حوار إذاعة «صوت الشريعة» مع المتحدث للإمارة حول الهجمات الإستشهادية على قاعدة «شوراب»
مستمعي إذاعة “صوت الشريعة” الكرام، وكما سمعتم في الأخبار أن إستشهاديي الإمارة الإسلامية الأبطال شنوا هجمات على أكبر قاعدة للمحتلين الأمريكيين “بوسطن” / “شوراب” بولاية هلمند مما أسفر عن مقتل وإصابة المئات من المحتلين وعملائهم، واحتراق الكثير من الطائرات والعربات ومستودعات الأسلحة وذخائر النفط، وبمناسبة هذه العمليات أجرت إذاعة “صوت الشريعة” حوارا مع المتحدث الرسمي للإمارة الإسلامية “ذبيح الله المجاهد” وقمنا بتفريغه وترجمته إلى العربية لقرائنا الكرام وندعوكم إلى قرائته.
ذبيح الله المجاهد: بسم الله الرحمن الرحيم حامدا ومصليا أما بعد: شكرا لكم لما أتحتم لنا فرصة التحدث لنشارك تفاصيل العمليات مع مستمعينا الكرام.
يجب أن نذكر أن قاعدة “بوسطن” أو “شوراب” الجوية قاعدة مهمة للاحتلال الأمريكي في المنطقة، يتواجد فيها عدد كبير من المحتلين الأجانب،و كان المحتلون يصرحون في بداية الاحتلال بأننا سندير قارة آسيا عن هذه القاعدة، هذه القاعدة يقطنها الجنود المحتلون وأنشأت إدارة كابول العميلة فيها فيلقا عسكرياً تسميه فيلق “ميوند”.
لقد شن الإستشهاديون الأبطال هجوما منظما وبدقة عسكرية كبيرة حيث قارعوا العدو في قلب أكبر وأحصن قاعدة له في أفغانستان، ولم يستفق العدو إلا بتفجير بركان جهادي داخل إحدى مراكزه، وتحولت قاعدة “شوراب” الحصينة إلى ميدان المعركة الشرسة،مما أربك العدو وأوقعه في ورطة، وفقد السيطرة على الوضع، بل يحق لنا أن نسميها مداهمة مفاجئة.
انطلق المجاهدون ووصلوا إلى داخل القاعدة وإلى النقاط التي حددوها من ذي قبل، مستخدمين تكتيكات وحيلا حربية خاصة وبعد الوصول صاروا يسيرون وفق الخطة التي رسموها مسبقا، وينفذون عملياتهم العسكرية حسبها.
وكانت الخطة أن يركّز الإستشهاديون الأبطال ضرباتهم أولا على أوكار المحتلين هناك ثم على القوات العملية، في البداية سيطر المجاهدون داخل القاعدة على نقاط إستراتيجية وتخندقوا فيها، وبدؤوا الغزوة برشق سهامهم نحو نحور المحتلين وأثناء المعركة أسروا عددا من العملاء وغنموا الأسلحة مما تسبب لاستمرار المعركة ودوامها، وقد استمرت الاشتباكات إلى 46 ساعة ووفقا للمعطيات الموثوقة بها قتل وأصيب فيها المئات من عناصر العدو المشترك المحتل والعميل، وتكبد خسائر نفسية فادحة، وإضافة إلى الخسائر النفسية تم تدمير العديد من المعدات والعربات والسيارات والطائرات وصهاريج النفط ومستودعات الأسلحة، وكانت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان تتصاعد من القاعدة، وكانت المنطقة تشهد حربا واشتباكات عنيفة بين المجاهدين من جهة والمحتلين الصليبيين وعملائهم من جهة أخرى، وكان المجاهدون يواصلون عملياتهم بمعنويات عالية وعزائم مرتفعة.
وفي الليلة الثانية من العمليات أوقف المجاهدون الإنغماسيون عملياتهم بشكل تكتيكي لساعة أو ساعتين، فسارع العدو إلى الإعلان عن إنهاء العمليات وقتل الإستشهاديين المهاجمين كلهم، ولكن افتضح العدو وبان عوار دعواه للجميع لما استأنف المجاهدون عملياتهم الجهادية داخل القاعدة من جديد في التاسعة أو العاشرة ليلا.
وإن شاء الله ستكون هذه العمليات قاصمة لظهر العدو وبمثابة ضربة الخنجر في خاصرته، حاملة في طياتها رسالة واضحة للعدو المحتل والعميل بأن أفغانستان لم تعد مكانا مطمئنا وملاذا آمنا لهم، ولا حقل تجارب لهم يفعلون فيها ما يشاءون، وأن المجازر والجرائم التي يرتكبونها في حق الأبرياء العزل لن تمر بلا رد وردع.
إذاعة صوت الشريعة: شكرا جزيلا السيد المجاهد، في الوقت الذي يفاوض وفد الإمارة الإسلامية الأمريكيين في قطر، ما ذا سيكون أثر هذه العمليات على جولة المفاوضات؟ وما هي رسائل هذه العمليات النوعية والقوية للأمريكيين المحتلين.؟
ذبيح الله المجاهد: لا علاقة بين هذه العمليات والمفاوضات، ولن تخلف أثرا عليها، لأن العمليات العسكرية في ثغر والمفاوضات في ثغر آخر، ونحن بحاجة إلى العمل سويا في كلا الثغرين، ولقد كان الهدف من هذه العمليات أخذ ثأر تلك الجرائم والمجازر التي ارتكبها العدو في ولاية هلمند والمناطق الأخرى، حيث كثفوا المداهمات في الولايات المختلفة، وآذوا المدنيين، وأخرجوا الناس ليلا من المنازل وقتلوهم بدم بارد، ودمروا المساجد والمنازل والمستشفيات والأسواق والمرافق العامة.
وخاصة ثأر المدرسة التي هدموها في ولاية كابيسا، تلكم المدرسة العريقة تخرج عنها العلماء المشهورون، أحرقوها بكل قسوة ووحشة، ودمروها بكل حقد وكراهية، وأصدرت الإمارة الإسلامية بيانا آنذاك وأمرت المجاهدين باستهداف النقاط المهمة للعدو وشن الهجمات عليها ثأرا للمدرسة الشهيدة، وهذه العملية كانت إحدى تلك العمليات الإنتقامية، وإن شاء الله ستستمر ما استمرت جرائمهم ومداهماتهم وغاراتهم الجوية، وسيأخذ أبناء الشعب الحقيقيون _المجاهدون والإستشهاديون ثأر الشعب الأفغاني عن المحتلين وعملائهم، فهذا الهجوم كان هجوما انتقاميا، جاء كرد فعل على جرائمهم التي يرتكبها ليلا ونهارا في حق الشعب الأفغاني ومقدساته، ونصرح أننا لنأخذن ثأر هذه الجرائم عن العدو، ولن نجلس مكتوفي الأيدي ولن نكتفي بالبكاء وسكب الدموع.
فهذه العملية جزء من الحرب التي شبت أمريكا نيرانها في بلادنا، ولسنا في هدنة ومدة مع العدو لنكف بأسنا عنه، بل إنه لا زال يقتل عوام المسلمين ويؤذيهم ويلقي المداهمات على منازلهم، ويشنون غاراتهم على المجاهدين، فيحق لنا أن نثأر عنهم، ونركز ضرباتنا عليهم، كرد فعل على جرائمه ومجازره التي يرتكبها في حق شعبنا وسنجرهم إلى طاولة المحكمة، وإن شاء الله ستستمر هذه الهجمات حتى نخرج المحتلين الكفار عن بلادنا.
إذاعة صوت الشريعة: السؤال الأخير ما هي رسالة عملية “شوراب” البطولية إلى عناصر إدارة كابول، الذين شاركوا المحتلين في اقتراف الجرائم والمجازر في الآونة الأخيرة؟
ذبيح الله المجاهد: لقد صرحت آنفا أن هذه العمليات رد فعل من الشعب الأفغاني على جرائم القوات الأمريكية والعميلة التي كثفوها في حق الأبرياء العزل منذ عدة أشهر، وقتلوا فيها عوام المسلمين في مناطق مختلفة، فهذا الهجوم رسالة لهم بأننا لن نجلس مكتوفي الأيدي أمامهم، وأنه بات بإمكاننا أن نثأر لشعبنا المضطهد، وأن نثأر لمقدساتنا ومبادئنا، وأن نحاسب من يؤذي شعبنا ويظلمهم، وكما أسلفت أنه لو استمر جرائم العدو لنحاسبنه على الجرائم والمجازر والانتهاكات ولنأخذن بتلابيبه ولنقتلن جنوده، ولنركزن ضرباتنا على قواعده المحصنة.
وإننا نجتهد كثيرا للتجنب عن تضرر وخسائر المدنيين، ولذلك نركز ضرباتنا على قواعد العدو التي هي بعيدة عن المناطق السكنية، كما فعلنا قبل شهر في وردك وقاعدة شوراب، وإن في هذا لرسالة واضحة للاحتلال أن هذه الأرض مأسدة وعرين للأسود، يدافعون عنها، ويهاجمون قواعد المحتلين، ويعاقبونهم أشد العقاب، وستستمر هذه ما استمرت جرائمكم وما استمر احتلالكم وما دام العملاء قائمين في صف الكفار سيكون هذا موقف الشعب الأفغاني تجاههم، وسنجرهم إلى طاولة المحكمة إن شاء الله وسنعاقبهم على الجرائم والانتهاكات.