مقالات الأعداد السابقة

الافتتاحية: خطوة إيجابية نحو السلام الأفغاني

على أساس إتفاقية الدوحة، أعلن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي “كريس ميلر” في بيان بأنه تم تخفيض عدد القوات الأمريكية في أفغانستان إلى 2500 جندي.

وأضاف ميلر: إن “الولايات المتحدة اقتربت اليوم أكثر من أي وقت مضى من إنهاء حوالي 20 عاماً من الحرب”.

وقد تعهدت الولايات المتحدة في اتفاقية الدوحة بانسحاب كامل لقواتها من أفغانستان خلال أربعة عشر شهرا. حيث أن سحب القوات الأجنبية المحتلة كان هو البند الأهم في إتفاقية الدوحة.

لقد عجزت الإمبراطوريات الثلاث: الإنجليزية والسوفييتية والولايات المتحدة الأمريكية عن استعباد الأفغان، لأن الأفغان من الشعوب التي يصعب استعبادها؛ لأن فطرتهم جبلت على كره الاحتلال، ولذلك يأبون الضيم ولا يرضون بأي احتلال مهما أوتي من قوة، ولا يستسلمون أمامه، بل يقاومونه ويصمدون في وجهه سنوات طويلة حتى يكتب الله لهم النصر.

إن تخفيض عدد القوات الأجنبية خطوة إيجابية مهمة في سبيل إحلال السلام في أفغانستان، ولكنها غير كافية، بل هناك خطوات أخرى يجب اتخاذها لدفع عجلة السلام نحو الأمام، منها على سبيل المثال:

■ الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية.

■ إطلاق سراح سائر الأسرى.

■ رفع أسماء قادة الإمارة الإسلامية من القائمة السوداء.

وتقع المسؤولية الكبرى في هذا الصدد على عاتق أمريكا، لأنها المسؤولة عن حرب أفغانستان، فهي الجهة المعتدية وهي البادئة لإعلان الحرب.

إن الولايات المتحدة الأمريكية هي من أشعلت نيران الحرب في أفغانستان، ولقد أثبتت السنوات الماضية أن وجود القوات الأمريكية لا يسهم في إحلال السلام في المنطقة، بل يزيد التوتر فيها، ويشتد لهيب الحرب اشتعالا.

وإننا على يقين تام أن نار الحرب اندلعت في أفغانستان بمجيء القوات المحتلة وستنطفئ بانسحابها، ولا شك أن إنهاء الاحتلال إنهاء للحرب.

وقد صرح المتحدث باسم الإمارة الإسلامية لوكالة “فرانس برس” حول انخفاض عدد القوات الأمريكية قائلا: “إنه تقدم جيد يصب في مصلحة الشعبين” الأفغاني والأمريكي، مضيفاً “كلما أتى أنسحاب القوات الأجنبية سريعاً كلما كانت نهاية الحرب سريعة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى