مقالات الأعداد السابقة

حوار العدد: حوار مع المولوي عبد السلام حنفي عضو المكتب السياسي بالإمارة الإسلامية

أشاعت في وسائل الإعلام أخيرًا بأنّ هذه الجولة هي الجولة الأخيرة للمفاوضات، وفي المستقبل القريب سيُوقّع على اتفاق بين الإمارة الإسلامية وأمريكا بوقف إطلاق النار وانسحاب جزئي للقوات الأمريكية المحتلة من أفغانستان، وقد أجرينا حول هذا الموضوع الساخن حوارًا مع المولوي عبد السلام حنفي عضو المكتب السياسي بالإمارة الإسلامية، وفيما يلي نصّ الحوار:

 

المجلة: سماحة الشيخ حنفي لو ألقيت الضوء حول الجولة القادمة للمفاوضات، فلو نجحتْ المفاوضات ووصلتم إلى نتيجة ما، هل ستكون لكم مكتسبات؟

الشيخ حنفي حفظه الله: بسم الله الرحمن الرحيم، نحمده ونصلي على رسوله الكريم، أما بعد:

إنّ مفاوضاتنا لو تمّت مكلّلة بالنّجاح، سيكون مكسبًا عاليًا وكبيرًا للشعب الأفغاني المجاهد المضطهد، فستكون أولى هذه المكتسبات العظيمة للإمارة الإسلامية أنّ الاحتلال سيُطرد كاملًا من أرض أفغانستان، وسينسحب جميع القوّات الأجنبية ( الجنود الأمريكان وجنود الحلف الأطلسي) من أفغانستان، وليس كذلك بأن يخرج عددٌ قليل أو جزءٌ بسيط من أفغانستان، بل سيخرج الجميع إذا وصلنا إلى اتفاق، وعلى إثر الاتفاق سيبدأ انسحاب الجنود إلى جدول زمني محدّدٍ نتفق عليه، وسينسحب جميع القوات الأجنبية بإذن الله من أفغانستان وسينتهي الاحتلال، وسيكون هذا مكسبًا عظيمًا للشعب الأفغاني ولا سيما لمجاهدي الإمارة الإسلامية.

 

المجلة: وقد شاعت في وسائل الإعلام أنّ جزءً من الجنود الأجانب سيتركون أفغانستان، ثم يوافق على وقف إطلاق النّار، لو بيّنت مدى صحة هذه الأقاويل، وهل سيخرج بعد الاتفاق جزء من الجنود الأجانب أم جميعهم، وما هي الحقيقة حول وقف إطلاق النار؟

الشيخ حنفي حفظه الله: فلو تمّ الاتفاق سيخرج جميع القوات المحتلة الأجنبية من أفغانستان في جدولٍ زمني محدد، وسيكون هذا الاتفاق والتوقيع عليه بحضور الشواهد الأممين، وبعد ذلك سندخل في جانب القضية الداخلية وهي المفاوضة فيما بين الأفغان، وآنذاك سنتحدّث حول جميع القضايا والشؤون الداخلية، بدءً من تدوين دستور البلاد، والحكومة الإسلامية، وإصلاح الإدارات الأمنية، ووقف إطلاق النّار الدائم، وبعد الاتفاق سنناقش جميع المسائل الخلافية، ولا تبقى آنذاك حاجة إلى الحرب، وسيسود البلاد سلامٌ دائمٌ إن شاء الله، وإنّ شعبنا المظلوم المضطهد سيعيشون عيشًا هنيئًا هادئًا إن شاء الله.

 

المجلة: سماحة الشيخ إنّ هذه المفاوضات جارية في حين أنّ نضال الإمارة الإسلامية وتضحياتها الجسام لم تبرح على قدمٍ وساق منذ 18 عامًا وإلى الآن، وبما أنّكم كعضو في المفاوضات كم تدقّقون النّظر وتراعون فيها المسائل الشرعية والمصالح الوطنية، لو بسطت القول بهذا الصدد.

الشيخ حنفي حفظه الله: الحمدلله إنّ وفد الإمارة الإسلامية للمفاوضات فيه العلماء البارزون، والنُّخب والنوابغ، يتمتعون بالعلم والثقافة والذكاء والدهاء والتجربة، ويقتلون كل موضوع بحثًا ونقاشًا من الناحية الشرعية أولا، كما ينظرون إلى أهداف الإمارة الإسلامية كي لا تضاع، ونرفض جازمًا كل أمرٍ ولو كان بسيطا يخالف الشريعة الإسلامية أو كان ضارًّا للمصالح الوطنية أو لا يوافق بأهداف الإمارة الإسلامية، ولن نقبل ذلك ولن نذعن به، ونطمئن جميع مسؤولي الإمارة الإسلامية وجنودها المخلصين والشعب الأبي المناضل بأنّنا إذا ما اتفقنا على شيءٍ، فإننا سنعرضه على الشرع أولا كي لا يخالفه، كما ننظر ونراعي مصالح الوطن وأهداف الإمارة الإسلامية السامية، ونرفض كل شيء يخالف ذلك.

 

المجلة: إنكم كرّرتم دومًا بأنكم لا تفاوضون إدارة كابل، والآن نسمع عن مفاوضات أفغانية فيما بينهم، ما القصد وراء ذلك؟ هل يعني ذلك أنكم ستفاوضون مع إدارة كابل؟ ما موقف الإمار ة الإسلامية بهذا الصدد؟

الشيخ حنفي حفظه الله: بعد الاتفاق مع الأمريكان، إننا سندخل في المفاوضات فيما بين الأفغان، وبإمكان إدارة كابل آنذاك أن تشترك في هذه المفاوضات كجهة أفغانية لا كدولة أو حكومة كما شاركت في مؤتمر موسكو وقطر، فإنهم ساهموا من حيث أنهم من الأفغان وما كانوا يمثلون حكومة كابل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى