حوار مع المسؤول الجهادي لولاية قندوز
تنويه: قبل أيام أشاعت وسائل الإعلام بأن “داعش” استهدفت المسؤول الجهادي لولاية قندوز “الملا عبد السلام آخند حفظه الله” بهجوم تفجيري. ولكشف ملابسات هذه الشائعة الكاذبة، التقى أحد مراسلي إذاعة صوت الشريعة بالقائد الميداني والمسؤول الجهادي لولاية قندوز الملا عبد السلام حفظه الله، وأجرى معه الحوار التالي، فلنتابع:
مراسل إذاعة صوت الشريعة: بسم الله الرحمن الرحيم،
اليوم 25 من شهر ربيع الثاني لعام ۱۴۳۸ الهجري، وأنا جالس مع القائد الميداني والي ولاية قندوز الملا عبد السلام حفظه الله، وأريد أن أجري معه الحوار وجهاً لوجه حول دعايات العدو الأخيرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تتداول وسائل الإعلام الآن تقريراً يفيد أنكم تعرضتم لهجوم تفجيري أدى إلى مقتل أربعة من المجاهدين وإلى إصابتكم بإصابات بالغة، فهل حدث هناك شيء كما تزعم وسائل الإعلام؟
الملا عبد السلام: نحمده ونصلي على رسوله الكريم، أما بعد
فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين). صدق الله العظيم.
أخي الكريم، أود أن أقول بمناسبة سؤالك أن العدو تعود على بث الدعايات والأكاذيب لرفع معنويات جنوده المنهارة، ويبلبل أذهان المجاهدين ويشوش أفكارهم.
والحمد أنا بصحة وعافية، لم يقتل أحد من المجاهدين في مثل هذا الحادث، ولم أصب بأي أذى؛ بل لم يحدث أي تفجير، وليست هنا أية مشكلة، فليطمئن إخواني المجاهدين والمسلمين.
كما أحب أن أقول للعدو أن يتخلى عن بث الدعايات الفارغة، فهذه هي المرة الرابعة التي يعلن فيها العدو عن مقتلي أو إصابتي، ومثل هذه التقارير الكاذبة تميط اللثام عن وجهه الكاذب، وتسيء إلى سمعته وتضع من شأنه أكثر فأكثر، وقد اتضح للشعب كذبهم ودجلهم وعمالتهم، واعلموا أن بث مثل هذه الشائعات لن تنفعكم بل تضركم.
كما يجب أن تدركوا أن المجاهدين لا يضعفهم مقتل قادتهم وإخوانهم في سبيل الله، بل يقويهم، وأن دين الله ليس مرتبطاً بالأشخاص مهما علا شأنهم وذاع صيتهم، والحق لا ينهزم بمقتل مجاهد ولا يشوبه الوهن باستشهاد قائد.
انظروا نحن فقدنا في مدة قليلة اثنين من أمرائنا: الملا محمد عمر المجاهد رحمه الله والملا أختر محمد منصور تقبله الله، فمع أنه كان مصاباً جللاً ورزءاً عظيماً إلا أنه لم يزعزع المجاهدين ولم يثن عزيمتهم ولم يفرق جمعهم ولله الحمد.
مع أنه كان يثقل علينا نبأ رحيل الأمير الملا عمر المجاهد رحمه الله ونسأل الله عز وجل أن لا يرينا اليوم الذي نسمع فيه نبأ وفاة أو مقتل أميرنا، إلا أن الله ثبت قلوبنا وأقدامنا ووفقنا للصبر والمصابرة، فأصبح صفنا أشد قوة وأكثر تماسكاً وأفضل تنسيقاً من ذي قبل، وتكاثرت الفتوحات وتوالت الانتصارات.
وكذا بمقتل الأمير الملا أختر منصور تقبله الله لم يسقط هذا الصرح الجهادي ولم يضعف، بل قوي واشتد وتماسك، فإذا لم تحدث برحيل هؤلاء القادة الأفذاذ ثلمة في هذا البنيان، فمن باب أولى أن لا تحدث بذهابنا ومقتلنا.
فعليهم ترك هذه الدعايات الفارغة لأنها لن تنفعهم ولا تضرنا، والحمد لله إن صفنا متحد متماسك، وأن مجاهدينا يقاتلون لله عز وجل لا للأشخاص، فإن يقتل أحد من قادتنا فهذا يقوي عزائمنا ويشحذ هممنا ويشعل جذوة الثأر والجهاد في قلوبنا، فعلى العدو أن يعي هذا الأمر جيداً.
وعلى سبيل الفرض -لا قدر الله- لو وقع مثل هذا الحادث وقُتل قائد من قادة المجاهدين، فعلى العدو أن لا يظهر الشماتة لأن الإمارة الإسلامية قد ربت أجيالاً من القادة يحملون الراية واحداً تلو الآخر، ولن يتركوها للسقوط إن شاء الله لأن المأسدة لا تخلو من الأسود.
وأعود وأكرر: أطمئن المسلمين وإخواننا المجاهدين بأنه لم يقع مثل هذا الحادث، ولم يُقتل أحد من المجاهدين، ولم يصابوا بأذى ولم يستهدفوا بهجوم تفجيري.
مراسل إذاعة صوت الشريعة: كما قلتم أن هذه الشائعة مجرد دعاية كاذبة وأنا أشاهدكم أمامي أنكم لم تصابوا بأي أذى، ولكن منذ الأمس تتحدث وسائل الإعلام العالمية والمحلية الشهيرة عن إصابتكم، كصوت أمريكا، وإذاعة الحرية، وبي بي سي، وقناة طلوع، والصحف والجرائد والمواقع الإلكترونية، رغم ادعاء المصداقية والحياد، فما هي رسالتكم إلى المواطنين والمسلمين عامة، كيف ينبغي لهم أن يتعاملوا مع هذه الوسائل الإعلامية، وما هي رسالتكم إلى الإعلاميين الذين يعملون فيها؟
الملا عبد السلام آخند: بالنسبة لسؤالك هذا، يمكنني القول بأن الكل يعلم أن العدو ينشر الدعايات في كل حين؛ تحطيماً وإضعافاً لمعنويات المجاهدين، ورفعاً لنفسيات جيوشهم المنهارة المنهزمة، وقد استخدم الاحتلال وسائل الإعلام في حربه الإعلامية كأبواق له تحقيقاً لأهدافه الاحتلالية. وقد بات واضحاً لدى الجميع أن هذه الوسائل فقدت مصداقيتها وحيادها، وأنها منحازة تماماً للمحتلين والعملاء، ليس في هذه القضية فحسب، بل ثبت كذبهم وزيفهم في كثير من المواضع، لأنها تردد الأخبار التي يمليها عليها المحتلون وعملاءهم ولا تلقي بالاً لتصريحات المجاهدين، وأنها تعمل لصالح أعداء الدين والوطن، ولذلك قاطعها كثير من الناس فلا يصغون إلى أراجيفها وأكاذيبها، وإن الشعب لن ينخدع بأكاذيبهم وخزعبلاتهم بعد ذلك إن شاء الله.
وأنصح الإعلاميين بالتروي والتثبت بعد سماع الإشاعات وأن لا يستعجلوا في تصديقها ونشرها ما لم يؤيد أو يردها الناطق الرسمي للإمارة الإسلامية الشيخ ذبيح الله المجاهد حفظه الله، وعلى وسائل الإعلام أن تثبت حيادها على أرض الواقع، وأن تعرف مسؤولياتها وضوابطها وأن تلتزم الحياد والمهنية، وأن لا تنحاز إلى جانب، وأن لا تحط من مكانتها وتقلل من قيمتها بالأكاذيب ونشر الإشاعات، ولتؤدِّ مسؤوليتها بطريقة جيدة.
مراسل إذاعة صوت الشريعة: حبذا لو تحدثنا عن الأوضاع الجهادية الراهنة في ولاية قندوز وولايات الشمال الأخرى في فصل الشتاء؟
الملا عبد السلام آخند حفظه الله: في جميع الولايات الشمالية وخاصة في ولاية قندوز الأوضاع الجهادية جيدة، والمجاهدون في أحسن حال وفي خير وعافية، والصفوف منسقة والجبهات فعالة، وأما العدو فهو في ضعف ووهن، ومعنويات جنوده منهارة والحمد لله.
مراسل إذاعة صوت الشريعة: أعلن العدو خلال الأشهر الماضية أنهم قاموا بعمليات شتوية ضد المجاهدين في مختلف أنحاء ولاية قندوز، ويدّعي العدو أنه أحرز إنجازات كثيرة وانتصارات كبيرة فيها، فهل كانت هذه العمليات ناجحة كما يدعي أم أنها فشلت وانتهت دون جدوى؟
الملا عبد السلام آخند حفظه الله: إن عمليات العدو أيضاً باتت مقتصرة على مجال الإعلام والدعاية، وأما على أرض الواقع فلم يكن هناك شيء سوى أنهم منذ أن أعلنوا عن عملياتهم جاءوا على شارع جسر “الجين” والذي يربط بين مديرية “إمام صاحب” ومدينة قندوز، كانوا واقفين على هذا الشارع وحاولوا مراراً التقدم نحو المناطق الخاضعة لسيطرتنا، إلا أن المجاهدين قاموا بصد هجومهم وأجبروهم على التقهقر إلى الوراء، فنزلوا بعيداً عن مناطق تواجد المجاهدين وصاروا يستهدفون القرى ومنازل الأبرياء بصواريخهم ومدافعهم وأسلحتهم الثقيلة، والحمد لله لم يحققوا أي إنجازات، ولم يحرزوا التقدم فلم يسيطروا على قرية ولم يتمكنوا من بناء ثكنة عسكرية بل تلقوا خسائر فادحة، فعملياتهم خيالية ينسجونها ويفبركونها ثم يقومون بنشر إحصائياتها في وسائل الإعلام.
مراسل إذاعة صوت الشريعة: إن الإعلام الغربي والمحلي يردد القول بأن تنظيم داعش يبسط نفوذه وسيطرته في شمال أفغانستان وخاصة في ولاية قندوز، كما نسبوا هذه الأكذوبة لداعش تضخيماً لحجمه، فما هو تعليقكم على هذه الأخبار؟ ونظراً لماضي الإمارة الإسلامية المشرق في هذه المنطقة هل من الممكن أن ترفع عصابات البغي والظلم رأسها فيها؟
الملا عبد السلام آخند حفظه الله: بالنسبة لداعش أقولها بكل صراحة أنه لا تواجد لداعش ولا لغيره من التنظيمات والعصابات والفصائل المناوئة للإمارة الإسلامية في شعبنا ومنطقتنا، وليس هنا سيطرة إلا للإمارة الإسلامية والحمد لله، وأما ادعاءات الأعداء فما هي إلا ترّهات وشائعات كاذبة. إن هذه المنطقة تحت سيطرتنا نحن، نتجول فيها ولم نواجه أي مشكلة ولم يقع حادث يؤشر لتواجد داعش في المنطقة، وهذه حقيقة أنه لا مكان لداعش في أفغانستان وخاصة في الشمال، ومن يدعي ذلك فليقدم الشواهد والبراهين.
وكما قلت إن الشعب الأفغاني كله وخاصة أهالي ولاية قندوز شعب أبي مجاهد لم يتأخر لحظة عن نصرة ومساعدة الإمارة الإسلامية، وقدم تضحيات جسام في تشييد هذا البنيان، واتضح لهم أحقية الإمارة الإسلامية، فلا يمكن أن يحتضنوا ويؤيدوا غيرها من الجماعات المشبوهة.
وإنما يحاول الأعداء عبر الإعلام إثبات تواجد داعش في أفغانستان وخاصة في ولايات الشمال ليجدوا حيلة لاستمرار الحرب والاحتلال في المنطقة ولاستباحة دماء هذا الشعب المسكين ولبث روح الفرقة في صفوف مجاهدي الإمارة الإسلامية.
ولكن ليعلم المحتلون أنهم سيهربون حتماً من أفغانستان ولن تنفعهم هذه الحيل، فالأفغان لا يملون من الجهاد في سبيل الله، وسيواصلون جهادهم وكفاحهم حتى إنهاء الاحتلال.
مراسل إذاعة صوت الشريعة: تحاول الإمارة الإسلامية إيصال رسالتها الحقة إلى العالم، فقد تشارك في المؤتمرات أو تُجري مفاوضات، ليوحدوا الرأي ضد الاحتلال ويحيّدوا الخصوم ويحدّوا من المشاكل. لكن بعض الناس يتسرعون -عند سماعهم لهذه الأخبار- إلى الطعن في منهجها والنيل من مكانتها، وكمسؤول جهادي ما هي رسالتكم إلى المجاهدين في هذا الصدد؟
الملا عبد السلام آخند حفظه الله: نصيحتي لجميع المجاهدين أن لا يقعوا في فخ الأعداء وأن لا يفقدوا ثقتهم في أمراءهم وقادتهم، والحمد لله أميرنا الحالي وأميرنا الشهيد كلاهما تدربا على يد أمير المؤمنين الملا محمد عمر المجاهد رحمه الله، ومواقف الأمير الملا محمد عمر رحمه الله في التضحية والثبات عظيمة ومعلومة للجميع، وقد أثبت هؤلاء الأمراء أن للإمارة استقلالية في اتخاذ القرارات، تسعى لاستعادة حقوق الشعب الأفغاني المسلوبة، وتدافع عن دمائها وأراضيها.
إن هؤلاء الأمراء التزموا بأن تكون نشاطات الإمارة الإسلامية الحربية والسياسية والإعلامية وفق تعاليم الإسلام، وأنهم لن يساوموا على دماء الشهداء ولن يتاجروا بتضحيات المجاهدين، ونحن نحسن الظن بقادتنا ما لم نر منهم أمراً مخالفاً للشريعة الإسلامية.
فليطمئن المجاهدون والمسلمون وليعلموا أنه لا بأس بالتواصل والمحادثات مع الكفار ما لم يكن هناك تنازلات عن الثوابت والقيم، وينبغي أن لا تكون لقاءات ممثلي المجاهدين مع الأعداء مثيرة للقلق ما دامت داخل حدود الشريعة الإسلامية.
وإن من حق الدول أن تتواصل ببعضها البعض، وبما أن الإمارة الإسلامية تسيطر على مساحات واسعة من أفغانستان فلها أن تتواصل وتتعامل مع الدول الأخرى وخاصة المجاورة منها.