خطبة سماحة أمير المؤمنين حفظه الله في عید الأضحى عام 1445هـ
الحمد لله وكفی وسلام على عباده الذین اصطفی، أما بعد:
فأعوذ بالله من الشیطان الرجیم، بسم الله الرحمن الرحیم: “إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴿۱﴾ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴿۲﴾ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴿۳﴾”.
صدق الله العظیم وصدق رسوله النبي الكریم، ونحن علی ذلك لمن الشاهدین والشاكرین والحمد لله ربّ العلمین!
أيها العلماء الكرام والمجاهدون العظام وأيها الإخوة المسلمون المخلصون المتديّنون، السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعا، أهنئكم بمناسبة عيد الأضحى المبارك وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يتقبّل جميع عباداتكم ومساعيكم وأن يمنحكم رضوانه، وأن يجعل هذا العيد فتح باب لجميع ما تريدون من الخير والسعادة، وأسأله تعالى أن يفرح المسلمين دائما في أمثال هذه الاحتفالات والأعياد وأن يحافظ على اجتماعاتهم واحتفالاتهم.
أيها الإخوة المسلمون!
اليوم يوم عظيم، يوم يقوم فيه المسلمون بعبادة الله تعالى، وأوّل هذه العبادات هي الصلاة، فحينما نصلي فهذه عبادة عظيمة، وبعد إقامة الصلاة نقوم بعبادة أخرى وهي ذبح الأضحية على من وجبت عليه، فهو يقوم بذبح الأضحية قربانا لله تعالى، ومن فرحة عيد الأضحى أن الحجاج يتمّون مناسك الحج، وأسأل الله العظيم أن يجعل حجهم مبرورا ومقبولا خاصة حج الحجيج الأفغان وأن يجعل حجهم سببا لنيل رضوان الله تعالى، وأن يحفظ الدين ويحافظ على هذه العبادات للمسلمين. واليوم يوم سعيد للغاية، نجد فيه شعارا واحدا يحتفل به المسلمون بكل حفاوة و طرب. كل فرحة في هذا اليوم مثابة عند الله تعالى، لأنه قيام بشعائر الإسلام، فلنحتفل في هذا اليوم و نشكر الله تعالى على ذلك لأنه هو الذي أعطى المسلمين هذا اليوم.
إنكم تعلمون أن هناك أعيادا كانت في الجاهلية تحتفل بها، فكانت للبوذيين والمجوس والمشركين والكفار أعياد مختلفة، لكن جاء الإسلام بعيدين بدل كل هذه الأعياد، وهما عيد الأضحى وعيد الفطر، فأصبحا شعارين للإسلام ورمزين للمسلمين لكي يحتفلوا بهما بكل طرب وفرحة، وأصبحت هذه علامة كبيرة على حسن إسلامهم ومدى تدينهم، أدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لنقدّر هذه الأيام بالطريقة الأحسن.
أيها الإخوة المسلمون!
اليوم يوم العبادة، لذلك يلزم أن نجتهد اليوم للعبادة وأن نجتنب المنكرات، ولا نأتي بما يخالف الشرع، ولا نقضي هذا اليوم في تعاطي المنكرات، بل يلزم أن نجعل منه وسيلة للقيام بالعبادة، ولنكن حذرين بالنسبة إلى أنفسنا وأصدقائنا وعائلاتنا وأولادنا بشكل أفضل حتى لا تصدر من أحد منا أعمال تثير سخط الله وغضبه.
أيها المسلمون!
اليوم يوم العبادة والعفو، فليسامح بعضكم البعض ولتبتهجوا بذلك، واجتنبوا النزاع والشقاق وأصلحوا ذات بينكم في البيوتات وخارجها، وأصلحوا فيما بينكم، ودعوا النزاع والشقاق جانبا، واقضوا على التشاؤم، وتصالحوا وقوموا بالقضاء على الشرّ. وإن كانت هناك خلافات بين المسلمين فأنصح العلماء والشيوخ أن يقوموا بالصلح بينهم، ولا شك أن هناك استياء بين بعض المسلمين، فانتبهوا لها وقد أعطاكم الله فرصة قيمة لتستبدلوا الشحناء والعداوة بالمحبة والألفة، وقوموا بالصلح بين الناس ووفروا لهم الفرح والسرور واجتهدوا لكي يُزرع في قلوبهم الخير والنصح لبعضهم البعض، واحتسبوا الخیر لبعضكم البعض وكونوا مخلصين.
نحن المؤمنون جميعا إخوة ونعبد الله وحده، وكلمتنا واحدة، ونحن أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبيننا وحدة وألفة في الكثير من القضايا، قال تعالى: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ” فتعايشوا مثل الإخوان، ولا تكونوا مثل الأعداء.
أيها الإخوة! حاولوا أن تزرعوا الأخوّة والوحدة بينكم، إن الله تعالى جعل هذه الأشياء في طبائعنا ليبلونا، فالطبيعة تقتضي شيئا، والنفس تقتضي شيئا، والشيطان يقتضي شيئا آخر، وكلّ هؤلاء الأعداء مسيطرون علينا، وإنما النجاة في شيء واحد فقط؛ وهو أن نتبع شريعة الله عز وجل وأن نستنصره في ذلك، حتى ينصرنا ويساعدنا على التخلص من هولاء الأعداء.
إذن علينا أن نترك ما تشتهيه الأنفس وما يدعو إليه الشيطان ونجعل أنفسنا خالصة لله ونبحث عما فيه رضا الله عز وجل، تاركين الشيطان والنفس والرغبات النفسية، حينئذ يجعلنا الله فائزين وناجحين. ونحن خُلِقنا لنعبد الله تعالى، وما خلقنا لنجمع الدنيا والمال وننال عزة الدنيا، بل خُلقنا لنعبد الله عز وجل، فنطلب ما فيه رضا الله تعالى ونتبعه بحثا عنه، وهذا هو الفوز والنجاح، واتباع الشريعة والأخوّة هو سرّ نجاحنا وفلاحنا.
انظروا أيها المسلمون!
يقول الله تعالى في القرآن الكريم: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَ جَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً} عندما تسلط فرعون على الأرض؛ سعى ليجعل الناس طوائف مختلفة يعادي بعضهم البعض، وكان يسعى ليحكم الناس جميعا، لكنهم لم يكونوا يخضعون لحكمه. فجعل الظالمون لأنفسهم أصلا يستمسكون به ويستغلونه إذا احتيج إليه وهو:” فرّق تسُد” يعني فرّق الناس ولا تتركهم على كلمة واحدة ثم احكمهم.
انظروا! التفريق هو الوسيلة الوحيدة التي تمهد الطريق ليحكم العبادُ العبادَ، فإذا كان بين الناس الاتحاد والاتفاق فالله هو الحاكم عليهم، وإذاً لن يستطيع العباد أن يكونوا حكاما عليهم.
أيها الإخوة! اجتنبوا الخلاف والشقاق، هذا النظام هو نظام الله تعالى، وهو نظام شرعي قائم على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد منحنا الله تعالى إياه، وأسأله أن يجعل نظامنا يستقي الآثار الطيبة من نظام الخلفاء الراشدين ونظام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أقول بكل صراحة، بأني أريد الأخوة والاتحاد، وأني أريد وحدة الكلمة بين المسلمين. أنا لا أريد التفرق لا في داخل مجموعة النظام ولا خارجها، ولا التفرّق بين عامة المسلمين، فلو أنهم اتفقوا يوما على إقالتي من هذا المنصب وأرادوا إبعادي عن الحكم، لكنت من المسرورين، لكني لا أفرح أبدا أن أحكم وبين الشعب تفرق وشقاق.
أيها الإخوة!
مع وجود النزاع والإنشقاق يسهل الحكم على الشعب، فلو حاولت أن أوقع بين الشعب الخلافات والعداوات أستطيع ذلك، ثم هم لا يتمكنون من الاتفاق والاتحاد علي، وبعد ذلك أضرب بعضهم ببعض وأجعلهم مشغولين بأنفسهم، فكل ذلك ممكن ومتاح لي، لكنني لا أريد ذلك، لأن هذه سياسة فرعونية وسياسة شيطانية وليست سياسة إسلامية، والسياسة الإسلامية إنما هي قائمة على روح الأخوة وعلی روح الوحدة وعلى مبدأ: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ” وهذه هي سياسة المسلمين التي فيها الاتفاق والاتحاد والاخوّة.
أيها الإخوة!
اتحدوا، فالله يحفظنا، ولا تفرحوا بانتشار النزاع والشقاق بينكم، رحبوا بمرض الطاعون ولكن لا ترحبوا بالخلاف والشقاق، فالخلاف والشقاق شر الأمراض وهما أساس كل فتنة، سواء كنتم من المجاهدين أو عامة المسلمين، فمسلموا العالم يحتاجون إلى الاتفاق والاتحاد، وإن لم تتحدوا ولم تتفقوا سوف يقوم المجرمون الذين سيطروا على العالم واختاروا السياسة الفرعونية بإهلاككم واحدا تلو الآخر، ولقاموا بإبادتكم فرداً فرداً.
لا بد أن يتحد كافة المسلمين، ولا بد لمسلمي أفغانستان أن يهجروا الشقاق والتفرق. وأقول لكم بصفة واحد من عامة المسلمين؛ ساعدوا هذا النظام الإسلامي فإن عزتكم فيه مصونة، لأننا عاهدنا الله أن نقيم العدالة، وعاهدناه أن نطبق الشريعة والعدالة ما استطعنا، وكل ذلك يمكن لنا إذا اتحدنا جميعا، فإن كنتم من المجاهدين أو من غيرهم أو كنتم شبابا أو شيوخا، أو كنتم من العلماء أو غيرهم، فاتحدوا وكونوا على حذر من الخلاف والشقاق، فعلى العلماء وغيرهم وجميع الشعب أن يتركوا الخلاف وليكونوا إخوانا، ولا يتحدثوا وراء ظهور بعضهم البعض ولا يكونوا ضد بعضهم البعض.
انتبهوا! العدو هو الذي ينتفع بخلافاتكم ويستغلها. لماذا يقول البعض عن بعضنا كلمات سيئة جارحة؟ لا بد من مراعاة حق أخيك المسلم، وانظر إليه باعتبار أنه أخوك الذي جعله الله تعالى أخاك، وبقضائه جُعل أخاً لك، فذكرك أخاك بما يكرهه ظلم عظيم بحقه، فلا تغتبه ولا تكشف عيبه، بل استر عيبه وانصحه في الخفاء، ولا تحمل له ضغينة في قلبك، وقل له: إن هذا عيب فيك وعمل شنيع فانتهِ عنه. لكن إشهار العيب -في الحقيقة- طعنٌ في ذلك الشخص وليس بنصيحة، فلا تكشفوا عيبه على مرأى ومسمع من الناس بل عظوه في الخفاء “مَن وعظَ أخاهُ سرّاً فقد زانَه، ومَن وعظَه علانيةً فقد شانَه”.
كلنا إخوة، وهذا النظام نظام الأخوة والمودة، وهو نظامكم أيها الإخوة! المجاهدون إخوتكم والمسؤولون إخوانكم، هم مسلمون وأبناء وطنكم، وهم أبناءكم فلا تذكروهم بسوء، وكونوا عونا لهم في تثبيت الأمن وساعدوهم في تطبيق العدل، والعلماء الذين لهم مسؤولية في النظام إخوانكم، فهم من هولاء الناس، وُضعت على كواهلهم المسؤولية، فمسؤوليتهم أصبحت أكبر بالنسبة إليكم، فعاونوهم لينجحوا في أداء المسؤولية بشكل أفضل، ولا تخالفوهم ولا تعارضوهم، بل انصحوهم وانصحوني؛ استمع إلى نصيحتكم بكل الوجود. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدين النصيحة”، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: “لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم”.
فالدين للمسلمين ولإمامهم نصيحة، وأوصي العلماء أن ينصحوا المسؤولين، وأوصي المسؤولين أن يستمعوا إلى نصائح العلماء.
انظروا أيها الإخوة!
لا تستكبروا، ولا تختالوا، ولا تنكروا الحق، أقول لكافة المسؤولين: لو ظهر لكم الحق فاتبعوه ولا تنكروه ولو قاله من هو أقل علما أو أصغر سنا منكم، وأقول خاصة للعلماء والمجاهدين والمسؤولين: أصغوا إلى العلماء واحترموا تجارب الكبار والشيوخ، واستعموا إلى نصائحهم؛ فتنجحون في مهامكم وواجباتكم مهما كبرت وثقلت. ولو انتبهتم إلى تجارب الشيوخ ومشورة الحكماء يكون النجاح لكم، فاستعینوا بهم وأعينوهم أنتم بنصائحكم.
ومن الواجب على المسؤولين تشجيع العلماء على أن يقولوا لهم الحق، وعليهم تمهيد الطريق للمسلمين ليشاوروهم بالخير، نحن محتاجون جميعا؛ نحتاج إلى العلماء ونحتاج إلى الشيوخ ليشاركوا تجاربهم معنا، وليعتبروا هذا النظام منهم، هذا النظام نظامكم وسيكون لكم، ونشأ من بينكم وهو نظام إسلامي وأنتم مثابون فيه، وإن قمتم بمساعدته فكأنكم ساعدتم الإسلام، وإن تعاونتم معه فكأنكم تعاونتم على الخير.
أسأل الله أن يوفقكم أيها الإخوة، حافظوا جميعا على النظام واتحدوا وكونوا إخوانا، وهذه مسؤولیتنا وواجبنا جميعا، وعلينا أن نكوّن مجتمعنا، والمسؤولون في الحقيقة خدامكم، وعليهم أن يعتبروا أنفسهم خادمين. قال رسول الله: “سَیِّدُ القَومِ خادِمُهُم”، فإن خدموا الناس ليلا ونهارا فهم ساداتهم، وعليهم أن يخدموا الناس ويقوموا بحل مشكلاتهم. وإن كانت لكم أيها المسؤولون مسئولية في المحاكم أو الوزارات أو الرئاسات أو الولايات فاعتبروا أنفسكم خادمين ولا تعلوا بأنفسكم على الناس، والله هو الذي أعطاكم هذه العزة وجعلكم فوق المسلمين بالولاية عليهم، فإذن عليكم بالأخلاق الحسنة والتواضع وخدمة الناس ليلا ونهارا. وفقكم الله تعالى.
جاهدوا واخدموا إخوانكم المسلمين وارحموهم وتعاطفوا معهم، وراعوا حقوق اليتامى والأرامل والنساء والفقراء والمساكين بعين الشفقة والرحمة، فهم مسلمون وأفلاذ أكبادنا، فخدمتهم مأجورة عند الله تعالى، والله تعالى يرضى بهذا العمل ويرضى به الرسول صلى الله عليه وسلم ويرضى به المسلمون، فارحموا من في الأرض من البشر والبهيمة يرحمكم الرب تبارك وتعالى.
قال تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم…} (الآیه) يقول الله تعالى للنبي عليه السّلام هذه من رحمتي جعلتُها في قلبك، وبهذه الرحمة ترحم المسلمين وصرت رحيما بهم، فكل قلب خرجت منه الرحمة فصاحبه شقي. جعل الله الرحمة في قلوبنا.(آمين).
أيها الإخوة ليرحم بعضكم البعض، واليوم يوم العيد، فارحموا فيه المساكين وتفقّدوهم بما عندكم، وساعدوهم وأسهموهم في أفراحكم، وارحموا الجیران والأقرباء والنساء من الأخوات والخالات والعمات وساعدوهن، وتفقّدوهم جميعا.
انتبهوا! لقد ضعفت اليوم صلة الرحم بين الناس، وربما صارت نسيا منسيا، صلوا الأرحام، وأكبر ما يعتبر في ذلك هو إعطاء الأقارب والنّساء حقوقهم، لقد قلت مرارا وأقول للعلماء وآمرهم بأن يعطوا حق النساء في الميراث.
انتبهوا! عاهدوا الله تعالى في هذا المسجد على أن تعطوهن حقوقهن الشرعية، وعند خروجكم من المسجد بادروا إلى ذلك، وأعطِ ما بقي من حق أختك وبنتك وأمك من الميراث ومهرهن وسائر حقوقهن.
أنظروا! الظلم في حق الأجانب ظلم، وإن كان على قريب فهو ظلم أكبر!
فاعطوهم حقوقهم كاملة يغفر الله لكم، واعطوا العباد حقوقهم واعطوا الله حقه، وعلينا أن نعاهد الله تعالى ونتوب إليه حتى يغفر لنا، ونبدأ حياة جديدة ونعمل بتعاليم الإسلام من الألف إلى الياء.
تقبّل الله أعمالكم وأهنئكم مرّة أخرى بهذا العيد المبارك، وأسأل الله العظيم أن يفرحنا مثل فرحنا اليوم على الدوام، وينصر هذا النظام ويتقبّل من الحجيج حجهم، ويتقبل من المجاهدين جهادهم ويتقبل جهود الجميع ومساعيهم.
اليوم يوم عيد الأضحى السعيد ويوم الأضحية!
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمین، و العاقبة للمتقین، والصلاة والسلام علی خیر خلقه محمد وعلی آله وأصحابه أجمعین. ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، وصلی الله تعالی علی خیر خلقه محمد وعلی آله وأصحابه أجمعین.
نسأل الله تعالى أن ينقذ الشعب الفلسطيني من بطش إسرائيل ويحفظهم وينصرهم، ويمدهم بقدرته الغيبية وبجنوده الذين لا يُرون، ويكف ظلم الظالمين وينقذ الدنيا من ظلمهم ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعلهم خائبين فاشلين في كل مكان، وأن يحفظ المسلمين ويصونهم.
انظروا أيّها المسلمون! تشاهدون اليوم أن القوی العالمية تسعى لتحكم العالم كله، ولكن بأي وجه وبأي شعار تريد ذلك؟ يقولون نحن نريد نشر سياساتنا في العالم، ونشاهد اليوم كيف يُضطهد المسلمون سواء في الشرق أو الغرب، ويظلمون باسم حقوق الإنسان وحتى بإسم الإسلام.
واليوم حيث يجري قتل الأطفال والنّساء، فهولاء بأي وجه يريدون الحكم على العالم وبأي وجه ينصحونني ويطالبونني، فقد ساد كل هذا الظلم في العالم وهم يتجاهلونه، والجميع من الكفار والمسلمين تجاهلوا الظلم والعدوان.
أيها المسلمون! لقد ارتفع اليوم بينكم صوتُ الإسلام ونداءُ الشريعة، وفتح العالم أبوابه على الإسلام، وفقنا الله لذلك، ونجّانا من فتن آخر الزمان، وجعلنا فائزين، وأنقذ إخواننا المسلمين من الظلم والعدوان.
و آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمین.