حوارات وتقارير

حوار مع الشيخ أبي الفداء الحنفي حفظه الله من الناشطين في مجال الدعوة الإسلامیة في أفغانستان

حوار مجلة الصمود مع الشيخ أبي الفداء الحنفي حفظه الله من الناشطين في مجال الدعوة الإسلامیة في أفغانستان:

مجلة الصمود: فضیلة الشیخ، بدایة نشكركم علی إتاحتكم هذه الفرصة الطیبة لأسرة مجلة الصمود.

الشیخ أبي الفداء: وأنا بدوري أشكركم وأرجو الله تعالی أن یقبل جهودكم الطیبة في مجال نشر الفكر الإسلامي السامي وتوعیة الأمة الإسلامیة بما یجري في أفغانستان.

مجلة الصمود: فضیلة الأستاذ! نرید أن نعرف رأیكم في الأزمة التي یعیش فیها الشعب الأفغاني بعد الاحتلال.

الشیخ أبي الفداء: نعم؛ قبل أربعة عشر عاماً أصیب شعبنا بحربین شرستین معاً.

الأولى: الحرب العسكرية التي شنها الأعداء علی هذا الشعب المسكین المضطهد بأحدث وأهلك التسلیحات، حيث جاء العدوّ بعَدده وعُدده وبالتكنولوجیا المتطورة.

لا يمكن لنا أن ننسی تلك القنابل الضخمة الفتاكة التي أمطرت نساءنا وأطفالنا وشیوخنا. هذا والشعب الأفغاني والمجاهدون لا یملكون شیئاً من تلك التقنیة المتوفرة لدی الغرب، لا يملكون سوى الإیمان القوي والعزیمة النادرة والهمة العالیة التي لاترضی بالدناءه. هذه هي المیزات التي أهّلت الشعب للقیام أمام هذه الهجمة الشرسة، فكانت حرباً غیر متوازنة مادياً.

والحرب الثانية: الغزو الثقافي الذي استهدف به الاحتلال جمیع القیم الأخلاقیة والدینیة والثقافیة للمجتمع الأفغاني. وقد استخدموا في هذا المجال أحدث الوسائل والأساليب.

لیس من المعقول أن ننكر التأثیر السلبي لهتين الحربین علی قلة قلیلة من الشباب المتحمسین الذین يركضون خلف الأحاسیس دون تفكر. لكن الأمر المسلّم به لدی الجمیع هو أن الغرب في كلا الحربین نال الهزیمة النكراء والفشل الذريع وذهاب ریحه.

وهذه نصرة الله التي ینصر بها عباده الصالحین الذین ينصرون دینه. إن تنصروا الله ینصركم ویثبّت أقدامكم،. وإنه لولا نصرة الله فإن النتیجة ستكون واضحة؛ لأننا لا نملك شیئاً مما یملكه العدوّ.

أما الذین اعتمدوا علی المحتلین ورحّبوا بهم، فقد فقدوا ثقتهم بالدولة التي أقامها الغزاة الأجانب. والیوم نراهم یتمنون سقوطها. وهذا الأمر یبّشرنا بالخیر وبالمستقبل الزاهر وبالنصر من الله والفتح قریب. وقد تطرق الیأس والقنوط في نفوس المحتلین وهم یتكهنون مستقبلهم المظلم في أفغانستان؛ لذلك نراهم يفرون من البلد.

مجلة الصمود: يقول بعض المحلّلین إن بقاء الدولة العمیلة دلیل علی نجاح الغرب في مشروعه، فما رأیكم؟

الشیخ أبي الفداء: أرد هذا تماماً؛ لأن الدولة العمیلة منبوذة لدی الشعب ولا تحظی عنده بأي شعبیة. وبقاؤها مرهون بوجود الغرب الذي یلفظ أنفاسه الأخیرة.

إذا قطع الغرب والمحتلون مساعداتهم عن الدولة العميلة وبقیت صامدة لمدة سنة، فإننا حينها يمكن أن نصدق هؤلاء المحلّلین في رأیهم. والأمر الثاني أن المحتلین هجموا علی بلدنا لإبادة المجاهدین ومحو الفكر الجهادي، ولله الحمد لم یتحقق شيء من ذلك؛ بل المجاهدون ما زالوا یناطحون أقوی المحتلین، والفكر الجهادي ما ترك بیت مدر ولا وبر إلا ودخله. ومع هذا نعيد السؤال لكم: هل نجح المحتلون أم انهزموا ؟!

مجلة الصمود: كیف تقيّمون النشاطات الدینیة والثقافیة في أفغانستان؟ وهل هي كافیة لمقاومة الغزو الثقافي الغربي؟

الشیخ أبي الفداء: كما أشرت سابقاً، أن الغزو الثقافي الغربي بدأ مع الغزو العسكري. لذلك أدرك العلماء والدعاة خطورة الموقف، فشمّروا عن ساعد الجد والعزیمة، وشعروا بالمسؤولیة فبادروا إلی تأسیس مئات المدارس والمراكز العلمیة والثقافیة علی صعید أفغانستان، فكانت هذه المراكز حصون منیعة للإسلام والحفاظ علیه، ومكاناً مناسباً لتربیة الأجیال الناشئین. ولم يتوقع الأعداء والمحتلون أن يقدم العلماء والدعاة الأفغان على تفعيل الأعمال الثقافیة الضخمة في ظل الاحتلال وتضييق الخناق والضغط الذین فرضهما المحتلون علی المراكز الدینیة والنشاطات الثقافیة، ولم يتوقعوا أن یقبل الشعب على المراكز الدینیة والثقافیة؛ ذلك لأنهم شنوا هجمة إعلامیة واسعة لتشویه صورتها، ووجهوا التهم الواهیة وما لا یلیق للعلماء وأصحاب المدارس. لكن التكهنات الغربیة باءت بالفشل، وأثبت الشعب الأفغاني الباسل أنه لا یتخلف عن نصرة دینه ونصرة رموزه قید شبر.

وهذا ما جعل الوهن والشعور بالهزیمه يتطرق لقلوب الأعداء. والیوم بعد هذا الهجوم السافر نری أن عمال الغرب من المواطنین الأفغان في مجال تطبیق مشاریعه الثقافیة یفضلون الفرار علی القرار ویلجأون إلی البلاد الأجنبیة.

ولكن لا یجوز لنا أن نقلل من شأن الغزو الثقافي الغربي؛ بل لابد من استخدام أحدث الوسائل في الحرب، ولابد من العمل بنشاط وحیویة بین الدعاة والعلماء؛ لأن الصراع بین الحق والباطل قائم إلی قیام الساعة، والانتصار في هذا المیدان لمن له نشاط أكثر. ورداً علی سؤالكم أقول: لیست مراكزنا كافیة لمقاومة الغزو الثقافي؛ بل لابد من إنشاء آلاف المراكز الثقافیة والدینیة ولابد من بذل عنایة خاصة بتربیة الجیل الحدیث.

مجلة الصمود: ما الأمر الأساسي الذي ترون أنه لابد من التركیز علیه في النشاطات الدینیة في أفغانستان؟

الشیخ أبي الفداء: أوصي الإخوة الدعاة والعلماء في أفغانستان أن یعتنوا بتربیه الجیل الحدیث. إن العنایة بالشباب والفتیان وتربیتهم تربیة دینیة وأفغانیة من واجب الساعة، واجب لا یقبل التأخیر والتكاسل. إن مجال تربیة الجیل يشتكي فراغ لابد من ملئه، وإن لم نقم بهذا الواجب فالعدوّ یترصد الموقف ویملأ هذا الفراغ ، ولن يفيد حينها التحسر والتمني. لذلك أؤكد مرة أخری إلی العاملین في هذا المجال أن یعتنوا بالجیل الحدیث.

مجلة الصمود: أشرت إلی التربیة، فنود أن نسأل سماحتكم ماهو أفضل مكان للتربیة، وماهي المواد الدراسیة الواجب تغطيتها لتحقیق هذا الغرض؟

الشیخ أبي الفداء: أقول بكل صراحة إن التربیة قضیة في غایة الأهمیة والخطورة، لا یمكن لنا أن نحظی بمستقبل زاهر إلا في ظل تربیة صحیحة، قویة، شاملة. إن حیاة الأمم والجماعات وحتی الشعوب العریقة في العلم والحضارة مرهونة بتربیة أجيالها تربية صحیحة. وبدون التربیة، لن تتحقق السعادة، ولا الأمن ولا الأخلاق الكريمة. وعندها سیكون مجتمعنا جسداً بلا روح. إذاً التربیة مهمة جداً.

والحمدلله، قد ازدادت المدارس والمراكز التربویة في وطننا العزیز، ولكن الواقع أثبت أن بعض أطیاف الشعب لا یمكنهم الالتحاق بهذه المراكز. أما المسجد فهو خیر مكان للتربیة والتعلیم؛ لأن المساجد منتشرة في جمیع المناطق السكنیة ويسهل الوصول إليها. وللشعب الأفغاني كباراً وصغاراً صلة وطیدة بالمساجد، فإمام المسجد یستطیع بتخطیط دقیق عقد دورات علمیة وحلقات تربویة مثل: دروس القرآن والسیرة والعقیدة و..

مجلة الصمود: هناك ظاهرة أخری باسم المنح التعلیمیة التي تمنحها الجامعات الأجنبیة إلی طلابنا، ما رأیكم في هذا؟

الشیخ أبي الفداء: المنح التعلیمیة فرص طیبة للاستفاده من تجارب الآخرین ولا مانع من الاستفادة منها. ولكن المشكلة الأساسیة في هذه القضیة أن الحاصلين على هذه المنح قد یلتحقون بالجامعات الأجنبیة وهم لم يصلوا بعد إلى النضج الفكري والدیني، ولیست لدیهم تلك المقدره العلمیة التي تجعلهم قادرین علی التمییز بین الغث والسمین وبین الحق والباطل. فیتأثرون بالأفكار الباطلة والمذاهب الفكریة المضللة.

والمشكلة الأخری أن معظم هذه المنح مقدمة من جانب العلمانیین والشیوعیین؛ ويقصدون بها استقطاب الطلاب المتفوّقین ثم تثقیفهم بالثقافه الإلحادیة، وتربیتهم علی القیم التي یؤمنون بها؛ لیكون هؤلاء الطلاب الوافدین دعاة إلی العلمانیة في موطنهم إذا رجعوا.

مجلة الصمود: ما الحل إذاً؟

الشیخ أبي الفداء:أری أن الحل بأیدي العلماء والدعاة والمعلمین المؤمنین لیقوموا بدورهم في تزوید الشباب، وخاصة الحاصلين على المنح الدراسیة، بالثقافة الإسلامیة وتعریفهم بالإسلام النقي تعریفاً صحیحاً، خالیاً من شوائب البدع والخرافات والخزعبلات؛ عندئذ لن یتأثروا بأیة فكره إلحادیة؛ بل سوف یتمسكون بدینهم وشریعتهم مهما ضاقت علیهم الظروف والأوضاع.

مجلة الصمود: ما هو دور الإعلام في توجیه الشباب سلباً وإیجاباً، وكیف تقيّمون نشاط وسائل الإعلام في أفغانستان؟

الشیخ أبي الفداء: لقد اتفق علماء التربیة، والواقع یؤیدهم، أن وسائل الإعلام -لاسيما المرئي منه- لها تأثیر سريع وعمیق في عامة الناس، خاصة في الأطفال والفتیان والشباب رجالاً ونساءً. هذه قضیة مسلّم بها لدی الجمیع، فكم من التفاعلات والتطورات التي حدثت إثر توجیه الإعلام. لذلك أدرك الأعداء هذه الأهمیة، فاستخدموا الإعلام في تحقیق أهدافهم ونشر أفكارهم. وقد استخدم الغرب هذه الوسیلة الفتاكة في أفغانستان ودعمها من كل الوجوه.

معظم وسائل الإعلام في أفغانستان تموّل من الدول الغربیة وبعض الدول الشرقیة، وهي تحقق ما تمليه عليها هذه الدول، وقد استهدفت هذه الوسائل الشباب، إنها بلا شك معضلة مقلقة.

إن قضیة الإعلام في أفغانستان خطیرة جداً، وتزداد الخطورة في ظل غياب مثل هذه الوسائل لدی أهل الحق. ولو ألقينا نظرة عابرة على وسائل الإعلام الإسلامیة، فسنجد أنها قلیلة، وفي برامجها ضعیفة جداً، لا تجذب أنظار الشباب الأفغان.

إذاًمسؤولیتنا تجاه هذه المشكله خطیرة جداً، لابد من تغطية هذا الجانب.

مجلة الصمود: ما رأیكم في الحكومة الائتلافیة، هل حققت ما وعدت به؟ وهل لاقت القبول لدی الشعب؟

الشیخ أبي الفداء: لاشك أن الدعایات الإعلامیة التي قام بها المحتلون قبل الانتخابات سحرت أعین الناس، وجعلت البعض يعلق الآمال على هذه الحكومة، ولكن نتائج الانتخابات الفاضحة، والتأخیرات المستمرة في تعیین الوزراء، والفساد المتزاید، كل ذلك خیب آمال الشعب، وأیئسهم فیما كانوا یرجون ویأملون. وبعد تأخیر طویل بدأت الحكومة عملها، ولكن حتی الیوم لم نر تغییراً جذریاً في الحكومة العمیلة؛ بل ازداد الفساد وتفاقمت المشاكل، والیوم نسمع الذین صوتوا لهذین الرجلین عدم ارتیاحهم منهم.

أنا أعتقد جازماً أن التغییر الأساسي وتغییر مسار الأمور، وقمع الفساد وإعطاء الحقوق إلی كافة الشعب غير ممكن في هذا النظام؛ لأنه نظام فاسد، نبت في الفساد، وجذوره ترعرعت في الفساد. إذاً لا یمكن نجاح الحكومة الائتلافیة في مهمتها وأهدافها.

مجلة الصمود: كثیراً ما نشاهد في وسائل الإعلام أن المحتلین یدعون أن الأزمة الكبری لأفغانستان هي وجود مجاهدي الإمارة الإسلامیة، فما رأیكم في هذا الادعاء؟

الشیخ أبي الفداء: مع الأسف نسمع هذه الدعایات من أفواه بعض السذج أیضاً. وأنا هنا أود أن ألقي على هذه القضیة نظرة تاریخیة لیتضح لنا الأمر. عندما كانت دفة الحكم بید الإسلام والمسلمین كان الأمن والهدوء والاستقرار حاكما علی العالم، ولم یكن في العالم أي اضطرابات ولا فوضی ولا انفجارات. حتی في عهد الدولة العثمانیة لم يكن في العالم الإسلامي أخبار تتحدث عن القتل والتشرید، إلا في بعض الهجمات التي شنتها الدولة الصفویة والدول الأوروبیة. ولكن بعد سقوط الدولة العثمانیة، بمكر الأوروبیین ومساعدة الصفویین، سقطت دفة الحكم بید الغربیین. هنا قامت الدول الأوربیه باحتلال الدول الإسلامیة تحت شعارات مختلفة مثل الاستعمار وغیر ذلك.

فجاؤوا بلادنا، وقتلوا، وشردوا، وانتهكوا الحرمات، واغتصبوا الحقوق. عند ذلك قام أبناء الأمة الإسلامیة؛ لیستعیدوا كرامتهم، ولیحققوا الأمن ولیخرجوا المحتلین من بلادنا. في الحقیقة المسبب الأول والأخیر لهذه الفوضی والاضطراب في العالم الإسلامي هو الغرب ولا غیر. والمجاهدون قاموا لصد هجمة المحتلین، وهذه لیست جریمة. وأنا أقول لولا تدخلات الدول الأوروبیة في البلاد الإسلامیة لما بقي شيء مما ترونه من الفوضی والأزمات. وإننا إذا لم نقم بإخراج المحتلین فلن تقر عیوننا بالأمن؛ لأن سبب انعدام الأمن لا يزال باقیاً.

وهذه الادعاءات روجها المحتلون في جمیع الأراضي المحتلة ولیست جدیدة، ولكنها بالنسبة إلینا جدیدة؛ لأننا لم نسمع بها من قبل.

مجلة الصمود: فضیلة الأستاذ! إن العالم الإسلامي الیوم يمر بمرحلة عصیبة مؤلمة، فالقتل والتشرید، وإراقة الدماء، باتت أعمال يومية في كثیر من البلدان الإسلامیة، وهي نتیجة المشروع الصهیوني-الصلیبي. وقد تبعث فینا الیأس والقنوط بمستقبل الإسلام والمسلمین، نرید أن نتعرف علی رأیكم في هذه القضیة.

الشیخ أبي الفداء:لا أشك في تعقید أوضاع العالم الإسلامي، وأن ما یجري في العالم الإسلامي مؤلم ومؤسف جداً. إن مشاهدة صور اعتداء الصلیبیین علی الأمة الإسلامیة تقرح الأكباد وتجرح القلوب، وإنه واقع لا یمكن لأبناء هذه الأمة الغیاری التغاضي عنه. هذه الأوضاع المؤلمة دفعت بكثیر من المسلمین أن یقولوا: متی نصر الله؟ ألسنا علی الحق؟ ألسنا أتباع سید الانبیاء الذي أكرمه الله بشأن عظیم؟ وكثیر من هذه التساؤلات المتداولة في المجالس. إنني بصفتي جزء من جسد العالم الإسلامي، لا أكاد أتحمل هذه الأوضاع، ولكنني أعتقد أن هذا الواقع المریر هو نقطة بدایة لمستقبل زاهر.

أنظر، إن لله سنناً في الكون، یطبقها علی العباد شعوباً وجماعات، ومن سننه عز وجل أنه كلما تمسك العباد بالدین وتأدیة الرسالة التي حملوها، أكرمهم الله بالعز وبالفتح وجعلهم كباراً في أعین الناس. وعلى العكس، كلما تقاعست الأمم والشعوب عن تأدیة رسالتها ومالت إلی المادیة الرعناء، عاقبهم الله بالوهن والذل والصغار لدی سائر الشعوب، وسلط علیهم الأعداء وضیّق علیهم الحیاة لكي یفیقوا من سباتهم. تطول هذه المشاكل إلی أن تستیقظ هذه الشعوب، وتشعر بذلها وصغارها لدی الآخرین، وتبحث عن طریق للتخلص من وهنها.

الشعور بالذل والبحث عن الحل یأتي عندما تضیق الأرض علی الناس بما رحبت. هذه سنة الله التي قد خلت من قبل في الیهود والنصاری ولا تبدیل لسنة الله. بعد هذه المرحلة الصعبة الرهیبة یأتي الله بنصره وعزّه وكرمه.

الأمة الإسلامیة تناست رسالتها في العالم؛ لذلك عوقبت بالذل والصغار لدی شعوب العالم. والیوم ضاقت الأرض علی الأمة الإسلامیة، وبدأت الأمة الإسلامیة تبحث عن طریق وحل لهذه الأزمة.

وبدأت تتوب إلی الله من تكاسلها في أداء رسالتها، لذلك أبشر الأمة الإسلامیة أن ما ترون أنه نهایة هذا الدین وهذه الأمة، فأنا أراه بدایة الانتصار واندحار الزعامة الغربیة. إنها بشارة لابد أن نستبشر بها ونتوب إلى الله ونسعی لیل نهار لتحقیق هذا الانتصار. الانتصار آتية لامحالة، ولكن نتساءل ما هو دورنا في تحقیق هذا الانتصار؟!

مجلة الصمود: مالواجب علينا فعله لنكون من صنّاع هذا الانتصار؟

الشیخ أبي الفداء: إن الذي یحقق هذا الانتصار هو الجهاد والدعوة والتعلیم والتربیة. إنكم لو دققتم النظر في النشاطات الدینیة، ستجدون أنها تتلخص في هذه الثلاثیة المباركة. لذلك لابد لمن یرید المشاركة في هذا المشروع المبارك، أن یكون فاعلاً في هذه المجالات الثلاثة. مجاهداً وداعیاً ومعلماً ومربیاً.

مجلة الصمود: هل من توصیات خاصة توجهونها إلی المرابطین في خندق الجهاد ضد الأعداء؟

الشیخ أبي الفداء:لا أراني في مكانة إلقاء توصية إلی إخواني في معسكر الدفاع عن الشریعة الإسلامیة وأمتها، ولكن أقول لهم: إن العاملین في مجال الدعوة والتعلیم في أفغانستان مدینین لجهودكم الطیبة المباركة، فلولا جهودكم هذه لكنّا لقمة سائغة لأذناب الیهود والنصاری.

واتباعاً للسنه العمریة؛ أقول: إن انتصارنا علی الأعداء لیس بكثرة العَدد والعُدد؛ بل إننا ننتصر بأعمالنا وبمقدار تمسكنا بالشریعة وتعاليم الجهاد الشرعیة.

أقول قولي هذا وأستغفرالله لي ولكم ولسائر المسلمین.

مجلة الصمود: شكراً لكم لإتاحتكم هذه الفرصة الطیبة لأسرة مجلة الصمود.

الشیخ أبي الفداء:وأنا بدوري أشكركم على ما تبذلونه من جهود مباركة وطیبة، ونسأل الله لكم التوفیق والسداد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى