مقالات الأعداد السابقة

خارج السيطرة (2) أفغانستان..حرب خارج سيطرة الإدارة الأمريكية

الجيش السري الأمريكي” يهدد أفغانستان وأمريكا نفسها

أ. مصطفى حامد

حرب البنوك على الجنس البشرى:

نظرة على دور الجيوش التقليدية فى الحروب الحديثة التي تشنها البنوك اليهودية على أفغانستان، والعالم الإسلامى والعالم بشكل عام، تكشف أنه قد إنتهى تقريبا نمط الحروب التقليدية بالشكل الذى كان معروفا حتى حرب أفغانستان عام 2001، حيث تجلت قدرة المجاهدين على ردع أى جيش تقليدى ودفعه إلى الفرار. وبالتالى كانت النتيجة أن ممارسة إحتلال الدول الأخرى بجيوش تقليدية أصبح عملا عفا عليه الزمن. واقترح خبراء البنوك أنماطا جديدة من الحروب، وأشكالا مبتكرة للإحتلال، تراجع فيها دور الجيوش التقليدية لصالح أدوات وطرق جديدة.

ـ فى حرب إسرائيل ضد حزب الله فى عام 2006: وامتلاك حزب الله لسلاح صاروخى رادع له قدره على إحداث دمارا لا يطاق لبنية إسرائيل الإقتصادية والسكانية فى حال الحرب التقليدية التي أستخدمتها إسرائيل فى السابق ضد الدول العربية. فكان الإقتراح بإدخال عناصر جديدة من الحرب تخفف الإعتماد على الجيش التقليدى إلى درجة أن تصبح بديلا عنه مع بقائه كمجرد قوة إحتياط فى خلفية الصراع.

♦ توصلت أمريكا وإسرائيل معاً إلى نفس النتيجة بعد هاتين الحربين، فنشأ بينهما تعاون فى أكبر حرب مشتركة لتطبيق مفاهيم الحرب الجديدة وبشكل مكتمل ضد أفغانستان.

 

حروب بلا جيوش نظامية:

إذن الجيش النظامى تراجع دوره وأصبح واحد من عناصر كثيرة، بعضها قد تفوق أهميته كثيرا أهمية الجيش النظامى، بعد أن تحولت الحروب إلى شئ آخر غير تقليدى.

♦ البنوك تمتلك مرونة كبيرة فى حروبها الجديدة. ويتم ذلك وفق أصول وقواعد علمية نتيجة للتجارب الكثيرة التي مرت بها الدول الضعيفة. فالبنوك اليهودية تمتلك القدرة على إستخدام أجهزة الدول الخاضعة لها، للعمل ضد شعوبها بشكل عنيف وآمن من العقاب، ومدعوم من أمريكا ودول أوروبا وحلف الناتو.

ولمزيد من المرونة تمتلك البنوك القدرة على النفاذ والسيطرة على أدوات كثيرة للعمل التخريبى، فتمتلك أحزاباً ومنظمات المجتمع المدنى. وتمتلك أحزابا دينية وعلمانية ووسائل أعلام حديثة ومؤثرة على الرأى العام.

وللبنوك عبر قوى خاضعة لها، قدرة على التحريك والسيطرة على مجموعات ضخمة من المرتزقة والصعاليك غير المنظمين، الذين لهم تسميات مختلفة من مكان إلى آخر. فيسمون فى مصر “بلطجية”، وفى سوريا “شبيحة”، وفى لبنان “زعران”، وفى السودان “جنجويد”.. وهكذا.

النتيجة النهائية المتوخاة هى تدمير وتجزئة الدول القائمة، وتحويل الثورة إلى دمار، بإحداث أكبر قدر من القتل والتخريب، وإحداث صدمة رعب وذهول لدى الشعوب تجعلها تتقبل أى شئ ترغب البنوك الدولية فى فرضه عليها، من القهر السياسى إلى النهب الإقتصادى والإذلال وضياع الحريات الشخصية والحقوق الإنسانية.

 

هكذا تدير البنوك اليهودية حربها على أفغانستان والعالم.

أولا ـ حرب البنوك على العالم:

أ – يقودها نخبة من مالكى البنوك اليهودية الكبري فى العالم.

ب – أهم الأجهزة التي يستخدمونها هى جهاز إستخبارات مركزى ذو قدرات عالية فى جمع وتحليل المعلومات. ورسم الخطط الضرورية للحرب فى مراحل زمنية متتابعة. أهم أقسامة هى ما تتعلق بالأمن والإقتصاد العالمى، وتطوير الأسلحة، وابتكار نظريات الحرب وتطوير الخبرات المكتسبة.

تعتمد الإستخبارات على التقنيات المتطورة والعناصر عالية التأهيل. تعاونهم شبكة واسعة من “المتعاقدين” فى مهام كثيرة ومتنوعة. ثم جزء أخير لايقل أهمية وهو التعاون الواسع مع أجهزة إستخبارية حول العالم مهما كانت درجة تطورها.

جهاز الإستخبارات البنكى، يشرف على تطبيق الحروب الحديثة لتدمير الدول والمجتمعات بأدوات دون الأسلحة النووية.

 

أنواع الحروب التي يشرف عليها جهاز الإستخبارات البنكى على العالم:

حروب جرثومية وبيولوجية. حروب إقتصادية مالية وتجارية بضرب العملات والحصار التجارى والعقوبات الإنتقامية. حروب توزيع المخدرات على مستوى العالم واستهداف شعوب بعينها ومجموعات عرقية ودينية. إشعال الثورات الملونة لتغيير المجتمعات وإسقاط الأنظمة غير المرغوب فيها. تصعيد الحروب الثقافية لفرض الحضارة الغربية على شعوب العالم، مع تركيز خاص على إنهاء تواجد الإسلام فى الميدان البشرى، وتحريفه إلى درجة القبول بالإستعمار الإسرائيلى، وبسيادة المُثُل المادية والإلحادية اليهودية، بل والتباهى بخدمتها، وإنشاء جماعات “إسلامية!!” وقيادات لامعة تروج لإسلام جديد يعمل مع اليهود ضد الإسلام الحقيقى وتشويه صورته ومبادئة والداعين إليه، وقتلهم ماديا ومعنويا.

 

ثانيا ـ حرب البنوك اليهودية على شعب أفغانستان:

قيادة حرب البنوك على أفغانستان:

تعتبرأفغانستان أهم ساحة حرب لليهود وبنوكهم العالمية. ويتولى القيادة الميدانية فيها:

♦ فى القيادة العليا للحرب: جنرالات من الإستخبارات والجيش.

♦ القادة الميدانية: من نصيب الجيش السرى المتمرد. وهو جهاز إستخبارى ميدانى، له إختصاصات شبيهة بجهاز الإستخبارات المركزى التابع للبنوك. يعمل حاليا خارج سيطرة الدولة الأمريكية.

 

القوات المقاتلة فى أفغانستان:

الجيش الرسمى لدولة الإحتلال تحول فى هذه الحرب إلى قوة إحتياط تستخدم فى حالات خاصة مثل حماية المرتزقة عند الطوارئ، وحماية المنشآت الإستراتيجية العسكرية والمدنية. والقيام بالعمليات العسكرية الصعبة التي لا تقدم عليها قوات المرتزقة لخطورتها العالية.

 

أنواع قوات المرتزقة فى أفغانستان:

المرتزقة هم القوة الأساسية فى حرب البنوك على أفغانستان. وأنواعهم فى أفغانستان هى:

1 ـ مرتزقة يعملون فى شركات دولية كبرى.

2 ـ مرتزقة محليون يحملون جنسيات مزدوجة، وأغلبهم تابعون لجهاز الإستخبارات.

3 ـ مرتزقة قبليون (الأربكية).

4 ـ مرتزقة أثبتوا قدرات إجرامية فى العمليات القذرة.

5 ـ خبراء فى حروب الصدمة. (حروب الصدمة ضد الشعوب تشمل: إغتيالات / الإرهاب ونشر الرعب والإنهيار المعنوى / حرب الإعلام والتحلل الأخلاقى / ترويج المخدرات بين الشباب والنساء/ ترويج الإشاعات وتشويه سمعة المجاهدين وأعداء الإحتلال / إحداث الفتن بين مكونات الشعب الدينية والعرقية / ترويج ثقافة الإحتلال والتقليل من حرمة الدين واحترام العلماء والشعائر الدينية).

 

القوة الناعمة المصاحبة لحرب البنوك اليهودية.

وتساهم بدور كبير فى تحقيق أهداف حروب الصدمة السابق ذكرها. خاصة فى مجال الشائعات والحرب على الدين والثقافة المحلية.

وإيقاع الفتن الداخلية بين مكونات الشعب. وتشغل الحرب الإعلامية المساحة الأوسع فى الحروب الحديثة وتضاعف من تأثيراتها. وتمتلك البنوك اليهودية عبر عملائها من هيئات ودول، سيطرة شبه مطلقة على المستويات الثلاثة للإعلام. وهى: الإعلام الدولى ـ الإعلام الإقليمى ـ الإعلام المحلى (الذى يعتمد على الإعلام الخارجى فى تزويدة بالمواد الإعلامية وبوجهات النظر التي يجب إعتناقها والدفاع عنها بإعتبارها التطور الأحدث والأصوب فى كل شئ).

 

القوى الأمريكية.. مناوئة لحروب البنوك اليهودية.

1- الجيش: وهو أهم المتضررين من سياسة البنوك اليهودية فى حروبها حول العالم، والتى جعلت أهمية الجيش ثانوية إلا فى الحروب النووية الشاملة التي لايريدها ولا يسعى إليها أحد، لأنها ببساطة تدمر منشآت وثروات الأمم التي يراها اليهود حقا لهم. أى أنها تضرب مصالح اليهود فى حقيقة الأمر. وبالتالى تراجعت مكانة المؤسسة العسكرية بين القوى الأخرى التي ترسم سياسات الدولة وتتخذ القرارات الحاسمة.

2- شركات التصنيع العسكرى: فلسفة الحروب الحالية تزيح من الصدارة معظم الصناعات العسكرية التقليدية الموجودة، وتخلق طلبا جديدا على صناعات نوعية متطورة للغاية، بما يعنى تقليل هائل فى أرباح تلك الشركات. كما أصبحت سياسية إفتعال الحروب التي تتبعها البنوك اليهودية فى العالم لا تلبى القدرة الجبارة للمصانع الأمريكية، لأنها حروب ذات طبيعة مختلفة أقل إعتمادا على عتاد الحروب التي تخصصت فيه المصانع الأمريكية.

3 – إحتكارات النفط: (فى بعض الحالات وصل سعر برميل النفط إلى صفر دولار). لأن تأثيرات حروب البنوك اليهودية ضربت مصالح شركات النفط فى الصميم. ومن الصعب تصور أرباحا لتلك الشركات مماثلة للمستويات القديمة، أيام حروب التقليدية السابقة.

من الفرص الذهبية القليلة والتى تترقبها تلك الشركات، هى الإستيلاء على شركة أرامكو السعودية بأسعار متدنية للغاية. كما تنتظر توقف حرب أفغانستان حتى تخرج نفط وغاز آسيا الوسطى إلى السوق العالمى عبر أفغانستان.

4 – قوى إجتماعية مستضعفة داخل الولايات المتحدة: وهؤلاء تضرروا بشدة منذ وصول ترامب إلى السلطة، فازداد إنحطاط أسلوب تعامل الدولة الأمريكية مع مواطنيها الملونين وأصحاب العرقيات المختلفة والديانات الأخرى حتى من المسيحيين غير البروتوستانت، ناهيك عن المسلمين. والقول الجامع المانع فى هذا الشأن هو للمرشح الرئاسى جو بايدن، وجاء فيه: (الرئيس الحالى أغرق أمريكا فى ظلام طويل جدا.. فى غضب شديد جدا.. فى خوف بالغ جدا.. فى إنقسام قوى جدا(.

 

حرب البنوك اليهودية على الدولة الأمريكية:

المرشح الرئاسى “جو بايدن” يُرْجِع كل السلبيات إلى الرئيس. ولكن ترامب لم يبتعد قيد أنملة عن السياسات التي تفرضها عليه البنوك اليهودية. ومن النادر أن يجرؤ أمريكى على ذكر تلك الحقيقة بوجهها الصريح. ولكنهم يعترضون على رئيس هو أتفه من أن يضع أى سياسة حتى لمكتبه فى البيت الأبيض.

فالبنوك اليهودية تريد أن تضع الولايات المتحدة بين منزلتين. حدهما الأعلى أن تكون دولة ترهب العالم بقوتها العسكرية والإقتصادية وتتحكم عملتها (الدولار) فى الوضع المالى لباقى الأمم. أى أن البنوك اليهودية ترى فى الولايات المتحدة العصا الغليظة التي ترهب بها العالم وتسوق الأمم أمامها كقطيع من الخراف. وفى نفس الوقت،

فإن هذه البنوك وصلت الحد الأقصى من القدرة والسيطرة العالمية على شئون العالم خاصة فى الإقتصاد ونظم الحكم، لدرجة أنها لن تسمح لأى دولة حتى ولو كانت الولايات المتحدة بأن تشاركها فى التخطيط لشئون العالم فى أى مجال كان. فمن ناحية مالية تسيطر تلك البنوك على أموال العالم بمنظومتها المصرفية التي تحيط بالعالم مثل أفعى الأناكوندا. وبواسطة الدولار الذى تتحكم فى طباعته كما تشاء تمتلك ثروات العالم الحقيقية بأوراق مزيفة ملونه إسمها الدولار.

فى نفس الوقت لن تسمح البنوك بإنهيار الولايات المتحدة تحت تأثير عوامل تآكلها فى الداخل والخارج. والسبب أنه ليس لدى البنوك بديل آخر، أو قوة خاصة بها تقوم بذلك الدور، وأوروبا غير جاهزة لتكون بديلا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى