حوارات وتقاريرمقالات العدد الأخير

حوار قناة “العربية” مع المتحدث باسم إمارة أفغانستان الإسلامية؛ ذبيح الله مجاهد حول عدد من المواضيع والأحداث

تفريغ الحوار: مجلة الصمود

 

أجرت قناة “العربية”، بتاريخ 25 مارس 2025م، حواراً خاصاً مع المتحدث باسم إمارة أفغانستان الإسلامية؛ ذبيح الله مجاهد، حول عدد من القضايا والأحداث والمستجدّات على الساحة الأفغانية.

الحوار تناول قضايا عدّة، منها: العلاقات الأفغانية مع بقية دول الجوار والمنطقة والعالم، لا سيما مع الولايات المتحدة الأمريكية، والخلافات التي قد تحدث من وقت لآخر على صعيد العلاقات الأفغانية-الباكستانية والأفغانية-الإيرانية، وتنظيم داعش وخطره في أفغانستان، وغيرها من القضايا الهامة ذات الصلة بالشأن الأفغاني.

 

■ العربية: بعد قطيعة لسنوات أفرجتم عن الأمريكي “جورج جليزمان”، وأمريكا أزالت اسم “حقاني” من قائمة المطلوبين، هل هي بداية مرحلة جديدة في العلاقات بين حكومة طالبان والحكومة الأمريكية في عهد ترامب؟

ذبيح الله مجاهد: بسم الله الرحمن الرحيم، نحن بدورنا ننتظر بأن تقوم الحكومة الأمريكية الجديدة التي بدأت عملها مؤخراً بأن تتعامل مع الإمارة الإسلامية بشكل مماثل، وكذلك ان تهيئ الظروف بشكل يعود بالنفع على البلدين والشعبين.

 

■ العربية: لأول مرة تجري هذه المحادثات في العاصمة الأفغانية؛ كابل، من مسؤول أمريكي. هل لنا أن نعرف ما الذي تتضمنه هذه المشاورات؟

ذبيح الله مجاهد: في المرحلة الأولى بدأت الاتصالات، وكانت قضية المعتقل الأمريكي مطروحة، وكذلك أظهرت أفغانستان تعاطفاً إنسانياً واتخذت هذه الخطوة لتحسين العلاقات بين البلدين، وأطلقت سراح هذا المعتقل. كما قامت الولايات المتحدة بخطوات حسب ما تم الإعلان عنه؛ كإلغاء المكافآت الموضوعة على بعض قادة الإمارة الإسلامية، وهي خطوة ممتازة، ونحن ننتظر الخطوات القادمة. وكما تريد الإمارة أن تكون لها علاقة جيدة مع جميع الدول، فهي تريد أن تكون علاقاتها مع الولايات المتحدة في إطار المبادئ الدولية وتكون بينها مفاوضات وتفاهمات وإيجاد علاقات حسنة.

 

■ العربية: هل من الخطوات المقبلة سيكون تقديم خدمات قنصلية للأفغان في الولايات المتحدة أو ربما فتح تمثيليات دبلوماسية أو سفارات بين واشنطن وكابل؟

ذبيح الله مجاهد: نعم، كون البلدين بحاجة لهذه العلاقات. فأفغانستان تريد أن تكون السفارة الأفغانية في واشنطن بيد الأفغان وتقدم الخدمات القنصلية للجالية الأفغانية في أمريكا، وكذلك نريد أن تعيد السفارة الأمريكية في كابل بدء أنشطتها، وتكون بين البلدين علاقات وتفاهمات، ويصلان -من خلال الدبلوماسية- إلى مستوى موثوق لمصالح البلدين.

 

■ العربية: هل لنا أن نعرف المزيد من المعلومات إذا كان هناك وعود أمريكية بفتح تمثيلية دبلوماسية أفغانية تمثل حكومة “طالبان” في أمريكا قريباً؟ متى من الممكن أن يتم هذا؟

ذبيح الله مجاهد: حتى الآن هناك اتصالات لتسليم السفارة الأفغانية في الولايات المتحدة لأفغانستان، وكذلك هي بداية المفاوضات والتفاهمات. وكما تعلمون، الوفد الذي جاء إلى كابل عاد بمجموعة من الموضوعات إلى الولايات المتحدة، وتبقّى لنا أن نرى ما هي الخطوات الأمريكية القادمة.

كما أن أفغانستان مستعدة للعلاقات الحسنة، وكما قلت لكم من قبل: نريد أن تكون لنا علاقات جيدة مع كافة الدول، بما فيها الولايات المتحدة.

 

■ العربية: كان هناك مطالبة من الرئيس دونالد ترامب بإعادة المعدات العسكرية الأمريكية التي خلفها الجيش الأمريكي عندما انسحب من أفغانستان قبل أربع سنوات. هل أنتم مستعدّون لإعادة المعدات العسكرية الأمريكية لأمريكا في مقابل الاعتراف بكم أو تلبية طلباتكم التي تطالبون بها؟

ذبيح الله مجاهد: بلا شك هذه الأسلحة الأمريكية التي بقيت في أفغانستان مُنحت لإدارة كابل التي كانت قبلنا، واستُخدِمت لتجهيزهم. وبعد الفتح وانتصار إمارة أفغانستان الإسلامية، وقعت هذه الأسلحة بيد الإمارة الإسلامية، وسيتم استخدام هذه الأسلحة من أجل الدفاع عن أفغانستان إن شاء الله، وهذه الأسلحة غير قابلة للتسليم لأحد لأنها ليست ملكاً لأحد، بل إنها ملك لأفغانستان، وستسخدم من أجل الدفاع عن البلاد. لكن أودُّ أن أوضح أمراً؛ وهو أن هذه الأسلحة لن تُستخدم ضد أي بلد آخر، وستكون من أجل الدفاع وبسط الأمن في أفغانستان فقط، ولا تشكل خطراً على أحد.

 

■ العربية: لكن الإمارة الإسلامية غير قادرة على العيش؛ لا دولة تقيم معها علاقات دبلوماسية واقتصادية، كذلك إدارة الرئيس ترامب منذ أن استلم ترامب الحكم قام بتعليق المساعدات الأمريكية إلى أفغانستان (المساعدات الإنسانية) بحجة أنها تذهب إلى “طالبان” لأنه ليس هناك اعتراف بحكومتكم، ماذا بشأن المساعدات الأمريكية أيضاً هل ستعود؟ هل هي ضمن هذه المفاوضات، وفي مقابل ماذا؟

ذبيح الله مجاهد: نعم، أولاً -الحمد لله- أفغانستان لديها علاقات ممتازة ودبلوماسية مع دول الجوار والمنطقة، ومن ضمنها الصين، وكذلك الدول الإسلامية لدينا معهم علاقات ممتازة ودبلوماسية، فسفاراتنا مفتوحة لديهم وسفاراتهم في كابل. وفي حال لم يتم الإعلان أو الاعتراف الرسمي فهو في الإعلام، ولكن عملياً نحن لدينا تعامل رسمي مع كثير من الدول، كذلك نريد أن تكون لنا علاقات رسمية مع الولايات المتحدة، فهو في صالح الولايات المتحدة وأفغانستان، ولم تفرض أفغانستان شروطاً على أحد في هذا الصدد.

ينبغي على الدول أن تتبنى سياسات جديدة تجاه أفغانستان، ومن خلال أهمية الاستقرار والأمن في أفغانستان؛ ينبغي لها أن تقيم علاقات جيدة مع أفغانستان وأن تقيم علاقات دبلوماسية وتعيد إحياء العلاقات التجارية والاقتصادية، الأمر الذي من شأنه أن يعود بالنفع على الجميع.

 

■ العربية: لكن سيد ذبيح الله قد يقول قائل: ما الذي يدفع حكومة طالبان الآن بعد أربع سنوات من الانسحاب الأمريكي ورغم العداء الطويل بينكم وبين أمريكا للحديث الآن عن مدّ جسور التعاون وبناء العلاقات مع أمريكا؟ ما الذي يدفعكم إلى ذلك إذا كنتم تحظون باعتراف بعض الدول؟

ذبيح الله مجاهد: كل عداوة لابد أن تنتهي في وقت ما، لا يمكن لأحد أن يستمر بالعداء حتى يوم القيامة. كان العداء معهم في الوقت الذي احتلوا فيه بلادنا وقواتهم العسكرية في أفغانستان وكانوا ضدنا وسلبوا استقلالنا. وفي الوقت الذي خرجوا فيه من بلادنا على أساس اتفاقية الدوحة، انتقلنا من حالة الحرب، نحن الآن لسنا في حال حرب ضد الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى. في هذه الحال، نريد أن تكون لنا علاقات ممتازة مع كافة الدول ومن ضمنها أمريكا.

 

■ العربية: ماذا بشأن أموال البنك المركزي الأفغاني المجمدة في البنوك الغربية هل تجرون مفاوضات بشأنها؟ وماذا بوسعكم أن تقدموا للغرب في سبيل فك الحصار عن هذه الأموال المجمدة في البنوك الغربية؟

ذبيح الله مجاهد: أولاً أود القول أن الأموال الأفغانية المجمّدة في الولايات المتحدة، والتي ما زالت كذلك؛ يجب أن تُعاد في أقرب وقت. هذه أموال الشعب الأفغاني، وجزء منها للبنك والشعب، كذلك بعض هذه الأموال لرجال الأعمال الأفغان، وهو في الحالتين؛ ملك لأفغانستان ويجب أن يتم رفع التجميد عنها في أقرب وقت وتُعاد إلى أفغانستان، هذا أولاً.

ثانياً: الوضع الاقتصادي لن يكون جيداً في أي دولة كانت بها حروب لمدة 40 عاماً. ولكن الوضع الاقتصادي في أفغانستان في تحسن الآن -ولله الحمد-، وأصبحت أفغانستان واقفة على قدميها، ويتم استخدام الكثير من الموارد المالية والاقتصادية، وبدأت عملية إعادة إعمار البلاد مجدداً، وشعبنا يشهد التنمية يوماً بعد يوم، وهذا يعني أننا لسنا مجبرين أن نتعامل مع دولة ما من أجل أموالها، إنما العلاقات بين الدول تكون على أساس المصالح بينها، فالولايات المتحدة بحاجة إلى التعامل مع أفغانستان وكذلك أفغانستان بحاجة للتعامل مع الولايات المتحدة، على أساس مصالحهما، وهذه المصالح توجب على الدول أن يكون لها تواصل ممتاز نيابة عن شعوبها ومصالحها.

لذلك من خلال هذه المعطيات، نريد أن تكون لنا علاقات ممتازة مع الولايات المتحدة وهذا حاجة الطرفين.

 

■ العربية: كيف تقيّمون علاقاتكم مع دول الخليج، ومع المملكة العربية السعودية تحديداً، الآن في هذه المرحلة؟

ذبيح الله مجاهد: نقسّم علاقاتنا إلى ثلاثة مستويات:

أولاً: علاقاتنا مع جيراننا، وهي علاقات ممتازة مع كافة الدول، ولدينا علاقات دبلوماسية وسفاراتنا مفتوحة في تلك الدول، وكذلك سفاراتهم مفتوحة في كابل، وبيننا علاقات تجارية وزيارات متبادلة.

ثانياً: علاقاتنا مع الدول الإسلامية، والتي هي ضمن الأخوة الإسلامية، ولدينا تعامل ممتاز مع الدول الإسلامية، وكذلك سفاراتنا موجودة في تلك الدول، وهي أيضاً سفاراتها مفتوحة في كابل، ومن ذلك المملكة العربية السعودية، وهي دولة مهمة وشقيقة، وهي دولة لها في نفوس الأفغان ثقة خاصة؛ ولهذا يجب أن تكون العلاقات بين أفغانستان والسعودية علاقات ممتازة. وكذلك لدينا علاقات ممتازة مع الدول الإسلامية، ومن ضمنها: دولة الإمارات العربية المتحدة، ودول إسلامية اخرى، فنحن لنا علاقات ممتازة.

ثالثاً: لدينا علاقات ممتازة مع دول المنطقة، ومن ضمنها: روسيا، ودول آسيا الوسطى، والدول المجاورة للمنطقة، ونريد علاقات ممتازة معها، وبعضها أعاد فتح السفارات في كابل، وعلاقاتنا الدبلوماسية معهم في صدد التنفيذ، وهي توضح أمراً؛ وهو أننا انتهينا من حال الحرب، وتغير الوضع من بعد الحرب، ونريد إحياء العلاقات مع كافة الدول، وهذا في مصلحة أفغانستان وكذلك في مصلحة المنطقة.

 

■ العربية: لماذا تشتعل المنطقة الحدودية بينكم وبين باكستان بين فترة وأخرى؟ ما قصة الاضطراب على الحدود وعلاقتكم بالجارة باكستان؟

ذبيح الله مجاهد: علاقات أفغانستان وباكستان بشكل عام جيدة، لأننا بلدان نعيش في المنطقة ولدينا مشتركات عديدة، علاقاتنا ممتازة وهناك لاجئون أفغان في باكستان وبيننا تجارة متبادلة ومنطقة مشتركة، ولكن في بعض الأوقات -مع الأسف- تكون لدينا مشاكل من الجانب الباكستاني؛ فهم أحياناً يُصدّرون مشاكلهم الأمنية وأزماتهم الداخلية إلى أفغانستان، وهذا أمر مؤسف! وبسبب هذه السياسة والعقلية تتوتر العلاقات بيننا.

نحن لا نريد ذلك، بل نحن نريد أن يتغير الوضع وأن تحل باكستان موضوعاتها وقضاياها الداخلية داخلياً. أما أفغانستان فهي دولة متعاونة معهم وشقيقتهم وجارتهم، ولا نتمنى لهم سوءاً، لذلك نحن نريد علاقات جيدة معهم، ولكن هذه العلاقات ترتبط بالطرفين، فنحن صادقون ونوايانا حسنة، وعلى هذا نريد أن تتخذ باكستان نفس هذا الموقف ولا تتهم الغير في سياستها، وتتّبع سياسة مستقرة ومعتدلة. وأحياناً تكون لها سياسات ثنائية التوجّه؛ حيث يقوم العسكريون بأمر، ويقوم السياسيّون بأمر آخر، وهذا أمر مقلق يجب أن يتم حلّه.

 

■ العربية: حتى لو كان المطلوب أن تفكّوا الارتباط عن “طالبان باكستان”؟

ذبيح الله مجاهد: ليس لدينا ارتباط معهم. فـ”طالبان باكستان” شأن باكستاني داخلي، فهم لا يوجدون في أفغانستان، ولن نسمح لهم بأن يمارسوا أي أنشطة، ومن الأساس لا نسمح بأن يتم استخدام الأراضي الأفغانية ضد أي دولة، ومن ذلك باكستان. ولكن تربط باكستان أحياناً مشاكلها الأمنية بأفغانستان، وهذا الربط غير صحيح ومعلومات غير حقيقية، وكذلك حال المنطقة التي بها جبال وهي مناطق وعرة وهي مناطق لا توجد بها قوات عسكرية، بالطبع إذا تسببت تلك المناطق بأضرار فهذا لا يعني أن الأفغان أصبحوا ضد باكستان أو أن الإمارة الإسلامية لها يد في هذه القضية. يجب عليهم أن يدركوا الحقائق وأن يسيطروا على قضاياهم الأمنية في بلدهم، وأن يحلوا مشاكلهم بأنفسهم، وتكون لديهم نوايا حسنة تجاه أفغانستان.

 

■ العربية: ماذا عن إيران؟ أيضاً الحدود تشتعل بينكم وبين إيران في كل فترة، وأعداد كبيرة من الأفغان هاجروا إلى الأراضي الأفغانية؛ كيف تصفون علاقاتكم مع الجانب الإيراني ومستوى التوتر الحاصل بينكم وبين إيران؟

ذبيح الله مجاهد: نعم، الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها علاقات ممتازة بأفغانستان، ونحن جاران، ولدينا تجارة متبادلة، وهناك الكثير من الأفغان الذين يعيشون في إيران. في بعض الأحيان تُساء معاملة اللاجئين الأفغان، ونحن قلقون من هذا، ونشارك قلقنا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولكن بشكل عام العلاقات بين البلدين ممتازة، فأفغانستان بحاجة لعلاقات مع جاراتها، وكذلك إيران بحاجة للعلاقات مع أفغانستان، ونحن نطمئنهم بأنه لن تواجه إيران أي مشكلات من داخل الأراضي الأفغانية، ولدينا تعاون ومشتركات وزيارات وتجارة متبادلة في مختلف الموضوعات، وكذلك بيننا علاقات دبلوماسية، فنحن ليس لدينا قلق من هذه الناحية، أما من ناحية اللاجئين فهي مشكلة ويجب أن يعودوا لأفغانستان بناء على رغبتهم لا بالضغط عليهم أو إيذائهم والإضرار بهم.

 

■ العربية: لو تقاربتم مع أمريكا كثيراً، ألن يضر هذا بعلاقاتكم مع إيران ومع روسيا والصين؟

ذبيح الله مجاهد: لا، نحن نريد أن تكون علاقاتنا معتدلة بين الدول، لا نريد تخريب علاقاتنا مع دولة من أجل دولة أخرى، ففي الوقت الذي نريد فيه علاقات مع الولايات المتحدة، يجب أن لا تتدخل أمريكا في شؤوننا الداخلية، وتكون مصالح أفغانستان والولايات المتحدة مطروحة لا علاقاتنا بالدول الأخرى. فعلاقاتنا مع الصين وروسيا وإيران هي من أجلنا ومن أجل مصالح أفغانستان، ونحن لا نريد أن تكون أفغانستان ميداناً للمنافسة بين الدول، فنحن وضعنا سياستنا بناء على المصالح الوطنية الأفغانية، وعلى هذا الأساس نقرر.

لنا الحق في أن تكون لنا علاقات مستقلة بأي دولة واتصالات، وسنحافظ على هذا الوضع إن شاء الله.

 

■ العربية: كيف تتعاملون كحكومة أفغانية الآن مع تهديد داعش والمستوى الذي بلغه من تهديد داخلي؟

ذبيح الله مجاهد: نعم، داعش ظاهرة نَمَت في المنطقة قبل وصولنا للسلطة، وهم استفادوا -مع الأسف- من الوضع الذي كان هنا؛ حيث كان الاحتلال والقوات الأجنبية، وتهيأت لهم الظروف بأن ينموا هنا. ولكن منذ مجيء الإمارة الإسلامية إلى الحكم هي تحارب داعش وأخرجت داعش من الأراضي الأفغانية ودمّرت أوكارهم.

داعش اليوم في حالة ضعف للغاية وهروب، وتُشاهَد في أفغانستان أحياناً، ولكن عملياتهم انخفضت جداً. وأما الإمارة الإسلامية، فمن خلال امتلاكها لقوات أمنية قوية، تلاحق داعش، فهي ليست تهديداً كبيراً لأفغانستان. ونريد أن لا يقلق أي أحد في هذا الصدد.

ولكن خلال الآونة الأخيرة، أصبحت بعض دول المنطقة تستخدم داعش ويرسلونهم من أجل الإخلال بالأمن في أفغانستان، وأحياناً يتّخذونهم كأدوات، وهذه سياسة خاطئة. أبلغنا تلك الدول بأن هذه السياسات خاطئة، يجب أن تُمنح لأفغانستان فرصة للحفاظ على أمنها بنفسها، وأن تدمر داعش بنفسها، ويجب على بعض الدول عدم استخدام اسم داعش أو وجودها في المنطقه بشكل خاطئ.

 

■ العربية: من تقصدون بهذه الدول التي تستخدم داعش ضدكم سيد ذبيح الله؟

ذبيح الله مجاهد: نعم، مع الأسف هناك بعض الدول التي فيها أوكار لداعش تنشط بكل حرية ولديها أنشطة هناك ويتدرّبون فيها، وسبق أن أبلغنا تلك الدول ونبّهنا إلى ذلك مرات عدة.

 

■ العربية: المشاهد أو المتابع للشأن الأفغاني عندما يسمع بوجود داعش في أفغانستان وأنتم في الحكم -“حركة طالبان”-؛ هناك من لا يفرق أصلاً بين طالبان وداعش ويعتقد أن طالبان وداعش هما وجهان لعملة واحدة. ما جوهر الخلاف بينكم وبين داعش؟

ذبيح الله مجاهد: لا، داعش جماعة معروف عنها بأنها تكفيرية، وهم يكفروننا، كما أنهم متطرفون، وهي جماعة تقتل المسلمين -مع الأسف- وتحاربهم، وهم فتنة هذا الزمان، وهم خوارج العصر.

ومن الناحية العقدية نحن مختلفون بشكل كبير؛ نحن في إمارة أفغانستان الإسلامية صحيح أننا تيار إسلامي لكن نهجنا هو الإسلام المعتدل، نحن أحناف، أي: نتبع المذهب الحنفي، وهو مختلف تماماً عن داعش وعن أيديولوجيا ومعتقدات داعش، التي هي متطرفة وتكفيرية.

 

■ العربية: أفهم من كلامكم سيد ذبيح الله أنكم ضد هجمات داعش على الشيعة وعلى الصوفيين؛ الهجمات التي حصلت مؤخراً في أفغانستان؟ أنتم ضد استهداف الشيعه وغيرها من الطوائف الإسلامية؟

ذبيح الله مجاهد: بدون شك، لا نريد أن يُقتل أي مسلم تحت أي اسم، فدم المسلم مصون، المسلم من أي فئة كان يجب أن لا يمسهُ أي ضرر في أي وقت. بالطبع هناك اختلافات فكرية وعلمية وفقهية بين الطوائف، ودوما كانت الاختلافات بين المسلمين، لكن هذا حقٌ مكفولٌ للمجتمع، وهو أمرٌ طبيعي، وليس لأحد الحق في قتل الآخرين بسبب الاختلاف. ومع الأسف، الدواعش؛ تكفيريون، ويكفّرون المسلمين، ويُعادون جميع المسلمين.

 

■ العربية: كلامكم الأخير عن الطوائف الإسلامية يبدو خطاباً متسامحاً؛ هل أنتم على استعداد لإجراء مراجعات فكرية أو الذهاب في مسألة التسامح أبعد من هذا، في سبيل أن يكون هناك اعتراف رسمي بكم وأن تصبح أفغانستان دولة طبيعية لها علاقات سياسية واقتصادية مع باقي دول العالم؟

ذبيح الله مجاهد: لا، لأن هذه معتقداتنا الأساسية، معتقدات الشعب الأفغاني من الإسلام؛ هي من الإسلام الحقيقي الصافي، وهو ما أوضحه لنا أسلافنا ونقلتها إلينا المذاهب المختلفة.

وبشكل عام، سياستنا هي سياسة الشريعة الإسلامية، وهو ما تقوله الشريعة. فالشريعة تجيز لنا أن تكون لنا علاقات مع الدول، وتجيز لنا كذلك أن تكون لنا علاقات مع الدول غير الإسلامية، وهو أصل ومبدأ في أنه تكون لدينا علاقات تجارية ودبلوماسية مع كافة الدول وتنظيمها، مع الحفاظ على أصول وقيم الشريعة الإسلامية. لذلك نحن في وضعنا الحقيقي، ونريد أن نبقى على معتقداتنا، وعليه تكون لنا علاقات حسنة مع الدول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى