
حِدَأِ (ناتو) في مخالب صقور هندوكش
لقد آن لحظات سقوط إمبراطورية حلف الشمال الأطلسي “الناتو” الغربية المستبدة إثر هاوية الإمبراطورية المجوسیة والقيصرية، كما هبطت نجم حظها علی الأرض بعد انهيار تلك الإمبراطوريات، وقد تمكن المجاهدون الأبطال في قمم جبال هندوكش فی أفغانستان من هزيمتها وكسر شوكتها في الميدان العسكري والأمني.
كان یرید حلف شمال أطلسي “ناتو” عقب سقوط حلف (وارسو) تثبيت سطوته علی الدول التي تخلصت من سيطرة (وارسو) ولكن من سوء حظه أنه ربط نفسه في مصيدة الدولة التي تستحيل النجاة منها، كما أن حيله المتعددة و دسائسه المتنوعة لا تستطيع حله عن هذه المكبلات، وعلی خلاف توقعات المحللين السياسيين والعسكريين نسمع اليوم أزيز “الناتو” وتأجيجه، ومع ذلك لم يستطيع أي مختبر طبي تشخيص جراثيم جسمه في عصرنا العلمي المتطور ودورنا الصناعي المتقدم وعجزت كافة الوسائل الطبية عن علاجه ومداواته، وقد آن زوال إمبراطوريته و وقوف سفينته التي هددت حياة العالم علی جرف شاطئي البحر.
وإثر الحرب العالمية الثانية تنافس حلفا وارسو و ناتو فيما بينهما علی غرار الإمبراطوريات الماضية الظالمة المنهارة للسيطرة علی دول العالم و هضمها وعلی الخصوص العالم الإسلامي، وتمكنا من ابتلاع أمم عديدة ونهب حقوقها وأخذ خيراتها و ذخائرها الطبيعية من النفط والغاز والأحجار الكريمة… وقد وصل زرع بذور غصبهما واحتلالهما إلی قفقاز وقمم جبال هندوكش الشاهقة، ولكن بعون الله تعالی ونصرته استطاع أبطال هندوكش تمزيق جوف وارسو برماحهم الحادة وأخرجوا منه ما ابتلعه من أراضي بخاری وسمرقند وقفقاز، والآن أخرجوا الرماح المسلسلة والسهام المشققة ضد محتل عالمي آخر (الناتو) لإزاحته نهائيا عن وجه الأرض.
وتشير الإءاحات إلی ظهور ملحمة نجم مجاهدي أفغانستان وبروز حظ الأمة الإسلامية في أفق السماء ضد معتدي بروكسل ومتجاوزيها، ونشاهد حاليا أن صقور قمم هندوكش تقطع بمخالبها جثث غربان (الناتو) مما أدت إلی إشباع الطيور بلحومها النجسة.
وهذه الأخبار ليست إدعاءات كاذبة بل هي حقائق ثابتة اعترف بها قادة ناتو العسكريين والمحللين السياسيين بل وتحيروا منها، وها هم الآن يرددون ليل نهار رثاء أحزانهم علی الجسم المعلول وتسيل أنهار الدموع من مجسمة الناتو.
ولاثبات مدعائنا نورد تصريحات أحد البارزين في حلف شمال أطلسي “ناتو” والتي أدلی بها في الآونة الأخيرة لصحيفة (ديلي تيلجراف) البريطانية، وقد أوردت الصحيفة المذكورة تحليلا عن القائد الكبير للقوات البريطانية وقالت: (إن حلف شمال أطلسي “ناتو” حلف فاشل وإدارة منهارة)
وتضيف صحيفة (ديلي تلجراف) إن قائد القوات البريطانية انتقد حلف الشمال الأطلسي “ناتو” وصرح بأن قوات حلف الشمال الأطلسي “ناتو” تواجه مخاطر معقدة وتهديدات بالغة في أفغانستان، وصرحت الصحيفة بأن القائد المذكور اعتبر الحلف منهزما، ونوه بأن حلف “ناتو” أصبح ضحية الاختلافات الداخلية، وبسببها تناحرت أراء منسوبيه نحو قضية أفغانستان، والصحيفة المذكورة اعتبرت الذكرى الستين لتأسیس الحلف ذكری الانهيار والاندحار.
نعم! إن حلف شمال الأطلسي “ناتو” أسس قبل ستين عاما كجدار حديدي متين مقابل حلف وارسو، لأن جذر إمبراطورية حلف وارسا وقتذاك قد بلغت آخر مواقع آسيا وأوروبا وأوقع العالم في ذعر وحيرة، ولكن اليوم وبعد مضي هذه الفترة اضمحل قوته وزال هيمنته وأصبح بقاءه متعلق بمجاهدي قمم جبال هندوكش الشاهقة.
وأما الآن وبعد مرور ثمان سنوات من الظلم البربري فإن حلف “ناتو” يعد آخر أيام حياته وليس في وسعه بعد هذه الوقائع المريرة الاستيلاء علی المجاهدین الأفغان و بسط نفوذه العسكري في مناطق قمم جبال هندوكش.
ومن ناحية أخری أن حلف “ناتو” في أوضاعه الراهنة التي تواجهه لا يرغب إراقة دماء جنوده المحبوبين في جبال هندوكش وشمشاد وسبين غر وسور غر… ولا يحب البقاء فيها؛ لذا فإن دعوة أوباما وإلحاحه عليها في مؤتمر الناتو بمدينة سترا سبورغ الواقعة علی الحدود الفرنسية الألمانية لدول الأعضاء في الحلف لإرسال قوات إضافية إلی أفغانستان قابلت من قبل معظم أعضاء الناتو بـ (فتور شديد) ولم يستجب لأوباما خلال المؤتمر سوی إرسال (5000) جندي، وأن (3000) منهم سترسل لفترة مؤقتة ومحدودة.
وعلی صعيد آخر إن أعضاء حلف “ناتو” يصرحون بأن الحرب في أفغانستان تتعلق بأمريكا لوحدها، ولكن أميركا تحاول استخدام سياسة خادعة وتسعی لإلقاء عبء الحرب علی القوات الأوروبية، وبسبب استخدام هذه الاستراتيجية المخدعة واجه الحلف هزيمة شرسة مقابل مجاهدي إمارة أفغانستان الإسلامية و يتضاءل اعتباره العالمي بمرور كل يوم.
ويری المحللون بأن من دوافع انهزام حلف “ناتو” فقدان التنسيق فيما بين جنوده، فكل دولة تنظر إلی الآخرى بعين الشك وتبحث عن منافعها الشخصية وكل واحدة تتهم الأخرى بالاختلاس والسرقة، بالإضافة إلی انتشار سلوك التبعيض أوساط جنوده .
فعلی سبيل المثال إن الراتب الشهري للجندي التركي يبلغ” 700″ دولار فقط وأما رواتب جنود الأمريكان الشهري فما بين 5000 إلی 12000 د ولار، ومصاريف وجبات الطعام للجندي الأمريكي تبلغ 120 دولارا يوميا، وأما مصاريف وجبات الطعام لجنود الدول الفقيرة فتساوي صفرا مقابل الجنود الأمريكيين، بل إنهم محرومون حتی عن استعمال الماء الصافي ويستخدمون السطول لشربه، كما أن الأمريكان يودون استغلال ذخائر أفغانستان الطبيعية لأنفسهم والسيطرة عليها كاملا، ودول حلف شمال أطلسي “ناتو” تعتبر هذه الأعمال خيانة عظمی وتسعی مشاركتها معها في أخذ الخيرات والاستيلاء علی الذخائر الطبيعية.
وهناك بواعث أخری أدت في وقوع النزاعات بين أميركا ودول الأعضاء في حلف شمال أطلسي “ناتو” وتسببت هذه النزاعات في اضطراب وتدهور مستقبل “الناتو” وقد سمع الجميع عبر الاعلام بأن رئيس وزراء الدنماركي (اندرس راس موسن) عين أمينا عاما لحلف شمال الأطلسي “ناتو” بقوة أميركا علی الرغم من مخالفة تركيا لهذا القرار واعتباره شخصية متنازعة فيه، كما عُرف في العالم الإسلامي برجل متعصب وغير مرغوب فيه، لأن دولة دنمارك أثناء ححم (اندرس راس موسن) قامت بنشر الرسوم والكاريكاتورات المسيئة للرسول صلی الله عليه وسلم، وتضجر منها المسلمون في العالم كله وقاموا بالمظاهرات الغاضبة ضد هذه الأعمال الشيطانية وراحت ضحيتها في أفغانستان لوحدها أكثر من 12 شخصا، ورغم هذه الضوضاء الشديدة والحالات المتشنجة لم يعتذر عن الاستخاف بالأديان ولم يقم بمحاكمة محرري الجرائد التي نشرت تلك الرسوم ومعاقبتهم، ولا زالت فكرة الثأر و الانتقام مستقرة في أذهان المسلمين في العالم بأثره، ومن غير شك أن تعيينه في منصب الأمانة العامة لحلف شمال الأطلسي “ناتو” سيعرقل وظيفة ناتو في أفغانستان وسيواجه أزمات شتی في مواصلة مهمته، وليس من المستبعد أن تقوم الشعوب الإسلامية الأخرى ضد حلف “ناتو” لأخذ ثأر نبيها والغيرة علی حفظ احترامه وقداسة شخصيته.
نعم!! إن صقور هندوكش تطير في أرض الجهاد والفدائية و تقوم باصطياد حدأ ناتو، ويشاهد العالم أن صقور هندوكش قد أمسكت حدأ ناتو في مخالبها، وستظهر عن قريب بأن تلك الصقور سوف تقوم إما بلطخ حدأ ناتو أو بطردها عن واحتها، ومعلوم لدی الجميع بأن أبطال هندوكش أخرجوا رماحهم ويستهدفون بمعنوياتهم العالية إدخالها في صدور المعتدين المحتلين لينتقموا بذلك ثأر شهدائهم البارزين وجراحات أمتهم المنكوبة