حوارات وتقارير

حوار مجلة الصمود مع المسؤول الجهادي لولاية سربل

ولاية (سربل) إحدى الولايات الشمالية، تبلغ مساحتها حوالي 15.999 كيلو متراً مربعاً، ولها حدود مع كلّ من ولايات (جوزجان) و(بلخ) و(فارياب) و(سمنكان) و(باميان) و(غور). مركز هذه الولاية مدينة (سربل)، وتنقسم هذه الولاية إلى سبع مديريات وهي (صيّاد) و(سيد آباد) و(سوزمه قلعه) و(سنك تشارك) و(بلخاب) و(كوهستانات) و(جوسفندي).

ولاية (سربل) كما أنها كانت في الجهاد ضد الروس والشيوعيين خندقاً من خنادق الجهاد الساخنة، فقد عادت مرة أخرى موطناً للجهاد والمجاهدين في جهاد شعبنا ضد الحلف الصليبي بقيادة أمريكا.

وانفصلت ولاية سربل عن ولاية جوزجان عام 1988م وبعد هذا التاريخ صارت ولاية مستقلة. وسكان هذه الولاية هم من قوميات (الأوزبك) و(الطاجك) و(البشتون) و(الهزارة) و(العرب) و(الأيماق) و(التركمان).

أحرز المجاهدون في هذا العام -بفضل الله تعالى- انتصارات كبيرة وفتحوا مناطق شاسعة في هذه الولاية بما فيها (كوهستانات) و(سوزمه قلعه) و(صياد)، ولكي يطلع القراء الكرام على التطورات الأخيرة في هذه الولاية، أجرت مجلة (الصمود) هذا الحوار مع مسؤول اللجنة العسكرية لهذه الولاية (المولوي عطاء الله العمري حفظه الله)، وإليكم نصّ الحوار:

 

مجلة الصمود: كيف تقيّمون (عمليات العزم) في السنة الجارية؟

المولوي عطاء الله: الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجميعن وبعد:

عمليات العزم عمليات ناجحة والحمدلله، وهي لاتزال تجري على قدم وساق في معظم المناطق الشمالية بولاية سربل، وقد تحققت انتصارات كبيرة فيها، حيث بسط المجاهدون نفوذهم في (سنگچارك)، و(سوزمه قلعه) و(كوهستانات) و(صياد) و(شيرم)، وفي مركز ولاية ( سربل) أيضاً يسيطر المجاهدون على مناطق قريبة جداً من المدينة، ويرابط المجاهدون الآن على بوابات ومشارف مدينة (سربل).

وقد هرب العدوّ من المناطق المذكورة، حيث كانت -سابقاً- بأيدي العدوّ وادته ومليشياته من أهل الغدر، وكانت بمثابة حصون منيعة لهم، ونتيجة لعمليات المجاهدين المكثفة سيطر المجاهدون عليها.

 

الصمود: كيف كانت عمليات (العزم) في ولايتكم سربل؟

المولوي عطاء الله: لمسنا -والحمد لله- تغيراً ملموساً في عمليات العزم العام الحالي بالنسبة لربيع العام المنصرم، وضمن سلسلة هذه العمليات تحسنت الأوضاع والظروف لصالح المجاهدين بفضل الله سبحانه وتعالى وكرمه. في العام المنصرم كانت مناطق (بيلجه) وجميع مناطق مديرية (سنگچارك) بأيدي المليشيا، وكان المجاهدون في (شعب يوازي) بمنطقة (عزم تشي)، ولكن الآن المجاهدون استطاعوا -بنصر الله وتأييده- أن يفتحوا مناطق (لنجرشاه عبدالله) و(أوقاف) ضمن عمليات منسقة، ثم بدأ المجاهدون الدعوة وأرسلوا الرسائل لقادة المليشيات في مديرية (سوزمه قلعه) ومنطقة (كته قلعة) التي فيها 75 قرية ولها سوق كبير، فسلموا مناطقهم للمجاهدين، وقد تطهرت جميع مناطق (سوزمه قلعة) من وجود العدوّ تماماً، ويعدّ هذا فتح كبير للمجاهدين. وبعدما بسط المجاهدون نفوذهم على مديرية (كوهستانات) وما جاورها من المناطق المتآخمة لأربع ولايات: (باميان) و(فارياب) و(غور) و(سربل)، قاموا بتصفيتها من وجود العدوّ، ثم فتحت منطقة (تشلشه)، وبعد 3 أيام من الحرب الدائرة سقط مركز مديرية (كوهستانات) بأيدي المجاهدين.

وغنم المجاهدون 16 سيارة من نوع رينجر، و2 دوشكا، ومجموعة كبيرة من الأسلحة الخفيفة الأخرى. وبعد فتح مديرية كوهستانات اضطرب العدوّ حتى تحسّر أهل القصر والبرلمان، وتحرّك ما يسمي بـ نائب رئاسة الجمهورية الجنرال دوستم مع عصابته نحو كوهستانات، وسيطر عليها لبرهة قصيرة، فنسق المجاهدون عمليات مكثقة على هذه المديرية، وتعرفوا على مكان دوستم واستهدفوه بقذائف هاون، فلاذ بالفرار بالمروحية واستطاع المجاهدون أن يسيطروا على مديرية كوهستانات مرة ثانية، وغنموا جراء هذه العملية 18 سيارة أخرى من نوع رينجر، و5 دبابات، و12 دوشكا، و30 بيكا، ومجموعة كبيرة من الأسلحة الأخرى. وعلاوة على ذلك ألقوا القبض على 25 من جنود العدو.

مجلة الصمود: هل تبشرنا هذه العمليات التي لا تزال مستمرة منذ العام الماضي بفتح كبير؟

المولوي عطاء الله: نعم والحمد لله، هناك مبشرات كثيرة تبشرنا بتحقيق النصر للمجاهدين، فقبل شهر ونصف نفّذ المجاهدون عملية سريّة في مديرية (صيّاد) واستطاعوا ضمن هذه العملية البطولية أن يقتلوا قائداً كبيراً للملشيا يدعى (خير الله اقسو) برفقة 7 من أفراده المقربين، وسلّم الكثير من عناصر هذه المليشيا أنفسهم للمجاهدين، وهكذا أمن المسلمون من شرهم.

كما سيطر المجاهدون على مناطق أقسو الشرقي وأقسو الغربي، ومنطقة آهو، ومنطقة خواجه آلمتو، وهي مناطق واسعة، والمجاهدون الآن موجودون بـ 3 مديريات لولاية سربل، ولولاية سربل 10 مديريات، 3 منها محررة بكاملها وهي مديرية (كوهستانات) و(كتشن) و(شيرم). ويتواجد المجاهدون في المديريات الأخرى عدا مديرية (بلخاب)، وتقع تحت سيطرتهم مناطق كبيرة من هذه المديريات، ومعظم مناطق ضواحي مدينة سربل بأيدي المجاهدين، ما عدى مركز الولاية وبعض المديريات الأخرى.

ومنذ ربيع العام المنصرم لم تضعف قدرات المجاهدين بل تصاعدت وازدادت، وعندنا إحصائية لعدد المجاهدين في العام الماضي، وبمقارنة العام الماضي والحالي فإن عدد المجاهدين قد تضاعف بنسبة 4 مرات، كما أن المجاهدين تطوّرت قدرتهم العسكرية، ويملكون عشرات السيارات والدبابات والأسلحة الأخرى، وعلاوة على ذلك لم يخسروا شيئاً.

مجلة الصمود: من إحدى المشاكل الكبيرة التي تعاني منها شمالي البلاد، وجود العصابات المسلحة من المليشيا الذين يساعدون العدوّ، ويشكّلون عقبة أمام المجاهدين، فماذا فعلتم أنتم لإزالتهم؟

المولوي عطاء الله: نعم؛ الأمر كما تقولون، ففي ولاية (غور) وولاية (فارياب) والمناطق المجاورة الأخرى بسربل يوجد المسلحون من المليشيا، لكنهم -بفضل الله سبحانه وتعالى- خسروا أفرادهم وأبيدت أسلحتهم وذخائرهم، وسعى المجاهدون بكل الطرق أن يزيلوا هؤلاء المسلحين، وهؤلاء المسلحون قد انفصلوا الآن عن العدوّ لكنهم عرّفوا أنفسهم كشرطة وجنود، فقام جنود الإمارة الإسلامية بدعوتهم إعلامياً وأرسلوا لهم رسائل التحذير كي ينتهوا عن جرائمهم، فإن انتهوا فبها، وإلا سيقاتلونهم.

وفي العام الجاري، سلّم زهاء 1000 من هؤلاء المسلحين أنفسهم للمجاهدين في ولاية سربل، كما أن 5 من قادة العدوّ وضباطه الكبار وهم (بحر الله) و(الطوفان) و(محمد نور) و(وكيل خان) و(خير الله أقسو) لقوا مصرعهم بأيدي المجاهدين، وتكبد العدوّ بزوالهم خسائر فادحة.

مجلة الصمود: حبذا لو أعطيتنا نبذة مختصرة عن نشاطات الإمارة الإسلامية في المجالات الأخرى؟

المولوي عطاء الله: كما أن العمليات العسكرية جارية بشكل جيد، فكذلك نشاطات الإمارة الإسلامية في مجال الدعوة والإرشاد، والتعليم والتربية، والقضاء وغيرها، جارية أيضاً بوتيرة حادة، والمدارس الدينية والحكومية تعمل في ولاية سربل. والأمر السارّ أن المدارس الدينية مثالية وناجحة، وقد بنينا لها مبانٍ خاصة بها. وكذلك يوجد في المناطق التي تقع تحت سيطرة المجاهدين دوائر للقضاة والمحاكم الشرعية حيث يقومون بحل مشاكل الناس في هذه المحاكم.

مجلة الصمود: هل يوجد أفراد آخرون من الأحزاب والجماعات الأخرى في ولاية سربل غير جنود الإمارة الإسلامية؟

المولوي عطاء الله: عندما أذيع نبأ وفاة أمير المؤمنين الملامحمد عمر مجاهد رحمه الله عبر وسائل الإعلام، وعيّن أمير المؤمنين الملا أختر محمد منصور أميراً جديداً للإمارة الإسلامية، أعلن جميع مسؤولوا ولاية سربل وقادتها وجنودها بصوت واحد أنهم جميعاً بايعوا الأمير الجديد على السمع والطاعة في المنشط والمكره، ومن كرم الله سبحانه وتعالى أن جميع الولايات الشمالية نزيهة عن أفراد داعش. والمجاهدون في ولاية سربل صفٌ واحد ضد العدوّ ويتبعون زعيم الإمارة الإسلامية.

مجلة الصمود: ماهي رسالتك الأخيرة؟

المولوي عطاء الله: أشكركم شكراً جزيلاً لإتاحتكم هذه الفرصة، ورسالتي لجميع المجاهدين والشعب أن يتنبهوا لمؤامرات العدوّ، وأن يكونوا على وعي حيالها، وأن يجتهد كل منا في إصلاح نفسه وأن يتقي الله في السر والعلن .

وأن يحافظوا على وحدة الصف، ويستمرّوا في جهادهم لتحريرالبلد وإقامة شرع الله فيه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى