
خبير أمريكي: طالبان ستعود إلى أفغانستان
سيترك انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان الوضع أسوأ مما كان عليه حين دخلت سنة 2001، هذا ما يتوقّعه تقرير صادر عن مؤسسة كارنيغي للسلام، الذي يشير إلى أن مقاتلي طالبان سيعودون على الأرجح إلى الحكم في أفغانستان بعد انسحاب قوات الأطلسي من البلاد عام 2014 لأن الحكومة الأفغانية الموالية للغرب ستعجز عن مقاومتهم اقتصاديا وعسكريا.
وأكد التقرير الصادر بعنوا…
سيترك انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان الوضع أسوأ مما كان عليه حين دخلت سنة 2001، هذا ما يتوقّعه تقرير صادر عن مؤسسة كارنيغي للسلام، الذي يشير إلى أن مقاتلي طالبان سيعودون على الأرجح إلى الحكم في أفغانستان بعد انسحاب قوات الأطلسي من البلاد عام 2014 لأن الحكومة الأفغانية الموالية للغرب ستعجز عن مقاومتهم اقتصاديا وعسكريا.
وأكد التقرير الصادر بعنوان “بانتظار طالبان في أفغانستان”، الذي أعدّه الباحث الفرنسي، المتخصص في الشؤون الأفغانية جيل دورونسورو، أن “النظام الأفغاني سينهار حتما خلال بضعة أعوام”. وأضاف “بعد 2014، سيكون مستوى الدعم الأميركي للنظام الأفغاني محدودا. وبعد مرحلة جديدة من الحرب الأهلية، يتوقع أن يعقب ذلك نصر لطالبان”.
واعتبر دورونسورو ” أن النظام الراهن في كابول هو أقل استعدادا للصمود في وجه التحديات التي تفرضها “طالبان” من الحكومة الشيوعية التي صمدت طوال ثلاث سنوات في وجه المجاهدين بعد الانسحاب السوفياتي في عام 1989.
وكتب قائلا: “هناك اختلافان كبيران: أولا، لا يتمتع النظام الراهن بالتماسك الإيديولوجي والاجتماعي الذي كان يتمتع به النظام الشيوعي، كما أنه لم يثبت قدرته على الصمود عسكريا في أية مناسبة. ثانيا، تشكل طالبان حركة موحدة تقل الانقسامات فيها، بينما كان التقاتل الداخلي سيد الموقف بين المجاهدين خلال التسعينات”.
ووفق التقرير، فإن الانقسام السياسي، سواء نجم عن ظهور ميليشيات أو نشوء مخابئ آمنة في الشمال، يهدد باندلاع حرب أهلية طويلة قد تحتدم بفعل المنافسة بين القوى الإقليمية. واعتبر أن انسحاب قوات الائتلاف التي طردت طالبان من الحكم في نوفمبر – تشرين الثاني 2001 “سيترجم تلقائيا بتقدم لطالبان، خصوصا في شرق البلاد وجنوبها”.
وعرض الباحث الفرنسي في تقريره سيناريو سيتمكن من خلاله رجال طالبان مدعومين بعدد أكبر من المقاتلين من مضاعفة نجاحاتهم العسكرية على المستوى المحلي ثم على صعيد الولايات وصولا إلى استعادة الحكم في كابول.
ويتوقع الباحث أن يواجه نظام كرزاي ثلاث أزمات كبرى تزامنا مع انسحاب قوات التحالف: أزمة اقتصادية تنجم عن تراجع حاد في المساعدات الغربية وحجم الإنفاق، وأزمة مؤسساتية تتزامن مع انتهاء عهد كرزاي في عام 2014 وبروز مؤشرات على أن معظم النخبة السياسية بدأت تستعد للذهاب إلى المنفى، وأزمة أمنية تترافق مع فقدان الحكومة سيطرتها على أجزاء واسعة من البلد رغم ارتفاع العدد الرسمي لعناصر قوى الأمن.