حوارات وتقاريرمقالات الأعداد السابقة

حوار مع وزير الطاقة والمياه الملا عبد اللطيف منصور

تفريغ مجلة الصمود

 

قراؤنا الأفاضل، في السطور التالية تشارككم “الصمود” تفريغ الحوار الشيّق مع وزير الطاقة والمياه بإمارة أفغانستان الإسلامية؛ الملا عبد اللطيف منصور (حفظه الله) والذي أجراه الصحفي أويس الجلبي وبثّته شبكة يقين الإخبارية. الحوار تناول عدة محاور مختلفة؛ منها: الجانب الشخصي في حياة الوزير، ودوره ومسؤولياته في عهد الإمارة الإسلامية الأولى ثم في الجهاد ضد المحتلين، بالإضافة إلى أوضاع وزارة الطاقة والمياه قبل وبعد استلامه لمسؤوليتها. فإلى متن الحوار:

 

ملا عبد اللطيف منصور، أين وُلد؟ متى وُلد؟ في أي منطقة نشأ؟

اسمي عبداللطيف منصور ابن الشهيد الحاج يار أحمد. وُلدت في ولاية بكتيا، في مديرية زرمت، في قريه سهاك.

 

نشأتكم في تلك المنطقة، هل كانت في ظل ظروف طبيعية أم أيضاً في ظروف غير طبيعية متسمة بالحروب والمشاكل التي كانت تمر على افغانستان؟

بشكل عام الحياة في أفغانستان لا تخلو من الصعوبات، ولكن الحمدلله وُلدت في عائلة متوسطة تعمل بالزراعة، وتلقيت التعليم الابتدائي من علماء قريتنا، ثم التحقت بالمدارس الابتدائية الحكومية، ولكن عندما كنت في الصف الخامس حدث الانقلاب الشيوعي والاحتلال الروسي لأفغانستان، واضطرّت عائلتي للهجرة إلى باكستان.

 

كيف كان تأثير مرحلة باكستان على شخصية ملا منصور؟

كان عمري 10 أو 11 سنة، وكانت مرحلة صعبة في حياتي، لأنني كنت صغيراً ولم أكن أفهم كثيراً من الأمور الحكومية والسياسية، ولم أكن أفهم ما الذي حصل لبلدي، لكن الكبار هاجروا وأنا هاجرت معهم. لقد كانت مرحلة الهجرة صعبة وغريبة جداً بالنسبة لنا، ومن المواقف التي أتذكرها جيداً؛ اأننا خرجنا في الليل، وكنت أحمل أكواباً في يديّ وأنا أمشي على قدمي والنوم يغالبني حتى سقطت على الأرض في إحدى المرات، وعندما سقطتُ لم يكن همّي نفسي، ولكن كان أكثر ما يقلقني أن لا تنكسر الأكواب التي في يديّ.

 

بقاؤكم في باكستان استمر إلى كم سنة؟

لقد بقينا في باكستان حتى انتصار المجاهدين. لقد قضينا معظم وقتنا في الهجرة. وعندما انتصر المجاهدون وانهزم الشيوعيون وأُطيح بحكومة الدكتور نجيب؛ عدنا إلى أفغانستان.

 

هل أدركتم جانباً من المعارك مع الاتحاد السوفيتي التي دارت في الثمانينات يعني في عمر مبكر؟

نعم الحمد لله، شاركتُ في الجهاد ضد الروس، وفي نفس الوقت كنت مشغولاً بالتعليم، وفي كل عطلة كنت آتي للجهاد في أفغانستان بشكل منتظم.

 

هل لديكم قصة معينة يعني ما زلتم تتذكرونها من تلك المرحلة؟

الجهاد مليء بالكرامات، ومن القصص العجيبة التي يصعبُ على البعض تصديقها؛ أننا كنّا في ولايه خوست مع عدد من الأصدقاء، بعضهم استشهد وبعضهم لا يزال حياً، وتوغّلت مجاميع العدو في المنطقة، فاضطررنا للجوء إلى الجبال، وبقينا على قيد الحياة رغم بقائنا هناك ثمانية أيام بلا طعام. كان ذلك أمراً عجيباً، وكنا نصبر ونحتسب الأجر عند الله تعالى، لقد كنا حوالي 30 أو 40 شخصاّ، والجميع عايَشَ هذه المعاناة.

 

ما هي مراحل التعليم التي أتممتموها؟ وهل هي في المدارس العادية أم في المدارس الشرعية؟

تلقيت العلوم الدينية في المدارس، ثم بعد ذلك عندما كنت عضواً في حركة الثورة الإسلامية، وكان في رأس هذه الحركة؛ إمام المجاهدين والعالم الكبير الشيخ نصر الله منصور -رحمه الله-. كان زعيمنا يرغب كثيراً في أن يتعلم الطلاب والمجاهدون الدروس السياسية والنظم الإدارية والتكتيكات العسكرية، بالإضافة إلى العلوم الدينية. لذا كنا نتعلم العلوم الدينية بالإضافة إلى دروس سياسية تم تقديمها لنا كدورات، وكانت هناك تدريبات عسكرية، وكنا نتعلم أيضا الأمور الإدارية.

وكانت إحدى كرامات الشيخ نصر الله منصور؛ استشرافه بأن طالبان ستسيطر على الحكم في أفغانستان وكان يقول لنا أنه لأجل ذلك علينا أن نتعلم كل جوانب إدارة الحكومة.

حتى بعد استيلاء المجاهدين على أفغانستان وفتحها بعد هزيمة الشيوعيين، كان الشيخ نصر الله منصور -رحمه الله- يوصي طلاب العلم الديني بأن يتعلموا الكثير من التكتيكات الحربية، وأن يتعلموا كيفية التعامل مع الدبابات وتكتيكات الحرب واستخدام الأسلحة الحديثة.

لقد تعلمنا كل ذلك، ولعل اهتمامه هذا كان من فراسته الإيمانية؛ لأنه كان يقول مراراً أن طالبان سيكونون حكاماً لأفغانستان؛ فمن الواجب أن تستعدوا لذلك من الآن. ونحن نرى بأم أعيننا اليوم ما كان يراه في ذلك الوقت، فالحمد لله حكم أفغانستان أصبح بيد طالبان.

 

بعد عودتكم من باكستان؛ هل رجعتم إلى نفس المنطقة -منطقة بكتيا- أم انتقلتم إلى منطقة ثانية؟

بعد فتح أفغانستان بيد المجاهدين، تم تعيين أميرنا وزعيمنا والياً لبكتيا؛ بناء على طلب الشعب. لكنه استشهد لاحقاً، وبعد وفاته طلب مني الناس في بكتيا أن أكون والياً لهم، وتم تعييني والياً، وكان ذلك قبل سنتين من تأسيس حركه طالبان.

 

هل كانت لكم إسهامات معينة أو جهود مع سكان المنطقة وقبائلها؟

كانت مهمة صعبة جداً في ذلك الوقت، لأن هناك خلافات بين حركات المجاهدين المختلفة، ولم تكن هناك حكومة منظمة ومسيطرة؛ لذا كانت إدارة الولاية صعبة للغاية، ولكننا تغلبنا على هذه الصعوبات ونجحنا.

كانت علاقتنا مع الشعب والقادة الجهاديين والعلماء جيدة للغاية، وبناء على ذلك لم تحدث أي حرب أهلية، ولم تحدث أي سرقات أو نهب لأموال الناس في بكتيا كما حدث في مناطق أخرى في ذلك الوقت؛ السبب في ذلك هو أن العلماء كانوا في القيادة وكان الشعب يطيع العلماء.

 

ما هو دور ملا عبد اللطيف منصور في عهد الإمارة الإسلامية الأولى؟

كما تعلمون جيداً؛ كان هناك اختلافات في فترة حكم المجاهدين، ولم نحقق ثمرة الجهاد التي كنا نأملها في جهادنا ضد الروس، حيث دفع الشعب ثمناً باهظاً في تلك المعركة، ولكن كان هناك ارتباك وفوضى في كثير من الولايات.

عندما بدأت حركة طالبان الإسلامية في قندهار؛ بدأنا علاقتنا معهم منذ البداية، وأعلنّا دعمنا لهم، وسلّمنا لهم -طواعية- كل الأسلحة والعتاد الحربي الذي كان بحوزتنا؛ ولهذا السبب تطورت علاقتنا بالمغفور له أمير المؤمنين الملا عمر (رحمه الله)، وأرسلني إلى هلمند نائباً للوالي هناك. وبعد تحرير كابل تم تعييني وزيراً بالإنابة لوزارة الزراعة، وأديت مسؤولياتي هناك لمده أربع سنوات.

 

من ذاكرتكم، حينما كنتم تشغلون منصب وزارة الزراعة في الإمارة الأولى؛ هل تذكرون أهم إنجاز استطعتم أن تفعلونه في ذلك الوقت؟ أو أبرز مشكلة كانت قائمة في ذلك الوقت؟

ربما تعلمون أنه في ذلك الوقت كانت هناك حروب في أفغانستان، وكنا نواجه مخالفين كانوا يحاربوننا؛ لأجل هذا لم تكن هناك إنجازات عظيمة جداً في ذلك الوقت، وكانت الإمكانات المتاحة لنا محدودة. ومع ذلك، استخدمنا كل الإمكانات التي قدمتها الإمارة الإسلامية لنا بأقصى استفادة وعملنا كثيراً.

في قسم الزراعة؛ أنشأنا مزارع للبحوث العلمية. وفي قسم الثروة الحيوانية؛ قمنا أيضاً بافتتاح قسم البحوث. كما تم تشغيل المصانع والشركات المتصلة بالوزارة، وتم توفير البذور المعالجة والأسمدة الكيماوية وفقاً لاحتياجات المزارعين. لقد كنا نجهز الأسمده الكيماوية من خلال مصنع لنا في مزار شريف، وكانت الإمارة تلبي نسبة 50% من احتياجات المزارعين.

 

استمررتم في منصب وزارة الزراعة حتى الحرب في العام 2001؟

لا، قبل الحرب تم نقلي إلى قندهار.

 

كنت في قندهار مسؤولاً أم كنت وزيراً؟

لا، كنت وزيراً إلى حين حادثة الحادي عشر من سبتمبر. بعد ذلك، تم تعييني في قندهار، وكنت مسؤولاً عن الشؤون البلدية، واستمررت في المنصب حتى الهجوم الأمريكي على أفغانستان.

 

لو تشاركنا مشاعرك، كرئيس للبلدية، منطقته تتعرض للقصف الأمريكي ويستهدفها الأمريكان بشدة؟

نحن لدينا عقيدة راسخة، ونؤمن بالله سبحانه وتعالى، وكنا على يقين بأن الأمريكيين سيتعرضون للهزيمة. ومع ذلك، كانت الأوضاع صعبة للغاية.

كانت هناك ضربات صواريخ الكروز والقصف الجوي على المدينة، ولكن لم نتوقف عن العمل في مشاريع البنية التحتية. كان العمل مستمراً، ولم نجعل المجتمع يشعر بوجود حرب أو أن الحكومة قد فقدت سيطرتها أو أنها غير قادرة على العمل. كنا نقوم بمهامنا والحرب مستمرة.

الحرب لم تكن حرباً عادية، وكان من الصعب النوم في الليل بسبب القصف والهجمات المستمرة بالطائرات التي كانت تعمل على مدار الساعة. مع ذلك كنا موجودين هناك إلى النهاية.

بالطبع كانت الحرب تؤثر على عملنا، وتجعلنا أبطأ في نشاطاتنا، لكننا لم نعطي الناس الانطباع السيئ بأننا توقفنا عن العمل وأننا لا نقوم بواجباتنا الحكومية.

 

ماذا عن مشاعر الناس في ذلك الوقت؛ هل كانوا يلومونكم؟ هل كانوا يقدّرون جهودكم؟ كيف كانت انطباعات الناس؟

الحمد لله؛ إن شعب أفغانستان شعب غيور ويفهم اللعبة التي تلعبها أمريكا، ويعلمون أنها تحاربنا على أساس العقيدة ولأننا مسلمون، وكانوا يعرفون أن ما تريده أمريكا هو ضد الفطرة الإنسانية ومخالف لعاداتنا وتقاليدنا؛ لهذا السبب كان الشعب يؤيدنا.

أتذكر أنه خلال أيام القصف العنيف، عندما كانت المرافق الحكومية تتعرض لتهديد شديد، كنّا نذهب إلى منازل الناس ليلاً فيستقبلوننا ونبيت هناك. يفعلون ذلك رغم أنهم كانوا يشعرون بالقلق بشأن مصير الوطن والمستقبل.

 

هل في الذاكرة قصة شخص محدد أو عائلة معينة استضافتكم وكان لاستضافتها أثر في نفوسكم؟

كانت هناك العديد من العائلات التي ساعدتنا في تلك الفترة وحاولت جاهداً -بعد الفتح- أن أعثر عليهم. لكن تغيرت الأمور كثيراً خلال العشرين سنة الماضية. لقد كانت هناك عائلات أبلغتنا أنه إذا كنّا نشعر بأي خطر في الأماكن الحكومية، فإن أبواب منازلهم مفتوحة لنا، ويمكننا أن نأتي في أي وقت نشاء.

لكن للأسف لم أتمكن من العثور على تلك العائلات بعد الفتح. ومع ذلك، أدعو دائماً لهم. لقد كانوا يطلبون بأنفسهم منا أن نأتي إلى منازلهم لأنها كانت آمنة نسبياً، مقارنة بالأماكن الحكومية.

 

كيف قضيتم هذه الفترة -فترة 20 عاماً من الاحتلال الأمريكي- هل كانت لكم مسؤوليات أيضاً تقومون بها تجاه الشعب؟

كنا نؤمن بأن هؤلاء الكفار احتلوا بلادنا، ولم يتغير شيء في عزمنا. عندما سقطت كابل، كنتُ في قندهار، فأرسلنا رسالة لحضرة أمير المؤمنين الملا محمد عمر (رحمه الله) بأن كابل قد سقطت، وكان جميع مجاهدينا هنا، فأردنا إذناً منه ليسمح لنا بالذهاب إلى منطقتنا في بكتيا لكي نجهز للقتال. وعندما تحركنا كان الوضع قد تغير؛ فقد سقطت غزنه أيضاً ومنطقة (قره باغ) البعيدة.

في الطريق، كنا نرى المجاهدين ينسحبون لقندهار، فكانوا يتعجبون من رؤيتنا نحن بسيارة واحدة تتجه لخارج قندهار وليس إليها.

لقد كان لنا مجاهدون ونفوذ -منذ الاحتلال السوفيتي- في ولايات: غزني وبكتيا وبكتيكا، وهذا ساعدنا كثيراً في التحرك في ذلك الوقت. فعلى الرغم من أن الولايات كانت قد سقطت، وكانت في أيدي المخالفين، لكننا كنا نسلك طرقاً فرعية صعبة، حتى وصلنا بالليل إلى منطقة زرمت في ولاية بكتيا. وعندما وصلنا إلى هناك لم يكن الهدف الاستراحة، بل كنا ننسق للقاء المقاتلين القادمين من كابل بقيادة البطل الكبير والمجاهد العظيم ملا سيف الرحمن منصور الذي كان قائد معركة شاهي كوت بعد ذلك. كان المخطط أن نلتقي في مركز الولاية في جارديز. عندما صليت الفجر، خرجت من بيتي نحو جارديز لألتقي بمجاهدينا، فإذا بالولاية قد سقطت أيضا، وغادر الوالي وسلم الأمور لمجلس الشورى المحلي وللعلماء الكبار.

وصلنا إلى جارديز -رغم هذه الظروف- وتواصلنا مع أعضاء الشورى للتباحث حول كيفية الحفاظ على أمن المدينة. وفي ذلك الوقت، ذهب مجاهدونا إلى منطقة (شاهي كوت) وهي مكان مبارك وكانت جبهتنا القتالية ضد الاحتلال السوفيتي.

الشهيد ملا سيف الرحمن كان قد ذهب هناك لإحياء هذه الجبهة للاستعداد لقتال الأمريكان آنذاك. ثم سمعنا عن سقوط قندهار أيضاً. وعندما سمع المجاهدون في قندهار -وكان معهم بعض العرب والأوزبك- عندما سمعوا بأمر (شاهي كوت) وأن ملا سيف الرحمن يستعد للقتال؛ جاء هؤلاء المجاهدون بعائلاتهم إلى مديرتنا. تقريباً مرّ شهران ولم يصل الأمريكيون وعملاؤهم إلى منطقتنا، وظل مجاهدون يسيطرون على المنطقة، وأكرمنا عائلات الضيوف إكراماً بالغاً، ثم أرسلناهم إلى مناطق آمنة. وفي ذلك الوقت بدأت أمريكا بقصف منطقة (تورا بورا)، وأخونا المجاهد سيف الرحمن منصور كان هو المسؤول حينها، وكان له فضلين كبيرين يجب ذكرهم للتاريخ؛ الأول: أنه أرسل عائلات المجاهدين -بشكل مكرم- إلى أماكن آمنه، وهذه خدمة كبيرة لأنه كانت هناك طائرات أمريكية، ومساعدة هذه العوائل كان أمراً صعباً، لكنه كان رجلاً قوياً وذا إيمان قوي؛ فاستمر في هذا الأمر.

والأمر الثاني: أنه أحيا جبهة (شاهي كوت) مرة أخرى، وجمع السلاح الذي كان مع المجاهدين، ونصب المدفعية والأسلحة في الجبال، وأنشأ مركزاً قوياً للمقاومة ضد أمريكا. وهذه كانت أول معركة بدأت بعد احتلال أمريكا لأفغانستان

وعندما جاء الأمريكيون واستولوا على باغرام وكابل وتوغلوا إلى بكتيا؛ اضطررنا للخروج من المنطقة والتوجه إلى المناطق القبلية الحدودية.

وفي الثالث من شهر مارس من عام 2002، بدأ الأمريكيون قصف (شاهي كوت) واندلعت الحرب، وكانت هذه معركة تاريخية، ولأول مرة في تاريخنا ينهزم الأمريكيون بانكسار شديد. حتى الأمريكيون أنفسهم اعترفوا بأنهم لم يواجهوا هذه الخسارة الكبيرة منذ حرب فيتنام. فكانت هذه معركة عظيمة ولها تأثير سلبي على نفسية الأمريكيين، وتأثير إيجابي على نفسية المجاهدين؛ لأنها كانت المرة الأولى التي يخوض المجاهدون فيها معركة ضد الأمريكان بعد الاحتلال، واعترف الأمريكيون بخسارتهم الكبيرة. وبعد مدة، استشهد سيف الرحمن منصور رحمه الله. ونحن كنا في المناطق القبلية، وعندما علمنا بما حدث عدنا إلى المنطقة.

 

هل تذكر لنا موقف معين مازال محفوراً في ذاكرتك بخصوص الملا منصور؟

نحن درسنا معاً منذ الطفولة في المدارس الدينية، وكنّا نذهب سوياً إلى جبهات القتال. كان أصغر مني، ولكن تجربته في الحرب كانت كبيرة، حتى قبل أن يبلغ سن المراهقة أثناء وجودنا في المدارس الدينية كان مهتماً بالصلاة والتهجد. وكان رجلاً تقياً ورعاً في الأمور المالية، ويساعد المحتاجين ويشفق على الأيتام والمجاهدين، في نفس الوقت كان رجلاً متصوفاً زاهداً، وربما لهذه الصفات أراد الله تعالى أن يستخدمه في خدمة الدين العظيم وجهّزه لأول معركة ضد الأمريكان في أفغانستان.

 

انتقالكم من مرحلة المسؤولية العامة والعمل في الدولة إلى جندي مقاتل يسكن ربما في بعض المناطق في الجبال؛ كيف استقبلتم هذا التغير في الحياة؟

في الإسلام مناصب الوزارة والولاية الرئاسية ليست لها أهمية، إذ نحن نلتزم بأصول الدين في تقديم خدماتنا وأداء واجباتنا. إذا تم تعييننا كجندي فسنقبل ذلك، وإذا وُضعنا في مناصب كبيرة فسندعو الله أن يوفقنا في أداء الواجبات المنوطة بنا في تلك المناصب.

بالرغم من أنني شغلت مناصب كبيرة، إلا أنه بعد استشهاد الملا سيف الرحمن منصور اجتمعنا مع المجاهدين وتوليتُ المسؤولية العسكرية وعُيّنتُ كمسؤول جهادي في ولاية بكتيا. واستمرت هذه المسؤولية لمدة تسع سنوات، حيث عملنا جاهدين على تجهيز الإمكانات لمجاهدينا.

 

هل بقيتم في منطقة بكتيا طيلة فترة الاحتلال الأمريكي أم كانت لكم انتقالات إلى أماكن أخرى؟

نحن بقينا في أماكن مختلفة وقضينا وقتاً طويلاً في الجبال وعشنا في المناطق القبلية الحدودية التي لم تتمكن أمريكا من قصفها. نحن قريبون في العادات والأعراف من شعوب القبائل، وقد منحونا الأمان والمكان، وكنا نتنقل بحرية بينهم.

 

هل تذكر بعض المراحل التي كنت قريباً جداً فيها من مكان قُصف أو حتى مكان اعتقال؟

هذه الأمور تعتبر طبيعية في ظل وجود الاحتلال. عندما استشهد الملا سيف الرحمن، وعندما كنا نتجه إلى المناطق القبلية، وعند وصولنا إلى منطقه “أرغون”؛ لاحظنا أن جنود العدو منتشرون في الطرقات؛ كنتُ جالساً في السيارة، وسألتُ السائق: ماذا يحدث؟ فقال الجنود يسيطرون على كل الطرق، فماذا نفعل؟ فأجبته قائلاً نتوكل على الله، لأنه لم يكن هناك أي طريق آخر. ثم ذهبنا، فقاموا بتفتيشنا، فأعمى الله أعينهم، ولم يتعرفوا عليّ. ونجونا منهم والحمد لله.

 

تحدثتَ أنك، إلى تسع سنوات، كنت مسؤولاً عسكرياً في بكتيا، فماذا حدث بعد ذلك؟

بعد تسع سنوات في منصب المسؤول العسكري في بكتيا، تم تعييني كمسؤول جهادي في ولاية ننجرهار، قضيتُ هناك ستة أشهر.

ثم بعد إنشاء اللجنة السياسية بأمر من حضرة أمير المؤمنين الملا عمر، تم تعييني مسؤولاً لهذه اللجنة. ثم تم انتخابي بعد ذلك، من قبل أمير المؤمنين الثاني الملا اختر محمد منصور، كمسؤول جهادي لولايه لوجر. وظللت في هذا المنصب لمدة أربع سنوات.

وبعد ذلك، أُسِسَت المكاتب الإدارية للإمارة الإسلامية، وأصبحتُ مسؤولاً للجنة الزراعة -التي تساوي وزارة الزراعة- لمدة سنتين.

وبعد ذلك، انتقلتُ لفريق التفاوض في قطر، وقبل أن أذهب إلى قطر للتفاوض، أسسنا مكتباً لأمير المؤمنين (الملا اختر محمد منصور)، وكنتُ رئيساً له لفتره من الزمن.

 

الكثير يتحدثون أن الملا أختر منصور أدخل تعديلات، وكان له آثاراً كبيرة حتى في طبيعة مهام أمير المؤمنين وطبيعة تحركاته. ما الذي يمكن أن تحدثنا فيه عن هذه المرحلة؟

نعم، كان لدي عده مسؤوليات هناك؛ كنتُ عضواً في شورى القيادة من سنة 2002م إلى الفتح، وكنتُ الأمين العام للشورى أيضاً، وكنت رئيساً لمكتب أمير المؤمنين أيضاً.

 

الشورى التي تحدث عنها ما هي مسؤولياتها؟

كل الأمور الجهادية والسياسية والقضائية تدار بواسطة قيادة الشورى.

 

ما هي الأعمال التي كنت مكلفاً بها في مرحلة التفاوض في قطر؟

طبعاً كانت هناك مفاوضات مع الجانب الأمريكي، وشاركتُ فيها، واستمرّت لمدة 18 شهراً أو سنتين تقريباً. ثم بدأنا مفاوضات مع ممثلين للحكومه السابقة.

 

ما هي أبرز محطة يمكن أن تذكرها لنا في مرحلة المفاوضات؟

كل مراحل التفاوض كانت عجيبة لأننا كنا نتوكل على الله، وما كنّا ننظر لمكانة الأمريكيين كما ينظر لها الآخرون. فالآخرون يخشون الأمريكان، أما نحن فكنّا نتكلم معهم بكلام شديد وحازم وحاسم، سواءً مع الجنرالات أو ممثل أمريكا (خليل زاد). وكان بعض الناس يتعجبون ويقولون لنا: كيف تتحدثون مع أمريكا بهذه الشدة والحزم!

 

استمرت هذه المفاوضات لكن تفاجأ الناس بدخول الإمارة الإسلامية لكابل. في يوم الفتح هذا، أين كنتم؟

نعم، فتح أفغانستان كان خلافاً لتوقعاتنا وتوقعات العالم. ما كنا نتوقع أن يتمكن المجاهدون من السيطرة على الولايات بهذه السرعة وأن يدخلوا كابل بهذه الطريقة. وعندما حدث الفتح كنت في قطر، وكانت المفاوضات جارية مع الجانب الأفغاني.

 

هل بقيتم في قطر بعد الفتح أم عدتم مباشرة إلى أفغانستان؟

نحن بقينا تقريباً 20 يوماً في قطر بعد الفتح، ثم جئنا إلى كابل.

 

نحن نقابلكم اليوم بصفتكم وزيراً للطاقة والمياه في إمارة أفغانستان الإسلامية. لكن قبل هذه الوزارة، هل كان لكم منصب في الدولة في الفترة التي سبقت إعلان هذه التشكيلة الحكومية؟

أنا كنت في قطر عندما أُعلِن المجلس الوزاري هنا، وأُعلِن اسمي وزيراً لهذه الوزارة.

 

بعد مسيرة طويلة؛ منذ الطفل الذي ينام وهو يخرج إلى حدود باكستان، وهو يعود الآن من قطر ليستلم وزارة الطاقة والمياه، في بلد يعاني من مشاكل عميقة في الكهرباء ومشاكل في الري وجفاف يضرب البلاد بين فترة وأخرى؛ حينما دخلتم إلى الوزارة، ما هي الأوضاع التي وجدتموها قد تركها الحكم السابق؟

هذه هي حقيقة الحياة في بعض الأحيان لا يتوقع الإنسان شيئاً ما، لكنه يحدث على أرض الواقع. كنا صغاراً ثم أصبحنا مهاجرين، وعندما كبرنا بعد ذلك أُسّس النظام الإسلامي على يد طالبان، وكنتُ مسؤولاً في الحكومة في تلك الفترة. ثم هاجرنا بعد الاحتلال مرة أخرى. ثم جاء الفتح، وتم تعييني لهذا المنصب استناداً إلى توجيهات حضرة أمير المؤمنين وقياداتنا الذين وجدوني مناسباً لهذا المنصب.

والحمد لله، إلى الآن نحن ناجحون في أمورنا. وأنا سعيد وراضٍ لأن الله تعالى اختارني لخدمة شعبي المظلوم. لا أفتخر أبداً بكوني وزيراً أو حاكماً أو رئيساً، ولكنني سعيد بأنني أخدم شعبي. بالطبع، بسبب الحرب المستمرة في أفغانستان؛ فالمشاكل كبيرة وكثيرة، إلا أننا سنبذل جهدنا لحل هذه المشاكل. وبالإرادة القوية، كما قاتلنا ضد الكفار في الماضي، سنقاتل الآن ضد الجهل، وسنعمل من أجل إعمار أفغانستان.

وبخصوص وضع الوزارة، فربما قد سمعتم أن الأمريكيين أسّسوا شكل إدارة غريب؛ فقد كانت الدولة ذات رأسين؛ نصف الحكومة مع أشرف غني، والنصف الآخر مع الدكتور عبد الله عبد الله. حتى الوزارات كانت مقسمة؛ ففي وزارتنا كانت المياه تتبع لحصة أشرف غني، والكهرباء تتبع لحصة دكتور عبد الله، وكانت هناك خلافات كبيرة بينهم، والوزارة مشتتة. إدارة الكهرباء في الأصل كانت مرتبطة بوزارة المياه والطاقة، لكن الأمريكيين حوّلوها لإدارة مستقلة؛ لذلك عندما وصلنا إلى هنا وجدنا أن المشاكل الإدارية واضحة، وكانت هناك ضرورة لإعادة صياغة القوانين والنظم وفقاً للشريعة الإسلامية؛ فبدأنا في إصلاح قوانين المياه والطاقة امتثالاً لتوجيهات الشريعة. وبعد ذلك، قمنا بتعديل وضع المياه والطاقة؛ حيث تم تعيين نائبين للوزير يديران القسمين، لكنهم يستلمون توجيهاتهم من مرجع واحد وهو الوزير.

وعندما وصلنا إلى كابل، واجهنا تحدياً إضافياً؛ وهو الجفاف الشديد، حيث كانت هناك حاجة مُلِحّة للمياه، وكان الناس في بعض القرى البعيدة يضطرون لترك منازلهم بسبب نقص المياه. لذا قمنا بتحسين إدارة المياه، واتخذنا إجراءات لاستكمال بناء السدود التي بدأت في الإدارة السابقة وكانت الأعمال متوقفة فيها، فأكملنا بناء سدود مهمة، مثل: سد (كمال خان)، وسد (شاه وعروس) وسد (باشدان) في ولاية هرات، وسد (بخش أباد) في ولاية فراه، وسد (توري) في زابل. بالإضافة إلى ذلك، بدأنا في إعادة إعمار السدود الرئيسية لشعبنا. وسنواصل العمل على السدود بحسب ما يتوفر من ميزانيات.

 

هل هذه السدود لتوفير المياه والري أم لها أيضاً استخدامات في إنتاج الطاقة الكهربائية؟

تعتبر معظم السدود في أفغانستان سدوداً زراعية، حيث تكون الغالبية العظمى من إنتاجها مخصصة لري المزروعات.

سد (كجكي) هو من بين القليل من السدود التي تنتج كمية معتبرة من الكهرباء، وقد طورناه لينتج 100 ميجاوات. أما السدود الأخرى فعادة ما تكون قدرتها الإنتاجية الكهربائية محدودة؛ فقد تتراوح بين 2 ميجاوات ونصف الميجاوات في بعض السدود؛ مما يعني أنها تعتبر بشكل رئيسي للاستخدام الزراعي مع إنتاج كهرباء محدود.

عندما جئنا، وجدنا أن النظام السابق كان يستورد ما بين 500 إلى 600 ميجاوات من الكهرباء من دول مثل: اوزبكستان وطاجيكستان وإيران. الأرقام التي لدينا تشير إلى أن إنتاج الكهرباء في الداخل، سواء من قبل الأفراد أو المؤسسات الخاصة أو الحكومة مثل سد (نجلو) وسد (كجكي)؛ كان ضئيلاً للغاية. وجدنا الوضع هكذا في أفغانستان، رغم أنه يوجد مصادر ممتازة للطاقة في المياه والهواء والغاز.

وتشير الأرقام المتوفرة لدينا إلى أنه في مناطق مثل: نيمروز، وفراه، وهلمند، يمكن أن ننتج حوالي 16000 ميجاوات من الكهرباء الهوائية. وإذا نظرنا إلى المصادر الأخرى، فإننا قادرون على إنتاج حوالي 30000 ميجاوات من الكهرباء. وقد تكون الحاجة إلى الكهرباء في جميع أفغانستان تُقدّر بحوالي 15000 ميجا وت؛ بالتالي يمكننا بالفعل بيع الفائض من الكهرباء للدول الأخرى إذا كنا قادرين على إنتاج أكثر مما نحتاج إليه، وهذا سيكون له تاثير إيجابي على الاقتصاد الوطني، وقد يُسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي للطاقة وتعزيز التبادل التجاري مع الدول المجاورة.

 

ماذا عن الواقع الذي استلمتموه من الحكومة السابقة؛ كم كانوا ينتجون؟

هم لم يقوموا بإنتاج الكهرباء، بل كانوا يعتمدون على الاستيراد، ولم يتم عمل أي سد قادر على إنتاج الكهرباء خلال فترة حكمهم.

 

ما هي الخطط المستقبلية والأفكار التي تضعها الإمارة الإسلامية لمشاكل الطاقة والمياه؟

نحن نحاول الاستفادة من مصادر الطاقة الداخلية. لقد عقدنا اتفاقية مع شركة لإنتاج 10 ميجاوات من الكهرباء في (نجلو)، وهذا العمل بدأ في فترة حكم الإمارة. في الوقت نفسه، تم التعاقد مع شركة أفغانية لربط شبكة الكهرباء بين (دشت الوان) و(كابل)، وسيتم الربط بتكلفة تقدر بـ 71 مليون دولار. وسنقوم بشراء 1000 ميجاوات من الكهرباء من تركمانستان.

في الوقت الحالي، نرغب في بناء سد (باغ دره) في كابل الذي سينتج 240 ميجاوات من الكهرباء. كما نعمل الآن على مشروع (سروبي2) الذي سينتج 103 ميجاوات من الكهرباء بإذن الله.

 

بشكل عام، ما هي الإنجازات التي تسعدون بأنكم كنتم على رأس العمل فيها؟

أولاً: تمت إضافه 100 ميجاوات من الكهرباء في سد (كجكي)، كان العمل جارياً على هذا السد، ولكن تم الإنتهاء منه في فتره حكم الإمارة. كما تم إضافة 10 ميجاوات من الكهرباء في سد (نجلو) والذي تم الإنتهاء منه أيضا في فترة حكم الإمارة، واستفاد منه الناس.

أيضاً مما يسرني ويسر الآخرين هنا، هو أنه في السابق لم يكن المهندسون الأفغان قادرين على تخطيط السدود، على الرغم من وجود عدد كبير من الجامعات في أفغانستان، لقد كنا مندهشين أنه رغم ما أعلنته الولايات المتحدة من جلب موارد ضخمة إلى أفغانستان لكن لم يكن هناك في أفغانستان مهندس قادر على تخطيط السدود؛ تحدّثنا مع مهندسينا وطلبنا منهم التخطيط للسدود ونجحنا في ذلك.

أنجزنا وأنشأنا سداً في ولاية زابل بميزانية الإمارة الإسلامية، وبواسطة مهندسين أفغان. في الماضي كانت الشركات الأجنبية تأخذ مئات الآلاف من الدولارات فقط للقيام بالتخطيط للسدود. هذا ما يساعدنا في الوزارة ويسعد شعبنا أيضاً.

 

تعقدون في الوزارة اتفاقيات وعقود مع شركات كبيرة لحل مشكلة الكهرباء والمياه في أفغانستان. خلال الفترة الماضية كم عقداً استطعتم أن تنجزوه؟

لقد أعلنا عدة مرات عن المشاريع واجتذبنا العديد من الشركات الأجنبية، بما في ذلك الشركات الصينية والألمانية والتركية والإيرانية. ولكن -كما تعلمون- أن بعض الذين يعلنون أنفسهم مدافعين عن حقوق الإنسان يفرضون قيوداً على البنوك الأفغانية؛ مما يجعل بعض الشركات تشعر بالقلق من التعامل معنا. تتصور هذه الشركات أنهم إذا أنجزوا العمل، قد لا يكونون قادرين في النهاية على استلام الأموال مقابل ذلك، وهذا يعتبر سوء فهم منهم لطبيعة الوضع وحقيقته. ومع ذلك، هناك تجار أفغان يعملون معنا حالياً. ونعمل مع شركة 77 التركية، وهذا سيكون له تأثير إيجابي على حل مشاكلنا.

في الواقع، قمنا بإنجاز 130 عقداً خلال السنة الماضية، أغلبها في السدود الصغيرة، وتم الإنتهاء من نصف هذه السدود. دور هذه السدود، بشكل رئيسي، في منع الفيضانات وتخزين المياه.

في الوقت الحالي، نعمل على إنجاز هذه المشاريع، وقد تم الإنتهاء من معظمها، وما زال العمل مستمراً في بعض المشاريع الأخرى.

 

لو ذكرت لي أبرز مشروعين في الطاقة والمياه تعتبرهما مثل حلم شخصي لمعالي الوزير يريد أن يحققه لأفغانستان؟

الكهرباء لها أهمية كبيرة؛ فهي ضرورية لقطاعات الصناعة والزراعة. أتطلع إلى رؤية الكهرباء متاحة في كل منزل، فإذا تحقق ذلك سيفرح شعبنا وسيتحقق حلمنا.

ما نطمح إليه ونحلم به هو استغلال مواردنا المائية التي تتدفق إلى خارج البلاد، مثل: نهر (كونر)، ونهر (بالا مرقاب) أو مثلا مياه (باشدان) التي تضيع بدون استفادة. نرغب في العمل على تلك الموارد والإستفادة منها وإقامة السدود عليها لتوليد الكهرباء.

 

ما حجم الطاقة الممكن إنتاجها في البلاد إذا نجحتم في هذا؟

يمكن للسد الواحد أن ينتج بين 800 إلى 900 ميجاوات من الكهرباء، ولكن هناك سدود مثل سد (كونر) يمكن أن تنتج حوالي 1000 ميجاوات من الكهرباء، وهناك سدود أخرى تنتج حوالي 200 ميجاوات من الكهرباء. هذا فقط اذا استفدنا من موارد مياهنا. أيضا سيكون لدينا فرصة ممتازة للإستفادة من الطاقة الهوائية في هرات ونيمروز؛ مما يمكن أن يؤدي إلى إنتاج حوالي 16000 ميجاوات من الكهرباء، وهذا سيكون إضافه قيمة كبيرة للبلاد.

 

هل لديكم رسالة للمستثمرين من مختلف دول العالم؟

نقول بكل جرأة للمستثمرين الأفغان والأجانب أن الأمن والاستقرار متوفران الآن، وأموالهم ومصالحهم وكل ما يتعلق بهم سيكون في حفظ وأمان، ولا يمكن العثور على هذا المستوى من الأمن والأمان في كثير من دول العالم في الوقت الحالي، لذا ندعوهم للإستفادة من هذه الفرصة. وبمشاركتهم يمكنهم مساعدة الشعب الأفغاني والاستفادة من تجارتهم.

 

أختِمُ بسؤال شخصي؛ ماهي مشاعركم بعد هذه الرحلة الطويلة بين مشهد الطفل الذي يحمل الأكواب وهو يعبر الحدود وينام في الطريق ويخشى أن تسقط منه هذه الأكواب، والوزير الذي يجلس أمامي هنا بعمر كبير مرّ بتجارب كثيرة في مناطق كثيرة، في الإمارة الثانية؟

نعتبر هذه نعمة من الله أنه استخدمنا في خدمة الدين ومنحنا الفرصة للعمل في سبيله. إن هذا من فضل الله تعالى علينا. هذا ما أشعر به. والواقع أنه يجب علينا العمل بجدية أكبر وأكثر لخدمة الدين والشعب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى