن مثل هذه الأعمال تؤذي عوام المسلمين وتزيد في معاناتهم وتجعلهم في مشقة، وإننا مأمورون شرعاً ومن جهة أمرائنا بالقيام بأعمال تدخل الفرحة والسرور على الشعب المؤمن المجاهد، وإننا إنما نقاتل الاحتلال الأمريكي لينعم الشعب الأفغاني المسلم بحياة آمنة مطمئنة تحت نظام إسلامي عادل راشد. وليسمع العالم أننا لن نقوم في شؤوننا الجهادية بارتكاب أعمال تنافي ضوابط الحرب في الإسلام وتؤذي الأبرياء.

والحقيقة التي يعرفها أهالي المنطقة ويشهد بها أهالي قندوز أن المحتلين هم من دمروا جسر “الجين” بالقصف الجوي، وذلك حينما كان ثلاثة من المجاهدين واقفين على الجسر للتفتيش، فجاءت طائرات العدو وألقت القنابل عليهم مما أدى إلى استشهاد المجاهدين الثلاثة وتدمير جزء من الجسر.

وسجل المحتلين وعملائهم حافل بارتكاب أمثال هذه الجرائم، حتى لم تسلم من همجيتهم وعنجهيتم المستشفيات والمدارس والمعتقلات.

إننا أعلنا مراراً ونعلنها مرة أخرى أننا نسمح بكل تلك النشاطات التي تعود بالنفع على الشعب المنكوب المضطهد، بل إن المجاهدين أنفسهم يقومون بتشييد الجسور وإصلاح الطرقات والشوارع، لأننا لا نقاتل إلا من أجل رفع الظلم عن هذا الشعب المنكوب.

ولماذا نضيع ثمرات جهادنا وأجرنا بإيذاء المسلمين؟ أي خير في الجهاد الذي يُؤذى فيه المسلمون؟ لا جهاد لمن آذى مسلماً.

إن اتهام المجاهدين بتدمير جسر “الجين” ماهي إلا دعاية إعلامية يريد العدو بها خلق فجوة بين المجاهدين والشعب الأفغاني، وتنفير عوام المسلمين من الجهاد وأهله.

ولكن ليعلم العدو أنهم لن يصلوا إلى هذا الهدف المشؤوم، فنحن والشعب الأفغاني يد واحدة ضد الاحتلال وعملائه، ونحن من أبناء هذا الشعب ترعرعنا في أحضانه، ونحن من الشعب والشعب منا، بيننا وبينه علاقات جيدة ولله الحمد، ونحن لم نتمكن من هذه الفتوحات والانتصارات والسيطرة على المساحات الواسعة والمناطق الكثيرة إلا بنصر من الله أولاً وبمساندة ودعم من الشعب ثانياً.

فالشعب الأبي المجاهد يشد أزرنا في القتال ضد الاحتلال وعملائه، يطعمنا ويسقينا ويؤوينا، فهل من العقل أن نرفع عليه أيدينا ونضره ونؤذيه؟ إن ذلك لن يكون إن شاء الله.

وكما أسلفت أن قادتنا وأمراءنا دوماً يوصوننا بحسن التعامل مع الشعب، وهذا الجانب واضح في بيانات الإمارة الإسلامية الرسمية وخاصة بيان عيد الفطر الأخير لأمير المؤمنين شيخ الحديث هبة الله أخندزاده حفظه الله الذي ينهى فيه المجاهدين بكلمات صريحة عن استهداف المنشآت العامة والمدارس والمستشفيات والجسور وغيرها من المرافق العامة.

إننا نملك أمثلة واضحة لسعي المحتل لتدمير اقتصاد الشعب الأفغاني، وعرقلة عملية نموّه وتطوّره؛ بل وسعيه لتجويعه، وهدم البنى التحتية لاقتصاده، ففي كثير من المناطق قاموا بقصف وإحراق الغابات والمزارع والبساتين، وصدق الله القائل: (لا يألونكم خبالاً ودّوا ما عنتم)، ومن وقاحة المحتل الصليبي وأذنابه أنهم بعد ارتكاب كل جريمة من هذا النوع يوجهون أصابع الاتهام نحو المجاهدين؛ تشويهاً لصورتهم وتنفيراً للناس عنهم.

فقبل أيام انقطعت أسلاك الكهرباء في قندوز، فأرسل لنا عمّال الكهرباء أن الكهرباء معطّلة بسبب انقطاع الأسلاك، فلو سمحتم لنا بالمجيء إلى مناطق سيطرتكم لربط الأسلاك وإصلاح الكهرباء، فسمحنا لهم فجاءوا يعملون، فجاءت طائرات العدو وقامت بقصف هؤلاء العمال فلاذوا بالفرار وتعطل العمل.

فالعدو دوماً يسعى لإيقاع الشعب في المعاناة ثم يتهم المجاهدين بها. وهذه من المؤامرات التي يستعملونها ضد المجاهدين والمسلمين، وهكذا يسعون لاصطياد صيدين بسهم واحد.

فجميع الناس عرفوا الحرب الإعلامية التي يشنها الأعداء ضد مجاهدي الإمارة الإسلامية وقد فقدت تأثيرها لأنه قد تجلى للشعب الأفغاني زيفهم وكذبهم، فلن يغتروا بدعاياتهم المزورة وافتراءاتهم الباطلة إن شاء الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى