حوار صحيفة الشرق الأوسط مع المتحدث الرسمي باسم الإمارة الإسلامية ذبيح الله مجاهد
ملحوظة: أجرت صحيفة “الشرق الأوسط” حواراً مع المتحدث الرسمي باسم الإمارة الإسلامية (ذبيح الله مجاهد) حول العديد من القضايا على الساحة الأفغانية. لكن تصرف الصحيفة في بعض ما جاء في الحوار، وإضافة مالم يرد نصه فيه؛ اضطرّنا إلى نشر نص الحوار كما هو، في السطور التالية:
صحيفة الشرق الأوسط: هل تؤيد الحركة الأنباء التي تتحدث عن لقاءات سرية بين طالبان والحكومة في قطر الأسبوع الماضي؟
ذبيح الله مجاهد: لا، نحن نرفض المفاوضات واللقاءات مع مندوبي إدارة كابل في قطر، ولا صحة لهذه الشائعات.
صحيفة الشرق الأوسط: ماهي نتيجة تلك اللقاءات؟
ذبيح الله مجاهد: حينما رفضنا اللقاءات، فذلك يعني أنه لم تتم أية لقاءات.
صحيفة الشرق الأوسط: هل طالبان تسير على خطى حكمتيار؟
ذبيح الله مجاهد: لا، لحكمتيار تاريخ وسَيْر خاص، وللإمارة الإسلامية كذلك. هناك فروق كثيرة بين مسيريهما.
صحيفة الشرق الأوسط: ما تعليقكم على أنباء صحافية تشير إلى اختفاء زعيم طالبان الجديد المُلا هبة الله؟
ذبيح الله مجاهد: لم يختفي أمير إمارة أفغانستان الإسلامية؛ بل هو موجود بين شعبه وفي جبهات المجاهدين. وقيادة الجهاد ضد أمريكا وأكبر حلف عسكري (النيتو) ليس بأمر هيّن يقوده المختفون.
لكننا مأمورون -بأمر الله- أن نتخذ كافة الاحتياطات اللازمة والتدابير الأمنية؛ عملاً بقول الله عزوجل حيث يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا﴾ [النساء: 71]. وهذا لا يعني أبداً الاختفاء وترك العمل؛ بل هو من ضمن التدابير الأمنية لاستمرار العمل الجهادي بشكل أفضل وآمن. ولا بد من توخي الحذر في الوقت الراهن، حيث يواجه مسؤولي الإمارة الإسلامية تهديدات كثيرة للغاية.
صحيفة الشرق الأوسط: جناح المُلا رسول في طالبان يبدو أنه يقترب من مصالحة مع كابل، فماهو موقف الحركة الأم؟
ذبيح الله مجاهد: لا توجد حالياً مجموعة باسم الملا رسول، كما أن الملا محمد رسول بنفسه مفقود منذ فترة طويلة، وبعض عناصره المحدوددة الآن تظهر هنا وهناك بتوجيهات من استخبارات إدارة كابل وتتصل بوسائل الإعلام. اما ميدانياً فلا وجود لأي شخص أو مجموعة باسم الملا رسول، ومثل هذه التحركات والشائعات ماهي إلا من مخططات العدو ضد مسير الجهاد الجاري.
صحيفة الشرق الأوسط: ما مدى صحة الأخبار التي تقول بأن طالبان عيّنت مندوباً لها في إيران؟
ذبيح الله مجاهد: سمعنا هذه الشائعات، لكن لا حقيقة لها. أولاً: الشخص الذي ذُكر اسمه (مولوي نيك محمد) لا يعمل حاليا في دائرة المكتب السياسي للإمارة الإسلامية، بل استقال من عمله، كما نفى المذكور بنفسه هذه الشائعات أيضاً.
ثانياً: تحاول الإمارة الإسلامية الاستفادة من جميع الطرق المشروعة لإيجاد تفاهم إقليمي ضد الاحتلال الأمريكي؛ ولهذا فالإمارة الإسلامية في اتصال مع عدد كبير من دول المنطقة والجوار.
صحيفة الشرق الأوسط: هل من لقاءات جرت بين طالبان وروسيا موخراً؟
ذبيح الله مجاهد: لم تجري لقاءات كالتي نشرت عنها بعض وسائل الإعلام، لكنني أكرر ثانية بأننا سنستفيد من جميع الطرق السلمية والمؤثرة لإيجاد موقف موحّد ضد الاحتلال الأمريكي بين الدول التي لها مخاوف من استمرار الاحتلال الأمريكي في المنطقة. ومن مسؤوليتنا و مسؤولية دول المنطقة أن نحفظ بلادنا والمنطقة كلها من شر دسائس الأمريكيين.
صحيفة الشرق الأوسط: ماهو الهدف من التصعيد العسكري الأخير في شمال وجنوب البلاد؟
ذبيح الله مجاهد: هذه مسؤوليتنا ونحن مكلفون بإنقاذ بلدنا وتحريره من الأمريكيين المحتلين وعملائهم. ومن أجل هذا الهدف سنصعّد عملياتنا أكثر في كافة أرجاء البلاد. يجب أن يدرك العدو بأنه لن يتمكن من الوقوف في وجه الشعب الأفغاني الذي يسعى لنيل حريته، رغم كل الجهود والتكاليف التي بذلها العدو. الأفغان سيهددون المحتلين وعملاءهم ويهاجمونهم بأي ثمن كان، وسيقومون بتطهير المنطقة منهم، إن شاء الله.
صحيفة الشرق الأوسط: أعلنت طالبان على لسان الشيخ ذبيح الله أنها تُسيّر طائرات بدون طيار “درون” منذ 18 شهراً، وهو إنجاز كبير. من أين حصلتم على التقنيات العالية؟
ذبيح الله مجاهد: هذه حرب، نواجه فيها عدواً قوياً جداً ومجهزاً، ونحاول قدر المستطاع الحصول على أسلحة ومعدات وتجهيزات عسكرية تعادل ما مع العدو. ولله الحمد تم تحقيق تقدم كبير في هذا المجال، وستستمر هذه السلسلة. ومسألة الحصول على طائرات بدون طيار (درون) ليست كبيرة جداً، فهي من مكتسباتنا القديمة. وسيحصل مجاهدونا الآن على أسلحة وتقنيات أكثر تطوراً، وسيتم استخدامها في تدمير العدو، وليس من المناسب أن أقدم معلومات حول مصدر هذه الأنواع من الأسلحة؛ لسرية المعلومات.
صحيفة الشرق الأوسط: شاهدنا منذ أيام (عبد الله عبد الله) الرئيس التنفيذي، ومن قبله (أشرف غني)، يذهبان إلى السعودية لإجراء مباحثات مع القيادة السعودية من أجل إحلال السلام. فهل ذهبتم من قبل للسعودية من أجل العمرة والحج؟ وهل لدى الحركة اتصالات مع السعودية؟
ذبيح الله مجاهد: روابطنا مع المملكة العربية السعودية قضية أخرى. المملكة العربية السعودية لها مكانة مركزية بين المسلمين؛ قبلتنا هناك، مقدساتنا هناك، ولهذه الدولة مسؤوليات كثيرة تجاه العالم الإسلامي وقضايا المسلمين.
نحن نسعى بأن تكون لنا علاقات جيدة ودائمة مع شعب وحكومة المملكة العربية السعودية.
من جهة أخرى، سفر مسؤولي إدارة كابل إلى المملكة العربية السعودية وعقد مباحثات ووعود، هذه المسائل مجرد ألاعيب سياسية فقط. مسؤولي إدارة كابل هم عملاء لأمريكا، تم اختيارهم وتعيينهم من قبل أمريكا لينجزوا الأهداف الأمريكية ويكونوا تبعاً لها. والمملكة العربية السعودية تعرف حقيقة هذا الأمر.
جميع المسلمين -ومنهم المملكة العربية السعودية- يدركون بأن أمريكا دمرت نظاماً إسلامياً في أفغانستان، وبدأت حرباً ضد المسلمين، حتى أنهم أسموا حربهم بالصليبية علناً! ولا زالوا يقتلون الناس في بلدنا ويدمرون المنازل، ويحاربون لمنع قيام سيادة وحكومة إسلامية. لذلك لا أعتقد أن أي مسلم حقيقي وحكومة إسلامية تحب إدارة كابل من عمق قلبها أو ترى فيها نفعاً للمسلمين.
صحيفة الشرق الأوسط: جزاكم الله عنا خير الثواب. محمد الشافعي.
ذبيح الله مجاهد: و جزاکم الله خيراً.